“الشعلان”: “هيئة تطوير محمية الإمام تركي” تسهم بـ 14% من من إجمالي مساحات المحميات الطبيعية بالمملكة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
أكّد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية المهندس محمد الشعلان، أن الهيئة تلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء، حيث تسهم بـ 14% من الهدف الوطني لتوسيع المساحات المحمية لتغطي 30% من مساحة المملكة بحلول عام 2030، وبـ 0.72% من زراعة 650 مليون شجرة، و23% من مستهدف تخصيص الأراضي لحماية الحياة البرية بمساحة 219,058 كلم²، فضلًا عن الإسهام في إعادة تأهيل 1% من الأراضي المستهدفة بمساحة 40 مليون هكتار.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان “اقتصاديات النظام البيئي: تحديد قيمة الطبيعة”، وذلك على هامش فعاليات مبادرة السعودية الخضراء ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “COP16” في الرياض.
وتناولت أهمية دمج مفهوم رأس مال الطبيعة في عملية صنع القرار لتحقيق التوازن بين ازدهار الإنسان والطبيعة، إذ يشمل رأس مال الطبيعة النظم البيئية وخدماتها الأساسية، مثل توفير المياه العذبة، تخزين الكربون، حماية التنوع البيولوجي، وتنظيم المناخ ولتحقيق ذلك يتم تصنيف خدمات النظم البيئية إلى أربعة محاور رئيسية هي الإمداد، والتنظيم، والدعم، والخدمات الثقافية، التي تشمل خدمات مثل تقليل الانبعاثات الكربونية عبر زراعة الأشجار، وحماية التربة من الانجراف، وتعزيز السياحة البيئية،وحماية المواقع الأثرية.
وأوضحت الجلسة أن هذه القيم تُقاس باستخدام منهجيات علمية متقدمة، مثل تحليل الإيرادات الناتجة عن السياحة البيئية وتقدير الاستعداد المجتمعي للدفع مقابل حماية التنوع البيولوجي، مما يتيح دعم القرارات السياسية المبنية على الأدلة ودمج القيم البيئية ضمن الأطر الاقتصادية والتنموية.
وبين المهندس الشعلان أن الهيئة تسهم في الحدّ من الغبار بنحو 14 ألف طن سنويًا، وزيادة احتجاز الكربون على مستوى المملكة بنحو 228 ألف طن حتى عام 2030، إلى جانب مكافحة تآكل التربة بنحو 10,000 طن خلال الفترة ذاتها.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير الشرقية يرعى حفل الاستقبال السنوي لغرفة المنطقة الثلاثاء المقبل
وأضاف الرئيس التنفيذي أن الهيئة تعتمد على منهجيات تحليلية لاحتساب التكلفة والعائد البيئي، حيث تُظهر الدراسات أن استعادة النظم البيئية، كالأراضي الرطبة، تقلل مخاطر الكوارث الطبيعية وتخفض تكاليف إعادة الإعمار.
ولتحقيق استدامة هذا النهج، تدعو الهيئة إلى تعزيز التعاون بين القطاعات ورفع الوعي بأهمية رأس مال الطبيعة من خلال مبادرات مثل “السعودية الخضراء”.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لتطوير نماذج فعّالة تدمج القيمة البيئية في القرارات الاقتصادية، إلى جانب رفع وعي المجتمع وصُنّاع القرار بأهمية رأس مال الطبيعة من خلال مبادرات مثل “السعودية الخضراء”، لضمان بناء مستقبل مستدام يُحقق التوازن بين ازدهار الإنسان والطبيعة، ويواجه تحديات التغير المناخي بمرونة أكبر، ويُسهم في تعزيز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية السعودیة الخضراء
إقرأ أيضاً:
كانت واحة خضراء.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين سنة
كشفت هيئة التراث السعودية، الأربعاء، عن اكتشاف علمي يشير إلى أن "المملكة العربية السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة"، لافتة إلى أن تلك الفترة الزمنية تشير إلى أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية.
ولا يقتصر هذا الاكتشاف على توثيق الطبيعة الخصبة للمنطقة في العصور القديمة فحسب، بل يحمل أهمية بالغة في فهم تأثير التغيرات المناخية على انتشار الجماعات البشرية وانتقال الكائنات الحية عبر القارات، مما يجعل الجزيرة العربية حلقة وصل حيوية في التاريخ الطبيعي للعالم.
وقالت الهيئة في بيان إن هذا الاكتشاف يقود إلى إمكانية وجود أنواع حيوانية تعتمد على المياه في المنطقة، منها التماسيح والخيل وأفراس النهر، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وتزدهر هذه الأنواع الحيوانية في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء.
موقع جرش الأثري بمنطقة عسير هو من المواقع الهامة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث يمثل مرحلة ما قبل الميلاد، واستمر الاستيطان فيه إلى الفترة الإسلامية، وهو موقع تجاري وصناعي واقتصادي قدم خدمة كبيرة لتجارة العبور التي كانت تمر بالشرق عبر طريق التجارة القديم. pic.twitter.com/BvVdCrJcmF
— تراث المملكة (@chp_sa) December 20, 2022
الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية
"الجزيرة العربية الخضراء"وأفادت الهيئة بأنها توصلت لذلك الاكتشاف عبر دراسة علمية معنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونا كهفيا تعرف محليا بـ"دحول الصمان"، موضحة أنها اكتشفت أن أرض المملكة "كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة".
إعلانوتأتي هذه الدراسة ضمن مخرجات مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" الذي يمثل أحد المشاريع الرائدة لتعزيز البحث العلمي، وتوثيق التاريخ الطبيعي والثقافي لشبه الجزيرة بالمملكة، وفق بيان هيئة التراث.
من جهته، أوضح المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة عجب العتيبي، في مؤتمر صحفي اليوم بالرياض، أن "الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يعد أيضا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدا تبلغ 8 ملايين سنة".
التاريخ الطبيعيوعلى عكس طبيعتها الجافة الحالية، يُشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي السعودية بيئة خصبة وصالحة للحياة.
وأشار العتيبي إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.
ووفقا للنتائج، كانت صحراء المملكة، التي تعد اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض، "حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات، أفريقيا وآسيا وأوروبا".
وفي السياق نفسه، أبرزت الدراسة أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية.
بجهود حثيثة تُوثّق ملامح تاريخنا الطبيعي.. #هيئة_التراث تكشف في دراسةٍ علميّة عن حقب رطبة شهدتها أراضي المملكة على مدار 8,000,000 عام؛ وذلك ضمن مشروع #الجزيرة_العربية_الخضراء.
رابط الدراسة:https://t.co/OabzL1dVzV pic.twitter.com/aL336IthfM
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
تعاون دوليشارك في الدراسة 30 باحثا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة غريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بحسب بيان الهيئة.
إعلانواستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات، وذلك من خلال تحليل دقيق للترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية، شملت تحليل نظائر الأكسجين والكربون لتبيان مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، مما ساعد على الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين.
وأوضح الباحثون في دراستهم أن هذه المراحل الرطبة أدت دورا أساسيا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة.
2.#الجزيرة_العربية_الخضراء هو مشروع تبنته @scthKSA بالتعاون مع جامعة أكسـفورد لدراسة العلاقة بين التغيرات المناخية التي حدثت بالجزيرة العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري بها. pic.twitter.com/Z576RRVAuI
— تراث المملكة (@chp_sa) November 4, 2019
مشروع "الجزيرة العربية الخضراء"مشروع "الجزيرة العربية الخضراء" هو مبادرة علمية سعودية بدأت دراساته في عام 2009، وأعمال التنقيبات والدراسات الميدانية في عام 2012، تحت إشراف هيئة التراث السعودية، وبالتعاون مع جهات محلية ودولية.
يهدف المشروع إلى دراسة توسع انتشار الإنسان في شبه الجزيرة العربية خلال العصور الحجرية القديمة، واستكشاف تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة، التي كانت في فترات زمنية معينة تتميز بمناخ خصب ومراعي غنية بالأنهار والبحيرات.
يشمل المشروع دراسة الأحافير البشرية والحيوانية القديمة، وكذلك البيئة الطبيعية للجزيرة العربية خلال الفترات المطيرة.
ومن أبرز اكتشافاته آثار أقدام بشرية وأحفورة إصبع إنسان عاقل عمرها حوالي 85 ألف سنة، إضافة إلى أحافير حيوانات كالفيلة والتماسيح.