يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تعكف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وضع استراتيجية متفق عليها في اليمن للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن التعامل مع جماعة الحوثي المسلحة وأزمة البحر الأحمر-حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية لـ”يمن مونيتور”.

ويوم الأحد التقى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، في أبوظبي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول زيارة له منذ ثلاث سنوات.

وبحثا ملفات المنطقة وسط تصاعد التوترات في سوريا ولبنان وقطاع غزة، وزيادة الهجمات في البحر الأحمر.

يُعرف ترامب بدعمه الثابت لولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي، وهناك احتمال واضح أن يحاول ترامب مرة أخرى الاستفادة من شراكات واشنطن الإقليمية لمواجهة إيران؛ في حملة ضغوط قصوى جديدة؛ لكن يبدو أن المتغيّرات الإقليمية خلقت معادلة جديدة يفترض بالإدارة الجديدة التعامل معها.

ومنذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يقوم مسؤولين سعوديين وإماراتيين مرتبطين بالملف اليمني لمناقشة رؤية شاملة لإبقاء الأمن القومي لشبه الجزيرة العربية بعيداً عن التجاذب الدولي الحالي ويقع ملف النزاع اليمني في أولى أجندتها- حسب ثلاثة دبلوماسيين خليجيين ودبلوماسي غربي تحدثوا لـ”يمن مونيتور”.

يملك ترامب علاقة جيدة مع العاهل السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان- AFP أبوظبي تريد نفوذ في جنوب اليمن

وقال دبلوماسي خليجي: تواصلت إدارة ترامب بشكل منفصل مع المسؤولين في الرياض وأبوظبي لوضع استراتيجية تخص أزمة البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين، وتوحيد الحكومة المعترف بها دولياً في جنوب اليمن. وهو ما دفع المسؤولين من البلدين لبحث استراتيجية موحدة لفهم الموقف الأمريكي خلال إدارة دونالد ترامب.

وأشار دبلوماسي آخر قريب من الإماراتيين إلى أن هناك مباحثات مستمرة مع السعوديين من أجل حل الخلافات بشأن مجلس القيادة الرئاسي والخطوات اللازمة لحل النزاع اليمني، تشمل رؤية أبوظبي أهمية التعاون مع القوى العالمية، مثل الولايات المتحدة، لتحقيق نتائج إيجابية في الملف اليمني.

يركز الإماراتيون في نقاشاتهم مع المسؤولين السعوديين على ضرورة وجود مبادرة أمنية مشتركة لحل الوضع في جنوب اليمن مع تعدد الفصائل المعارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه أبوظبي في تلك المحافظات.

ويشدد الإماراتيون على ضرورة “إشراك جميع الأطراف المعنية” في الحوار مع الحوثيين بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف وليس ضمن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أو مجلس القيادة الرئاسي.

رأت الإمارات أن مصالح أمنها القومي تتعزز ببقاء السعودية عالقة في المستنقع اليمني، عبدالغني الإرياني

وقال الدبلوماسي الخليجي: هناك اهتمام من الإمارات بتعزيز دور المجلس الانتقالي في المفاوضات السياسية لحل النزاع، مما يعكس رغبتها في أن يكون له تأثير أكبر في مستقبل اليمن.

في ابريل/نيسان 2022 جرى استبدال الرئيس عبدربه منصور هادي بمجلس قيادة رئاسي من ثمانية أشخاص كجزء من ترتيب ينهي الخلافات بين الإمارات والسعودية، وتوحيد الصفوف قبل مفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب، لكنها كانت فاشلة حيث تفاقمت الخلافات داخل هذا المجلس.

ويرى عبدالغني الإرياني الباحث الأول في مركز صنعاء للدراسات: كان مجلس القيادة الرئاسي – ولا يزال – كياناً هلاميا غير مُنظّم وبدون مهام واضحة ولا لوائح داخلية تحكم آلية عمله ولا توصيف وظيفي لأعضائه الثمانية.

ويضيف “في غضون ذلك، رأت الإمارات أن مصالح أمنها القومي تتعزز ببقاء السعودية عالقة في المستنقع اليمني، وبالتالي دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات المسلحة الأخرى الرافضة للانضواء تحت مظلة قيادة موحدة”.

الأمير محمد بن سلمان اشترط وجود استراتيجية واضحة من الإدارة الأمريكية للتعامل مع النزاع في اليمن وضمان استقرار البحر الأحمر-دبلوماسي خليجي

شروط الأمير محمد بن سلمان

دبلوماسي قريب من نقاشات السعوديين يشير إلى أن تحديد موقف المملكة من البحر الأحمر والحوثيين والانضمام لرؤية غربية يتطلب وجود إستراتيجية واضحة من الإدارة الأمريكية للتعامل مع النزاع في اليمن وضمان استقرار البحر الأحمر والمياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية.

حسب الدبلوماسي فإن الأمير محمد بن سلمان أبلغ إدارة ترامب بشكل واضح بشأن ضرورة وجود مثل هذه الاستراتيجية الواضحة. كما اشترطت الرياض “تقديم دعم فعّال من الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين بما في ذلك المساعدات العسكرية والاستخباراتية” و”ضرورة وجود تنسيق مستمر بينهما لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في المنطقة” و”التزام طويل الأمد من الإدارة الأمريكية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وقال توماس جونو الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا: “يمكن لإدارة ترامب أن تعمل على تعميق التعاون الأمني والدفاعي مع السعودية والإمارات، مما قد يؤدي إلى تعزيز دفاعاتها الجوية والصاروخية ضد الحوثيين”.

هناك تحديات كبيرة تواجه فريق ترامب في إدارة الوضع المعقد في اليمن، مما يجعل السعوديين يتساءلون عن قدرة الأمريكيين على تحقيق نتائج ملموسة

في حال عدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية بشأن الحرب في اليمن، قام السعوديون -حسب المصادر- بوضع خطة بديلة وعدم انتظار قرار الرئيس الأمريكي المنتخب بشأن الحرب في اليمن أو تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتأثر مصالحهم.

التقى الشيخ محمد بن زايد بترامب قبل الانتخابات الأمريكية-Credit: WAM خطة سعودية بديلة

وحول طبيعة الخطة البديلة قال الدبلوماسي إنها خليط من الضغوط الدبلوماسية والتعاون الإقليمي بين الدول المطلة على البحر الأحمر، وتسريع الاتفاقات مع الحوثيين وإيران.

وقال دبلوماسي غربي مرتبط بالملف اليمني إن السعوديين يشعرون “أن هناك تحديات كبيرة تواجه فريق ترامب في إدارة الوضع المعقد في اليمن، مما يجعلهم يتساءلون عن قدرة الأمريكيين على تحقيق نتائج ملموسة”. لذلك في حال عدم وجود استراتيجية واضحة فإن السعوديين سيمضون قدماً في خطتهم الحالية.

وحول إمكانية ذلك يرى جوناثان هارفي الباحث المتخصص في الشرق الأوسط: رغم كل شيء، شهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالفعل تحولا من دعم ترامب غير المشروط إلى علاقات متوترة مع بايدن، وتعلم في هذه العملية أن الاعتماد على الولايات المتحدة قد لا يكون دائما رهانًا آمنًا.

أبوظبي حصلت على تأكيدات من إدارة ترامب الجديدة بشأن دعمها للجهود الإماراتية لحل الصراع اليمني-دبلوماسي غربي

وتعود إدارة ترامب إلى البيت الأبيض في ظل معادلة إقليمية متغيّرة، فعلى عكس الولاية الأولى (2017-2021) حيث انسحبت السعودية إلى حد كبير من الصراع اليمني، وتوصلت إلى اتفاق شفهي (إن لم يكن مكتوبًا بعد) مع الحوثيين، وهي الآن أكثر اهتماماً بالحدود الهادئة مع اليمن بدلاً من اسقاط سيطرة الحوثيين على صنعاء. كما أن المملكة توصلت عام 2023 إلى اتفاق برعاية الصين مع خصمها الإقليمي إيران، ما أدى إلى تراجع حدة موقفها تجاه النظام في طهران.

وظل مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ متفائلا بشأن فرص السلام على أساس خريطة الطريق التي قدمها للفصائل المتحاربة في اليمن برعاية سعودية وعُمانية. وعلى الرغم من أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة عقّد فرص السلام في اليمن، ولكن أي تحسن في التوترات الإقليمية من شأنه أن ينعكس إيجابا على آفاق خريطة الطريق التي اقترحها غروندبرغ كما يقول هو لمجلس الأمن الدولي.

لقاءات أبوظبي وإدارة ترامب

وقال دبلوماسي غربي إن أبوظبي بدأت بالتعاقد مع جماعات الضغط في واشنطن بشأن تمرير نهجها في اليمن من خلال إدارة ترامب، وأن التواصل السعوديين حتى لا تبدو دول الخليج تقدم صورة متناقضة بشأن الحكومة المعترف بها دولياً والتحالفات داخلها.

فريق ترامب بحاجة إلى توجيه دقيق من قبل القادة الإقليميين مثل السعودية لفهم الديناميكيات المحلية اليمنية بشكل أفضل -دبلوماسي غربي

وقال الدبلوماسي إن أبوظبي حصلت على تأكيدات من إدارة ترامب الجديدة بشأن دعمها للجهود الإماراتية لحل الصراع اليمني، ضمن نهج أوسع للأمن الإقليمي. ويجري تطوير استراتيجية مشتركة بين المسؤولين الإماراتيين ومسؤولي الشرق الأوسط في إدارة ترامب تهدف إلى الوصول لحل لأزمة اليمن والبحر الأحمر.

تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، ولحساسية الموضوع.

واتفق الدبلوماسيون الخليجيون على أن فريق ترامب قد يفتقر إلى الخبرة الكافية في التعامل مع تفاصيل النزاع اليمني والتعقيدات الإقليمية المحيطة به، لذلك فإنهم يعتقدون أن فريق ترامب بحاجة إلى توجيه دقيق من قبل القادة الإقليميين مثل السعودية لفهم الديناميكيات المحلية بشكل أفضل.

توقعات من إدارة ترامب

وتقول أفراح ناصر الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في واشنطن: في عهد ترامب، من غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة مصداقيتها في اليمن وإعطاء الأولوية لسيادة اليمن على مصالح القوى الإقليمية مثل السعودية والإمارات.

ويقول فوزي الجويدي الباحث في مجلس الشرق الأوسط “إن من المتوقع أن تتبنى إدارة ترامب موقفا أكثر صرامة ضد الحوثيين كجزء من العودة إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران”.

مع ذلك يقول مايكل روبين الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز: لا ينبغي لترامب أن يطالب السعودية بالتوقف عن استرضاء الحوثيين فحسب، بل ينبغي له أيضا أن يُظهِر للمملكة أن هزيمة الحوثيين أمر ممكن وهدف استراتيجي للولايات المتحدة.

كيف ستؤثر رئاسة ترامب الثانية على اليمن؟ كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟ الإدارة الأمريكية الجديدة واليمن السياسة المرتعشة.. تحليل في نهج بايدن باليمن خلال أربع سنوات

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: العلاقات السعودية مع ترامب العلاقات السعودية الإماراتية الأمیر محمد بن سلمان الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة دبلوماسی غربی البحر الأحمر یمن مونیتور إدارة ترامب مع الحوثیین فریق ترامب فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تيك توك.. إدارة بايدن تعارض طلب ترامب لتأجيل الحظر

تيك توك.. طلبت إدارة بايدن من المحكمة العليا رفض طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتأجيل قانون يمكن أن يحظر تيك توك في الولايات المتحدة ما لم تبيعه الشركة الأم الصينية، حيث من المقرر أن تُعقد المرافعات الشفوية في 10 يناير 2025.

في مذكرة قدمت يوم الجمعة، زعمت وزارة العدل أن تيك توك فشلت في تقديم أسباب وجيهة لإيقاف التشريع، مستشهدة بمخاوف بشأن جمع البيانات والدعاية المحتملة المرتبطة بالملكية الصينية لـ تيك توك.

موقف المحكمة من تأجيل حظر تيك توك

 

من جهتها، حثت تيك توك المحكمة على الحكم بعدم دستورية أحكام القانون أو وقف التنفيذ مؤقتًا.

تتعلق القضية بقانون يلزم بايت دانس بالتخلص من عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، مع وجود أحكام سابقة تدعمه بناءً على مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي: الولايات المتحدة تنفق 100 مليار دولار على حماية الحدود
  • الأمم المتحدة تطالب الحوثيين بإجراءات تمهد الطريق “لعملية سياسية في اليمن”
  • مصر توضح موقفها بشأن تقارير التدخل العسكري في اليمن
  • إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات
  • واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج
  • فوضى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • تيك توك.. إدارة بايدن تعارض طلب ترامب لتأجيل الحظر
  • رئيسة الهندوراس تقترح إنهاء التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بسبب تهديد ترامب بالترحيل الجماعي
  • إعلام عبري: أحمد الشرع أجرى مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن إسرائيل
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة