أقيمت صباح اليوم فعاليات الأيام الفرنسية فـي بيت الزبير، حيث كان اجتماع للفن العربي والفرنسي فـي إطار المحاضرة التي قدمها البروفـيسور فريدريك لاجرانج، بعنوان «أم كلثوم وحضور الموسيقى العربية فـي فرنسا».

المحاضرة تطرقت لحضور الموسيقى العربية فـي فرنسا، والتي بدأت فـي القرن التاسع عشر، ولم يكن يتجاوز معرفة الفرنسيين بالفن العربي الموسيقي لأبعد من الموسيقى التي يرافقها الرقص الشرقي، ولكن تقديم الأغنية بصوت أم كلثوم فـي باريس كان له وقعه الذي كان واضحًا للأغنية العربية ومعرفة الفرنسيين بالفن العربي الأصيل.

تطرق لاجرانج للحديث عن الحفل اليتيم والوحيد الذي أقامته أم كلثوم خارج الوطن العربي والذي كان فـي ١٩٧٦ فـي مسرح الأولومبيا، حيث جاء فـي وصف الحفل فـي رواية صمت الآباء تأليف الكاتب المغربي الفرنسي رشيد بنزين: «الحفلة الأولى التي كانت نقطة تحول، حيث كانت أم كلثوم ترتدي فستانا أخضر، ويشاركها ٢٥ عازفا متزينا بالسموكينج». وصف لاجرانج فـي ورقته الحفل وتأثيره على فرنسا، والذي كان نقطة تحول بالنسبة للجانب الفرنسي، فهي فتحت الباب لمعرفة فرنسا بالموسيقى العربية.

وقال لاجرانج: «حفل أم كلثوم كان ينظر له من ناحية سياسية توطيدا للعلاقات المصرية والفرنسية، ولكن أم كلثوم ماطلت فـي البداية ووضعت شروطا صعبة، ولم توقع على العقد إلا قبل الحفل بأسابيع قليلة، وتعد حفلة أم كلثوم أطول حفلة فـي قاعة الأولومبيا والتي انتهت فـي الساعة ٣ فجرًا؛ لأنه طلب منها أن تقدم ٣ وصلات غنائية، ولم تكن حفلة باريس هي الأفضل للست لأن صوتها ليس كصوت الخمسينيات، غير أن أداءها للأطلال كان له وقع، وكان لها أصداء سياسية لم يكن الجمهور ليستكشفها قبل ١٩٧٦، ورغم أن الأطلال قصيدة غرامية ولكنها تحولت لجانب سياسي حين غنت فـي باريس.

الموسيقى العربية فـي فرنسا

ذكر البروفـيسور فريدريك عددا من المؤلفات الفرنسية حول الموسيقى العربية، منها إصدار الباحث المصري كريم جمال «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي» فـي ٢٠٢٢، وعمل مصور مبني على بحث علمي دقيق لحفل أم كلثوم فـي مسرح الأولومبيا، وصدر ١٩٨٣ عدد من الكتب وعدد من الأفلام الفرنسية، ورواية أم للصحفـي الفرنسي اللبناني سليم نصيب، ومسرحية من الرواية، وقد أسهموا جميعا فـي إثراء الرصيد العلمي عن الموسيقى العربية باللغة الفرنسية.

وتطرقت المحاضرة للحديث عن وجود الفن العربي والموسيقى الشرقية فـي فرنسا فـي ١٨٨٩ من خلال معرض بوجود جناح مصري ناجح للغاية، حيث كان يوجد موسيقيون يقدمون عروضا شرقية، ولإرضاء الجمهور الباريسي تم إنشاء شارع القاهرة الذي تم تقديمه فـي شيكاجو وميلانو بعد ذلك.

وتعد أولى الحفلات الموثقة للموسيقى الراقية التي قدمها عازف الكمان سامي شاوا فـي ١٩٣٠.

وبعدها كانت حفلة أم كلثوم فـي ١٩٧٦م والتي اكتسبت أهمية مختلفة حيث تم إظهار الجانب المشرف للموسيقى المصرية الراقية، فـي حين أن اسطوانات أغاني أم كلثوم كانت تباع قبل حفلها بفرنسا، وكان ملهى (تمتم) يستقطب الكثير من المهتمين بالموسيقى والفن من فرنسا والعرب. وقد بدأ تقديم الأغنية الطربية من خلال الشابة وردة التي غنت يا ظالمني فـي فرنسا لأول مرة بعد أن غنتها أم كلثوم لأول مرة فـي مصر قبلها بسنة وسجلتها وردة بعد اكتشاف صوتها المميز والتي أصبحت لاحقا المطربة وردة الجزائرية.

فـي ختام المحاضرة قال البروفـيسور فريدريك لاجرانج: «بفضل الأصوات العظيمة العربية إلى جانب أم كلثوم التي اعتبرها أمي هي كانت السبب الذي تعلمت بفضله اللغة العربية واللغة العامية المصرية».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الموسیقى العربیة فـی فرنسا أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

من المسرح إلى أم كلثوم.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجديد

برزت موهبة الفنانة المصرية منى زكي منذ منتصف التسعينيات، إذ جذبت الأنظار سريعا بأدائها المميز الذي فتح أمامها أبواب النجومية. ولدت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1976، وكانت بداياتها الفنية على المسرح المدرسي والجامعي. ثم قدمها الفنان محمد صبحي للجمهور من خلال مسرحية "بالعربي الفصيح"، التي شكلت نقطة انطلاقها نحو عالم الاحتراف.

وسيتم تكريم منى زكي خلال الفترة المقبلة في الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي المقامة من الخامس إلى 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى جانب مشاركتها في جلسة حوارية عن مسيرتها الفنية خلال فعاليات المهرجان.

أدوار سينمائية مميزة

عملت منى مع أسماء بارزة في الدراما، إذ شاركت في أعمال مثل "العائلة" للكاتب وحيد حامد، و"ليالي الحلمية" الجزء الخامس للكاتب أسامة أنور عكاشة. ومثلت أمام نجوم كبار مثل يحيى الفخراني في "نصف ربيع الآخر" وممدوح عبد العليم في "الضوء الشارد"، مما ساهم في صقل موهبتها وتأسيس مكانتها الفنية.

ولدت الفنانة المصرية منى زكي في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1976 (مواقع التواصل الإجتماعي)

لكن السينما كانت منصة بارزة لتألقها، حيث جسدت شخصية "جيهان السادات" في فيلم "أيام السادات" للمخرج محمد خان، وشاركت مع أحمد زكي في "اضحك الصورة تطلع حلوة". كما صنعت ثنائيات ناجحة مع أحمد السقا في "أفريكانو"، و"مافيا"، ومع كريم عبد العزيز في "أبو علي" و"ولاد العم".

إعلان

ومع بداية الألفية، أصبحت القاسم المشترك للأعمال الناجحة، مثل "صعيدي في الجامعة الأميركية" و"الحب الأول". ورغم الصعوبات التي واجهتها زميلتها حنان ترك في أواخر التسعينيات، فإن منى زكي نجحت في تصدر البطولة النسائية، مستفيدة من موهبتها وحسن اختياراتها.

ورغم النجاح، لم تخلُ مسيرة منى زكي من التحديات، إذ تعرضت لانتقادات بسبب مسلسل "السندريلا"، الذي جسدت فيه شخصية سعاد حسني عام 2006. ورغم محاولاتها للاقتراب من ملامح الشخصية، فإن العمل قوبل بمقارنات غير منصفة. كذلك، أثار فيلم "تيمور وشفيقة" انتقادات بسبب تخلي بطلتها عن طموحها المهني لإرضاء حبيبها. هذه التجارب دفعت منى زكي للتأمل وإعادة تقييم اختياراتها الفنية.

تصميم فرعوني لفستان الممثلة المصرية منى زكي في حفل موكب نقل المومياوات أبريل/نيسان 2021 (مواقع التواصل الاجتماعي)

وبعد بعض الإخفاقات، قدمت الممثلة المصرية أدوارا أكثر نضجا، مثل "احكي يا شهرزاد" الذي ناقش قضايا المرأة، و"أسوار القمر" حيث جسدت شخصية فاقدة للبصر. كما عادت للدراما ببطولة مميزة في "آسيا" و"أفراح القبة"، ووصلت إلى قمة النضج الفني في مسلسل "لعبة نيوتن"، الذي ناقش تحديات اجتماعية تواجه النساء.

بعيدا عن الفن، تلعب منى دورا حيويا في النشاطات الإنسانية، إذ تشارك في حملات توعية لمكافحة الفقر ودعم تعليم الأطفال. كما تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، مما يعكس اهتمامها بقضايا المجتمع.

"مغامرة" السير الذاتية مجددا

بعد نجاحها في فيلم "رحلة 404" الذي مثّل مصر في الأوسكار، تعود منى زكي لتجربة السير الذاتية عبر تجسيد شخصية أم كلثوم في فيلم "الست"، متحدية الانتقادات السابقة التي واجهتها في مسلسل "السندريلا".

فيلم "رحلة 404" الذي تؤدي منى زكي دور بطولته مثّل مصر في الأوسكار (مواقع التواصل الإجتماعي)

تكريما لمسيرتها الممتدة والمليئة بالمغامرات، سيتم تكريم الفنانة المصرية في الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث ستشارك أيضا في جلسة حوارية عن رحلتها الفنية.

إعلان

تُعد المغامرة والتجديد عاملين أساسيين لاستمرارية نجومية منى زكي طوال هذه العقود، إذ استطاعت كسر الصورة النمطية للفنانة الرومانسية لتصبح رمزا للأدوار العميقة والمركبة، مما جعلها أحد أعمدة السينما والدراما العربية.

مقالات مشابهة

  • محمد صلاح يسجل هدفين ويصنع آخر.. ليفربول يتعادل أمام نيوكاسل بالدوري الإنجليزي
  • غدا.. دار الأوبرا تحتفي بميلاد أم كلثوم في حفل للفرقة القومية العربية للموسيقى
  • الثقافة تحتفل بذكرى ميلاد أم كلثوم
  • غزل المحلة يعين مديرا فنيا مؤقتا خلفا لـ عيد عبد الملك
  • النجم الصاعد فارغاتشي - Vargaći: من ملعب كرة القدم إلى الموسيقى
  • من المسرح إلى أم كلثوم.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجديد
  • «الخارجية التونسية»: نشكر الدول العربية التي تسعى لوقف العدوان الغاشم على غزة
  • بسبب فيلم الست.. كيف تحولت منى زكي إلى أم كلثوم ؟
  • 75 عملا فنيا في معرض «معسلة يا» لفناني اللقطة الواحدة بالأوبرا