«سبورة هدى» كعب داير لتدريس المناهج للصغار في غزة: «حقهم يتعلموا»
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
لم تفكر هدى أبوصبرة يوماً أن الحرب ستترك في قلبها شعور الفرقة عن فلذات كبدها، بجانب إصابتها الواضحة فى قدميها، لتقف صامدة فى وضع مأساوى تحاول رسم البهجة على أوجه أطفال صغار طالما درست لهم داخل الفصول الدراسية قبل اندلاع الحرب، مرتكزة على سلاحها الوحيد كـ«معلمة» من أجل الاستمرار فى الحياة، تارة تعتمد على أدوات بدائية، وأخرى تبحث عن دفاترها وأقلامها القديمة حتى تعطى لتلاميذها حقهم فى التعليم داخل مخيمات النازحين بمنطقة دير البلح، وسط غزة.
حكاية المعلمة الثلاثينية «هدى» واحدة من ضمن مئات القصص المرتبطة باستمرار العملية التعليمية، سواء بالمخيمات أو مدارس الإيواء، لكن المميز بها أنها جاءت ضمن مبادرة شخصية منها فى وقت كان الشاغل الأساسى فيه هو البحث عن الطعام وحق المعيشة، إذ رأت فى كل طفل قابلته صغارها الذين تفرقوا عنها نتيجة الحرب والانفصال عن زوجها: «معاناتى الحقيقية ليست إصابتى، بل كانت عدم قدرتى على إبقاء أولادى معى فى الحرب، لذلك حاولت أن أسعد الأطفال الآخرين».
مبادرات عدة تطوعت بها «هدى» لمساعدة النازحين، حتى قررت الاعتماد على مهنتها فى أسمى شىء تراه بالنسبة لها وهو التعليم الذى يقترن بأنشطة ترفيهية للأطفال، لتنشئ خيمة بمجهودها الشخصى ومواردها القديمة التى كانت توجد بمركزها التعليمى قبل الحرب، محاولة أن ينعم القليل بحقه بعدما حُرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من التعليم فى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
اعتبرت «هدى» نفسها تحارب الاحتلال بعلمها، متسلحة بسبورتها الصغيرة التى دائماً ما تنقلها معها فى كل مكان، تستبدل كل شىء لم تستطع إيجاده فاعتمدت على الطباشير بدلاً من الأقلام للكتابة، والكرتون بدلاً من الدفاتر، حتى يتعلم كل صغير أمامها: «حاولت دائماً أفكر كيف أقدم المعلومة للصغار، بالنسبة للمناهج اعتمدت على الكتب المتاحة لدىَّ، واستبدلت الأقلام بالطباشير حين لم أستطع الحصول عليه».
يوماً تكتب «حروف المد» ويوماً آخر تدوِّن «الأرقام»، تحاول المعلمة الثلاثينية جاهدة أن يحصل كل تلميذ أمامها على قدر معقول من المعلومات التى يفقدها بسبب النزوح والحرب. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل عادت إلى مركزها التعليمى مرة أخرى محاولة ترميمه حتى تدرس بشكل موسع لتلاميذها الصغار نظير مقابل مادى زهيد، حتى يجد البعض مكاناً بديلاً للمدارس التى تعرَّض أكثر من 90% منها لأضرار جسيمة، بحسب آخر إحصائية لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
لم تكن المادة التعليمية فقط هى شاغل «هدى»، فهى تدرك أيضاً أهمية الأنشطة الترفيهية لنفسية الأطفال، لتخصص كل خميس مبادرة ترفيهية حتى يستعرض الموهوبون ما يتميزون به، سواء من مواهب الإنشاد أو قراءة القرآن أو الحكى: «كان أفضل نشاط لما سمحت لكل طفل أن يحكى قصة نزوحه من بداية الحرب حتى وصل للخيام بشكل روائى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الأوضاع الإنسانية
إقرأ أيضاً:
سعادة النائب المخالف يعتذر
أمل مرجع قانوني بارز بعودة عدد كبير من الملفات القضائية الى التحرك، وحماسة عدد من القضاة لإستئناف الجلسات والتحقيقات وخاصةً في القضايا المهمة من دون أي إستثناء.
المصدر كشف عن نزاهة وشجاعة رئيسة محكمة جزاء المتن القاضية سيلين خوري التي واجهت بحزم عددا من الإتصالات وأجبرت أحد النواب على الإعتذار أمامها كونه إستنجد بعدد من زملائها في أثناء التحقيق معه بجرم إساءة الأمانة ومخالفة قانون الأسواق المالية، بناءً على قرار ظني صادر بحقه قبل فترة وكان يسعى دائماً الى ارجاء البت به.
المصدر الذي إطلع على المحضر أكد أن القاضية كانت واضحة أمام الجميع بأن كل من يمثُل أمامها يخضع لأحكام القانون، سواء كان نائباً او وزيراً أو مديراً، فلا المناصب ولا الألقاب تنفع أمام القضاء، فكل قاض يساهم بإستقلالية القضاء عندما يتمتع بالمناعة أمام النواب والوزراء والمدراء وكل من تخول له نفسه التدخل في عمل القضاء.
المصدر لفت الى أن "سعادة النائب" سيمثل مجدداً امام القضاء في الأسابيع المقبلة لإستكمال التحقيقات معه.
المصدر: لبنان 24