تصدرت ملفات النفط والتجارة وأمن الحدود مباحثات البرهان وسلفا كير، وفق التصريحات الرسمية- دون الإفصاح عن تفاصيل أخرى.

جوبا: التغيير

عقد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بجوبا اليوم، جلسة مباحثات مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، تتعلق بترقية وتطوير العلاقات الثنائية ودفع آفاق التعاون المشترك- وفق ما أعلن مجلس السيادة.

ووصل البرهان إلى جوبا صباح اليوم يرافقه وزير الطاقة والنفط محيي الدين نعيم، ووكيل وزارة الخارجية حسين الأمين ومدير عام جهاز المِخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.

تقديم الدعم

وقال وكيل وزارة الخارجية حسين الأمين في تصريح صحفي، إن زيارة البرهان إلى جوبا تأتي في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين.

وأوضح أن الزيارة تأتي أيضاً لتقديم الدعم للرئيس سلفا كير ولحكومة جنوب السودان بشأن تطورات الأوضاع بالجنوب.

وأضاف أن البرهان قدم شرحاً شاملاً للرئيس سلفا كير حول الأوضاع في السودان “على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، مشيراً إلى تقدم القوات المسلحة والقوات النظامية والقوات المشتركة في كافة محاور العمليات”- وفق وصفه.

النفط وأمن الحدود

وقال وكيل الخارجية إن الزيارة تطرقت أيضاً للتعاون بين البلدين في مجالات البترول والتجارة وأمن الحدود، فضلا عن إسهامها في إعادة تنشيط وإحياء العلاقات الثنائية.

من جانبه، وصف وكيل وزارة الخارجية بدولة الجنوب مجاك فيلمون مجوك زيارة البرهان لجمهورية جنوب السودان بأنها جاءت في إطار العلاقات الوطيدة بين الدولتين.

وأوضح أن الرئيسين تناولا عدداً من القضايا المشتركة على رأسها التعاون في قطاع النفط وأمن الحدود المشتركة بجانب مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وأعرب مجوك عن أمله أن تسهم هذه الزيارة في تمتين علاقات التعاون بين السودان وجنوب السودان بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

لقاء مشار لقاء مشار

وفي السياق، التقى البرهان بالنائب الأول لرئيس جنوب السودان رياك مشار، وتطرق اللقاء للعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها لمصلحة شعبي البلدين.

وقال سفير السودان بجوبا عصام الدين كرار في تصريح صحفي، إن الزيارة حظيت باهتمام على مستوى عالٍ من الرئيس سلفا كير.

وأضاف أن الرئيسين دخلا في اجتماعين مغلقين ناقشا فيهما القضايا المشتركة بين الدولتين وملفات التعاون والعلاقات الثنائية.

وأكد أن الزيارة خرجت بنتائج طيبة سيكون لها مردود إيجابي في مسيرة التعاون بين البلدين.

وأوضح كرار أن اللقاء الذي جمع البرهان مع مشار، كان مثمراً وبناءً تم فيه مناقشة القضايا المشتركة ذات الصلة بملف التعاون المشترك.

الوسومأمن الحدود الجيش الدعم السريع السودان النفط جنوب السودان جهاز المخابرات العامة جوبا رياك مشار سلفا كير ميارديت عبد الفتاح البرهان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أمن الحدود الجيش الدعم السريع السودان النفط جنوب السودان جهاز المخابرات العامة جوبا رياك مشار سلفا كير ميارديت عبد الفتاح البرهان جنوب السودان وأمن الحدود سلفا کیر

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله

في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.

تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.

زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.

لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟

وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.

لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.

السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.

دمتم بخير وعافية..

إبراهيم شقلاوي
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث في الكويت تعزيز الشراكة الاقتصادية والتكامل الصناعي مع وزيري النفط والتجارة والصناعة
  • مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهلية
  • عاجل - بيان مشترك بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس الأنجولي "جواو لورينسو" إلى مصر
  • أفريقية النواب: مباحثات الرئيس السيسي والبرهان أثبتت توافق الرؤي حول الأوضاع الإقليمية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • بحضور مديري المخابرات والاستخبارات .. البرهان والسيسي يعقدان جلسة مباحثات ثنائية
  • عاجل:- السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني لبحث تعزيز التعاون الثنائي
  • عاجل - السيسي يستقبل البرهان لبحث تعزيز التعاون ودعم استقرار السودان
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله