استشهاد أسير فلسطيني بمركز تحقيق إسرائيلي ومؤشرات على تعذيبه
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
استشهد معتقل فلسطيني بمركز تحقيق إسرائيلي، الأربعاء؛ ما يرفع عدد الشهداء المعلن عنه داخل السجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية إلى 48 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، إلى أن هناك مؤشرات على أن استشهاد الأسير حدث جراء تعرضه للتعذيب.
وذكر البيان أن هيئة الشؤون المدنية (جهة فلسطينية رسمية تتواصل مع إسرائيل) أبلغت "باستشهاد المعتقل محمد وليد حسين علي (45 عاما) من مخيم نور شمس" بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
واوضح البيان أن محمد علي "أسير سابق أمضى نحو 20 عاما في سجون الاحتلال، وأُفرج عنه قبل 3 سنوات، وأُعيد اعتقاله قبل أسبوع؛ حيث نُقل إلى مركز تحقيق الجلمة" شمال إسرائيل.
ووفق البيان "جرى نقل علي إلى مستشفى رمبام (الإسرائيلية) صباح اليوم، واستُشهد فيها، دون معرفة أي تفاصيل حول ظروف استشهاده".
واستدرك: "لكن استشهاد علي بعد مرور أسبوع من اعتقاله، ونقله للتحقيق مؤشر واضح على تعرضه للتعذيب الذي يشكّل أحد أبرز السياسات الممنهجة التي تمارس بحقّ المعتقلين في المرحلة الأولى على الاعتقال".
وفق الهيئة والنادي، فإن الأسير "لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية مزمنة، وهو متزوج وأب لطفلة، وينتظر طفله الثاني".
إعلانوأضافا، في بيانهما، أن الأسير علي "هو الشهيد رقم 48 الذي يُعلن عن ارتقائه منذ بدء حرب الإبادة في سجون ومعسكرات الاحتلال (بالتزامن مع الإبادة بغزة في 7 أكتوبر 2023)، وهم فقط من تم الحصول على بياناتهم وأعلن عنهم من قبل المؤسسات المختصة، علماً أنّ هناك عشرات من معتقلي غزة ارتقوا في السجون والمعسكرات، والاحتلال يواصل إخفاء بياناتهم".
وحذرت المؤسستان من أن "الظروف القاسية والمرعبة والكارثية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال وكذلك ما يكشفه الأسرى المفرج عنهم من شهادات صادمة، هي مؤشر واضح على أنّ المزيد من الأسرى يواجهون خطر الاستشهاد، خاصة المرضى منهم والجرحى وكبار السن".
وأشارتا إلى "ارتفاع عدد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ عام 1967، إلى 285، إلى جانب عشرات الشهداء الأسرى الذين يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، وظروف استشهادهم، ومعتقلين آخرين تعرضوا للإعدام".
وجددت الهيئة والنادي، مطالبتها "للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال".
وقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 10 آلاف و300، وفق معطيات لإدارة السجون الإسرائيلية حتى بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري نقلتها الهيئة والنادي "فيما يتواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال".
وبموازاة حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته بجانب تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية؛ ما أسفر عن استشهاد 804 فلسطينيين، يضاف إليهم الأسير، وإصابة نحو 6 آلاف و450، مع تسجيل نحو 11 ألفا و900 حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
إعلانوبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محللون: مقتل الأسير عيدان ألكسندر قد يدفع ترامب للمطالبة بإنهاء الحرب
ألقى فقدان الاتصال بالأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر حجرا كبيرا في مياه المفاوضات الراكدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لأن مقتله سيدفع بصبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو النفاد والمطالبة بوقف الحرب، كما يقول محللون.
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أعلن اليوم الثلاثاء فقدان الاتصال مع آسري ألكسندر بعد قصف المكان الذي كانوا فيه من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة إن القسام تحاول التواصل مع آسري ألكسندر، متهما تل أبيب بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية عمدا للتخلص من ضغط هذا الملف.
ورجح روب أرليت المدير السابق لحملة ترامب في ولاية ديلاوير أن يدفع هذا التطور بصبر ترامب نحو النفاد ومطالبة الطرفين بالعمل على إنهاء الحرب فورا والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع.
نفاد صبر ترامب
وفي مداخلة على قناة الجزيرة قال أرليت إن موت أي مواطن أميركي من شأنه أن يستفز ترامب الذي "يركز على بناء السلام في نهاية المطاف"، متوقعا أنه في حالة تأكد مقتل ألكسندر بنيران الجيش الإسرائيلي فإن ذلك ستكون له تداعيات على العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولا يمكن التكهن حاليا بما ستؤول إليه الأمور بين ترامب ونتنياهو بسبب هذا التطور كما يقول أرليت، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه سيترك أثرا سيئا لأن ترامب سيطالب بالمحاسبة والشفافية، ولن يحمل مقتل ألكسندر أخبارا جيدة إلى أي من الطرفين.
إعلانمن جانبه، رجح الباحث السياسي سعيد زياد أن يكون ألكسندر قد قتل لأن أغلبية الأسرى التي أعلنت المقاومة فقدان الاتصال بالمسؤولين عن حراستهم غالبا ما كان مقدمة لإعلان مقتلهم في هجمات إسرائيلية كما حدث مع حاييم بيري وأمير كوب، حسب قوله.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبلت قبل أسابيع بالإفراج عن ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة أجرتها مع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل أفشلت هذه الصفقة لأنها تحاول التخلص من هؤلاء الأسرى، كما يقول زياد.
واتهم زياد الجانب الإسرائيلي بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية حتى يتخلص من ضغوط المفاوضات، وقال "إنها لا تتفاوض على أسير تعرف مكانه وإنما تقتله".
وأعاد الباحث السياسي التذكير بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال في أول الحرب إنه سيعتبر الأسرى الـ250 كلهم في عداد القتلى.
ووفقا لزياد، فإن نتنياهو يستغل ملف الأسرى لإطالة أمد الحرب واستئصال الفلسطينيين وليس لوقفها، مشيرا إلى اعترافه بأن إسرائيل ما كان لها أن تفكر في إعادة احتلال قطاع غزة لولا أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى الرغم من ذلك فإن الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين يعتقد أن الحديث عن فقدان الاتصال بهذا الأسير سيزيد نفاد الصبر الشارع الإسرائيلي، خصوصا لو تأكد مقتله.
وسيؤكد مقتل ألكسندر للإسرائيليين أن الحكومة الحالية لا تتعلم من أخطاء الماضي البعيد وليس القريب فقط، لأنها تفعل اليوم ما فعلته قبل أكثر من 10 سنوات مع الجندي الأسير هدار غولدن.
ومن المتوقع أيضا أن يلقي هذا التطور بمزيد من الصعوبات على نتنياهو الذي واجه أزمة حاسمة في المفاوضات خلال اليومين الماضيين، فضلا عن احتمال اتهامه بالفشل من جانب اليمين المتطرف، برأي جبارين.
إعلانوتزامنا مع الإعلان عن فقدان الاتصال بألكسندر بثت كتائب القسام رسالة مصورة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين قالت فيها "كونوا مستعدين، قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء"، مضيفة أن "قيادتكم وقّعت على قرار إعدام الأسرى، وجهزوا أماكن دفنهم".
والسبت الماضي، بثت الكتائب تسجيلا مصورا لألكسندر يناشد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل للإفراج عنه، متهما نتنياهو بالتخلي عن الأسرى.
وكان هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر بعد تسجيل بثته الكتائب يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قال فيه إنه لا يريد أن يكون مصيره مثل مواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي أعلنت المقاومة مقتله بنيران الجيش الإسرائيلي.