أزمة بيئية متفاقمة.. مستنقعات الصرف الصحي تنشر الأوبئة في عدن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يشكل التلوث البيئي خطراً محدقاً على المواطنين في ظل عدم اتخاذ الجهات المعنية التدابير اللازمة، يمثّل سكان مدينة عدن (جنوبي اليمن) عدداً كبيراً من بين ضحايا هذا التلوث.
شكا سكان حي سكني في عدن من انتشار الأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع الصحي.
وأوضح سكان عمارات الخضر بمدينة التقنية في مديرية المنصورة أن مياه الصرف الصحي شكلت مستنقعات راكدة، مما أسفر عن تصاعد المخاطر الصحية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار السكان إلى أن هذه المستنقعات أصبحت بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، إلى جانب انبعاث روائح كريهة أضرت بجودة الحياة في الحي، ما أدى إلى تفشي الأمراض، خاصة بين الأطفال، فضلاً عن عرقلة حركة السكان داخل الحي.
وأكدوا أنهم تواصلوا مع الجهات المعنية مراراً، إلا أن جهودهم لم تُثمر أي حلول جذرية لهذه المشكلة البيئية والصحية التي تفاقم معاناتهم اليومية.
تأتي هذه المناشدة في ظل تزايد الدعوات من المواطنين لإيجاد حلول عاجلة للبنية التحتية في المنطقة، وسط التحديات البيئية والصحية المستمرة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة السكان.
مشكلات بيئية
في السياق، أكدت مصادر طبية لوكالة "خبر" أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة من أخطر المشكلات البيئية التي تسهم في انتشار الأوبئة، حيث توفر بيئة مناسبة لتكاثر الكائنات الحاملة للأمراض، مثل البعوض والذباب، بالإضافة إلى تفشي أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، والإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية.
كما أن المياه الراكدة الناتجة عن الطفح قد تلوث المياه الجوفية ومصادر الشرب، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا والتيفوئيد، وفقاً للمصادر.
واشارت إلى أن الروائح الكريهة الناتجة عن تلك المستنقعات تؤثر سلباً على جودة الهواء وتُسبب مشكلات صحية للسكان، خصوصاً الأطفال وكبار السن.
إضافة إلى تأثير طفح مياه الصرف الصحي على الصحة العامة في عدن، تُظهر الإحصائيات أن هناك زيادة مقلقة في انتشار الأوبئة المرتبطة بتلوث المياه.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية، أواخر يونيو الماضي انه تم تسجيل أكثر من 5300 حالة إسهال مائي حاد وحالات كوليرا مشتبه بها بين أوساط أفارقة مهاجرين في عدد من نقاط الفحص بالمناطق الساحلية وعدن بين أكتوبر 2023 ومايو 2024، أغلبها ذات صلة بالتلوث المياه.
وتشير التقارير إلى أن هذه الحالات ارتبطت مباشرة بمياه الشرب الملوثة وسوء إدارة شبكات الصرف الصحي، مما جعل المدينة من أكثر المناطق تأثرًا بالكوليرا في اليمن.
كما أن المستنقعات الناتجة عن طفح المجاري في أحياء مثل الشيخ عثمان والمنصورة أصبحت مصدرًا رئيسيًا لتكاثر البعوض، مما أدى إلى انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك بشكل ملحوظ خلال العام الجاري.
في سياق متصل، أكد تقرير أممي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أنه في الفترة بين بداية مارس/ آذار ونهاية سبتمبر/ أيلول من العام 2024، أُبلغ عن 204 آلاف حالة مشتبه بها بالكوليرا و710 حالات وفاة في عموم البلاد.
وذكرت المصادر الطبية أن هذه الأرقام تؤكد أهمية التدخل السريع لمعالجة البنية التحتية لمنع تفاقم الأوضاع الصحية في عدن وبقية المناطق اليمنية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی فی عدن
إقرأ أيضاً:
جزر غالاباغوس في الإكوادور.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح
تُدهش جزر غالاباغوس، الواقعة على بُعد 926 كيلومترا عن سواحل البر الرئيسي لشمالي الإكوادور، علماء الأحياء والبيئة والسياح من أنحاء العالم، بفضل تنوعها البيولوجي ونظامها البيئي الفريد.
وتقع هذه الجزر التابعة للإكوادور في شرقي المحيط الهادي، وتتألف من 13 جزيرة رئيسية؛ ثلاث فقط من تلك الجزر يُسمح فيها بالسكن وهي "سانتا كروز"، و"سان كريستوبال"، و"إيزابيلا"، فيما تُمنع الإقامة في بقية الجزر بهدف حماية الأنواع البيئية النادرة التي تحتضنها.
الجزر تكوّنت نتيجة لانفجارات بركانية، ولا تزال تضم عددا من البراكين النشطة، وقد سُجل أكثر من 50 ثورانا بركانيا خلال الـ200 عام الأخيرة.
وتُضفي التكوينات البركانية جمالا طبيعيا فريدا، حيث يمكن ملاحظة الغطاء النباتي الكثيف وتدرجات اللون الأخضر التي تشكل لوحات طبيعية آسرة.
وتُعد جزر غالاباغوس من أكثر المناطق نشاطا بركانيا في العالم، وهي ليست فقط محطة مهمة لأبحاث الحياة البرية، بل أيضا منطقة جذب كبيرة لعلماء الجيولوجيا.
وخلال رحلته التي استغرقت 5 سنوات وانطلقت عام 1831 من إنجلترا، توقف العالم تشارلز داروين في جزر غالاباغوس ولاحظ تشابه الكائنات الحية في هذه الجزر مع اختلافات طفيفة، مما دفعه للتفكير في كيفية تكيف الكائنات مع بيئاتها.
إعلانوكانت هذه الاكتشافات من العوامل التي ألهمت داروين تطوير نظرية الانتقاء الطبيعي، وهو ما جعل من الجزر مركز اهتمام الباحثين والمولعين بالطبيعة منذ ذلك الحين.
وفي عام 1959، أعلنتها الحكومة الإكوادورية حديقة وطنية بهدف حماية تنوعها البيولوجي الفريد.
لكن ومع بداية السبعينيات، بدأت مياه الجزر تتعرض للتلوث بسبب النشاط البشري، مما استدعى وضع خطة إدارة بيئية للأراضي لحماية النظام البيئي البري. وفي عام 1998، جرى إنشاء محميّة غالاباغوس البحرية لحماية النظام البيئي البحري.
وبموجب هذا المشروع، شملت المحمية المياه الداخلية للجزر، بالإضافة إلى منطقة تمتد 40 ميلا بحريا حولها، بهدف حماية التنوع البيئي ومعالجة التحديات البيئية.
واليوم، تُعد الجزر بيئة محمية بدرجة عالية، وتستقبل الزوار ضمن ضوابط صارمة تراعي الحفاظ على الحياة البرية.
وباستثناء جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا، فإن بقية الجزر تُعتبر محمية لا يسمح بالسكن فيها، نظرا لما تحتويه من أنواع لافتة في النظم البيئية النباتية والحيوانية.
وتجري زيارة الجزر والأنشطة السياحية تحت إشراف مرشدين سياحيين، كما أن الوصول إلى المناطق الغنية بالتنوع البيئي داخل الجزر المحمية يتطلب الحصول على تصاريح خاصة لأغراض التصوير الوثائقي أو الصحفي أو إنتاج الأفلام.
وفي الجزر التي يتعايش فيها البشر والحيوانات يمكن رؤية الفقمات، وإغوانات البحر، وأنواع عديدة من الطيور في الشواطئ، والشوارع، والحدائق، والمناطق السكنية أيضا.
إعلانوفي غالاباغوس، التي تحكمها قواعد صارمة لحماية النباتات والحيوانات، يُمنع الاقتراب من الحيوانات لمسافة تقل عن مترين. ورغم ذلك، يُلاحظ الانسجام الكبير بين البشر والحيوانات في هذه البيئة الطبيعية.
كما تُعرف جزر غالاباغوس بأنها واحدة من أكبر وأغنى المحميات البحرية بالتنوع البيولوجي في العالم، وتضم أكثر من 2900 نوع بحري.
ويجذب الأرخبيل بفضل تنوعه البيئي تحت الماء، اهتمام الباحثين والمستكشفين باعتباره من أبرز الوجهات السياحية الصاعدة في السنوات الأخيرة، وتعيش فيه أنواع مميزة من الكائنات البحرية، منها:
قرش المطرقة قرش الشعاب المرجانية ذو الطرف الأبيض السلاحف البحرية أسماك شيطان البحر الحيتان الدلافين القطرس أسود البحر البطاريق فقمات الفرو الغاق إغوانات البحر الأسماك الاستوائية طائر مالك الحزين الأزرق الكبير.ويُعد أرخبيل غالاباغوس جزءا من مسار هجرة قرش الحوت، ما يجعله مقصدا سنويا للعديد من الباحثين لدراسة هذا النوع من الكائنات البحرية.
ونظرا لكون جميع شواطئ الجزر موطنا لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، فإن الزوار يستخدمون أنابيب التنفس (السنوركل) للاستكشاف على شواطئ المحيط بدلا من السباحة العادية، حيث تبدو الشواطئ وكأنها أحواض أسماك طبيعية.
تُعد سلاحف غالاباغوس العملاقة، التي يُعتقد أنها وصلت إلى الجزيرة قبل نحو 3 ملايين عام من سواحل أميركا الجنوبية، واحدة من الكائنات البحرية المهمة التي تشكل رمزا لهذه الجزر.
ويمكن أن يصل طول هذه الكائنات إلى 1.5 متر ووزنها إلى 300 كيلوغرام، وأن تعيش ما بين 100 إلى 200 عام. وكغيرها من كائنات الجزيرة، تعيش سلاحف غالاباغوس العملاقة في تناغم مع البشر.
وتعمل مراكز الحماية التي أُنشئت في جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا على حماية سلاحف غالاباغوس العملاقة وضمان استمرارها. وتقوم مراكز الحماية بترقيم السلاحف المذكورة ودراستها، ومتابعة مراحل تطورها.
إعلانويثير التنوع البيولوجي البري في الجزر اهتمام الزوار بشكل كبير، فيما يرافق الزوار في الجزر العديد من الأنواع الحية، وعلى رأسها "السلاحف العملاقة"، و"سحالي الحمم"، و"الطيور الأطيشية ذات الأقدام الزرقاء"، و"عصافير داروين"، و"الطيور الساخرة"، و"الغاق"، و"الإغوانا السوداء"، و"طائر الفرقاط الكبير".
وتوفر حديقة غالاباغوس الوطنية، التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة وجهات الغوص وعشاق الطبيعة، تجربة لا تُنسى لأولئك الذين يرغبون في اكتشاف وتصوير النباتات المتوطنة والتنوع المدهش للكائنات الحية.