4 ديسمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 60 شهيدًا وجريحًا وتدمير للممتلكات والتراث الإنساني بغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 4 ديسمبر خلالَ الأعوام: 2015م، و2016م، و2017م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على المنازل والأسواق والمباني الأثرية، والمساندة لتحركات خلاياه النائمة بقيادة العميل عَفَّاش، في فتنة ديسمبر، مستهدِفًا الجبهةَ الداخلية، والمدنيين والأطفالَ والنساء، وأمال وأحلام الشعب اليمني مصادر أرزاق عشرات الأسر ومأويها بمحافظَات صنعاءَ وصعدة وحجة.
ما أسفر عن 29 شهيدًا، بينهم أطفال، ونساء أحداهن حامل، وعشرات الجرحى، وزعزعة الأمن والسكينة، وأضرار مادية في الممتلكات، وخسائر بالملايين، وترويع للأهالي، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس عشرات الأسر، التي باتت بلا مأوى، وفقدت معيليها، وتفاقم الأوضاع المعيشية والأثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
4 ديسمبر 2015.. شهيداً وجريحاً وتدمير للممتلكات بغارات العدوان على سوق الحمزات بصعدة:
في اليوم الرابع من ديسمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة، محلات وممتلكات المواطنين، في سوق الحمزات، بمديرية سحار محافظة صعدة، أسفرت عن شهيد وجريح، ومحولاً سوقاً عامراً بالحياة إلى كومة من الأنقاض والدماء.
قبل الغارات كانت تلك المحلات التجارية تشكل شريان الحياة لسكان المنطقة، يقتاتون منها ويعيشون، وفي لحظة إجرامية، ألقت طائرات العدوان صواريخها وقنابلها الحاقدة عليها، وحولتها إلى مقابر، ودُفن تحت أنقاضها أجساد وأحلام وأمال مالكيها، وأرزاق أسرهم.
غارات العدوان حولت المحلات التجارية، إلى هياكل محترقة، والبضائع إلى رماد، وما سلم منها متناثر في كل مكان، وأضرار كبيرة بالممتلكات المجاورة، مما زاد من حجم الخسائر.
أصحاب المحلات الذين فقدوا كل ما يملكون، كانوا يعبرون عن حزنهم وغضبهم على ما حدث، فبعضهم فقد مصدر رزقه الوحيد، وبعضهم فقد كل ما اذخره طوال حياته، كانت وجوههم تعكس مزيجاً من الحزن والغضب، وهم يقفون عاجزين أمام حجم الدمار الذي حل بهم.
يقول أحد الناجين: “احنا في محلاتنا طالبين الله، الطيران دمرها واحرق بضائعنا، وحولها إلى ركام، لولا لطف الله ما بقي منا أحد، والحمد لله، هو من سيعوضنا، وعلى شعبنا توحيد الصفوف والنفير العام ورفد الجبهات قوافل الرجال والمال”.
تظل جريمة الحمزات واحدة من آلاف جرائم العدوان التي تروي معاناة الشعب اليمني، فكل يوم يمر، تزداد الجراح، وتتعمق المعاناة، وسقوط ضحايا جدد، وتدمير لمزيد من الممتلكات والبنية التحتية، وتتضاعف التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، ورغم كل ذلك، يظل الشعب اليمني صامداً، متمسكاً بأرضه وحريته وكرامته.
4 ديسمبر 2016.. 8 شهداء وجرحى أطفال ونساء في جريمتي حرب متزامنتين بغارات العدوان على صعدة:
وفي الرابع من ديسمبر 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب، وإبادتي جماعيتين بحق الطفولة والأمومة والإنسانية، بغاراته العنقودية والصاروخية على منازل المواطنين في محافظة صعدة، أسفرت عن 3 شهيدات إحداهن حامل، و5 جرحى أطفال وأم وأب، ونفوق عدد من الأغنام.
باقم: شهيدتان إحداهن حامل وجرح طفلين ونفوق عشرات المواشي بغارات عنقودية محرمة دولياً
ففي جريمة العدوان الأولى، بمديرية باقم، استهدفت غاراته العنقودية المحرمة دولياً منازل المواطنين، وأسفرت عن شهيدتان إحداهن حامل وجرح طفلين ونفوق عشرات المواشي، وتدمير المنازل وتشريد العائلات، وآثاراً نفسية عميقة لدى الناجين، ومشهد إنساني يدمي القلوب.
قبل الغارات كانت الأمهات يستعدين ليوم حافل بالآمال والأحلام والحياة الهادئة، هذه تجهز ملابس جنينها ، وتخيط نقشاتها ، وتتخيل أسمه أن كان ذكر، أو أسمها أن كانت بنتاً ، من قائمة أطفال جيرانها الذين استشهدوا بغارات العدوان خلال الأيام والشهور الماضية، تخليداً لأسمائهم، فيما الشهيدة الثانية كانت تعمل بجد لتغسيل ملابس أسرتها وتجهيز الطعام وتوفير الماء والحطب ، ومساعدة زوجها في المزرعة ، وتربية الأبناء، لكن العدوان كان له رأي مختلف ، حين وضع منازلهم على رأس قائمة أهدافه العسكرية مدعياً إعادة الشرعية باهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض وإبادة الشعب اليمني.
الشهيدة الحامل كانت تتنظر وصول مولودها الجديد، التي حملته في جوفها شهوراً، كما هو حال وأده وكل أفراد أسرته يعدون لاستقباله ضيفاً جديدة إلى تعداد أسرتهم، لكن العدوان الغاشم قضى على تلك الأحلام البريئة، وحولها إلى سراب، في مجزرة وحشية توأد الأمومة والطفولة والأجنة قبل خروجهم إلى حياتهم الثانية.
يقول رب الأسرة الذي فقد زوجته وجنينة بعنان دامعتان وقلب مقهور حزين، ووجه منكسر: “وقت الظهر ونحن نتناول الغداء، ضرب العدوان أسرتي في المنزل ب 3 غارات كلها عنقودية، والحمد لله ما خرت إلا أنا سالم، حتى المزرعة رشتها الغارة بقنبلة عنقودية رابعة، زوجتي اسعفناها وما وصلت صعدة إلا واستشهدت، مواطنين ما في ذنبنا شيء”.
مشاهد أجساد الأغنام المحترقة والقنابل العنقودية بجوارها، ودموع رب الأسرة الطاعن في السن، تكشف وجه العدوان المجرم، واستباحته لدماء وأرواح وممتلكات الشعب اليمني، وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي الإنساني العام.
رازح: استشهاد طفلة وجرح والديها وأختها
وفي الجريمة الثانية في اليوم والعام ذاته، لغارات العدوان على منازل أحد المواطنين بمنطقة بني معين مديرية رازح، أسفرت عن استشهاد طفلة وجرح والديها وأختها، وتدمير المنزل على رؤوسهم، في جريمة إبادة جماعية تستهدف المدنيين والأعيان المدنية عن سابق أصرار وترصد.
قبل الغارة كانت الأسرة تعيش حياتها اليومية بكل سعادة واستقرار، الأطفال ينامون بين أحضان والديهم، والأب والأم يفكرون بتوفير الغذاء والماء وتدبير شؤون أسرتهم، والانتصار على قسوة الظروف وتفاقم المعاناة في ظل العدوان والحصار وغلاء المعيشة، وفي لحظة حلق طيران العدوان على سماء المنطقة، وألقاء غارت حقده على سقف منزلهم، مزهقاً روح طفلة بريئة وجرح كل أفراد أسرتها، ودمار شبه كامل للمنزل الذي تحول إلى دمار وأنقاض وكومة من الخراب، والدماء، وغبار ودخان ، متصاعد مع أصوات خافته لأنين الجرحى، في جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
يقول الوالد الجريح من وسط صالة طوارئ المشفى: “أرجل تقطعين، يا الله أنتقم من العدوان الظالم، أبنتي استشهد رضيعة أمام عيني ما ذنبها يا عالم؟ منزلي تدمر بالكامل وأسرتي جرحى”.
بدوره يقول طفل ناجي من الأسرة لم يكن في المنزل: “العدوان الغادر استهدف أبي وأمي وكل أسرتي ودمر بيتنا ، أيش ذنبنا؟ ما عاد فيك يا سلمان رحمه ولا دين؟”.
تلك اللحظة التي تحولت فيها الفرحة إلى حزن، والحياة إلى موت، والآمل إلى يأس تركت آثاراً عميقة في نفوس الأهالي الناجين، فالصراخ والبكاء كانا عنواناً للمشهد، حيث هرع الجيران والأقارب إلى مكان الجريمتين، بحثاً عن أحبائهم بين الأنقاض. كانت المشاهد مروعة، جثث مشوهة، وأطفال يبكون على فقدان ذويهم، ومنازل مدمرة.
تلك القرى التي عرفت بالأمان والسلام، تحولت إلى ساحة حرب، من طرف واحد، وأزهق الأرواح، وجرحت الأجساد وأصبح الناجون بلا مأوى.
4 ديسمبر 2017..34 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان المساندة لفتنة عفاش على سوق نعض والقصر الجمهوري بصنعاء:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، استهدف طيران العدوان يوم 4 ديسمبر 2017، بشكل وحشي ومتعمد، مدنيين أبرياء في العاصمة صنعاء، حيث ارتكب جريمتي حرب ومجزرتين مروعتين في سوق نعض الشعبي والقصر الجمهوري، بصنعاء، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير كبير للممتلكات العامة والخاصة.
مجزرة سوق نعِض.. دمٌ عبيط لفتنة مدبرة!!
استهدف طيران العدوان سوق نعض الشعبي في مديرية سنحان محافظة صنعاء، بقنابله شديدة الانفجار، أسفرت عن استشهاد 25 مدنياً وجرح 9 آخرين، وأحراق السوق بالكامل في مجزرة مروعة خلطت جثث الباعة والمتسوقين وبضائعهم ودمائهم وأشلائهم بشكل عشوائي، وضحتها صور مروعة أظهرت أشلاء الضحايا وأثار الدمار الهائل.
مقاتلات سعودية أمريكية تلقي قنابل أمريكية على سوق نعض الشعبي، وتفتك بأرواح 25 شهيدًا و9 جرحى باعة ومتسوقين، واحرقت السوق ومحلاته ، وحولت المشهد إلى أشلاء ودماء وجثث مبعثرة وآخرا متفحمة، ونيران تلتهم كل ما يقف في وجهها، واعمدة دخان، ورائحة الموت والبارود، وأصوات الجرحى الخافتة من بين ضجيج المجزرة واشتعال حرائقها واصوات انفجارات الغارات، وصرخات الأهالي والمسعفين والناجين، وأهالي الضحايا عند وصولهم الخبر ، في سياق تدابير العدوان لإسناد فتنة عفاش، التي وجد الأمريكي فيها تجارة رابحة في مضمار السقوط الأخلاقي ومحاولة استعادة حكم السفارة.
يقول أحد الأهالي المنقذين: “أول ما وصلت السوق شاهدت الجثث متناثرات في كل مكان وبعضها أشلاء، وجلسنا نجمعهم، الضحايا منهم 19 من قرية واحدة و3 من أحفاد بلال، منظفين عمال والبقية من بني مسعود ومجهولين، مواطنين يبيعوا قات وأصاب محلات”.
الدماء المسفوكة على الأرض والشظايا المدمرة لكل شيء والسيارات المتفحمة والمحلات المدمرة، والأسر التي فقدت معيليها، وأبنائها، أطفال يتموا ونساء رملاً، كلها جرائم وحشية ومأسي لم تندمل جراحها الغائرة في القلوب وذاكرة الأجيال اليمنية المتعاقبة.
استهداف القصر الجمهوري:
وفي سياق متصل بذات اليوم ولذات الهدف المساند لفتنة عفاش ومحاولة استعادة حكم السفارة، استهدف طيران العدوان بغاراته الجوية المكثفة القصر الجمهوري، في مديرية التحرير بأمانة العاصمة صنعاء، الذي يعود تاريخ بنائه الأثري لقروان، ويعد جزء من التراث الحضاري لليمن، وأسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة منه، وأضرار جسيمة في المنازل والمحلات التجارية المجاورة، جاعلاً المآثر الإنسانية في مرمى حاقد لا إنسانية لديه ولا تأريخ له.
القصر الجمهوري ليس كأي قصر آخر بل هو مبنى أثري وتراث انساني عتيق، استهدفته غارات من لا تأريخ ولا حضارة له بجرأة وقوة، هدمت أجزاء كبيرة منه وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل والمحلات التجارية المجاورة، تبعها إدانات دولية ومحلية، من قبل منظمات، اعتبرت جريمة استهداف التراث الإنساني، انتقام من الإنسان والحضارة
يقول أحد الأهالي: “اذا العدوان يشتي شيء يتحرك الجبهات، لماذا يخيفون الأطفال والنساء، ويستهدفوا ممتلكاتنا، كل هذا بسبب خسائر العدوان ووأد فتنة عفاش، 9 غارات هزت الحي بكامله وتضررت منها الممتلكات والمحلات والمنازل، ودمرت القصر الجمهوري”.
ويعد استهداف التراث الإنساني جريمة حرب مكتملة الأركان، أدانتها الكثير من المنظمات المحلية والدولية ذات العلاقة، وأكدت حينها عن أهمية محاسبة مرتكبوها.
وهدفت غارات العدوان المساندة لفتنة عفاش إلى تحقيق أهداف عديدة، منها: ” ترويع المدنيين وإضعاف عزيمتهم، وتدمير البنية التحتية اليمنية وتعطيل الحياة العامة، وإشعال الفتنة وتقويض الأمن والاستقرار ووحدة الجبهة الداخلية المتصدية للعدوان، والانتقام من الشعب اليمني وتدمير حضارته وتاريخه.
كما لهذه الجرائم تأثيراتها الإنسانية والاقتصادية، حيث خلفت مأساة إنسانية كبيرة، وخسائر فادحة بالأسر اليمنية، وتسببت في تشريد العشرات من السكان، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومثلت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، تستوجب مساءلة مرتكبيها.
إن استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن يعد جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يتخذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان والحصار على اليمن، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما يجب على الشعب اليمني أن يظل صامداً في وجه العدوان، وأن يعمل على بناء مستقبل أفضل لبلاده، ويحافظ على رصف الصفوف ووحدتها.
4 ديسمبر 2017.. طيران العدوان يستهدف شبكة الاتصالات ومنازل المواطنين في حجة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، مستهدفاً بسلسلة غاراته العنيفة، محطة اتصالات ومنازل المواطنين المجاورة لها في جبل الظفير مديرية مبين في محافظة حجة، أسفرت عن حرمان الأهالي من التغطية وحق الاتصال والتواصل بأهاليهم وذويهم والعالم الخارجي، وعزلهم عن الجميع، وخراب واسع في المنازل والممتلكات، وترويع الأمنين، وتشريد عشرات الأسر في موجة نزوح جديدة نحو المجهول.
غارات العدوان حولت الجبل إلى مشهد من الدمار والخراب واعمدة الدخان والغبار واصوات خافته لأطفال ونساء عند كل غارة، وجموع نازحة ودموع منهمرة، وقلوب بريئة مرتجفة، وحرمان من أبسط الحقوق، في جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف الأعيان المدنية والخدمات الأساسية للمواطنين، ما زاد من معاناة عشرات القرى المجاورة وصعوبة تواصلها بأولادها ومعيليها المغتربين والعاملين في المناطق والمحافظات الأخرى، أدى إلى تأخر الحوالات المالية ونقص في الغذاء والدواء وقلق في النفوس.
يقول أحد الأهالي: “شبكة اتصالات رأس الجبل أيش عملت بالعدوان، منشأة مدنية، وخدمة لآلاف المواطنين يستهدفوها بسلسلة غارات وسط النهار، المنازل تضررت، والأطفال والنساء خافوا وهربوا خشية من الشظايا، ما ذنبنا ما قدرت أتصل لأخي في صنعاء يرسل لنا قيمة كيس قمح “.
4 ديسمبر 2021.. عشرات الجرحى وخسائر مليونيه بغارات العدوان على حي الأعناب بصنعاء:
وفي الربع من ديسمبر 2021م، واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي، جرائمه حربه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة، مستودعات للمواد الغذائية ومحلات الصيانة ومنازل المواطنين في حي الأعناب مديرية معين بصنعاء، أسفرت عن عشرات الجرحى، وخسائر بالملايين، وترويع النساء والأطفال، وأضرار في الممتلكات، ونزوح عشرات الأسر ن مأويها.
حي الأعناب يدمر بغارات ليلية
في ذلك اليوم كانت الحياة تسير في حي الأعناب كغيرة من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء ، وتشهد حركة تجارية ونشاط حيوي للأطفال والذاهبين إلى أعمالهم والعائدين إلى منازلهم، حلق طيران الـF16، فوق سماء المنطقة، واخترق صوته مسامع الأهالي، وفي لحظة ألقاء صواريخه المدمرة وقنابله المتفجرة على الهناجر والمخازن والممتلكات، وسط الحي السكني، محولاً المشهد إلى جحيم، ورعب وفزع واعمدة من الدخان والنار، وحرائق وصرخات أبرياء وتساقط للنوافذ وتشقق الجدران، وخروج جماعي من المنازل نحو المجهول، هذا يأخذ أسرته وذاك ينجو بنفسه ، وأم تسحب أطفالها ، ودموعها على خدها كغيرها من النساء المرعوبات، وعمال ومارين جرحى على الأرض ، ومسعفين يرفعون الأنقاض ويطفؤون الحرائق، في مشهد مأساوي يندى له الجبين.
الغارات الأمريكية السعودية على مستودع المواد غذائية، وورشة صيانة سيارات ومحلات وسيارات الأهالي، حلقت بظلال الموت على أحياء صنعاء، وسفكت الدماء وفزعت القلوب ونالت من الممتلكات والأجساد والنفوس، وعم الحزن عشرات الأسر المتضررة والأحياء المجاورة.
يقول أحد عمال شركة سهيل: “سيارتي جنبها قبل دقائق وطلعت اتناول وجبه العشاء، شاهدوا كيف صارت دمار هيكل محطم، وهذا زميلنا في العمل جريح، دمه يسيل، حين ضرب الطيران كنا في مبنى شركة يحيى سهيل، المبنى تضرر وسيارات العمال، حتى منزل لم يسلم عائلتي خافت وأطفالي فزعوا، كل شي في منزلي تدمر وانتهاء والحمد لله سلمت الأرواح وفينا جروح “.
بدوره يقول أحد الجرحى من فوق السرير: “كنت في الجامع أصلي العشاء، وما دريت إلا بـ 4 غارات هزت الدنيا ووقعت على الأرض وفوقي دمار وخراب ونوفذ الجامع، حسبي الله ونعم الوكيل، لكن هذه الجرائم تحرك الشعب إلى الجبهات بالآلاف إن شاء الله”.
مهندس في ورشته خسر عمله وعمل عماله وباتت حياتهم بين اليأس والأمل، كما هي حياة أسرهم المعتمدة في معيشتها على مرتباتهم، ومواطنين عزل جرحت أجسادهم، وسفكت دمائهم، وتضررت منازلهم ومحلاتهم، كل ذلك جزء من جرائم حرب يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، دون أي تحرك أممي لوقف هذه الماسي.
تظل هذه الجرائم المتعمدة بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام، ومعاناة الضحايا شاهداً على وحشية العدوان، وتذكير لكل أحرار العالم ببطش ووحشية قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، التي يدفع ثمنها الأبرياء، من حياتهم ودمائهم، وتؤكد على ضرورة العمل من أجل السلام، وأنهاء العدوان والحصار، ومحاسبة المجرمين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان السعودی الأمریکی بغارات العدوان على بحق الشعب الیمنی القصر الجمهوری طیران العدوان عشرات الأسر هذه الجرائم جریمة حرب فی جریمة یقول أحد أسفرت عن
إقرأ أيضاً:
ضحايا الإجرام الصهيوني في غزة ترتفع إلى 150 الف شهيد وجريح جلهم أطفال ونساء
الأونروا: العملية الإنسانية بغزة أصبحت مستحيلة.. والأمم المتحدة : تهجير قسري ومجاعة على الأبواب
/ متابعة / قاسم الشاوش
يواصل العدو الصهيوني الغازي والحقير جرائمه ومجازره الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق خاصة في قطاع غزة، مستخدما سياسة التجويع والتهجير إضافة إلى إغلاق كافة المعابر والمنافذ المؤدية إلى غزة وما يقوم به هذا الكيان والعدو من حرب ضد الأشقاء في فلسطين حرب لم يشهدها التاريخ حقد هذا العدو الدفين حول القطاع إلى منطقة أشباح تنعدم فيه الحياة وأيضا أصبحت العملية الإنسانية مست حيلة في غزة بسبب الحصار المستمر والعقبات المتواصلة من قبل العدو الصهيوني ضد أبناء القطاع “.
ومع تواصل هذا العدوان النازي ترتفع حصيلة ضحاياه يوما بعد يوم التي يدفعها أبناء غزة كضريبة لدفاع عن حقهم المغتصب من هذا الكيان الذي بدعم أمريكي صريح وصمت دولي وعربي فاضح ومخزي حيث ارتفع ضحايا هذا الإجرام الى أكثر من 150 الفاً بين شهيد وجريح جلهم أطفال ونساء منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وفي هذا السياق ارتكب العدو الصهيوني امس أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدًا و 108 إصابات كما يقوم العدو الصهيوني بإفراغ جام غضبه باستمرار بالقصف الهمجي الذي يُسفر عن عشرات الشهداء يوميًّا في قطاع غزة، ولا يتوقف الأمر عند كثرة الأعداد، بل أصبح أكثر توحشًا باستخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا ضدهم، والتي تؤدي إلى حرق الأجساد وتبخرها إلى حد التلاشي.
وتؤكد تقارير إعلامية فلسطينية، أن آلاف الشهداء الفلسطينيين قضوا بقنابل لا تُعرف ماهيتها حتى الآن، لكنها تؤدي إلى إذابة الجثث وتبُخرها جراء الحرارة العالية التي تنبعث عند وقوع الانفجار وتحوّل الأجساد الواقعة في “عين الاستهداف” إلى ذرات صغيرة لا تُرى بالعين المجردة تتطاير وتذوب في الهواء والتربة.
وليس غريباً هذا السلوك الصهيوني الإجرامي، على ما يمارسه العدو في حق الشعب الفلسطيني خلال عدوانه الحالي أو حتى في حروب سابقة، فهو لا يتعلق بطبيعة من يواجه العدو، بل يمثل نهجًا متأصلا في العقلية الصهيونية عندما تواجه أيًّا من خصومها.
ففي حروب سابقة خاضها العدو الصهيوني ضد لبنان وقطاع غزة خلال العقدين الماضيين، ظهرت مؤشرات عديدة على استخدامه أنواعًا من الأسلحة المحرمة دوليًّا، كما حدث في أولى حروب العدو ضد قطاع غزة في الفترة ما بين ديسمبر 2008م ويناير 2009م؛ حيث تفحمت العديد من الجثث، وقُطعت أطراف الكثيرين بعد إصابتهم بقصف صهيوني، بما يفيد أن الاستهداف كان بأسلحة غير تقليدية.
الى ذلك أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، امس ، أن العملية الإنسانية في غزة أصبحت مستحيلة.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في تصريح صحفي: “العملية الإنسانية أصبحت مستحيلة في غزة بسبب الحصار المستمر والعقبات من قبل سلطات الاحتلال”.
وكان أعلن لازاريني، ، عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى غزة، بسبب سرقتها من عصابات “مسلحة”، موضحاً أن الطريق من هذا المعبر لم يكن آمناً منذ شهور.
وقال في مؤتمر صحفي: “إنه في 16 نوفمبر، تم سرقة قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات من قبل عصابات مسلحة، مضيفاً: “أمس، حاولنا إدخال عدد من شاحنات الغذاء عبر نفس الطريق. تم الاستيلاء عليها جميعاً”.
وأشار إلى أن القرار الصعب يأتي في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة، متابعاً: “لا ينبغي أبدًا أن يكون إيصال المساعدات الإنسانية أمرًا محفوفاً بالمخاطر أو يتحول إلى معاناة”.
وتابع لازاريني: “في أصبحت العملية الإنسانية مستحيلة بشكل غير ضروري بسبب: الحصار المستمر، والعقبات من السلطات الإسرائيلية، والقرارات السياسية التي تقيد كميات المساعدات، وانعدام الأمان على طرق المساعدات، واستهداف الشرطة المحلية.. كل ما سبق أدى إلى انهيار في النظام العام”.
من جهة أخرى اعتبرت مسؤولة أممية، أمس، أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة مروعة وكارثية، وذلك وسط استمرار العدوان الصهيوني على القطاع.
وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، في كلمة افتتاحية لها خلال المؤتمر الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة، إن المجتمع الدولي مطالب بدعم الجهود الإنسانية في القطاع، وبناء الأساس للسلام المستدام في غزة ومختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وأكدت أمينة محمد خلال المؤتمر الذي ينعقد في القاهرة، الاستعداد لوقف إطلاق النار المحتمل، والبدء في إرساء الأساس للتعافي وإعادة الإعمار.
وأضافت :” إن هذا لا يمكن أن يحدث في وقت قريب بما فيه الكفاية فبينما نجتمع في القاهرة، فإن الإنسانية نفسها تخضع للاختبار”.
وتابعت :” ‘ن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة مروعة وكارثية، فقد استشهد أكثر من 44 ألف إنسان معظمهم من النساء والأطفال، ونزح سكان غزة بالكامل تقريباً، وانتشر سوء التغذية على نطاق واسع”.
ولفتت إلى انه في الأشهر الأربعة الماضية وحدها، تم إدخال ما يقرب من 19 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، وهو ما يقرب من ضعف الحالات في النصف الأول من العام.
كما كشفت الأمم المتحدة امس ، ان سلطات العدو الصهيوني قامت بهدم 1528 منشأة فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام الجاري 2024م.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن عمليات الهدم أدت إلى تهجير 3637 فلسطينياً وتضرر 163 ألفاً و769 آخرين.
وتصاعدت عمليات الهدم في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
وقالت محافظة القدس، في بيان لها، إن قوات الاحتلال نفذت 391 عملية هدم وتجريف للمنازل والمنشآت في المحافظة منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023م.
وتتبع سلطات الاحتلال سياسة هدم منازل المواطنين ومصادرة أراضيهم بالضفة الغربية، بهدف تهجيرهم منها للاستيلاء عليها لصالح التوسع الاستيطاني.
وردا على جرائم العدو الصهيوني تواصل المقاومة الفلسطينية ردع هذا العدو حيث بثت “كتائب القسام” -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس الإثنين، صورا قالت إنها لاستهداف آليات صهيونية في محور الصفطاوي في مدينة غزة.
وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، تواصل “كتائب القسام” بث المقاطع المصور لاستهداف مقاتليها الآليات الصهيونية وقنص جنود وضباط العدو في محاور التوغل في شمالي قطاع غزة.
يذكر انه لليوم الـ59 على التوالي، يرزح شمال القطاع تحت حصار وتجويع صهيوني وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة، حيث تظهر الصور الواردة من المناطق التي يحاصرها جيش العدو حجم الدمار في البنى التحتية، فيما تواصل المقاومة تصديها للعدوان.