4 ديسمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 60 شهيدًا وجريحًا وتدمير للممتلكات والتراث الإنساني بغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 4 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2015م، و2016م، و2017م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والأسواق والمباني الأثرية، والمساندة لتحركات خلاياه النائمة بقيادة العميل عَفَّاش، في فتنة ديسمبر، مستهدِفًا الجبهةَ الداخلية، والمدنيين والأطفالَ والنساء، وأمال وأحلام الشعب اليمني مصادر أرزاق عشرات الأسر ومأويها بمحافظَات صنعاءَ وصعدة وحجة.
ما أسفر عن 29 شهيدًا، بينهم أطفال، ونساء أحداهن حامل، وعشرات الجرحى، وزعزعة الأمن والسكينة، وأضرار مادية في الممتلكات، وخسائر بالملايين، وترويع للأهالي، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس عشرات الأسر، التي باتت بلا مأوى، وفقدت معيليها، وتفاقم الأوضاع المعيشية والأثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
4 ديسمبر 2015.. شهيداً وجريحاً وتدمير للممتلكات بغارات العدوان على سوق الحمزات بصعدة:
في اليوم الرابع من ديسمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة، محلات وممتلكات المواطنين، في سوق الحمزات، بمديرية سحار محافظة صعدة، أسفرت عن شهيد وجريح، ومحولاً سوقاً عامراً بالحياة إلى كومة من الأنقاض والدماء.
قبل الغارات كانت تلك المحلات التجارية تشكل شريان الحياة لسكان المنطقة، يقتاتون منها ويعيشون، وفي لحظة إجرامية، ألقت طائرات العدوان صواريخها وقنابلها الحاقدة عليها، وحولتها إلى مقابر، ودُفن تحت أنقاضها أجساد وأحلام وأمال مالكيها، وأرزاق أسرهم.
غارات العدوان حولت المحلات التجارية، إلى هياكل محترقة، والبضائع إلى رماد، وما سلم منها متناثر في كل مكان، وأضرار كبيرة بالممتلكات المجاورة، مما زاد من حجم الخسائر.
أصحاب المحلات الذين فقدوا كل ما يملكون، كانوا يعبرون عن حزنهم وغضبهم على ما حدث، فبعضهم فقد مصدر رزقه الوحيد، وبعضهم فقد كل ما اذخره طوال حياته، كانت وجوههم تعكس مزيجاً من الحزن والغضب، وهم يقفون عاجزين أمام حجم الدمار الذي حل بهم.
يقول أحد الناجين: “احنا في محلاتنا طالبين الله، الطيران دمرها واحرق بضائعنا، وحولها إلى ركام، لولا لطف الله ما بقي منا أحد، والحمد لله، هو من سيعوضنا، وعلى شعبنا توحيد الصفوف والنفير العام ورفد الجبهات قوافل الرجال والمال”.
تظل جريمة الحمزات واحدة من آلاف جرائم العدوان التي تروي معاناة الشعب اليمني، فكل يوم يمر، تزداد الجراح، وتتعمق المعاناة، وسقوط ضحايا جدد، وتدمير لمزيد من الممتلكات والبنية التحتية، وتتضاعف التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، ورغم كل ذلك، يظل الشعب اليمني صامداً، متمسكاً بأرضه وحريته وكرامته.
4 ديسمبر 2016.. 8 شهداء وجرحى أطفال ونساء في جريمتي حرب متزامنتين بغارات العدوان على صعدة:
وفي الرابع من ديسمبر 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب، وإبادتي جماعيتين بحق الطفولة والأمومة والإنسانية، بغاراته العنقودية والصاروخية على منازل المواطنين في محافظة صعدة، أسفرت عن 3 شهيدات إحداهن حامل، و5 جرحى أطفال وأم وأب، ونفوق عدد من الأغنام.
باقم: شهيدتان إحداهن حامل وجرح طفلين ونفوق عشرات المواشي بغارات عنقودية محرمة دولياً
ففي جريمة العدوان الأولى، بمديرية باقم، استهدفت غاراته العنقودية المحرمة دولياً منازل المواطنين، وأسفرت عن شهيدتان إحداهن حامل وجرح طفلين ونفوق عشرات المواشي، وتدمير المنازل وتشريد العائلات، وآثاراً نفسية عميقة لدى الناجين، ومشهد إنساني يدمي القلوب.
قبل الغارات كانت الأمهات يستعدين ليوم حافل بالآمال والأحلام والحياة الهادئة، هذه تجهز ملابس جنينها ، وتخيط نقشاتها ، وتتخيل أسمه أن كان ذكر، أو أسمها أن كانت بنتاً ، من قائمة أطفال جيرانها الذين استشهدوا بغارات العدوان خلال الأيام والشهور الماضية، تخليداً لأسمائهم، فيما الشهيدة الثانية كانت تعمل بجد لتغسيل ملابس أسرتها وتجهيز الطعام وتوفير الماء والحطب ، ومساعدة زوجها في المزرعة ، وتربية الأبناء، لكن العدوان كان له رأي مختلف ، حين وضع منازلهم على رأس قائمة أهدافه العسكرية مدعياً إعادة الشرعية باهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض وإبادة الشعب اليمني.
الشهيدة الحامل كانت تتنظر وصول مولودها الجديد، التي حملته في جوفها شهوراً، كما هو حال وأده وكل أفراد أسرته يعدون لاستقباله ضيفاً جديدة إلى تعداد أسرتهم، لكن العدوان الغاشم قضى على تلك الأحلام البريئة، وحولها إلى سراب، في مجزرة وحشية توأد الأمومة والطفولة والأجنة قبل خروجهم إلى حياتهم الثانية.
يقول رب الأسرة الذي فقد زوجته وجنينة بعنان دامعتان وقلب مقهور حزين، ووجه منكسر: “وقت الظهر ونحن نتناول الغداء، ضرب العدوان أسرتي في المنزل ب 3 غارات كلها عنقودية، والحمد لله ما خرت إلا أنا سالم، حتى المزرعة رشتها الغارة بقنبلة عنقودية رابعة، زوجتي اسعفناها وما وصلت صعدة إلا واستشهدت، مواطنين ما في ذنبنا شيء”.
مشاهد أجساد الأغنام المحترقة والقنابل العنقودية بجوارها، ودموع رب الأسرة الطاعن في السن، تكشف وجه العدوان المجرم، واستباحته لدماء وأرواح وممتلكات الشعب اليمني، وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي الإنساني العام.
رازح: استشهاد طفلة وجرح والديها وأختها
وفي الجريمة الثانية في اليوم والعام ذاته، لغارات العدوان على منازل أحد المواطنين بمنطقة بني معين مديرية رازح، أسفرت عن استشهاد طفلة وجرح والديها وأختها، وتدمير المنزل على رؤوسهم، في جريمة إبادة جماعية تستهدف المدنيين والأعيان المدنية عن سابق أصرار وترصد.
قبل الغارة كانت الأسرة تعيش حياتها اليومية بكل سعادة واستقرار، الأطفال ينامون بين أحضان والديهم، والأب والأم يفكرون بتوفير الغذاء والماء وتدبير شؤون أسرتهم، والانتصار على قسوة الظروف وتفاقم المعاناة في ظل العدوان والحصار وغلاء المعيشة، وفي لحظة حلق طيران العدوان على سماء المنطقة، وألقاء غارت حقده على سقف منزلهم، مزهقاً روح طفلة بريئة وجرح كل أفراد أسرتها، ودمار شبه كامل للمنزل الذي تحول إلى دمار وأنقاض وكومة من الخراب، والدماء، وغبار ودخان ، متصاعد مع أصوات خافته لأنين الجرحى، في جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
يقول الوالد الجريح من وسط صالة طوارئ المشفى: “أرجل تقطعين، يا الله أنتقم من العدوان الظالم، أبنتي استشهد رضيعة أمام عيني ما ذنبها يا عالم؟ منزلي تدمر بالكامل وأسرتي جرحى”.
بدوره يقول طفل ناجي من الأسرة لم يكن في المنزل: “العدوان الغادر استهدف أبي وأمي وكل أسرتي ودمر بيتنا ، أيش ذنبنا؟ ما عاد فيك يا سلمان رحمه ولا دين؟”.
تلك اللحظة التي تحولت فيها الفرحة إلى حزن، والحياة إلى موت، والآمل إلى يأس تركت آثاراً عميقة في نفوس الأهالي الناجين، فالصراخ والبكاء كانا عنواناً للمشهد، حيث هرع الجيران والأقارب إلى مكان الجريمتين، بحثاً عن أحبائهم بين الأنقاض. كانت المشاهد مروعة، جثث مشوهة، وأطفال يبكون على فقدان ذويهم، ومنازل مدمرة.
تلك القرى التي عرفت بالأمان والسلام، تحولت إلى ساحة حرب، من طرف واحد، وأزهق الأرواح، وجرحت الأجساد وأصبح الناجون بلا مأوى.
4 ديسمبر 2017..34 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان المساندة لفتنة عفاش على سوق نعض والقصر الجمهوري بصنعاء:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوان يوم 4 ديسمبر 2017، بشكل وحشي ومتعمد، مدنيين أبرياء في العاصمة صنعاء، حيث ارتكب جريمتي حرب ومجزرتين مروعتين في سوق نعض الشعبي والقصر الجمهوري، بصنعاء، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير كبير للممتلكات العامة والخاصة.
مجزرة سوق نعِض.. دمٌ عبيط لفتنة مدبرة!!
استهدف طيران العدوان سوق نعض الشعبي في مديرية سنحان محافظة صنعاء، بقنابله شديدة الانفجار، أسفرت عن استشهاد 25 مدنياً وجرح 9 آخرين، وأحراق السوق بالكامل في مجزرة مروعة خلطت جثث الباعة والمتسوقين وبضائعهم ودمائهم وأشلائهم بشكل عشوائي، وضحتها صور مروعة أظهرت أشلاء الضحايا وأثار الدمار الهائل.
مقاتلات سعودية أمريكية تلقي قنابل أمريكية على سوق نعض الشعبي، وتفتك بأرواح 25 شهيدًا و9 جرحى باعة ومتسوقين، واحرقت السوق ومحلاته ، وحولت المشهد إلى أشلاء ودماء وجثث مبعثرة وآخرا متفحمة، ونيران تلتهم كل ما يقف في وجهها، واعمدة دخان، ورائحة الموت والبارود، وأصوات الجرحى الخافتة من بين ضجيج المجزرة واشتعال حرائقها واصوات انفجارات الغارات، وصرخات الأهالي والمسعفين والناجين، وأهالي الضحايا عند وصولهم الخبر ، في سياق تدابير العدوان لإسناد فتنة عفاش، التي وجد الأمريكي فيها تجارة رابحة في مضمار السقوط الأخلاقي ومحاولة استعادة حكم السفارة.
يقول أحد الأهالي المنقذين: “أول ما وصلت السوق شاهدت الجثث متناثرات في كل مكان وبعضها أشلاء، وجلسنا نجمعهم، الضحايا منهم 19 من قرية واحدة و3 من أحفاد بلال، منظفين عمال والبقية من بني مسعود ومجهولين، مواطنين يبيعوا قات وأصاب محلات”.
الدماء المسفوكة على الأرض والشظايا المدمرة لكل شيء والسيارات المتفحمة والمحلات المدمرة، والأسر التي فقدت معيليها، وأبنائها، أطفال يتموا ونساء رملاً، كلها جرائم وحشية ومأسي لم تندمل جراحها الغائرة في القلوب وذاكرة الأجيال اليمنية المتعاقبة.
استهداف القصر الجمهوري:
وفي سياق متصل بذات اليوم ولذات الهدف المساند لفتنة عفاش ومحاولة استعادة حكم السفارة، استهدف طيران العدوان بغاراته الجوية المكثفة القصر الجمهوري، في مديرية التحرير بأمانة العاصمة صنعاء، الذي يعود تاريخ بنائه الأثري لقروان، ويعد جزء من التراث الحضاري لليمن، وأسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة منه، وأضرار جسيمة في المنازل والمحلات التجارية المجاورة، جاعلاً المآثر الإنسانية في مرمى حاقد لا إنسانية لديه ولا تأريخ له.
القصر الجمهوري ليس كأي قصر آخر بل هو مبنى أثري وتراث انساني عتيق، استهدفته غارات من لا تأريخ ولا حضارة له بجرأة وقوة، هدمت أجزاء كبيرة منه وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل والمحلات التجارية المجاورة، تبعها إدانات دولية ومحلية، من قبل منظمات، اعتبرت جريمة استهداف التراث الإنساني، انتقام من الإنسان والحضارة
يقول أحد الأهالي: “اذا العدوان يشتي شيء يتحرك الجبهات، لماذا يخيفون الأطفال والنساء، ويستهدفوا ممتلكاتنا، كل هذا بسبب خسائر العدوان ووأد فتنة عفاش، 9 غارات هزت الحي بكامله وتضررت منها الممتلكات والمحلات والمنازل، ودمرت القصر الجمهوري”.
ويعد استهداف التراث الإنساني جريمة حرب مكتملة الأركان، أدانتها الكثير من المنظمات المحلية والدولية ذات العلاقة، وأكدت حينها عن أهمية محاسبة مرتكبوها.
وهدفت غارات العدوان المساندة لفتنة عفاش إلى تحقيق أهداف عديدة، منها: ” ترويع المدنيين وإضعاف عزيمتهم، وتدمير البنية التحتية اليمنية وتعطيل الحياة العامة، وإشعال الفتنة وتقويض الأمن والاستقرار ووحدة الجبهة الداخلية المتصدية للعدوان، والانتقام من الشعب اليمني وتدمير حضارته وتاريخه.
كما لهذه الجرائم تأثيراتها الإنسانية والاقتصادية، حيث خلفت مأساة إنسانية كبيرة، وخسائر فادحة بالأسر اليمنية، وتسببت في تشريد العشرات من السكان، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومثلت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، تستوجب مساءلة مرتكبيها.
إن استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن يعد جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يتخذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان والحصار على اليمن، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما يجب على الشعب اليمني أن يظل صامداً في وجه العدوان، وأن يعمل على بناء مستقبل أفضل لبلاده، ويحافظ على رصف الصفوف ووحدتها.
4 ديسمبر 2017.. طيران العدوان يستهدف شبكة الاتصالات ومنازل المواطنين في حجة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، مستهدفاً بسلسلة غاراته العنيفة، محطة اتصالات ومنازل المواطنين المجاورة لها في جبل الظفير مديرية مبين في محافظة حجة، أسفرت عن حرمان الأهالي من التغطية وحق الاتصال والتواصل بأهاليهم وذويهم والعالم الخارجي، وعزلهم عن الجميع، وخراب واسع في المنازل والممتلكات، وترويع الأمنين، وتشريد عشرات الأسر في موجة نزوح جديدة نحو المجهول.
غارات العدوان حولت الجبل إلى مشهد من الدمار والخراب واعمدة الدخان والغبار واصوات خافته لأطفال ونساء عند كل غارة، وجموع نازحة ودموع منهمرة، وقلوب بريئة مرتجفة، وحرمان من أبسط الحقوق، في جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف الأعيان المدنية والخدمات الأساسية للمواطنين، ما زاد من معاناة عشرات القرى المجاورة وصعوبة تواصلها بأولادها ومعيليها المغتربين والعاملين في المناطق والمحافظات الأخرى، أدى إلى تأخر الحوالات المالية ونقص في الغذاء والدواء وقلق في النفوس.
يقول أحد الأهالي: “شبكة اتصالات رأس الجبل أيش عملت بالعدوان، منشأة مدنية، وخدمة لآلاف المواطنين يستهدفوها بسلسلة غارات وسط النهار، المنازل تضررت، والأطفال والنساء خافوا وهربوا خشية من الشظايا، ما ذنبنا ما قدرت أتصل لأخي في صنعاء يرسل لنا قيمة كيس قمح “.
4 ديسمبر 2021.. عشرات الجرحى وخسائر مليونيه بغارات العدوان على حي الأعناب بصنعاء:
وفي الربع من ديسمبر 2021م، واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي، جرائمه حربه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة، مستودعات للمواد الغذائية ومحلات الصيانة ومنازل المواطنين في حي الأعناب مديرية معين بصنعاء، أسفرت عن عشرات الجرحى، وخسائر بالملايين، وترويع النساء والأطفال، وأضرار في الممتلكات، ونزوح عشرات الأسر ن مأويها.
حي الأعناب يدمر بغارات ليلية
في ذلك اليوم كانت الحياة تسير في حي الأعناب كغيرة من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء ، وتشهد حركة تجارية ونشاط حيوي للأطفال والذاهبين إلى أعمالهم والعائدين إلى منازلهم، حلق طيران الـF16، فوق سماء المنطقة، واخترق صوته مسامع الأهالي، وفي لحظة ألقاء صواريخه المدمرة وقنابله المتفجرة على الهناجر والمخازن والممتلكات، وسط الحي السكني، محولاً المشهد إلى جحيم، ورعب وفزع واعمدة من الدخان والنار، وحرائق وصرخات أبرياء وتساقط للنوافذ وتشقق الجدران، وخروج جماعي من المنازل نحو المجهول، هذا يأخذ أسرته وذاك ينجو بنفسه ، وأم تسحب أطفالها ، ودموعها على خدها كغيرها من النساء المرعوبات، وعمال ومارين جرحى على الأرض ، ومسعفين يرفعون الأنقاض ويطفؤون الحرائق، في مشهد مأساوي يندى له الجبين.
الغارات الأمريكية السعودية على مستودع المواد غذائية، وورشة صيانة سيارات ومحلات وسيارات الأهالي، حلقت بظلال الموت على أحياء صنعاء، وسفكت الدماء وفزعت القلوب ونالت من الممتلكات والأجساد والنفوس، وعم الحزن عشرات الأسر المتضررة والأحياء المجاورة.
يقول أحد عمال شركة سهيل: “سيارتي جنبها قبل دقائق وطلعت اتناول وجبه العشاء، شاهدوا كيف صارت دمار هيكل محطم، وهذا زميلنا في العمل جريح، دمه يسيل، حين ضرب الطيران كنا في مبنى شركة يحيى سهيل، المبنى تضرر وسيارات العمال، حتى منزل لم يسلم عائلتي خافت وأطفالي فزعوا، كل شي في منزلي تدمر وانتهاء والحمد لله سلمت الأرواح وفينا جروح “.
بدوره يقول أحد الجرحى من فوق السرير: “كنت في الجامع أصلي العشاء، وما دريت إلا بـ 4 غارات هزت الدنيا ووقعت على الأرض وفوقي دمار وخراب ونوفذ الجامع، حسبي الله ونعم الوكيل، لكن هذه الجرائم تحرك الشعب إلى الجبهات بالآلاف إن شاء الله”.
مهندس في ورشته خسر عمله وعمل عماله وباتت حياتهم بين اليأس والأمل، كما هي حياة أسرهم المعتمدة في معيشتها على مرتباتهم، ومواطنين عزل جرحت أجسادهم، وسفكت دمائهم، وتضررت منازلهم ومحلاتهم، كل ذلك جزء من جرائم حرب يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، دون أي تحرك أممي لوقف هذه الماسي.
تظل هذه الجرائم المتعمدة بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام، ومعاناة الضحايا شاهداً على وحشية العدوان، وتذكير لكل أحرار العالم ببطش ووحشية قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، التي يدفع ثمنها الأبرياء، من حياتهم ودمائهم، وتؤكد على ضرورة العمل من أجل السلام، وأنهاء العدوان والحصار، ومحاسبة المجرمين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی بغارات العدوان على بحق الشعب الیمنی القصر الجمهوری طیران العدوان عشرات الأسر هذه الجرائم جریمة حرب فی جریمة یقول أحد أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
غزة تنزف| 7 % من السكان بين شهيد وجريح منذ أكتوبر 2023.. وزارة التعليم الفلسطينية: 13 ألف طالب استشهدوا و788 ألفا حُرموا من التعليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، مخلفة وراءها كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع تصاعد أعداد الضحايا والجرحى وتفاقم المعاناة اليومية، يعيش القطاع أسوأ أزماته الصحية والإنسانية، وسط بطء عمليات الإغاثة ونقص في الموارد الأساسية.
وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن ما يقارب 7% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أُصيبوا بجراح منذ أكتوبر 2023.
وأوضح «بيبركورن»، أن أكثر من ربع المصابين، الذين يُقدَّر عددهم بـ105 آلاف شخص، يعانون من إصابات دائمة غيّرت مجرى حياتهم، ما يتطلب رعاية طبية متواصلة وتأهيلًا طويل الأمد.
ووفقًا للتقارير الطبية الفلسطينية، فإن العدد الإجمالي للمصابين بلغ 108.583 شخص حتى الثالث من ديسمبر 2024، في الوقت نفسه، أشار بيبركورن إلى بطء عمليات الإجلاء الطبي، موضحًا أن أكثر من 12 ألف شخص بحاجة إلى مغادرة غزة لتلقي العلاج العاجل، مُحذرًا من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تأخير إجلائهم ما بين 5 إلى 10 سنوات إذا استمرت الوتيرة الحالية.
وفي تقرير رسمي للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أُعلن عن انخفاض عدد سكان قطاع غزة بنسبة 6% بحلول نهاية 2024، بسبب استمرار الحرب.
وقالت علا عوض، رئيسة الجهاز، إن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص، بينهم 18 ألف طفل و11 ألف امرأة، مع وجود نحو 11 ألف مفقود، كما أسفرت الحرب عن نزوح نحو 100 ألف شخص من القطاع، ما أدى إلى انخفاض عدد السكان إلى 2.1 مليون نسمة.
وبحسب التقرير، فإن 47% من سكان غزة من الأطفال دون سن الثامنة عشرة. وعلى الصعيد الوطني، قُدِّر عدد الفلسطينيين حول العالم بنهاية عام 2024 بنحو 14.9 مليون، نصفهم يعيشون خارج فلسطين التاريخية.
وفي قطاع التعليم، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن استشهاد نحو 13 ألف طالب وطالبة منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى إصابة أكثر من 21 ألف آخرين. وأشارت الوزارة إلى أن 788 ألف طالب وطالبة في غزة مُنعوا من مواصلة تعليمهم، نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضافت الوزارة، أن 425 مدرسة وجامعة حكومية، إلى جانب 65 مؤسسة تعليمية تابعة للأونروا، تعرضت للقصف الإسرائيلي، ما أدى إلى تضرر 171 منها بشكل بالغ وتدمير 77 بالكامل.
كما استشهد 630 من الكوادر التعليمية، وأُصيب 3،865 آخرين، بينما تم اعتقال 185 من العاملين في الضفة الغربية.