مع بزوغ فجر يوم جديد، يقف طبيب داخل خيمة صغيرة بعناية، كأنه فى غرفة عملياته التى اعتاد عليها لسنوات، وفى جانب آخر، ربما قريب منه جغرافياً، تحمل «مُعلمة» أدواتها المدرسية، ذاهبة فى طريقها إلى فصلها الدراسى، الذى صممته على أنقاض الحرب، من أجل تلاميذها الصغار، محاولة رسم البسمة على وجوههم الحزينة.

هناك صغيرة ضمن طلاب المعلمة الشابة، تنتظر والدتها بفارغ الصبر، إذ تعد لها الإفطار على موقد حطب تسميه «بوتاجاز»، بينما يحيك لها والدها حذاءها البالى، حتى تلحق طابور الصباح وحصتها الدراسية فى مدارس الإيواء، وفى الوقت الذى يقف كل شخص فى مكانه، يحاول شاب أصم رسم كل ما تخزنه ذاكرته حول الحرب، بريشة لم يتبق منها سوى سن أو اثنين على وجه التحديد، وبينما يعلق الشاب أعماله الفنية، يتجول أمامه شقيقان توأم بين الخيام، لرسم الفرحة على وجوه مهمومة من الحرب والقصف وشبح الموت، يرددان أغنية شهيرة تتحدى الحياة الأليمة المفروضة على أهل غزة منذ أكثر من عام.

وعلى مسافة قصيرة من الجميع، يعلو مقطع «لم نخلق عبثاً حاشانا، بل لنعمرها دنيانا»، وفى الخلفية يجتمع العشرات حول شاب يتجول بسيارته، من أجل شحن هواتفهم بالبطاريات والطاقة الشمسية، ليصبح كل شخص أمام مهمة يؤديها وفق إمكانياته، حتى يستمر حلم «الحياة العادية»، وتمهيداً لطريق الأمل أمام جيل جديد، يستكمل ويعمر دنياه بكل السبل المتاحة.

ومن فوق طائرة، يشير مشهد خيام النازحين داخل غزة لاستحالة الحياة، كيف يعيش فى هذا الخندق الضيق مليون ونصف المليون شخص دون ماء صالح أو كهرباء أو حتى منازل؟.. كيف يعيشون دون أكل وعلى ضجيج انفجارات لا تهدأ، وجرائم مروعة لا تتوقف؟ لكن من رحم هذه المعاناة تولد الحياة دائماً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال الأوضاع الإنسانية

إقرأ أيضاً:

حماس”: مجزرة الشجاعية وصمة عار عالمية وعلى دول التطبيع قطع العلاقات مع العدو

 

الثورة نت/

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مجزرة حي الشجاعية التي ارتكبها العدو الصهيوني اليوم الأربعاء في مدينة غزة واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية.

وقالت في بيان: “في واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية، جيش الاحتلال الصهيوني الإرهابي يرتكب مجزرة دموية، بقصفه مربعاً سكنياً مكتظاً بالمدنيين والنازحين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء 29 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء”.

وأشارت الحركة، إلى أن “هذه المجازر المتواصلة بحق شعبنا الأعزل، وبغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان، تمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي”.

وأكدت ، أن “هذه الجرائم الوحشية التي تُرتَكَب أمام سمع وبصر العالم ضد مدنيين أبرياء عزل، بهدف الإبادة والانتقام السادّي؛ لن تمضيَ بلا حساب”.

وأضافت ، “لم يعد مقبولاً أن تبقى المواقف العربية والإسلامية أسيرة التصريحات والإدانات الخجولة، في وقتٍ تتصاعد فيه آلة القتل الصهيونية بدمٍ بارد وتحت سمع وبصر العالم”.

وطالبت “حماس”، قادة الدول العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية، والتحرك العاجل لاستخدام أدوات الضغط على الاحتلال وعلى داعميه في واشنطن. .

ودعت ، “الدول التي ما زالت تُقيم علاقات مع الاحتلال الصهيوني المجرم، بقطع تلك العلاقات وإغلاقها لسفارات الكيان النازي”.

وأهابت “بجماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، لمواصلة حراكهم المبارك تضامناً وإسناداً لغزة”.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من وزير دفاع الاحتلال بعد احتجاج سلاح الجو الإسرائيلي
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 50.886 شهيدًا
  • عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة
  • حماس”: مجزرة الشجاعية وصمة عار عالمية وعلى دول التطبيع قطع العلاقات مع العدو
  • حماس معلقة على مجزرة الشجاعية: جرائم الاحتلال الوحشية لن تمضي دون حساب
  • أولمرت: نتنياهو يساند جرائم المستوطنين البشعة ضد الفلسطينيين
  • لماذا نحن؟ وعلى أيّ شيء نحافظ؟!
  • أردوغان: نشهد في غزة عربدة ارتكبت بها جرائم وصلت لاستهداف الطواقم الطبية
  • الصحة تتهم الدعم السريع بالتخريب المتعمد للمستشفيات في السودان
  • كاتبة تحذر من التطبيع مع جرائم الاحتلال في غزة.. غضبنا الأخلاقي لن يسمح بذلك