حصري- القادة السعوديون والإماراتيون يضغطون لتشكيل سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تعكف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وضع استراتيجية متفق عليها في اليمن للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن التعامل مع جماعة الحوثي المسلحة وأزمة البحر الأحمر-حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية لـ”يمن مونيتور”.
ويوم الأحد التقى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، في أبوظبي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أول زيارة له منذ ثلاث سنوات.
يُعرف ترامب بدعمه الثابت لولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي، وهناك احتمال واضح أن يحاول ترامب مرة أخرى الاستفادة من شراكات واشنطن الإقليمية لمواجهة إيران؛ في حملة ضغوط قصوى جديدة؛ لكن يبدو أن المتغيّرات الإقليمية خلقت معادلة جديدة يفترض بالإدارة الجديدة التعامل معها.
ومنذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يقوم مسؤولين سعوديين وإماراتيين مرتبطين بالملف اليمني لمناقشة رؤية شاملة لإبقاء الأمن القومي لشبه الجزيرة العربية بعيداً عن التجاذب الدولي الحالي ويقع ملف النزاع اليمني في أولى أجندتها- حسب ثلاثة دبلوماسيين خليجيين ودبلوماسي غربي تحدثوا لـ”يمن مونيتور”.
يملك ترامب علاقة جيدة مع العاهل السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان- AFP أبوظبي تريد نفوذ في جنوب اليمنوقال دبلوماسي خليجي: تواصلت إدارة ترامب بشكل منفصل مع المسؤولين في الرياض وأبوظبي لوضع استراتيجية تخص أزمة البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين، وتوحيد الحكومة المعترف بها دولياً في جنوب اليمن. وهو ما دفع المسؤولين من البلدين لبحث استراتيجية موحدة لفهم الموقف الأمريكي خلال إدارة دونالد ترامب.
وأشار دبلوماسي آخر قريب من الإماراتيين إلى أن هناك مباحثات مستمرة مع السعوديين من أجل حل الخلافات بشأن مجلس القيادة الرئاسي والخطوات اللازمة لحل النزاع اليمني، تشمل رؤية أبوظبي أهمية التعاون مع القوى العالمية، مثل الولايات المتحدة، لتحقيق نتائج إيجابية في الملف اليمني.
يركز الإماراتيون في نقاشاتهم مع المسؤولين السعوديين على ضرورة وجود مبادرة أمنية مشتركة لحل الوضع في جنوب اليمن مع تعدد الفصائل المعارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه أبوظبي في تلك المحافظات.
ويشدد الإماراتيون على ضرورة “إشراك جميع الأطراف المعنية” في الحوار مع الحوثيين بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف وليس ضمن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أو مجلس القيادة الرئاسي.
رأت الإمارات أن مصالح أمنها القومي تتعزز ببقاء السعودية عالقة في المستنقع اليمني، عبدالغني الإرياني
وقال الدبلوماسي الخليجي: هناك اهتمام من الإمارات بتعزيز دور المجلس الانتقالي في المفاوضات السياسية لحل النزاع، مما يعكس رغبتها في أن يكون له تأثير أكبر في مستقبل اليمن.
في ابريل/نيسان 2022 جرى استبدال الرئيس عبدربه منصور هادي بمجلس قيادة رئاسي من ثمانية أشخاص كجزء من ترتيب ينهي الخلافات بين الإمارات والسعودية، وتوحيد الصفوف قبل مفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب، لكنها كانت فاشلة حيث تفاقمت الخلافات داخل هذا المجلس.
ويرى عبدالغني الإرياني الباحث الأول في مركز صنعاء للدراسات: كان مجلس القيادة الرئاسي – ولا يزال – كياناً هلاميا غير مُنظّم وبدون مهام واضحة ولا لوائح داخلية تحكم آلية عمله ولا توصيف وظيفي لأعضائه الثمانية.
ويضيف “في غضون ذلك، رأت الإمارات أن مصالح أمنها القومي تتعزز ببقاء السعودية عالقة في المستنقع اليمني، وبالتالي دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات المسلحة الأخرى الرافضة للانضواء تحت مظلة قيادة موحدة”.
الأمير محمد بن سلمان اشترط وجود استراتيجية واضحة من الإدارة الأمريكية للتعامل مع النزاع في اليمن وضمان استقرار البحر الأحمر-دبلوماسي خليجي
شروط الأمير محمد بن سلماندبلوماسي قريب من نقاشات السعوديين يشير إلى أن تحديد موقف المملكة من البحر الأحمر والحوثيين والانضمام لرؤية غربية يتطلب وجود إستراتيجية واضحة من الإدارة الأمريكية للتعامل مع النزاع في اليمن وضمان استقرار البحر الأحمر والمياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية.
حسب الدبلوماسي فإن الأمير محمد بن سلمان أبلغ إدارة ترامب بشكل واضح بشأن ضرورة وجود مثل هذه الاستراتيجية الواضحة. كما اشترطت الرياض “تقديم دعم فعّال من الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين بما في ذلك المساعدات العسكرية والاستخباراتية” و”ضرورة وجود تنسيق مستمر بينهما لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في المنطقة” و”التزام طويل الأمد من الإدارة الأمريكية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقال توماس جونو الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا: “يمكن لإدارة ترامب أن تعمل على تعميق التعاون الأمني والدفاعي مع السعودية والإمارات، مما قد يؤدي إلى تعزيز دفاعاتها الجوية والصاروخية ضد الحوثيين”.
هناك تحديات كبيرة تواجه فريق ترامب في إدارة الوضع المعقد في اليمن، مما يجعل السعوديين يتساءلون عن قدرة الأمريكيين على تحقيق نتائج ملموسة
في حال عدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية بشأن الحرب في اليمن، قام السعوديون -حسب المصادر- بوضع خطة بديلة وعدم انتظار قرار الرئيس الأمريكي المنتخب بشأن الحرب في اليمن أو تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وتأثر مصالحهم.
التقى الشيخ محمد بن زايد بترامب قبل الانتخابات الأمريكية-Credit: WAM خطة سعودية بديلةوحول طبيعة الخطة البديلة قال الدبلوماسي إنها خليط من الضغوط الدبلوماسية والتعاون الإقليمي بين الدول المطلة على البحر الأحمر، وتسريع الاتفاقات مع الحوثيين وإيران.
وقال دبلوماسي غربي مرتبط بالملف اليمني إن السعوديين يشعرون “أن هناك تحديات كبيرة تواجه فريق ترامب في إدارة الوضع المعقد في اليمن، مما يجعلهم يتساءلون عن قدرة الأمريكيين على تحقيق نتائج ملموسة”. لذلك في حال عدم وجود استراتيجية واضحة فإن السعوديين سيمضون قدماً في خطتهم الحالية.
وحول إمكانية ذلك يرى جوناثان هارفي الباحث المتخصص في الشرق الأوسط: رغم كل شيء، شهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالفعل تحولا من دعم ترامب غير المشروط إلى علاقات متوترة مع بايدن، وتعلم في هذه العملية أن الاعتماد على الولايات المتحدة قد لا يكون دائما رهانًا آمنًا.
أبوظبي حصلت على تأكيدات من إدارة ترامب الجديدة بشأن دعمها للجهود الإماراتية لحل الصراع اليمني-دبلوماسي غربي
وتعود إدارة ترامب إلى البيت الأبيض في ظل معادلة إقليمية متغيّرة، فعلى عكس الولاية الأولى (2017-2021) حيث انسحبت السعودية إلى حد كبير من الصراع اليمني، وتوصلت إلى اتفاق شفهي (إن لم يكن مكتوبًا بعد) مع الحوثيين، وهي الآن أكثر اهتماماً بالحدود الهادئة مع اليمن بدلاً من اسقاط سيطرة الحوثيين على صنعاء. كما أن المملكة توصلت عام 2023 إلى اتفاق برعاية الصين مع خصمها الإقليمي إيران، ما أدى إلى تراجع حدة موقفها تجاه النظام في طهران.
وظل مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ متفائلا بشأن فرص السلام على أساس خريطة الطريق التي قدمها للفصائل المتحاربة في اليمن برعاية سعودية وعُمانية. وعلى الرغم من أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة عقّد فرص السلام في اليمن، ولكن أي تحسن في التوترات الإقليمية من شأنه أن ينعكس إيجابا على آفاق خريطة الطريق التي اقترحها غروندبرغ كما يقول هو لمجلس الأمن الدولي.
لقاءات أبوظبي وإدارة ترامب
وقال دبلوماسي غربي إن أبوظبي بدأت بالتعاقد مع جماعات الضغط في واشنطن بشأن تمرير نهجها في اليمن من خلال إدارة ترامب، وأن التواصل السعوديين حتى لا تبدو دول الخليج تقدم صورة متناقضة بشأن الحكومة المعترف بها دولياً والتحالفات داخلها.
فريق ترامب بحاجة إلى توجيه دقيق من قبل القادة الإقليميين مثل السعودية لفهم الديناميكيات المحلية اليمنية بشكل أفضل -دبلوماسي غربي
وقال الدبلوماسي إن أبوظبي حصلت على تأكيدات من إدارة ترامب الجديدة بشأن دعمها للجهود الإماراتية لحل الصراع اليمني، ضمن نهج أوسع للأمن الإقليمي. ويجري تطوير استراتيجية مشتركة بين المسؤولين الإماراتيين ومسؤولي الشرق الأوسط في إدارة ترامب تهدف إلى الوصول لحل لأزمة اليمن والبحر الأحمر.
تحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، ولحساسية الموضوع.
واتفق الدبلوماسيون الخليجيون على أن فريق ترامب قد يفتقر إلى الخبرة الكافية في التعامل مع تفاصيل النزاع اليمني والتعقيدات الإقليمية المحيطة به، لذلك فإنهم يعتقدون أن فريق ترامب بحاجة إلى توجيه دقيق من قبل القادة الإقليميين مثل السعودية لفهم الديناميكيات المحلية بشكل أفضل.
توقعات من إدارة ترامب
وتقول أفراح ناصر الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في واشنطن: في عهد ترامب، من غير المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة مصداقيتها في اليمن وإعطاء الأولوية لسيادة اليمن على مصالح القوى الإقليمية مثل السعودية والإمارات.
ويقول فوزي الجويدي الباحث في مجلس الشرق الأوسط “إن من المتوقع أن تتبنى إدارة ترامب موقفا أكثر صرامة ضد الحوثيين كجزء من العودة إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران”.
مع ذلك يقول مايكل روبين الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز: لا ينبغي لترامب أن يطالب السعودية بالتوقف عن استرضاء الحوثيين فحسب، بل ينبغي له أيضا أن يُظهِر للمملكة أن هزيمة الحوثيين أمر ممكن وهدف استراتيجي للولايات المتحدة.
كيف ستؤثر رئاسة ترامب الثانية على اليمن؟ كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟ الإدارة الأمريكية الجديدة واليمن السياسة المرتعشة.. تحليل في نهج بايدن باليمن خلال أربع سنوات
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: العلاقات السعودية مع ترامب العلاقات السعودية الإماراتية الأمیر محمد بن سلمان الإدارة الأمریکیة الولایات المتحدة دبلوماسی غربی البحر الأحمر یمن مونیتور إدارة ترامب مع الحوثیین فریق ترامب فی الیمن
إقرأ أيضاً:
النجوم السعوديون يتطلعون للتألق في بطولة السعودية الدولية للجولف
الرياض – محمد الجليحي
تنطلق غدًا الأربعاء 4 بطولة السعودية الدولية للجولف، بمشاركة نخبة من أبرز نجوم الجولف العالميين وخمسة لاعبين سعوديين يمثلون المملكة بفخر في هذه البطولة المرموقة، والتي تُقام لأول مرة في العاصمة الرياض.
اللاعبون السعوديون عثمان الملا، وفيصل سلهب، وسعود الشريف، وخالد عطية، وشيرجو الكردي، يطمحون لتقديم أداء مميز يعكس التقدم الكبير الذي شهدته رياضة الجولف في المملكة.
ويُعد الملا واحدًا من بين خمسة محترفين سعوديين يتنافسون في هذا الحدث الذي يُقام لأول مرة في الرياض. وقد حضر اللاعبون الخمسة، إلى جانب نجوم عالميين مثل أبراهام أنسر، وتايريل هاتون، وداستن جونسون، المؤتمر الصحفي الخاص بالبطولة، والذي أقيم اليوم، 3 ديسمبر.
قبل احترافه في عام 2019، كان الملا أول لاعب جولف سعودي يفوز ببطولة قطر المفتوحة ويتأهل للمشاركة في بطولتين احترافيتين هما، دبي ديزرت كلاسيك عام 2007 وقطر ماسترز عام 2008.
عثمان الملا، أول لاعب جولف محترف في المملكة، أعرب عن سعادته بالمشاركة قائلاً: “نشعر بالفخر والمسؤولية في تمثيل وطننا في هذا الحدث الكبير. نحن هنا لنعكس الطموح الذي تحمله رياضة الجولف في المملكة ونسعى لإلهام الجيل القادم”.
وأضاف: “إنه أسبوع مهم، وربما الأهم هذا العام، لكننا لا نراه الهدف النهائي. طموحنا هو التفوق على أبرز اللاعبين في آسيا والعالم، ونأمل أن تكون هذه البطولة خطوة نحو تحقيق ذلك”.
ومن المتوقع أن يواجه اللاعبون السعوديون منافسة شرسة من نخبة من نجوم الجولف العالميين، بمن فيهم البريطاني تايريل هاتون، لاعب فريق أوروبا في كأس رايدر ثلاث مرات، والأمريكي داستن جونسون، الفائز مرتين بهذه البطولة، بما في ذلك النسخة الافتتاحية عام 2019.
وقال جونسون خلال المؤتمر: “كان الفوز بالنسخة الأولى من البطولة إنجازًا مميزًا، ومع ذلك، كل عام يصبح أكثر تحديًا. الفوز هنا دائمًا له طعم خاص. لقد سنحت لي الفرص للفوز في معظم المشاركات السابقة. أحب ملعب الجولف هذا والمنافسة هنا دائمًا قوية. هدفي هو وضع نفسي في موقع يمكنني من المنافسة على اللقب بنهاية أخر جولات البطولة”.
سيحظى الحضور خلال البطولة، التي تُقام من 4 إلى 7 ديسمبر، بتجربة ترفيهية استثنائية تمتد إلى ما هو أبعد من منافسات الجولف. تشمل الفعاليات سوقًا شتويًا نابضًا بالحياة وعروضًا موسيقية مباشرة يقدمها أبرز منسقي الموسيقى (دي جي). كما ستضم منطقة المشجعين أنشطة تفاعلية متنوعة، مثل تحديات الجولف وكرة القدم وكرة السلة، مما يتيح للجمهور فرصة التنافس والإبداع في أجواء مليئة بالحماس.
وعلى صعيد الضيافة، سيتوفر للحضور خيارات غنية من المأكولات والمشروبات، بدءًا من القهوة الطازجة والمشروبات المنعشة، وصولًا إلى مجموعة مختارة من الأطعمة الشهية والمقبلات التي تلبي جميع الأذواق.
تتولى جولف السعودية تنظيم البطولة، في إطار جهودها الرائدة لتعزيز رياضة الجولف على المستويين المحلي والدولي. ومن بين أبرز مبادراتها، برنامج “جو جولف”، الذي يُعد الأول من نوعه عالميًا، حيث يوفر للمشتركين ثلاثة أشهر مجانية من دروس الجولف، إلى جانب عام كامل من الجولات المجانية، وخصومات مميزة على التدريب والعضويات في أندية الجولف المختلفة، بما في ذلك أندية الرياض.
خلال البطولة، يمكن للحضور الانضمام مباشرة إلى مبادرة “جو جولف”، وهي فرصة فريدة تتيح لهم استكشاف عالم الجولف من خلال دروس تدريبية شاملة. كما يمكنهم متابعة أبرز نجوم اللعبة، بما في ذلك الفائز بلقب البطولة السعودية الدولية مرتين، داستن جونسون، الذي سيشارك نصائحه القيمة لتعلم أساسيات اللعبة وصقل المهارات. هذه التجربة تقدم للجماهير مزيجًا رائعًا من التعلم والإلهام على يد نخبة من المحترفين العالميين.