قراءةٌ في واحدية الأعداء وواحدية المقاومة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
د. شعفل علي عمير
أهمُّ ما يمكنُ قولُه في تشابه الأحداث ونتائجها أن الأهداف حركت الأحداث ثم النتائج التي تمخضت عن هذه الأحداث، وهذه أهم ما يمكن قياسها في وقوع حدثَينِ منفصلَينِ في الجغرافيا متحدَينِ في الأهداف والنتائج.
وعند مقارنةِ العدوان على لبنان كحدث والعدوان على اليمن، نجدُ أن أوْجُهَ التشابُهِ تكانُ تكونُ متطابقةً إلى حَــدٍّ كبيرٍ، متشابهةً في قضاياها ومظلوميتها وكذلك في أعدائها.
وهنا لا بد من توضيح معنى أن يكون العدوان الصهيوني هو ذاته العدوان الأمريكي؛ فعلى سبيل المثال تحَرُّك التكفيريين في سوريا؛ دعمًا للهيمنة الاستعمارية، وخدمةً للمشروع الصهيوني كان بدعم ومساندة من نموذج الشر الإجرامي المتفرد وهي الولايات المتحدة الأمريكية الإرهابية ذات النزعة الإجرامية والمنشأ المتوحش القائم على سفك الدماء، ابتداءً من إبادة السكان الأصليين من الهنود الحمر في أمريكا، وما تلتها من جرائمَ في العقود القريبة الماضية في فيتنام وبنما وأفغانستان والعراق واليمن وسوريا وآخرها غزة؛ إذ لا يمكنُ فصلُ السلوك الإجرامي لأمريكا عن الصهيونية المتطرفة؛ فكلاهما يحمل الفكر الصهيوني الشيطاني القائم على مبدأ حروبِ الإبادة الجماعية، وما نشاهده في غزة من إبادة جماعية ليس إلَّا تجسيدٌ لعقيدة هذا الكيان الإجرامي اللقيط بحماية ودعم أمريكي؛ فهما توأم الإرهاب وجسده المتوحش.
وفي سياق تشابه العدوان على لبنان واليمن، نجد ذلك التطابُقَ العجيبَ؛ فالتحالف الذي استهدف اليمنَ هو ذاتُ التحالف الذي اعتدى على لبنان؛ إذن العدوّ واحد والمشغل واحد وكانت النتيجة واحدة؛ فحين شن تحالفُ العدوان على اليمن حربًا ظالمة رافقتها حملةٌ إعلامية كبيرة تكفَّلُ بجبهتها أبواقُ العمالة من قنوات الفتنة؛ لتشويهِ أنصار الله، نجد أن ذات الأبواق سخّرها العدوان على لبنان للقيام بنفس المهمة الموكلة إليهم.
وكما راهن تحالف العدوان على زعزعة الجبهة الداخلية في اليمن وبنفس الأُسلُـوب، راهن على إثارة الفتنة الداخلية في لبنان وخلخلة حاضنة المقاومة.
وفي كلتا الجبهتين فشلت مخطّطاتهم، وعندما يأس الأعداء من تحقيق أهدافهم، لجأوا إلى طلب الوساطة لوقف إطلاق النار؛ خوفًا من هزيمتهم التي كانت قابَ قوسين أَو أدنى في اليمن، وكذلك سارع الكيان الصهيوني لطلب وقف إطلاق النار لذات السبب؛ فقد كان الكيانُ في حربه على لبنان على وشك السقوط.
ولأننا نؤمن بقول الله سبحانَه وتعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أذعنا للأمر الإلهي في اليمن ولبنان.
ومن يظن أن لبنان لم ينتصر، عليه أن يعلمَ أنه لو كان العدوّ الصهيوني في موقف القوة لما سعى لطلبِ وساطة لوقف إطلاق النار؛ فـ “المنتصر لا يُفاوِض”.
وأخيرًا إنَّ وقفَ إطلاق النار لا يعني بالضرورة وقفَ المعركة؛ فالصراع بين الحق والباطل مُستمرٌّ إلى أن يَزهَقَ الباطلُ وينتصرَ الحَق.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان على إطلاق النار على لبنان
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يصعد من خروقاته اليومية لاتفاق وقف اطلاق النار في لبنان
الثورة نت/
صعّد جيش العدو الصهيوني، اليوم الأحد، من خروقاته اليومية لاتفاق وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، وذلك عبر التوغلات التي يقوم بها جنوده، وعمليات التفجير والتفخيخ والتمشيط.
وبحسب موقع قناة (المنار) اللبنانية، نفذ جيش العدو الصهيوني سلسلة من الاعتداءات داخل الأراضي اللبنانية، حيث قامت قواته بعمليات تمشيط باتجاه بلدتي مارون الراس وعيترون.
ودخلت قوة معادية إلى بلدة الطيبة ونفذت عملية تمشيط داخلها، بالتزامن مع قيام قوة صهيونية تضم جرافات بعمليات تجريف في بلدة عيترون.
ونفذ جيش العدو الصهيوني عمليات تفجير في منطقة مثلث طيرحرفا – الجبين.
وأفادت المصادر بأن هذه المنطقة كان من المقرر ان ينتشر الجيش اللبناني فيها، ونقل آليات إليها. في حين أن تفجيرات العدو في بلدة شيحين بالأمس، حالت دون وصول الجيش اللبناني إلى المنطقة أيضاً.
وسجل صباح اليوم تحركات عسكرية صهيونية في أكثر من منطقة عند الحدود الجنوبية. وفي الوقت نفسه يواصل جيش العدو خروقاته الجوية عبر طائرات الاستطلاع أو الحربية، التي تجوب سماء جنوب لبنان.