بعد خسائره الفادحة..حزب الله يسعى لإعادة بناء قدراته على المدى البعيد
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أكدت أربعة مصادر مطلعة على معلومات مخابرات أمريكية محدّثة أن قدرات حزب الله اللبناني العسكرية تراجعت بشدة بسبب الضربات الإسرائيلية، لكن الجماعة ستحاول على الأرجح إعادة بناء مخزونها وقواتها لتشكل تهديداً على المدى البعيد للولايات المتحدة، وحلفائها في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي كبير ومسؤول إسرائيلي ونائبان أمريكيان اطلعا على معلومات مخابرات، إن المخابرات الأمريكية قدرت في الأسابيع القليلة الماضية، أن الحزب بدأ، حتى في وقت كانت فيه الحملة العسكرية الإسرائيلية مستمرة، في تجنيد مقاتلين جدداً، ويحاول العثور على سبل لإعادة التسلح عبر الإنتاج المحلي، وتهريب مواد عبر سوريا.وقال مصدران إن من غير الواضح إلى أي مدى تباطأت هذه الجهود منذ الأسبوع الماضي، عندما توصل حزب الله وإسرائيل إلى وقف هش لإطلاق النار. ويحظر الاتفاق تحديداً شراء حزب الله للأسلحة أو أجزاء الأسلحة.
خسائر حزب الله وإسرائيل.. من دفع الثمن الأكبر؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/uy50mY5jsL
وتشير تقديرات وكالات المخابرات الأمريكية، إلى أن حزب الله يعمل بقوة نارية محدودة، إذ خسر أكثر من نصف مخزوناته من الأسلحة، وآلاف المقاتلين خلال الصراع مع إسرائيل، ما يعني تقلص القدرة العسكرية الإجمالية لطهران إلى أدنى مستوى منذ عقود.
ولكن حزب الله لم يدمر كلياً. وقالت المصادر إنه لا يزال يحتفظ بآلاف الصواريخ قصيرة المدى في لبنان، وسيحاول إعادة ملء مخزونه باستخدام مصانع الأسلحة في الدول المجاورة التي تتوفر طرق نقل منها.
وقال أحد النائبين إن حزب الله "عُرقل" في الأمد القريب، وتقلصت قدرته على القيادة والسيطرة. لكن النائب أضاف "هذه المنظمة مصممة لتتعافى من الارتباك".
ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من قدرة حزب الله على الوصول إلى سوريا، حيث شت جماعات مسلحة في الآونة الأخيرة هجوماً لاستعادة معقلي الحكومة في حلب وحماة. لماذا تراجعت إسرائيل عن تدمير حزب الله؟ - موقع 24قالت الكاتبة الإسرائيلية، زينا راخاميلوفا، إن إسرائيل قلصت قدرات حزب الله القتالية إلى الحد الذي جعل الكثيرين لا يفهمون لماذا وافقت على وقف النار عندما تحول التنظيم المسلح إلى كومة من الأنقاض.
وقال مسؤولون في حزب الله، إن الجماعة ستواصل العمل بوصفها "مقاومة" ضد إسرائيل، لكن نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله لم يذكر أسلحة الجماعة في خطاباته الأخيرة، بما في ذلك تصريحاته بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتقول مصادر في لبنان إن أولوية حزب الله هي إعادة بناء منازل أنصاره بعد أن دمرت الضربات الإسرائيلية مساحات شاسعة من جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت.
ورفض مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومكتب مدير المخابرات الوطنية التعليق على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية المحدثة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الأسبوع الماضي إن الحزب لم يضعف بسبب قتل إسرائيل للعديد من قادته منذ يناير (كانون الثاني) وهجومها عليه برياً منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وأكد عراقجي أن الحزب استطاع إعادة تنظيم صفوفه والقتال بكفاءة.
غير أن المصادر قالت لرويترز إن هناك معلومات مخابرات أمريكية تشير إلى أن إسرائيل قضت على آلاف الصواريخ التي يملكها حزب الله في لبنان، ما دفع كوادر مقاتليه إلى التراجع عن الحدود مع إسرائيل.
وأضافت المصادر أن معلومات المخابرات تشير إلى أن الحزب سيواجه على الأرجح تحديات كبيرة للتدريب لسنوات قادمة رغم أن حصر العدد الدقيق لمقاتليه يظل أمراً صعباً.
وقال مسؤولون أمريكيون إن انهيار حزب الله يشير إلى فجوة متزايدة في قدرة إيران العسكرية ويثير شكوكاً في قدرتها على استخدام حلفائها في مهاجمة إسرائيل وخصوم آخرين لها في الأمد القريب.
وتدعم إيران أيضاً مسلحي حماس في قطاع غزة وجماعة الحوثي في اليمن.
وذكر مسؤول أمريكي ثانٍ أن إسرائيل كانت تواجه في الماضي احتمال رد حزب الله من لبنان عليها إذا فكرت في ضرب إيران، لكن مع ضعف الجماعة اللبنانية تستطيع إسرائيل مهاجمة إيران بشكل مباشر دون تعريض مناطقها الشمالية لنفس التهديد. لبنان على مفترق طرق.. حزب الله في مواجهة فراغ السلطة - موقع 24في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، لقي ما يقرب من 4 آلاف لبناني مصرعهم وأصيب 16 ألفاً آخرون وقُصفت البنية التحتية المدنية وسويت عشرات القرى الحدودية. وتشير المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى أن حماس في غزة لا تستطيع اللجوء لغير أساليب حرب العصابات المحدودة بعدما فقدت نصف مقاتليها على الأقل.
ويواصل الحوثيون إطلاق صواريخ وطائرات دون طيار من اليمن، لكن الولايات المتحدة تمكنت من اعتراض معظمها.
وتظهر معلومات المخابرات الأمريكية المحدثة، التي اطلع عليها مسؤولون ومشرعون كبار في الأسابيع القليلة الماضية، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير (كانون الثاني).
واتهمت الولايات المتحدة إيرانياً في الشهر الماضي في إطار مزاعم عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب.
وشن ترامب خلال فترة ولايته الأولى حملة على إيران مارس فيها "أقصى درجات الضغط" على طهران وفرض فيها عقوبات قاسية على قطاعاتها الاقتصادية الأكثر ربحية، ومسؤولين من الجيش. وسحبت ترامب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015، والذي كان يهدف إلى منع طهران من امتلاك القدرة على تصنيع أسلحة نووية.
وكان ترامب مسؤولاً عن ضربة في العراق في 2020 أسفرت عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إعادة بناء حزب الله فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
فَإنَّ حزبَ الله هم الغالبون
فاطـمـة الـراشـدي
تتعاقب الأيّام والسنوات والعقود، والعالم كله يشهد تلك الحروب والمعارك، التي يخوضها حزب الله مع الكيان المحتلّ؛ فمنذ الألفين وما قبلها، شهد حزب الله أشد الحروب، وأخطر المواجهات في الحدود اللبنانية والداخل.
وفي كُـلّ عام كان الحزب يشهد تفاقماً في الأحداث، وتطوراً في التقنيات والمواجهات، فلم يترك السلاح ولا المتارس، ولا خفت مواجهته لـ “إسرائيل” أَو تراجعت، فمنذ تأسيس حزب الله الغالب في العام 1982م بدأ في تنكيل “إسرائيل” أشد التنكيل وكبده آلاف الخسائر، ليعرف حينها العالم أن حزب الله، قوة لا يستهان بها، وحزب لا يُكسر، وكلما سقط قائد في الميدان من هذا الحزب، تلقفه قائد أشد شراسة منه وقوة وعزيمة.
توالت الأيّام على حزب الله وازدادت الأحداث في اتساع وتطور؛ فبعد هزيمة الألفيـن التي سطرها الحزب، وانسحاب الإسرائيليين من لبنان، تهاوت “إسرائيل” أمام خسائرها وأصبحت كما وصفها نصرالله “أوهن من بيت العنكبوت”.
كان لحزب الله الدور الأبرز والأكبر، في استنزاف قوات الاحتلال، وجعل بقاءَه في لبنان عبئًا اقتصاديًّا وعسكريًّا.
فما كان نصر حرب تموز في عام 2006م إلا بداية لانتصارات متوالية وعظيمة؛ فبعد اتّفاقية إطلاق النار بين الحزب والكيان الغاصب آنذاك، انسحب الجيش الإسرائيلي، واستقال العديد من الضباط، مع وزير الحرب ورئيس الأركان لديهم، تأييد حزب الله حينها بالنصر المؤزر وتقدم تقدمًا واضحاً ضد المحتلّ.
كان نصب عينَي الحزب هدف واحد، تحرير فلسطين وإرجاع القدس إلى الحضن العربي، وهذ ما سعوا له منذ البداية، فبعد السابع من أُكتوبر، والحرب التي اندلعت، بين فلسطين و”إسرائيل”، وقف حزب الله جنبًا إلى جنب لنصرة غزة وفلسطين، وعمل على توجيه، أقسى الضربات لعمق الكيان الغاصب، في الأراضي المحتلّة في فلسطين.
ثم بدأ العدوّ الصهيوني بشن سلسلة من الغارات الجوية، مستهدفاً فيها كُـلّ الأحياء السكنية في لبنان؛ لتكون بذلك حرب إبادة جديدة، مثل التي تحصل في فلسطين، بغرض الضغط على لبنان والحزب، لوقف عملياتهم المناصرة لفلسطين والتخلي عنها، لكن الحزب أبى ورفض، وعلى رأسهم القائد الشهيد السيد حسن نصرالله.
الذي رفض رفضًا قاطعًا إيقاف الضربات على الكيان المحتلّ، مقابل وقف الإبادة الحاصلة في لبنان، فتحرير القدس ونصرة أهل فلسطين، أولى وأعظم واجب ديني يمكن أن يقدم تجاه ما يحصل.
زفت لبنان الشهيد تلو الشهيد، المجاهد والجندي والقائد، المواطن العادي والطفل والمرأة، تهدمت المنازل وتشرد ونزح معظم المواطنين، وخسائر مادية سببت انعدام الحياة، قدمت لبنان الكثير في سبيل نصرة فلسطين، وقد استشهد في هذه المعركة، العديد من قادة حزب الله العظماء، أمثال فؤاد شكر وهاشم صفي الدين، قدمت لبنان الكثير والكثير من التضحيات، والتي كان أعظمها وأكبرها، شهادة “نجم لبنان الساطع”، سماحة السيد حسن نصرالله.
فأعظم ما قدمه حزب الله في سبيل تحرير فلسطين، هي دماء” السيد حسن نصرالله” الذي كان الشريان المغذي لحزب الله والنواة المحرك لها، فخسارته وإن كانت موجعة لحد كبير، تعد أمام ما تلاقيه فلسطين من أوجاع ومآس، فداءً لها.
فنحن قوم قادتنا عظماء، لا تليق بهم إلا الشهادة في سبيل الله، كما استشهد “حمزة وجعفر وعلي والحسين” فالموت الطبيعي لا يليق بأشخاص عظماء كما هم.
كان حزب الله وما زال، المضحي الأول في سبيل نصرة الحق، ومعاركه التي قادها ضد الكيان، تشهد له منذ عقود طويلة، مما جعل الكيان المحتلّ يخسر أمام حزب الله في معركته الأخيرة، كما خسر أمامه في المعارك السابقة، فكل تلك الضربات الموجعة، التي تلقاها على أيادي حزب الله الطاهرة، أوجعته وكبدته الخسائر، حتى رضخ لاتّفاقية تنص على انسحابه الكامل من لبنان، وإيقاف ضرباته العدائية، ليكون بذلك مذمومًا مدحورًا، أمام حزب الله الغالب، كما كان في السابق، وهذا تحقيق لما وعد الله به، في محكم كتابه.
قال تعالى: “وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”.