من يحاسب على فاتورة الانفصال بعد فرار أزواج وزوجات من عش الزوجية فى سنة أولي زواج؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
"خسرت كل ما أملكه بسببها-رفض تحمل المسئولية وطلب تأجيل الإنجاب- زوجتي دمرت حياتي-زوجي شهر بسمعتي-استولي على حقوقي الشرعية"..جمل تكررت على لسان الكثير من الأزواج والزوجات ليتحول الزواج إلي ساحة مليئة بالصراعات رغم أنهم ما زالوا في فترة البدايات بعد أن تناسي شريكي الحياة أن الزواج من أكثر العلاقات المتشابكة والحياة الزوجية لا تستقيم إلا إذا علم كل من الطرفين ما عليه من حقوق ووجبات، حتي لا تتحول الخلافات الأسرية لعنة تطارد استقرار الزواج، وللأسف أصبحنا نستمع إلي حكايات العديد من الأزواج والزوجات الذين فضلوا الفرار سريعاً من تلك الزيجات، ونرى علاقات على شفا الهاوية بعد شهور وأحيانا أسابيع وأيام، والسؤال الأبرز هنا من يحاسب على فاتورة الانفصال.
وخلال السطور التالية نرصد أبرز الأزمات التى تطل علينا من أروقة محاكم الأسرة من مشكلة قائمة المنقولات و تأجيل أحد طرفي الزواج -الإنجاب - ودعاوى وقضايا الحبس والتعويضات، وتداعيات تدخل الأهل في حياة الزوجين الشخصية.
مش عايز أخلف..طلب غريب لزوج من زوجته
فى مشهد مأساوي وقفت أحد الزوجات تنتظر الفصل لها في دعاوي الحبس ضد زوجها، بعد تخليه عنها بعد الزواج بسبب حملها منه ومخالفتها اتفاقهم تأجيل تلك الخطوة لمدة عامين، ورفضه الانفاق على مصروفات حملها، والاستيلاء على منقولاتها ومصوغاتها.
وأكدت الزوجة التي أقامت 4 دعاوى قضائية ضد زوجها، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، تخلفه عن سداد نفقات علاجها، ورفضه تنفيذ قرار التمكين من مسكن الزوجية وفقاً للمستندات، بعد نشوب خلافات بينهما، وطرده لها، وتعديه عليها بالضرب بسبب حملها، ومطالبته لها بإجهاض الجنين.
وطالبت الزوجة زوجها بسداد نفقات ومصروفات متابعة الحمل ونفقتها الزوجية، لتؤكد:" عشت شهور متحملة تصرفاته الجنونية وعصبيته المفرطة بعد اكتشافي حقيقته البشعة بعد الزواج".
قائمة المنقولات السبب!
و قائمة المنقولات لها نصيب الأسد من الصراع داخل عش الزوجية لتقف أحدي الزوجات تطالب بالطلاق للهجر، ودعوى للحصول على متجمد نفقات عن 7 سنوات، كما أقامت دعوى تبديد قائمة منقولات، بإجمالى مبالغ وصلت لـ 1.9 مليون جنيه، ووقفت تشكو بدعواها:" رفض رعاية أطفالى، وسافر وأختفى، ورفض أهله التواصل معانا، وطردونى من منزل الزوجية، لأعلم مؤخرا بزواجه بعد عودته لمصر، لأعيش فى جحيم وأنا أحاول سداد نفقات أولادى بمفردى رغم يسار حاله زوجى المادية".
وأكدت الزوجة: "سلكت كافة الطرق الودية معه، ولم أجد سبيل لإلزامه بتلك النفقات غير رفع دعوى قضائية، بعد أن أمتنع عن الانفاق على أطفاله، وقدمت للمحكمة إيصالات لسداد تلك المصروفات وما يثبت امتناعه عن رعايتهم".
أما الأزواج من جانبهم فشكوا من تعسف الزوجات وتحايلهم للحصول على نفقات غير مستحقة ليروي أحد الأزواج معاناته بعد نشوب خلافات بينه وزوجته فى دعوى حبس، أمام محكمة الجنح، اتهمها بالتحايل للحصول على حقوق غير مستحقة والغش والتزوير، وذلك بعد أن سدد 420 ألف جنيه ثمن لمنقولاتها 3 مرات وفقا لما ليه من شهود ومستندات خلال 12 عام زواج، ليؤكد: "فى كل مرة تغضب زوجتى وتترك المنزل أضطر لأن أشترى لها منقولات جديدة وتبيع القديمة وأودع ثمنها فى حسابها البنكى وفقا للمستندات والتحويلات البنكية، وفى أخر خلاف دفعت لها ثمن المنقولات المسجلة فى القائمة كاملة بشيك وبالرغم من ذلك لاحقتنى بدعوى التبديد".
حماتي مش ملاك
ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها الأزواج والزوجات هي -تداعيات تدخل الأهل- في الحياة الزوجية، لتصرح احدي الزوجات بدعواها للطلاق قائلة:" نصحوني صديقاتي بأن أحذر مطب بيت العائلة"، ولكني لم أستمع إليه لتكون النتيجة بأن أقف أمام محكمة الأسرة بإمبابة، أطالب بالانفصال هربا من عنف والدة زوجي، بعد أن مكثت 3 سنوات مع زوجى كنت مجرد قطعة أثاث لا رأى لى فى حياتى ومنزلى، لدرجة دفعتنى للتفكير فى الهروب بسبب تحكامتها".
وأكملت فى دعواها: "خرجت من منزلى دون أن آخذ حتى ملابسى بعد أن ضربتنى بصحبة بناتها، وأخذوا ابنى بالقوة وحرمونى منه".
الفرار من عش الزوجية
وبداخل أروقة محاكم الأسرة تزدحم مكاتبها بقضايا صادمة لأزواج قرروا الهروب سريعاً من عش الزوجية بسبب -تدخل الأهل-، ومن أبرز القضايا قصة روها زوج بمحكمة إمبابة، اتهم زوجته وعائلتها بإلحاق الضرر المادي والمعنوي به بعد 7 أشهر من الزواج.
وصرح الزوج:"حماتي تسببت بـ إصابتي بعد أن انهالت علي بالضرب، بسبب رفضي تعديل قائمة المنقولات، مما دفعني للفرار من مسكن الزوجية وملاحقة زوجتي بدعوي إثبات نشوز، كما لاحق والدتها بجنحة ضرب وطالب بالتعويض".. كلمات جاءت على لسان زوج بمحكمة إمبابة، اتهم زوجته وعائلتها بإلحاق الضرر المادي والمعنوي به بعد 7 أشهر من الزواج.
وتابع الزوج:" انهال أهلي زوجتي على بالضرب، لتجعلني حماتي أعاني بسبب ما ألحقته بي من إصابات استلزمت علاج دام 3 أشهر، وتركتني مصاب بحالة صحية حرجة وفقاً للتقرير الطبي المرفق بالدعوي، وملاحقتهم لي ببلاغات رغم ما ألحقته بي حماتي من أضرار ".
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: الانفصال السريع محكمة الأسرة دعوي طلاق للضرر عنف أسري خلافات زوجية أخبار الحوادث قائمة المنقولات عش الزوجیة بعد أن
إقرأ أيضاً:
الأزهر: الغضب بين الأزواج سر ضياع الكثير من الأسر وحدوث الشقاق بينها
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، ملتقاه الفقهي تحت عنوان "رؤية معاصرة"، حيث ناقش الملتقى اليوم موضوع “الغضب بين الشرع والطب”.
وشارك في اللقاء، الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، والدكتور أحمد كامل العوضي، أستاذ الطب النفسي والأعصاب كلية الطب جامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور هاني عودة ، مدير عام الجامع الأزهر.
في بداية الملتقى قال الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري: لقد وصف العلماء الغضب بأنه جمرة في جوف الإنسان، كما أن النبي أثنى على الصبر والحلم، لما لهما من أثر عظيم في كل شيء في الحياة، فقال النبيُّ ﷺ لأشجِّ عبد القيس: إنَّ فيك خصلتين يُحبّهما الله الحلم، والأناة"، كما قال ﷺ لمعاوية إياك والغضب فإنه يفسد الإيمان، كما يفسد الصب العسل، وهو تحذير من النبي ﷺ للمسلم بأن يتجنب الغضب في كل شيء، مبينا أن الغضب لا يكون محمودا إلا إذا انتهكت حرمات الله سبحانه وتعالى، فساعتها يكون الغضب محمودا لأنه التزام لأمر الله ورسوله، "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ".
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أنه يجب على الإنسان عندما يشعر بأن هناك شيئا يغضبه فعليه وقتها أن يتمسك بالطمأنينة "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، لهذا أوصى النبي ﷺ الصحابة بأن يغير كل واحد هيئته عند الغضب حتى يذهب عنه ما يغضبه، ويتروى قبل أن يصدر عنه ما يصيبه بالندم بعد ذلك، كما أوصاهم ﷺ بالوضوء عند الشعور بالغضب فقال ﷺ: "إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ"، كما أوصاهم بالصلاة لأنه لا سعادة للعبد ولا فلاح له في الدنيا والآخرة إلا بطاعة الله تعالى لذلك كان رسولنا الكريم ﷺ يقول لبلال أرحنا بها يا بلال.
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن الغضب بين الناس في المعاملات، هو أمر منهي عنه، لذلك أوصي النبي ﷺ بالتروي في البيع فقال ﷺ"البيعان بالخيار مالم يتفرقا"، حتى لا تدخل بينهم الضغينة"، كما أن النبي ﷺ "سَمِعَ صَوْتَ خُصُومٍ بالبَابِ، عَالِيَة أَصْوَاتُهُمَا، وإذَا أَحَدُهُما يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ في شيءٍ، وَهو يقولُ: وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ، فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عليهمَا، فَقالَ: أَيْنَ المُتَأَلي علَى اللهِ لا يَفْعَلُ المَعْرُوفَ؟ قالَ: أَنَا، يا رَسولَ اللهِ، فَلَهُ أَيُّ ذلكَ أَحَبَّ" وهو دليل على التروي والحلم، مضيفا أن الغضب بين الأزواج هو السبب في ضياع الكثير من الأسر وحدوث الشقاق بينهم.
من جانبه ، قال الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: إن الغضب هو انفعال أساسي لدى البشر، لكنه انفعال خطير، يسبب الكثر من المشاكل للإنسان، والغضب رد فعل انفعالي سريع نتيجة تفاعل العقل مع السلوكيات، وكلما كان العقل متحكما وفي منطقة الاستجابة كلما كان الانسان متحكما في سلوكه ومنضبطا، أما عندما يتحول الانفعال إلى منطقة ردة الفعل فإنه يتحول إلى سلوك خطير، لذا فإن تعريف الغضب هو: أنه " حالة من الانفعال تتراوح في الحالات الخفيفة من حالات الاستثارة، إلى الاشتعال في الحالات الشديدة"، كما أن هناك فرقا بين الغضب والعدوان، والذي يعد سلوكا حادا ينتج عنه خسائر، وهو ما يمكن فهمه من قول الفلاسفة مثل أرسطو الذي قال: "من المقبول أن يغضب الإنسان ولكن في الوقت الصواب ومع الشخص الصواب وبالطريقة الصواب".
وبين أستاذ الطب النفسي ، أن هناك أنواعا من الغضب، فهناك الغضب المزمن، وهو الشخص دائم الاستياء من كل شيء حوله، وهناك غضب متطاير والذي يصدر فجأة نتيجة موقف أو مثير ثم يختفي، وهناك الغضب المكتوم الذي يصدر في جمل نقدية أو حديث التوبيخ وهناك الغضب السلبي الذي يعبر عنه بالاستياء، وهناك الغضب الغامر، والذي نلاحظه في سخرية الناس من الأمور الصعبة التي تمر في حياتهم، وهناك الغضب الانتقامي تجاه الآخرين، وهو ما يعبر عنه بالسلوكيات العدوانية، وهناك الغضب الذاتي والذي يظهر في صورة عدم رضا عن النفس، وهناك الغضب البناء الذي يدفع صاحبه إلى التغير نحو الأفضل، وزيادة النشاط النفسي والحركي والاهتمام بالتخلص من المشاكل، وهو ما يمكن أن نطلق عليها النتائج الإيجابية للغضب.
من جانبه ، أوضح الدكتور أحمد كامل العوضي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أنه يجب على الإنسان أن يمنح نفسه فرصة للمراجعة عند الغضب، لكي لا يتحول هذا الشعور إلى سلوك عدواني يضر به نفسه ومن حوله، وأن يتجنب الإنسان المثيرات التي تتسبب في الغضب، فإن كان لابد من التعامل معها فلابد أن يكون التعامل بتفكير عميق حول الطريقة المثلى في التعامل مع هذا المثير، وهذه الوقفة هي التي حدث عنها الرسول الكريم بأن الشخص إذا غضب فعليه أنه يغير الحالة التي عليها لأن هذا يمنحه فترة للتفكير بعمق وهدوء.
وأكد الدكتور هاني عودة مدير عام الجامعة الأزهر، على أهمية الحلم وسعة الصدر في التعامل مع كل الأمور، ولذلك كانت وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي طلب الوصية من رسولنا الكريم فقال له "لا تغضب"، وهو تأكيد أن الغضب مفسدة للحياة، وإلا لما كررها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا عندما طلب الرجل المزيد من الوصية، وكثير من المشاكل في المجتمع يكون السبب وراءها الغضب، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا إِلَى الْجَنَّةِ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِلَى أَيْنَ؟ فَيَقُولُونَ: إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالُوا: قَبْلَ الْحِسَابِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: أَهْلُ الْفَضْلِ ، قَالُوا: وَمَا كَانَ فَضْلَكُمْ ؟ قَالُوا: كُنَّا إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، وَإِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيَ عَلَيْنَا غَفَرْنَا، قَالُوا: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين.
وذكر مدير الجامع الأزهر ، الوصاية النبوية من القرآن الكريم والسنة النبوية للتعامل مع الغضب كي تستقيم الحياة، حيث راعى الإسلام فيها الجانب المادي والجانب المعنوي، والوصية الأولى هي: ما قاله رسول اللهﷺ إذا غضب الرجل فاستعاذ بالله سكن غضبه"، الوصية الثانية: ما علمه النبي ﷺ لأصحابه من تغيير الهيئة التي عليها الإنسان حالة الغضب" "إذا غضب أحدكم وهو واقف فليجلس"، الوصية الثالثة: ما أمر به النبي ﷺ وهو الوضوء فإن الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، لذا علينا أن نقابل الغضب بالصمت وعدم الاسترسال في الحديث الذي يسبب الغضب، مع الالتزام بوصايا النبي ﷺ.