يمانيون:
2024-12-05@01:34:12 GMT

اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

اللوبي الصهيوني.. وإنتاج كيان العار اللقيط

إبراهيم محمد الهمداني

في البداية، كان العار منفياً حتى من أخلاقيات وأعراف المجرمين. كان قطاع الطرق يأنفون من السطو على العجائز الضعفاء، ويترفعون عن الانتقام من النساء والأطفال. أما اللقطاء – مجهولو النسب – فكانوا منبوذين من محيطهم الاجتماعي، حيث يتحاشاهم الجميع ويرفضون كافة أشكال التواصل معهم. كانت الشعوب ترفض ولاية الابن غير الشرعي للملك وترى أن فرض ولايته إهانة لها وانتقاصاً من قيمتها ومكانتها، لذلك كانت تسارع إلى خلعه، غير مكترثة بالعواقب والتداعيات، ومستعدة لدفع ثمن موقفها من دمائها وأرواح أبنائها.

ذلك لأن سيادة الأدعياء على صرحاء النسب أمر تنكره فطرة الشعوب السليمة وترفضه قيم ومبادئ وأخلاقيات معظم المجتمعات البشرية، إيماناً بمبدأ أن الدعي لا يلتزم – غالباً – بقيم الفضيلة والأخلاق، ولا يعترف بمرتكزات العادات والتقاليد وأسس الأعراف الناظمة للمجتمع. وهذا يجعل انتهاكه لتلك القيم – من موقعه السيادي – خطراً وجودياً يهدد الحياة الإنسانية بمختلف جوانبها.

حتى في أسوأ فترات ضعف وانحطاط المجتمعات والأنظمة الحاكمة، كانت هناك ثوابت قيمية وأخلاقية لا يجوز انتهاكها مهما كانت المبررات. ومن يتجرأ على ذلك يعرض نفسه لغضب وانتقام المجتمع، ولن ينجو من العقوبات الرادعة، التي كانت تشمل النفي والطرد بالنسبة للأفراد، والمقاطعة والإدراج في قوائم العار بالنسبة للجماعات. بل إن العقوبات الجسدية والمالية – مهما عظمت – كانت أخف وطأة من عقوبات النفي والعار، لأن أثرها المؤلم يمتد عبر الأجيال.

ورغم انحطاط مبادئ القوى الاستعمارية وغاياتها، إلا أنها حرصت – عبر تاريخها – على إحاطة نفسها بهالة زائفة من المثالية، والتظاهر بتبني قيم الفضيلة. كانت تسعى لتلميع صورتها وتبرير نزعتها الإجرامية بمقولات مثل تطبيق القانون والحفاظ على الأمن المجتمعي. ومع ذلك، لم يكن هناك ما يثير غضب الشعوب واستفزازها أكثر من تنصيب الأدعياء والمنبوذين قادة عليها، لأن ذلك يمثل خطراً وجودياً يدمر قيمة الفضيلة ويكرس الانحطاط الأخلاقي.

ورغم عدم تكافؤ القوى في الصراع، فقد تمكن ضمير المجتمع الحي من صياغة صورة الرفض والمقاومة، والحفاظ على هويته العليا وإنسانيته ومشروعه الحضاري. غالباً ما كانت قوى الاستعمار تسقط في مستنقع جرائمها وطمعها. لذلك، لجأ اللوبي الصهيوني إلى إنتاج نماذج استعمارية مختلفة، علها تحقق الهيمنة الدائمة، إلا أن هذه النماذج كانت تسقط بمجرد أن تتحلل من القيم وتتحول إلى أدوات توحش مطلقة.

وفي ظل سقوط النماذج الاستعمارية التقليدية، رأى اللوبي الصهيوني ضرورة إنتاج نموذج استعماري جديد، مقطوع الأواصر والصلات، متحلل تماماً من القيم والمبادئ، وفي حاضنة مجتمعية ساقطة مثله. وكان ذلك النموذج هو الولايات المتحدة الأمريكية، أو ما يمكن تسميته “أمريكا الصهيونية”. هذا الكيان الإجرامي تأسس على الإبادة الجماعية وحروب الأرض المحروقة، وتجسد فيه المشروع الإجرامي الصهيوني بكل وحشيته وتطرفه، ولا يزال حتى يومنا هذا يمارس أبشع صور الإرهاب والاستعمار بحق الشعوب المستضعفة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الجنوب…الذي غابت عنهُ الشمس

إنه ليشق على نفسي أن يمر هذا اليوم دون الكتابة عنه، خاصة ونحن لازلنا نعيش في ظل وطأة استعمار عربي عبري أمريكي واستحمار داخلي بلغ من الغباء ذروته.

ثمة شيء في داخلي يهيب بي لأكتب عن بسالة أحرارنا النوفمبريين الذين ما برحوا من جبل ردفان حتى أعلن الاستعمار جلاءه في ٣٠ / نوفمبر /عام ١٩٧٦م.

ولكن…؟ ماذا…؟ هل انتهت الحكاية؟.. أبدًا .. بل للتو بدأت.

لطالما كانت أناشيد الثورة اليمنية كفيلة لتشعل فتيل النزعة الوطنية في وجدان كل حر أبيّ ، ولعلي كُنت صغيرة في العمر حين احتفلوا بهذه المناسبة الجليلة، وكم وددت حينها أن أرتدي معاقل الكبر لحظتها لأعيّ سر تلك النشوة الثورية التي كان يمتطيها أبطالنا البواسل على أرض اليمن والحكمة.

لم يزل صوت ( محمد محسن عطروش ) ، وهو يغني ” برع يا استعمار برع من أرض الأحرار برع” لا يبرح ذاكرتي ، إذ كان لهذه الكلمات صدى يعانق هويتي و انتمائي بين الحين والآخر، وعليه اتضحت الرؤية أكثر أنه تم ردع كل من سولت له نفسه المساس بأرضنا التي لم تسمَّ عبثا بمقبرة الغزاة، وشارعت بالغناء الثوري كعطروش.

ها هي حكاية الأمس تعود بنا اليوم إلى ما قبل الأمس لتسرد حال واقع جنوبنا المنكوب الذي لازال الاستعمار فيه نازلا ومقيما ؛ ذلك لأن أبناءه لم يهبوا لنجدته وردع كل غاصب محتل، بل سمحوا لمن لا هوية له ولا مبدأ أن يتخلل في أوساطهم بزي الحليف، بينما ماهيته ثعلب مكار حاقد ؛ ولذا كان الجزاء وخيما.

إذ أن هناك مستعمرا أمريكيا وهناك مستعمرا بريطانيا ولكن خلف نقاب خفي مستتر، وكل ما على بهائمنا سوى أن تمدد لهم سبل الحروب، وتساعدهم في نشوب الفتن، وكل ذلك لإسقاط اليمن ، ولكننا اليوم كبرنا ووعينا، وزدنا مع العمر علما بحقيقة أن الاحتلال والاستعمار يتمدد بتمزق الشعوب، ويترعرع بجهل الشعوب، وينحدر وينكسر بتوحد القلوب، وبتغليب قوانين الدين والوطن على النفس.

فيا أهل الجنوب : عودوا إلى حضن الوطن وافتحوا أعينكم مليًا وجليًا، وانفضوا غبار الاحتلال، واحموا الوطن من الدخلاء .. من الغرباء من شق الجدار، بثورة جديدة تنفي سطور الانقسام، وتثبت ثقافتنا، وتتوج أخلاقنا بالدين والإسلام، وتنبت للأجيال والأشجار والأحجار ربيعا يزهر للوطن بالحرية والسلام لألف مليون عام، ومن هنا وإلى هناك لٱ ولن ينتهي المشوار يا ثورة الأحرار.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • جرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى ثقافة العار.. جيزيل بيليكوت غيرت المشهد
  • “تسونامي” أمراض نفسية يضرب كيان العدو الصهيوني
  • كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟
  • حنان مطاوع تشارك صورًا من كواليس «صفحة بيضا»
  • الجنوب…الذي غابت عنهُ الشمس
  • حامد: من العار على الأنظمة العربية أن تسكت على تهديدات المجرم ترامب
  • هآرتس: الرئيس الإسرائيلي يستحق دكتوراه في «العار»
  • تعاون مصري صيني في القطاع الزراعي وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية
  • حزب الله يرد على خروقات كيان الاحتلال الصهيوني