ادرجت مليشيا الحوثي الإرهابية مادة دراسية جديدة تحت عنوان "طوفان الأقصى" في المناهج الجامعية بالعاصمة المختطفة صنعاء.

 

وقالت مصادر طلابية لـ"مأرب برس" إن مليشيا الحوثي أستهدفت الجامعات الخاصة في إدراج مادة طوفان الأقصى لتعزيز الأيديولوجيا الحوثية من خلال التركيز على المفاهيم الطائفية لتوظيف القضية الفلسطينية لأغراض سياسية خاصة بهم.

 

 

وأضافت المصادر أن هدف المليشيا من إدراج هذه المادة هو تعزيز ولاء الطلاب لهم واستغلال مشاعر التعاطف مع القضية الفلسطينية لتوسيع قاعدة دعمهم في ظل الشحن الطائفي المتزايد لتقوية نفوذهم في المجتمع.

وأكدت المصادر إن الطلاب أجبروا على حضور دراسة المادة معبرين عن استيائهم من محاولة فرض أفكار معينة عليهم ويعتبر هؤلاء أن التعليم يجب أن يكون بعيدًا عن الأيديولوجيات السياسية والطائفية.

 

وعبر العديد من الطلاب والأكاديميون من مختلف التخصصات عن رفض هذه المادة التي تتعارض مع مبادئ التعليم الجامعي وتهدف إلى تعزيز الفكر النقدي والانفتاح على الأفكار المختلفة.

 

وتستمر ردود فعل الجامعات على إدراج مادة "طوفان الأقصى" في سياق دراسة تأثيرها على التعليم ومستقبل الطلاب يبقى الأمل في أن يتمكن الأكاديميون والطلاب من مواجهة هذه التحديات بشكل فعّال.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

محددات الموقف المصري من معركة طوفان الأقصى.. قراءة في كتاب

الكتاب: التقرير الاستراتيجي الفلسطيني  2022 ـ 2023
الكاتب: مجموعة من المؤلفين،المحرر: أ. د. محسن محمد صالح.
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أغسطس 2024، 548 صفحة من القطع المتوسط.


يتعرض الكاتب في الفصل السادس للدور المصري، إذ لا يمكن الفصل بين العملية التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس في 2023/10/7 على المواقع العسكرية الصهيونية والمستوطنات في غلاف غزة، وما تحمله من دلالات استراتيجية. عما كان يحدث في المنطقة سواء بما كان يخطط للمسجد الأقصى من تقسيم زماني ومكاني أم ما وصلت له الحالة العربية من تطبيع العلاقات بكافة مستوياتها مع الكيان الصهيوني، أم ما كان يحدث من تنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

كشفت معركة طوفان الأقصى إمكانية هزيمة الكيان الصهيوني، كما كشفت حالة الضعف العربي الرسمي المستسلم للهيمنة الإسرائيلية الأمريكية، وأعطت حالة إلهام للأمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وكان من الطبيعي أن تتفاعل الحالة الشعبية العربية مع ما يحدث في قطاع غزة من تدمير صهيوني انتقامي استهدف المدنيين، فقد قام شرطي مصري بإطلاق النار على فوج سياحي في مدينة الإسكندرية، وقد أسفر عن مقتل سائحين إسرائيليين.

تأثر الموقف الرسمي المصري من عملية طوفان الأقصى بالعديد من المحددات والعوامل المؤثرة، ومن أبرزها:

ـ الرغبة في الحفاظ على حيوية الدور المصري في القضية الفلسطينية، نظراً لأهمية ذلك في تعزيز حضور مصر الإقليمي وتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة.

الإصرار على الخيار الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية والعربية، والإبقاء على الأمة حية تقاوم، وتطالب بحقها الطبيعي والقانوني والتاريخي والديني في أرض فلسطين،هوالمحور الذي أبقى القضية الفلسطينية حية. أما خيار التسوية بشروط "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، فهي الهزيمة بعينها للأمة، والتصفية الحقيقية للقضية الفلسطينية.ـ استحقاقات معاهدة كامب ديفيد والعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية المتطورة مع الكيان الصهيوني، والتي ترسخت بصورة قوية في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ـ المحدد الأمني المتعلق بالخشية من تصاعد التحركات الشعبية المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية في مصر والمنطقة العربية والتوجس من احتمالات تجدد حيوية وحراك الشارع العربي وعودة أجواء الربيع العربي، نظراً لحالة الإلهام الهائلة التي مثلتها معركة طوفان الأقصى، وتصاعد السخط على عجز الأنظمة العربية بسبب فشلها في القيام بواجبها تجاه فلسطين.

ـ الخشية من تداعيات سياسية وأمنية خطيرة لعمليات تهجير قسري واسعة محتملة للفلسطينيين، من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، وبما يقحم مصر في الصراع مع الجانب الإسرائيلي، ويهدد معاهدة كامب ديفيد وحالة الهدوء في العلاقات المصرية الإسرائيلية.

ـ المحدد الأيديولوجي المرتبط بتحفظات الجانب الرسمي المصري على التوجه الإسلامي للمقاومة الفلسطينية في سياق موقفه السلبي من عموم التيار الإسلامي في المنطقة. وخصوصاً في ظل أزمته المتواصلة في العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية. ويتشكل انطباع بعدم رغبة الجانب المصري والعديد من الأطراف العربية بخروج المقاومة الفلسطينية منتصرة في معركة طوفان الأقصى، خشية تداعيات غير مرغوبة على الوضع الداخلي المصري وعلى حضور التيار الإسلامي في المنطقة.

ـ تموضع الجانب الرسمي المصري وخياراته السياسية في الساحة الفلسطينية، وانحيازه القوي للسلطة الفلسطينية ومشروعها السياسي، وعلاقاته الحذرة وغير الإيجابية مع حركة حماس، وتحفظه على مشروعها المقاوم وعلى نزوعها للحفاظ على استقلالية موقفها وقرارها السياسي في إدارة العلاقة مع مصر وبقية الأطراف العربية والإقليمية.

ـ الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وانهيار قيمة الجنيه المصري المستويات قياسية مقابل الدولار الأمريكي.

ـ المحدد الجيوسياسي وسيطرة الجانب المصري على المنفذ البري الوحيد للقطاع مع العالم. عبر معبر رفح، الذي وفر ورقة ضغط مصرية قوية على المقاومة وعلى سكان القطاع. وتسبب بإحكام الحصار على قطاع غزة منذ سنة 2007، وظهر تأثير ذلك بصورة قوية خلال معركة طوفان الأقصى. وترافق ذلك مع اتهامات واسعة من أطراف عديدة للجانب الرسمي المصري بأنه جزء من الحصار، وما يؤدي ذلك إلى معاناة ومجاعة، واستفراد العدوان الإسرائيلي بسكان القطاع ومقاومته ضد العدوان.

ومع تكرار الدعوات الصهيونية إلى تهجير سكان القطاع إلى سيناء، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة التصعيد في قطاع غزة، وشدد على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف".

لم تكن التخوفات المصرية في غير مكانها فقد كانت كافة الإشارات تؤكد المخططات الهادفة إلى تفريغ قطاع غزة وتهجير سكانه إلى سيناء، حيث أشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن اجتماع الاتحاد الأوروبي دعا إلى إنشاء "ممرات إنسانية لتسهيل مرور الأشخاص الذين يريدون الفرار من قصف غزة عبر الحدود إلى مصر.

كما صرح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني أيالون Danny Ayalon بقوله توجد مساحات لا نهاية لها تقريباً في صحراء سيناء على الجانب الآخر من غزة، ويمكنهم الفلسطينيون) أن يتركوا (قطاع غزة إلى تلك المساحات المفتوحة حيث سنعد نحن والمجتمع الدولي للبنية الأساسية، ومدن الخيام، وستمدهم بالماء والغذاء ".

الإصرار على الخيار الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية والعربية، والإبقاء على الأمة حية تقاوم، وتطالب بحقها الطبيعي والقانوني والتاريخي والديني في أرض فلسطين،هوالمحور الذي أبقى القضية الفلسطينية حية. أما خيار التسوية بشروط "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، فهي الهزيمة بعينها للأمة، والتصفية الحقيقية للقضية الفلسطينية.

في الواقع العربي، هناك خياران يتصارعان، خيار المقاومة وبناء ذات الأمة الديمقراطية بالمعني  العصري لهذه الكلمة، وخيار التسوية الذي يرجح عند البعض من العرب والفلسطينيين، أن ينتج حلاً تقبل به الشرعية الدولية. خيار التسوية هذا، لم يعط للشعب الفلسطيني سوى أوسلو، حتى أن كل المشاريع الأخرى للسلام، بما فيها المبادرة العربية تدور حول هذا المحور.

"إسرائيل" لن تقبل السلام، لأن السلام هو النقيض التاريخي لوجودها كبنيية مجتمعية إيديولوجية وسياسية وعسكرية تقوم بدور وظيفي في منطقة الشرق الأوسط.

إن القضية الفلسطينية هي قضية الصراع العربي مع الإمبريالية الأمريكية، وللحركة الصهيونية في فلسطين دورًا وظيفياً تؤديه في هذا المجال. ولذلك يجب أن يبقى الصراع دائرًا، وألا يجزأ، لأن تجزئته في فلسطين، ومحاولة الفصل بين الإمبريالية الأمريكية و"إسرائيل"، قاد الحركة الفلسطينية إلى الضلال، وأضاع فلسطين، وأية محاولة لاعتبار حكومة الولايات المتحدة الأميركية حكماً، سيقود إلى الضلال والضياع. ثم إن أية محاولة لاعتبارالمشكلة فلسطينية ـ صهيونية، سيقزم المسألة، وسيجعلها مثل مئات قضايا اللاجئين في العالم، وستطرح الحلول الإنسانية لمشكلة اللاجئين.

إن "إسرائيل" كانت مصلحة استراتيجية أمريكية بامتيازولاتزال، وستظل كذلك في منطقة الشرق الأوسط. ويكمن مصدرقوة هذه الإستراتيجية، في قدرة "إسرائيل" على كسب حروبها مع العرب في السابق. بيد أن نجاح استراتيجية حزب الله الذي تفوّق على "زبائن الولايات المتحدة العرب الذين وقّعوا اتفاقات سلام للحفاظ على أراضيهم"، وأحرج موقعها، أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تغير من موقفها المنحاز "لإسرائيل" إلا إذا أصبح العرب قادرين على تحريرأرضهم من طريق المقاومة وبناء ذات الأمة على أسس حديثة. .

هل يمكن للتحررمن الهيمنة الإمبريالية الأميركية ومن شروط التبعية، وهل يمكن تحرير الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها فلسطين، من دون أن تحرزالأمة العربية تقدماً ملموساً، وتقدم الأمة العربية مشروط بوحدتها و نهضتها؟ و بالمقابل هل يمكن إحرازالتقدم من دون أن تحرز الأمة استقلالها وسيطرتها على مقدراتها؟

"إسرائيل" لن تقبل السلام، لأن السلام هو النقيض التاريخي لوجودها كبنيية مجتمعية إيديولوجية وسياسية وعسكرية تقوم بدور وظيفي في منطقة الشرق الأوسط.إن هذا يطرح علينا علاقة التحررببناء مقاومة عربية تحمل في سيرورتها التاريخية مشروعا نهضويا فكريا وسياسيا، يضع تحرير فلسطين كمهمة قومية وإسلامية، وعليه أن يضع التحريرفي موقعه من مهمات المشروع القومي الديمقراطي النهضوي، باعتباره هدفاً رئيساً، لا يعلو عليه أي من الهدفين الآخرين، تحقيق الوحدة القومية، وبناء الديمقراطية والمجتمع المدني الحديث بالتلازم مع بناء دولة الحق والقانون، من حيث الأهمية. إذ إن هذه الأهداف الثلاثة مترابطة عضوياً، بصرف النظر عن الأولويات التراتبية التي يحتلها أي منها في ظل تضاريس الجغرافيا الطبيعية والبشرية، والتاريخية والاستراتيجية للمنطقة العربية.

وقد أثبتت هذه التجربة، ومن جملة ما أثبتته من حقائق واقعية، حقيقتين أساسيتين أولاهما أن الوحدة العربية هي المسألة المركزية في المشروع القومي الديمقراطي،وهي شرط ضروري لتحريرالأرض وإن لم يكن كافيا. وثانيهما تلازم النضال من أجل الديمقراطية والنضال ضد الإمبريالية و"إسرائيل". فلا تقدم يرجى في ظل التبعية والاحتلال . ولا يمكن أن نحرز تحريرًا في ظل وجود مقاومات عربية تستند في أساسها إلى النزعة "العسكريتارية" المحضة خارج عالم الفكروالثقافة والسياسة، وغير ديمقراطية في بنيانها الداخلي.. وتستند أيضا إلى الطوائف أو المذاهب.

وحتى لو كان صعود حركة "حماس" بالمعنى التاريخي متواصلاً كجزء من صعود التيارات  الإسلامية الأصولية في العالمين العربي والإسلامي، فإنه من الصعب جداً في ظل تمزق المقاومة الفلسطينية بين سلطتين عاجزتين عن مواجهة "إسرائيل" ـ ومسؤولية ذلك تقع أساسًا على فريق أوسلو الذي كاد يودي بالقضية الفلسطينية، استبداداً وفساداً وتنازلات( أمام "إسرائيل" وأميركالاأمام الشعب الفلسطيني)، لكنها تقع أيضاً على اليسارالفلسطيني المفكك والمهمش و"المخردق" بوعود محود عباس، وعلى نهج "حماس" الانقلابي المعكوس الذي يستعدي ـ تدريجيا ـ فئات متزايدة من الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية، فإنه من الصعب جدًا على حركة "حماس" بعد ماتماهت تماماً مع مرحلة التحرير الوطني،وضاقت طعم السلطة،أن تكون قادرةً على استمرارالإحتفاظ بديناميكيتها كحركة مقاومة وطنية.

فالحركة الوطنية الفلسطينية على اختلاف مرجعياتها الفكرية والسياسية، التي ولدت من رحم الهزيمة لعام 1967،تعاني من أزمة بنيوية عميقة،بل تعاني ما يبدو أنه وهن تاريخي بعد سنوات الصعود التي استمرت حتى انسحاب الجيش الصهيوني من غزة في أيلول /سبتمبر 2005. فليس فقط حركة "فتح" ـ حسب المشهد السياسي الفلسطيني ـ هي التي تعاني إنهاكاً تاريخيا، بل أيضاًالحركة الإسلامية الفلسطينية التي تنتمي إلى مدرسة صعود الحركات الإسلامية بعد نجاح الثورة الإيرانية  في عام 1979..

إن تحرير فلسطين ليس مشروعاً بونابرتياً لحاكم عربي، ولا هو مشروع لأي حزب، أوحركة أصولية،أو طبقة اجتماعية، إنه في جوهره جزء من المشروع القومي الديمقراطي النهضوي الذي يشمل تيارات الأمة كلها، وجزء من تقدم الأمة  العربية ووحدتها.والنضال من أجل تحرير فلسطين هو الاندماج في المشروع القومي الديمقراطي المعادي جِديًا وفِعلياً وراديكاليًا للإمبريالية الأمريكية، والكيان الصهيوني، والدول العربية التسلطية، والمستند إلى قوى الشعوب العربية، وإلى جماع الأمة، ولا إلى فئة، أو طبقة، أو حزب، أو حركة أصولية، مهما ادعت تلك الحركة أنها ممثلة للأمة، ونائبة عن أكثريتها، وإن كان ذلك لا ينفي حقيقة أن الدولة الوطنية العربية المتقدمة، ستكون مسؤوليتها أكبر وتأثيرها أعمق، ولكن لن تكون أبداً بديلاً عن الكل، أو نائبة عن الأمة العربية وشعوبها.

إقرأ أيضا: القضية الفلسطينية أمام مخاطرالتصفية.. قراءة في كتاب

إقرأ أيضا: هل ما زالت فلسطين قضية مركزية للعالم العربي؟ كتاب يجيب

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالى يشيد باستمرار تفوق جامعة المستقبل فى تصنيف «التايمز»
  • الأعلى للجامعات: جار إعداد دراسة لعمل اختبارات للطلبة بشأن التنسيق
  • اختتام دورة التعبئة العامة “طوفان الأقصى” لكوادر الهيئة الإعلامية لأنصار الله
  • أمين الأعلى للجامعات: جار إعداد دراسة لعمل اختبارات للطلبة بشأن التنسيق
  • أبو عبيدة: أبطال الضفة بقلب معركة طوفان الأقصى
  • محددات الموقف المصري من معركة طوفان الأقصى.. قراءة في كتاب
  • طوفان الأقصى
  • الضالع: مناورة عسكرية ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسيرات لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في القناوص والضحي واللحية بالحديدة
  • التعليم في مناطق الحوثيين.. مناهج طائفية وأتمتة عقيمة