عبدالفتاح البنوس
إنه زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة بكل جلاء ووضوح، على مدى أكثر من عام وكيان العدو الصهيوني يغرق في غيه وإجرامه وتوحشه بحق أطفال ونساء غزة، مجازر وحشية، ومذابح وجرائم حرب ضد الإنسانية يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة، على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط صمت وتخاذل وتآمر عربي وإسلامي غير مسبوق، رغم نداءات الاستغاثة وطلبات النجدة والعون والنصرة التي أطلقتها نساء غزة، ومعهن أطفال غزة ؛ إلا أن الخذلان كان سيد الموقف .
لم تحركهم مشاهد القتل والإبادة الجماعية، ولم يلبوا نداء الجهاد الذي أعلنته حركة حماس وكتائب عز الدين القسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا دعوات النصرة التي وجهها قادة حماس وقيادات دول محور المقاومة، فقد ظل وما يزال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام المجاهد أبو عبيدة ينادي في الأمة طالبا العون والمدد والنصرة، وكان يؤمل أن يجد من أبناء العروبة والإسلام من يسمع النداء، ويعمل على تلبيته، نصرة لغزة وفلسطين، لأكثر من عام والسواد الأعظم في حالة من السبات والغفلة وكأن الجهاد على غيرهم كتب، الجماعات التي كانت تتدثر بعباءة الإسلام وترفع راية التوحيد، ظلت في حالة من السكون طيلة العام المنصرم من العدوان والحرب والحصار على غزة، وفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان حيز التنفيذ ظهرت هذه الجماعات بعد أن أعاد النتن ياهو نظام تشغيلها بتصريح واحد هاجم فيه القيادة السورية، حيث شنت تلكم الجماعات المدعومة من تركيا ودول الخليج ومن خلفهم كيان العدو الصهيوني والشيطان الأكبر، هجمات واسعة على حلب وإدلب وحماة وحمص، طاعة للنتن ياهو، ونصرة للكيان الصهيوني .
جماعات وكيانات بأسماء ومسميات متعددة من جنسيات مختلفة، هيئة تحرير الشام (القاعدة السوري )، حركة مهاجري أهل السنة في إيران (ايران)، كتيبة القوقاز (روسيا )، لواء الأوزبك (اوزبكستان)، الحزب الإسلامي التركستاني (الصين)، كتيبة المغاربة (المغرب)، جماعة الطاجيك (طاجيكستان)، جماعة الألبان (البانيا)، كتيبة الغرباء (جنسيات مختلفة)، جماعة البلوش (باكستان) ، جماعة عتبة بن فرقد (إذربيجان ) كتيبة أبو يعقوب التركي (تركيا) وغيرها من الجماعات والتنظيمات التي أظهرت غيرتها وحميتها على تل أبيب وحنقها على دمشق لأنها وقفت دعما وإسنادا إلى جانب غزة ولبنان ، وهو الأمر الذي شكل مصدر قلق لها، وهي التي تتهمها بأنها تشكل خط الإمداد لجبهة لبنان التي أرقت مضاجع الكيان الصهيوني، وجعلته يعيش أسوأ الأيام على وقع الضربات الموجعة التي وجهها حزب الله، والتي دفعت هذا الكيان للاستنجاد بالأمريكي من أجل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار .
تحريك أذرع الصهيونية والموساد والاستخبارات الأمريكية الممولة من قبل دول البترودولار في هذا التوقيت، وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بحقيقة القاعدة والنصرة وأخواتهما من الجماعات التكفيرية وأظهرت هويتها الحقيقية وكشفت للعالم أجمع أن كل تلكم الجماعات عبارة عن جيوش غير نظامية تعمل لحساب أمريكا وإسرائيل ، ولا يمتون بأدنى صلة للإسلام والمسلمين ، ولم يعد بخاف على أحد بعد اليوم هذه الحقيقة التي لا ينكرها أو يتجاهلها سوى أولئك المؤدلجين حزبيا وطائفيا، والمأزومين نفسيا من الخونة العملاء الذين يرون في أبناء جلدتهم أشد عدواة من اليهود والنصارى، ولا يجدون أي حرج في التطبيع مع إسرائيل والتقارب معها، بل والتحالف معها ضد إخوانهم ممن يتشاركون معهم الانتماء والهوية العربية والإسلامية .
ومن المحزن جدا أن نشاهد ونسمع ونقرأ تلكم المواقف التي تصدر عن أنظمة ومكونات وقوى وشخصيات عربية إسلامية تحتفي بجرائم الجماعات التكفيرية في سوريا، ولا تتورع في الدفاع عنها، وتقديم التبريرات لها بكل جرأة ووقاحة، ظنا منها بأن إطلاق العنان لهذه الجماعات التكفيرية الإجرامية سيمنحهم النصر الذي عجزوا عن تحقيقه لأكثر من 11عاما، بل أنهم لا يدركون أن طاعتهم العمياء لأمريكا وإسرائيل ستجلب عليهم الوبال والخسران في الدنيا قبل الآخرة، وأن أمريكا وربيبتها إسرائيل ستتخلى عنهم كما تخلت عن الذين سبقوهم في مستنقع العمالة والخيانة والارتزاق، وأنهم اليوم يثبتون أنهم مجرد أدوات وبيادق بيد الأمريكي والإسرائيلي، وستكون عواقب خيانتهم وعمالتهم ويهودتهم وتصهينهم وخيمة جدا، ولن تنفعهم أمريكا وإسرائيل ولا تركيا والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول المتحالفة مع كيان العدو الصهيوني وهم فقط من سيكتوون بنيران الجيش العربي السوري الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام إرهابهم وإجرامهم الوحشي، ومهما بلغ حجم الدعم والإسناد الممنوح لهم ؛ فإن الله سيخذلهم ويخزيهم ويرينا فيهم يوما أسود، وكما كان الجيش السوري لهم بالمرصاد طيلة السنوات التي مضت، فإنه سيكون لهم بالمرصاد اليوم، ولن تطول فرحتهم بالسيطرة على عدد من قرى الريف السوري، والأيام القادمة ستثبت لهم أنهم وقفوا في الجبهة الغلط، وأنهم باتوا شركاء في كل الجرائم الصهيونية في غزة ولبنان، وسيفضحهم الله اليوم في الدنيا، ويوم القيامة على رؤوس الأشهاد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
لجنة نصرة الأقصى تبارك العمليات المشتركة للقوات المسلحة والمقاومة العراقية ضد العدو الإسرائيلي
الثورة نت|
ناقشت اللجنة العليا لنصرة الأقصى في اجتماعها الأسبوعي اليوم، برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء، رئيس اللجنة العلامة محمد مفتاح، عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعمالها والخاصة بمواصلة نصرة الأقصى والقضية الفلسطينية والمظلومين في قطاع غزة.
واطّلعت اللجنة على قائمة جديدة بالمنتجات والبضائع الإسرائيلية والأمريكية المرفوعة من قبل الجهات المختصة، ووجهت بتعميمها على كافة المؤسسات المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع دخولها من مختلف المنافذ وتنفيذ حملة ميدانية على الأسواق للتأكد من عدم تواجدها ومصادرة أي كميات يتم ضبطها.
وعبرت عن التقدير العالي للجهود المبذولة من قبل الجهات الرسمية لتطبيق قرار المقاطعة الاقتصادية وبمستوى التفاعل الشعبي الكبير والواعي مع القرار.
وأشادت اللجنة العليا بالعمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع الجاري البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية والتي شملت استهداف مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي في البحر العربي وخليج عدن من قبل القوة البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية.
وباركت العمليات المشتركة الثلاث التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية مع المقاومة الإسلامية العراقية، واستهدفت عبرها هدفين إسرائيليين شمالي فلسطين المحتلة بعدد من الطائرات المسيرة وذلك ردا على جرائم العدو الصهيوني الغاصب بحق أهلنا في قطاع غزة.
وأثنت اللجنة على دقة ونجاح جميع هذه العمليات التي تجسد وحدة الساحات في محور المقاومة ورسالة واضحة للعدو الإسرائيلي وداعميه الأمريكي والبريطاني أن هذا المحور المقاوم لن يترك غزة تواجه وحدها الصهاينة الغاصبين المجرمين.
وأدانت تهديد الرئيس الأمريكي الصهيوني المنتخب ترمب، الموجهة للفصائل الفلسطينية المتصلة بالأسرى الإسرائيليين لديها وتوعده السافر من خلال منشور في إحدى منصات التواصل الاجتماعي بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى جحيم حد قوله.
وأكدت أن لغة التهديد والوعيد لن تزيد أهل الحق والأحرار من أبناء الأمة إلا قوة وصمودا واستبسالا في المواجهة حتى إيقاف العدوان وحرب الإبادة الشاملة للعدو الإسرائيلي بحق إخواننا في غزة.
واستهجنت اللجنة العليا نبرة الاستعلاء الوقحة وغير المسئولة التي يتحدث بها ترمب التي لا تليق برؤساء دول بل برؤساء العصابات.
ولفتت إلى أن غزة التي دمرت بالكامل وشرد أهلها من بيوتهم ويعيشون حالة من التنقل المستمر بين أحيائها لم يعد لديها ما تخسره.
وأشارت اللجنة إلى أن الخاسر الأكبر من أي تصعيد من قبل أمريكا سيكون أول من يكتوي بنيرانها وربيبته المدللة إسرائيل وأسر الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية .. مشددة على أن التصعيد الذي تحدث عنه ترمب، في حال وقع سيكون له عواقبه الوخيمة ليس على المنطقة بل والعالم أجمع.
وأقرت اللجنة العليا البرنامج التنظيمي للمسيرة الشعبية الكبرى التي ستقام عصر يوم الجمعة المقبل بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والمسيرات الشعبية التي ستقام بالتزامن في المحافظات والمديريات، تحت شعار “ثابتون مع غزة بلا كلل ولاملل ولا تردد” نصرة ودعما لإخواننا أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
ودعت أبناء الشعب اليمني الحر العزيز إلى المشاركة المليونية في المسيرة الكبرى بالعاصمة صنعاء والمسيرات التي ستقام في المحافظات والمديريات، مواصلة لإسناد أهلنا الأحرار المقاومين في غزة الذين يخطط العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي بحسب تصريحات المدعو ترمب إلى مزيد من التصعيد ضدهم خلال الفترة المقبلة.
وجددت اللجنة التأكيد على الأهمية الكبيرة والأبعاد المتعددة للمسيرات الشعبية وأثرها الكبير في دعم وإسناد القضية الفلسطينية والمظلومين في غزة.
وحيت عاليا المشاركات المليونية الهادرة لأبناء الشعب اليمني في المسيرات السابقة والتي حظيت بمتابعة العالم كله الأعداء قبل الأصدقاء وكانت محل فخر وإشادة كافة أحرار الأمة والعالم.
وكانت اللجنة العليا قد اطّلعت على محضر اجتماعها السابق وأقرته.