أكدت أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابرات أمريكية محدّثة أن قدرات حزب الله اللبناني العسكرية تراجعت بشدة بسبب الضربات الإسرائيلية، لكن الجماعة ستحاول على الأرجح إعادة بناء مخزونها وقواتها لتشكل تهديداً على المدى البعيد للولايات المتحدة، وحلفائها في المنطقة.

وقال مسؤول أمريكي كبير ومسؤول إسرائيلي ونائبان أمريكيان اطلعا على معلومات مخابرات، إن المخابرات الأمريكية قدرت في الأسابيع القليلة الماضية، أن الحزب بدأ، حتى في وقت كانت فيه الحملة العسكرية الإسرائيلية مستمرة، في تجنيد مقاتلين جدداً، ويحاول العثور على سبل لإعادة التسلح عبر الإنتاج المحلي، وتهريب مواد عبر سوريا.


وقال مصدران إن من غير الواضح إلى أي مدى تباطأت هذه الجهود منذ الأسبوع الماضي، عندما توصل حزب الله وإسرائيل إلى وقف هش لإطلاق النار. ويحظر الاتفاق تحديداً شراء حزب الله للأسلحة أو أجزاء الأسلحة.

خسائر حزب الله وإسرائيل.. من دفع الثمن الأكبر؟

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/uy50mY5jsL

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) November 29, 2024 وفي الأيام القليلة الماضية، حاولت إسرائيل إضعاف قدرة حزب الله على إعادة بناء قوته العسكرية، إذ قصفت العديد من منصات الحزب لإطلاق الصواريخ في لبنان، وقصفت المعابر الحدودية مع سوريا واعترضت طريق طائرة إيرانية يشتبه أنها كانت تنقل أسلحة للجماعة.
وتشير تقديرات وكالات المخابرات الأمريكية، إلى أن حزب الله يعمل بقوة نارية محدودة، إذ خسر أكثر من نصف مخزوناته من الأسلحة، وآلاف المقاتلين خلال الصراع مع إسرائيل، ما يعني تقلص القدرة العسكرية الإجمالية لطهران إلى أدنى مستوى منذ عقود.
ولكن حزب الله لم يدمر كلياً. وقالت المصادر إنه لا يزال يحتفظ بآلاف الصواريخ قصيرة المدى في لبنان، وسيحاول إعادة ملء مخزونه باستخدام مصانع الأسلحة في الدول المجاورة التي تتوفر طرق نقل منها.
وقال أحد النائبين إن حزب الله "عُرقل" في الأمد القريب، وتقلصت قدرته على القيادة والسيطرة. لكن النائب أضاف "هذه المنظمة مصممة لتتعافى من الارتباك".
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من قدرة حزب الله على الوصول إلى سوريا، حيث شت جماعات مسلحة في الآونة الأخيرة هجوماً لاستعادة معقلي الحكومة في حلب وحماة. لماذا تراجعت إسرائيل عن تدمير حزب الله؟ - موقع 24قالت الكاتبة الإسرائيلية، زينا راخاميلوفا، إن إسرائيل قلصت قدرات حزب الله القتالية إلى الحد الذي جعل الكثيرين لا يفهمون لماذا وافقت على وقف النار عندما تحول التنظيم المسلح إلى كومة من الأنقاض.
وقال مسؤولون في حزب الله، إن الجماعة ستواصل العمل بوصفها "مقاومة" ضد إسرائيل، لكن نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله لم يذكر أسلحة الجماعة في خطاباته الأخيرة، بما في ذلك تصريحاته بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتقول مصادر في لبنان إن أولوية حزب الله هي إعادة بناء منازل أنصاره بعد أن دمرت الضربات الإسرائيلية مساحات شاسعة من جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت.
ورفض مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومكتب مدير المخابرات الوطنية التعليق على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية المحدثة.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الأسبوع الماضي إن الحزب لم يضعف بسبب قتل إسرائيل للعديد من قادته منذ يناير (كانون الثاني) وهجومها عليه برياً منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وأكد عراقجي أن الحزب استطاع إعادة تنظيم صفوفه والقتال بكفاءة.


غير أن المصادر قالت لرويترز إن هناك معلومات مخابرات أمريكية تشير إلى أن إسرائيل قضت على آلاف الصواريخ التي يملكها حزب الله في لبنان، ما دفع كوادر مقاتليه إلى التراجع عن الحدود مع إسرائيل.
وأضافت المصادر أن معلومات المخابرات تشير إلى أن الحزب سيواجه على الأرجح تحديات كبيرة للتدريب لسنوات قادمة رغم أن حصر العدد الدقيق لمقاتليه يظل أمراً صعباً.
وقال مسؤولون أمريكيون إن انهيار حزب الله يشير إلى فجوة متزايدة في قدرة إيران العسكرية ويثير شكوكاً في قدرتها على استخدام حلفائها في مهاجمة إسرائيل وخصوم آخرين لها في الأمد القريب.
وتدعم إيران أيضاً مسلحي حماس في قطاع غزة وجماعة الحوثي في ​​اليمن.
وذكر مسؤول أمريكي ثانٍ أن إسرائيل كانت تواجه في الماضي احتمال رد حزب الله من لبنان عليها إذا فكرت في ضرب إيران، لكن مع ضعف الجماعة اللبنانية تستطيع إسرائيل مهاجمة إيران بشكل مباشر دون تعريض مناطقها الشمالية لنفس التهديد. لبنان على مفترق طرق.. حزب الله في مواجهة فراغ السلطة - موقع 24في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، لقي ما يقرب من 4 آلاف لبناني مصرعهم وأصيب 16 ألفاً آخرون وقُصفت البنية التحتية المدنية وسويت عشرات القرى الحدودية. وتشير المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى أن حماس في غزة لا تستطيع اللجوء لغير أساليب حرب العصابات المحدودة بعدما فقدت نصف مقاتليها على الأقل.
ويواصل الحوثيون إطلاق صواريخ وطائرات دون طيار من اليمن، لكن الولايات المتحدة تمكنت من اعتراض معظمها.
وتظهر معلومات المخابرات الأمريكية المحدثة، التي اطلع عليها مسؤولون ومشرعون كبار في الأسابيع القليلة الماضية، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير (كانون الثاني).
واتهمت الولايات المتحدة إيرانياً في الشهر الماضي في إطار مزاعم عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب. 
وشن ترامب خلال فترة ولايته الأولى حملة على إيران مارس فيها "أقصى درجات الضغط" على طهران وفرض فيها عقوبات قاسية على قطاعاتها الاقتصادية الأكثر ربحية، ومسؤولين من الجيش. وسحبت ترامب  الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015، والذي كان يهدف إلى منع طهران من امتلاك القدرة على تصنيع أسلحة نووية.


وكان ترامب مسؤولاً عن ضربة في العراق في 2020 أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إعادة بناء حزب الله فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

لبنان.. إسرائيل تتوغل في عيتا الشعب وتهدد بفضّ الاتفاق

اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، «حزب الله» اللبناني، بعدم التزام شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ بين الطرفين أواخر نوفمبر، محذراً من أن بلاده «ستضطر للتحرك» في حال تواصل ذلك.

وقال كاتس إن «حزب الله» لم ينسحب بعد إلى «أبعد من نهر الليطاني» في جنوب لبنان، أي إلى منطقة شمال النهر، والابتعاد بالتالي عن حدود إسرائيل. جاء هذا خلال زيارة كاتس لمقر القيادة الشمالية لدى الجيش الإسرائيلي وتفقده معرض السلاح الذي جمعه الجيش من جنوبي لبنان.

وأضاف: «في حال لم يتم تنفيذ هذا الشرط، لن يكون ثمة اتفاق، وستضطر إسرائيل إلى التحرك بمفردها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس: “إسرائيل مهتمة بتنفيذ الاتفاق في لبنان وسيواصل تطبيقه بشكل كامل دون تنازلات لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم، لكن الشرط الأول لتنفيذ الاتفاق هو الانسحاب الكامل لتنظيم حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وتفكيك كافة الأسلحة وإفشال البنى التحتية الإرهابية في المنطقة من قبل الجيش اللبناني، وهو ما لم يحدث بعد”. وشدد في حديثه: “لن نسمح بخلق تهديد متجدد للبلدات الشمالية ولمواطني دولة إسرائيل”.

ونقلت وسائل إعلامية أن “قوة إسرائيلية مكونة من من 20 جنديا تقريبا توغلت بين عيتا الشعب ورميش الحدوديتين في جنوب لبنان، ثم انسحبت إلى الأراضي الإسرائيلية”.

وأن آليات قوات حفظ السلام “اليونيفيل” أقفلت طريق وادي الحجير الرئيسي في سفح القصير وعلمان ودير سريان جنوب لبنان للبحث عن منشآت محتملة لـ”حزب الله”.

وفي أحدث التصريحات الرسمية لها، أكدت “اليونيفيل” قبل يومين أن العمليات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية شمال الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل مستمرة، بما في ذلك من خلال “تحركات شمالا في القطاع الشرقي” من منطقة عملياتها. وخلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك يوم الجمعة الماضي، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق “إن إسرائيل ولبنان جددا التزامهما بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701″، وحث الطرفين على استخدام الآلية التي تم إنشاؤها حديثا بموجب تفاهم وقف الأعمال العدائية لمعالجة القضايا العالقة.

“حزب الله”: ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش وبعد انقضاء مهلة الـ60 يوما الأمر متروك لنا

بدوره، أعلن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” اللبناني وفيق صفا أنه لا “فيتو” للحزب على ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وأن “فيتو” الحزب الوحيد يشمل سمير جعجع.

وقال وفيق صفا، في كلمة من موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، الى أن “المقاومة أفقدت الأمان للعدو في الداخل ونحن كنا وسنبقى في خدمة المقاومة ومع شعبها وسنمنع اي أذى عنهم في الداخل”.

وأكد صفا، أن “حزب الله لم ولن يهزم وهو كما قال السيد حسن نصر الله خلق وعلى جبينه النصر وهو أقوى من الحديد وأقوى مما كان”، مشددا على أن “ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش (العماد جوزيف عون)، و”الفيتو” الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد”.

ورداً على سؤال ان لم ينسحب الجيش الإسرائيلي بعد مهلة الـ60 يوما، قال “الجيش اللبناني ولجنة المراقبة لم تتبلغ هذا الأمر ولكن بعد انقضاء الـ 60 يوم فالأمر متروك لقرار حزب الله والمقاومة ماذا ستفعل وكما قال الشيخ نعيم قاسم هذه مسؤولية الدولة التي وقعت الإتفاق وهي التي ستتابع إجراءات وقف إطلاق النار أو الخروقات”.

من جهته قال النائب في البرلمان البناني حسين الحاج حسن إن خروقات اسرائيل منذ وقف إطلاق النار تجاوزت ال 1000 خرق وهذه الخروقات هي برسم المجتمع الدولي أولا وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الضامنين للإتفاق

ولفت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا حتى الآن لم يفعلوا أي شيء لوقف الخروقات الإسرائيلية إن لم يكونوا متواطئين او مشاركين وباعتقادي أن الأمريكي هو متواطئ ومشارك.

وأكد أن “المقاومة تعافت وهي تستكمل تعافيها والمقاومة قوية ومقتدرة وتستطيع ان تواجه كل التحديات التي يمكن ان تضغط عليها”

مقالات مشابهة

  • عاجل - إسرائيل تكشف خطة اغتيال حسن نصر الله: استهداف القيادات وشل قدرات حزب الله
  • ضياء رشوان: الجبهة الوطنية يسعى لإعادة الاعتبار للسياسة من خلال اسمه وأفكاره
  • مسئول في حزب الله اللبناني يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله
  • لبنان.. إسرائيل تتوغل في عيتا الشعب وتهدد بفضّ الاتفاق
  • سنضطر للتحرك.. إسرائيل توجه تحذيرا لحزب الله اللبناني
  • عامٌ على اغتياله.. كيف خدَم العاروري حزب الله؟
  • هيئة البث الإسرائيلية: تحذير من إعادة بناء حزب الله لقدراته فور الانسحاب من لبنان
  • ضياء رشوان: حزب الجبهة الوطنية لا يسعى للحكم
  • إسرائيل تعتزم بناء 12 نقطة عسكرية جديدة على طول الشريط الحدودي مع لبنان
  • بعد 24 يوماً.. هذا ما ينتظر حزب الله عسكرياً!