من داخل مخيمات غزة، تحديداً فى منطقة دير البلح، بدأت «عصمت» معركتها مع الحياة، حيث شمرت عن ساعديها، وبدأت تستعمل المعلبات الفارغة فى الطهى وتسخين المياه، وها هى تستبدل البوتاجاز وتعتمد على «فرن الطين»، الذى صممه لها زوجها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل استغنت عن أنبوبة الغاز، التى حلت مكانها أوراق وأعواد الشجر، وبقايا أكياس النايلون، التى تجمعها من الشوارع وبعض المزارع، التى تم قصفها من قبَل الاحتلال.

لم يكن إعداد الطعام فقط هو ما وجدت المرأة النازحة له بديلاً، بل حلت يداها مكان الغسالة الكهربائية، تغسل ملابسها وأوانيها على شاطئ بحر غزة، بحسب وصف عصمت زايد، ناشطة نسوية مجتمعية نازحة من مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، إلى مدينة خان يونس، فى جنوب القطاع، لافتة إلى الطوابير التى تقفها بالساعات يومياً من أجل الحصول على قدر من المياه الحلوة.

«عصمت» لم تكن وحدها التى تحاول استكمال الحياة العادية بأقل الإمكانيات، بل تفعل مثلها السيدة الخمسينية سحر العيسوى، من أجل أسرتها، حتى إنها تحول كل شىء من أجل عائلتها، خاصةً فى ما يخص ملبسهم، قائلة: «أحول كل شىء قديم لملابس وأحذية، أفيد بها أسرتى، فحالياً كل شىء أصبح غالياً، وغير متوافر، فالجميع حالياً تساوى الغنى والفقير».

قررت «سحر» العودة إلى منزلها، الذى قصفه جيش الاحتلال، محاولة ترميمه بأقل الإمكانيات، باعتبار أن العيش به أفضل من المخيمات، مستغنية عن «البوتاجاز» بفرن الفخار، الذى صنعته بيديها، كما صممت لأبنائها بعض الأحذية من «الجينز» والمعاطف القديمة، حتى يستطيعوا المشى، بحسب وصفها، وأضافت: «كل شىء أصممه أنقله إلى عائلتى وأصدقائى عبر جروبات الواتساب، حتى يستفيدوا مثلى».

وأغلب الأجهزة استغنت عنها مئات الآلاف من السيدات النازحات نتيجة لأزمة الكهرباء المستمرة التى يواجهها ما يقرب من مليونى مواطن فى قطاع غزة، فخلال المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023، أوقفت إسرائيل إمدادات الكهرباء إلى غزة، كما نفد الوقود من محطة الطاقة الوحيدة المتبقية كمورد رئيسى، لتبدأ معاناة النازحين الذين عاشوا أياماً فى ظلام دامس، بحسب تقارير صادرة من وسائل إعلام فلسطينية.

وتعاملاً مع واقع أزمة الكهرباء، قام البعض بشراء بعض الألواح الشمسية، التى يتم استخدامها فى شحن الهواتف والإنارة، حتى إن بعض المهندسين أنشأوا نقاط شحن فى المدارس ومراكز الإيواء والشوارع وبين الخيام، بحسب عصمت زايد، الناشطة النسوية، التى أكدت أنها وأسرتها يعتمدون على هذه الطريقة من أجل شحن الهواتف.

وأضافت أن شحن الهواتف بالطاقة الشمسية لم يكن سهلاً بالنسبة للجميع، إذ اضطر عشرات الآلاف إلى الاصطفاف فى طوابير طويلة ولساعات عديدة أمام نقاط الشحن، متحملين عبء الوقوف والتدافع، كونها وسيلة الاتصال الوحيدة مع الأقارب والاطمئنان عليهم من الشمال إلى الجنوب.

الوضع نفسه بالنسبة لآمال عبدالرحمن الغليظ، الناشطة النسوية المجتمعية، التى تعتمد على شحن هواتفها إما بالطاقة الشمسية، أو بالمولدات الكهربائية، أو بطاريات السيارات، وروت تجربتها بقولها: «نأخذ هواتف الموجودين فى البيت، ونمشى إلى مسافات بعيدة؛ لكى نقوم بشحنها، إما فى مؤسسة أو مستشفى أو لدى أحد لديه طاقة شمسية فى الشوارع، وننتظر بالساعات حتى يتم شحن الجوال».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال الأوضاع الإنسانية کل شىء من أجل

إقرأ أيضاً:

كاميرات على أجساد الحكام وقاعدة خاصة بالحراس بمونديال الأندية

سيُزوَّد حكام مباريات كأس العالم للأندية في كرة القدم، المقررة في الولايات المتحدة بين 14 يونيو/حزيران و13 يوليو/تموز، بكاميرات مثبتة على أجسادهم ويطبقون قاعدة جديدة لمواجهة إهدار الوقت من حراس المرمى، بحسب ما أعلن الاتحاد الدولي (فيفا).

وستُثبَّت على أجساد الحكام "كاميرات كجزء من مرحلة تجريبية، وذلك بعد المصادقة على الاختبارات من قبل مجلس الاتحاد الدولي (إيفاب)" المشرف على قوانين اللعبة، بحسب الفيفا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كارلوس تيفيز.. "أباتشي" انتقل من براثن الفقر والجريمة للنجومية والثراءlist 2 of 2هل يلعب دي بروين إلى جانب ميسي في إنتر ميامي؟end of list

وقد شرح رئيس لجنة الحكام الإيطالي بيارلويجي كولينا "نعتبرها فرصة مناسبة لمنح الجماهير تجربة جديدة، بفضل صور ملتقطة من موقع غير مسبوق".

???????? FIFA has confirmed referees will wear body cameras during this summer's Club World Cup.

A new rule will also be implemented to punish goalkeepers who keep the ball in their hands for more than 8 seconds, with a corner that will be awarded to the opposition. pic.twitter.com/nnqYliJif3

— Football Xtra™ (@FootballXtra0) April 8, 2025

وأضاف كولينا أن هذه المبادرة "مبتكرة للقنوات الناقلة ولتنشئة الحكام.. لأنه من الهام أن تكون قادرا على وضع نفسك بدلا من الحكام، من أجل تقييم كيفية اتخاذ قراراتهم ووجهة نظرهم".

إعلان

وستطبق البطولة كذلك القاعدة الجديدة المصدق عليها في الأول من مارس/آذار -عبر مجلس الاتحاد الدولي- والتي تهدف إلى تقليص الوقت المهدر من حراس المرمى.

وبحسب تلك القاعدة، إذا احتفظ الحراس بالكرة بين أيديهم أكثر من 8 ثوان، تحتسب ركلة ركنية للفريق الخصم، علما بأنه كان ممكنا في السابق منح ركلة حرة غير مباشرة بعد 6 ثوان.

  بحسب القاعدة الجديدة إذا احتفظ الحراس بالكرة بين أيديهم أكثر من 8 ثوان، تحتسب ركلة ركنية للفريق الخصم (الفرنسية)

وأقيمت الآونة الأخيرة ندوات للحكام لدى للاتحاد الأوروبي (ويفا) بمقر الفيفا في زيورخ، خلال الفترة بين 31 مارس/آذار و4 أبريل/نيسان. وأقيمت ندوة أخرى في دبي لحكام اتحادات آسيا وأفريقيا وأوقيانيا بين 2 و4 فبراير/شباط، وثالثة في بوينوس أيرس لحكام أميركا الجنوبية وكونكاكاف بين 24 و28 فبراير/شباط.

وذكر مدير التحكيم السويسري ماسيمو بوساكا "نحن بحاجة إلى مشاهدة اللعب والأهداف، وليس التحكيم. لا ينبغي ملاحظة الحكم خلال المباراة. الحكم الجيد لا يجب أن نلاحظه أو نراه. لكن عليه أن يستعد جيدا".

مقالات مشابهة

  • وضع مأساوي لمرضى غسيل الكلى بمستشفى الأقصى بدير البلح
  • عودة انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد: ارتدوا الملابس الشتوية حتى هذا الموعد
  • احتجاج وشكاوى من نقص الأدوية والأطباء لمرضى غسيل الكلى
  • كاميرات على أجساد الحكام وقاعدة خاصة بالحراس بمونديال الأندية
  • كيف عصفت تعريفات ترامب الجمركية بالعالم؟
  • تحميها من الإندثار.. أفران الغاز تعطى قبلة الحياة لصناعة الفخار بقنا
  • تحقق تنمية شاملة.. اتفاقيات مصرية فرنسية في الكهرباء والطاقة المتجددة
  • مصر توقع اتفاقيات مع الجانب الفرنسي بالكهرباء والطاقة المتجددة
  • برعاية وزير التعليم العالي.. إطلاق برنامج رائد لإعداد قادة الابتكار الاجتماعي بالجامعات والمعاهد المصرية
  • أسرع وأسهل طريقة لإعداد الفطير المشلتت الفلاحي بالمنزل