عاشت كوريا الجنوبية، صاحبة رابع أقوى اقتصاد في آسيا والمرتبة الثالثة عشرة بين أكبر اقتصادات العالم، وأحد أقوى قلاع التكنولوجيا في العالم، أمس الثلاثاء، على إيقاع انقلاب عسكري وُصف بـ"الفاشل".

وكان كوريا الجنوبية، يون سوك يول، قد أعلن فرض الأحكام العرفية في البلاد، وإعادة الحكم العسكري، وإغلاق مقر البرلمان، فيما نشر الجيش في شوارع الدولة بما فيها العاصمة سيول.

كما كلف رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، الجنرال بارك آن-سو، بمهمة الإشراف على تنفيذ الأحكام العرفية.

وقد دعا أكبر اتحاد للعمّال في كوريا الجنوبية، الأربعاء، إلى "إضراب عام مفتوح" حتى استقالة الرئيس يون سوك يول، الذي فرض الأحكام العرفية لساعات، قبل أن يتراجع عن قراره بعد تدخل السلطة التشريعية.

 وأكد "الاتّحاد الكوري لنقابات العمّال" الذي يضم 1.2 مليون عضو، أنّ رئيس الجمهورية قد اتّخذ "إجراء غير عقلاني ومناهض للديمقراطية"، وبالتالي "وقّع وثيقة نهاية حكمه".

وفي السياق نفسه، أدان زعماء المعارضة هذه الخطوة بشكل فوري، معتبرين أنها "غير دستورية". بينما دعا زعيم حزب المعارضة الرئيسي في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونج، نواب حزبه الديمقراطي إلى التجمع في البرلمان، مساء الثلاثاء، من أجل التصويت ضد الإعلان.

????️ NOW: Massive Protests Underway as Thousands Swarm Outside South Korea’s National Assembly

A huge protest is also happening in Seoul’s main square against President Yoon, with plans to march to his office.

The protesters are demanding Yoon steps down or is impeached. pic.twitter.com/zV9VK3S81V — Angelo Giuliano ???????????????????????????????????????????????????????????? 安德龙 (@angeloinchina) December 4, 2024
إثر ذلك، مضت "عربي21" في رصد تاريخ الانقلابات العسكرية في كوريا الجنوبية، التي عاشت أربعة عقود تحت سطوة الحكم العسكري قبل أن تتحوّل إلى النظام الديمقراطي في أواخر الثمانينيات. في هذه المسيرة الطويلة التي اتّسمت بتدخل الجيش المتكرر في الشؤون المدنية والسياسية، منذ تأسيس الدولة.

الأحكام العرفية بعد الحرب
خلال فترات الحكم الذي كان يُعرف بكونه "ديكتاتوري" والذي تلا إعادة بناء كوريا الجنوبية من دمار الحرب مع الجارة الشمالية (1950-1953)، لجأ قادة البلاد بشكل متكرر إلى إعلان الأحكام العرفية لمواجهة المعارضة.

وتجسّد هذا المسار بوضوح في حكم الديكتاتور بارك تشونغ-هي، الذي وصل إلى السلطة عبر أول انقلاب ناجح في البلاد في 16 أيار/ مايو 1961.



تشونغ-هي، قد حكم كوريا الجنوبية لما يقرب من عشرين عاماً، حتّى اغتياله على يد رئيس مخابراته عام 1979. وخلال فترة ولايته، كان يلجأ من حين لآخر إلى إعلان الأحكام العرفية لقمع الاحتجاجات وسجن منتقديه.

شكل اغتيال بارك تشونغ-هي نقطة تحول في تاريخ كوريا الجنوبية. بعد أقل من شهرين من وفاته، قاد اللواء تشون دو-هوان دبابات وقوات إلى سيول في كانون الأول/ديسمبر 1979، في ثاني انقلاب عسكري ناجح في البلاد.

احتجاجات "غوانغجو"
تحت ضغط المجموعة العسكرية بقيادة تشون دو-هوان، مدّد رئيس الوزراء تشوي كيو-ها، الذي سيصبح رئيساً للبلاد فيما بعد، الأحكام العرفية حتى عام 1980، وحظر النشاط الحزبي، ما أدّى إلى إشعال احتجاجات واسعة في البلاد.

وبلغت المظاهرات ذروتها في مدينة غوانغجو جنوب غرب كوريا، حيث قامت السلطات بحملة عنيفة ضد المحتجين المؤيدين للديمقراطية.

بحسب الأرقام الرسمية، قُتل 191 شخصاً، بينهم 26 من الجنود ورجال الشرطة، في أحداث غوانغجو. أكدت عائلات الضحايا أن العدد الحقيقي أكبر بكثير. فيما حاول تشون دو-هوان تصوير الاحتجاجات آنذاك كتمرد مدعوم من كوريا الشمالية، لكنها تحوّلت إلى نقطة محورية في مسيرة البلاد نحو الديمقراطية.


نهاية الأحكام العرفية
استمرت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية حتى عام 1981، حين ألغيت إثر استفتاء شعبي. في صيف 1987؛ إذ أجبرت احتجاجات شعبية حاشدة حكومة تشون دو-هوان على قبول الانتخابات الرئاسية المباشرة. فاز فيها حليفه العسكري روه تاي-وو، الذي شارك في انقلاب 1979، مستفيداً من انقسام أصوات المعارضة الليبرالية.



إلى ذلك، لم تتحول كوريا الجنوبية إلى جمهورية ديمقراطية حقيقية إلا مع تنصيب روه تاي-وو في 25 شباط/ فبراير 1988، بعد 40 عاماً من الحكم العسكري.


في عام 1996، حوكم تشون دو-هوان وروه تاي-وو٬ بتهم تتعلق بتنفيذ انقلاب 1979 وحملة القمع الدموية التي أعقبته.

وعلى الرغم من أن الرئيس كيم يونغ-سام (1993-1998) اعتبر هذه المحاكمات علامة على عصر دستوري جديد، إلا أنه منح الرجلين عفوا في العام التالي، في خطوة قال إنها تهدف إلى توحيد البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية كوريا الجنوبية الجيش الانقلابات العسكرية الانقلاب العسكري كوريا الجنوبية الجيش الاحكام العرفية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی کوریا الجنوبیة الأحکام العرفیة فی البلاد

إقرأ أيضاً:

اليمن يبحث مع كوريا الجنوبية تعزيز الدعم الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي

بحثت الحكومة اليمنية مع كوريا الجنوبية، الأحد، آخر المستجدات الاقتصادية في اليمن وسبل الاستفادة من الدعم الكوري.

 

جاء ذلك خلال لقاء جمع محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب، مع سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى اليمن بونج كاي دو، ونائبة السفير جين جو كيم، وممثل بنك الاستيراد والتصدير الكوري للسعودية واليمن تشون كي هون، وفق وكالة سبأ الرسمية.

 

واستعرض المحافظ في اللقاء التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها البلاد نتيجة لاستهداف مليشيات الحوثي لمرافق النفط وتوقف صادراته، بالإضافة إلى ممارسات أخرى أثرت سلباً على حياة المواطنين في مختلف المناطق.

 

وتطرق غالب إلى برنامج الإصلاح الذي ينفذه البنك المركزي بدعم من الأشقاء والدول الصديقة والمنظمات الدولية، والذي يهدف إلى استعادة التوازن الاقتصادي، تحقيق الاستقرار، وتطوير وظائف البنك المركزي لمواكبة التطورات الاقتصادية والتحديات القائمة.

 

بدوره، أشاد السفير الكوري بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي لاستقرار القطاع المصرفي، كما أثنى على الجهود الحكومية لتحسين الوضع الاقتصادي في اليمن.

 

وجدد دعم بلاده الكامل للجمهورية اليمنية في مختلف المجالات، ودعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، إضافة إلى تعزيز الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في اليمن.


مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تدعم دور مجلس حقوق الإنسان الأممي
  • احتياطي النقد الأجنبي في كوريا الجنوبية يصل لأدنى مستوياته
  • انخفاض حاد بدرجات الحرارة في كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة تحت الصفر
  • كوريا الجنوبية.. التسوق عبر الإنترنت يقفز لمستوى قياسي في 2024 
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت: سنعمل على تقليل تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية
  • كوريا الجنوبية تتبرع بـ3 ملايين دولار لأفغانستان
  • اليمن يبحث مع كوريا الجنوبية تعزيز الدعم الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي
  • بيونج يانج: أمريكا أكبر تاجر حرب في العالم ومساعداتها العسكرية لا يمكنها إنقاذ كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية: تشغيل مدمرات من طراز "إيجيس" لمواجهة تهديدات بيونج يانج