ملاحظات بشأن تصدير العقارات
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
قُلت ومازلت أقول إن زيادة تدفقات النقد الأجنبى القادم إلى مصر ضرورة قصوى لمواجهة تحديات زيادة الطلب عليه لتغطية فاتورة الواردات، والالتزام بسداد أقساط وفوائد الديون الخارجية.
ومادمنا قد تناولنا فى أكثر من مقال قضية التنمية السياحية، كأحد الروافد الأساسية للحصول على العملة الصعبة، فإن قضية الصادرات تُشكل رافدا آخر مهما لزيادة تدفقات النقد الأجنبى.
وهذه الفكرة من الأفكار الرائدة المطبقة فى بعض الدول الشبيهة بمصر مثل اليونان، بهدف جذب رؤوس الأموال الأجنبية، خاصة أن الدراسات الدولية الحديثة تشير إلى أن 68 % من أصحاب رؤوس الأموال يحتفظون بأموالهم فى أصول عقارية.
وإذا كانت الحكومة قد أبدت ارتياحا وتشجيعا للفكرة خلال الشهور الأخيرة، خاصة بعد موافقة مجلس الوزراء فى منتصف 2023 على إجراء تعديل تشريعى للمادة الثانية من القانون رقم 230 لسنة 1996 الخاص بتملك غير المصريين للعقارات المبنية والأرض الفضاء، فسمحت لهم بالتملك دون حدود بشرط أن يكون سداد قيمة العقارات بالعملة الصعبة، إلا أن الفكرة لم يتم تفعيلها بعد على أرض الواقع. ذلك لأن تصدير العقارات فى الأساس هو تعامل مباشر مع الأجانب، وذلك التعامل يحتاج إلى آليات لتيسيره وتوسيع مداه، بما يحقق ما هو مستهدف.
إن علينا أن نفكر فى الأمر بموضوعية لنشير إلى أن تصدير العقارات يحتاج بشكل أولى إلى قواعد واضحة وشفافة تخص دخول وخروج الأجانب وحصولهم على التأشيرات، وتصاريح الإقامة، فكل هذا يحتاج لترتيب وتنظيم وبحث.
وبشكل آخر، فإنه يجب أن نغير ثقافتنا فيما يخص تجهيز الوحدات فى المشروعات العقارية الجديدة، لأن المستهلك فى دول أوروبا وغيرها من الدول لا يشترى وحدات نصف تشطيب، وإنما كاملة التشطيب. وهنا فإنه من الضرورى للشركات العاملة فى مجال التطوير العقاري الالتفات لمتطلبات واحتياجات عملائها.
كذلك فإن على الشركات العاملة فى هذا القطاع طرح نظم سداد واضحة وسهلة ومتوافقة مع المعمول به فى مختلف دول العالم مثل ما يتعلق بتشطيب وصيانة هذه الوحدات.
هناك أيضا ضرورة ماسة لمتابعة وترتيب ما يخص المشروعات العقارية الممكن تصديرها للأجانب، فيراعى منذ البداية وضع خريطة استثمارية تقوم على التوزيع الجغرافى للعقارات خاصة أن هناك مَن يفضلون السكن على ساحل البحر المتوسط، وهناك آخرون يفضلون ساحل البحر الأحمر، وهناك مَن يفضلون العيش فى القاهرة، خلال زياراتهم لمصر.
إن هناك فرصة جيدة فى تصدير العقارات ينبغى اقتناصها، فمصر دولة محورية تتمتع باستقرار سياسى وأمني، ولديها تنوع سياحي، وهناك مشروعات واعدة حققت نجاحات عظيمة فى السنوات الأخيرة.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين زيادة الطلب العملة الصعبة تصدیر العقارات
إقرأ أيضاً:
حزب الشعب الجمهوري: تركيا تبتعد عن الإنتاج وهناك تراجعًا خطيرًا في الصناعة
أنقرة (زمان التركية) – قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور كارابات، إن تركيا تبتعد عن الإنتاج وأن هناك تراجعًا خطيرًا في الصناعة.
جاء ذلك في تعليق من أوزغور كارابات على تصريحات وزير التجارة عمر بولات التي ذكر خلالها أن رقمًا قياسيًا تم تحطيمه في الصادرات في الأشهر السبعة الأخيرة من العام الماضي.
وقال كارابات في تغريدة: ”حزب العدالة والتنمية يخدع الشعب بتصريحاته القياسية“.
وقال كارابات إن تركيا تبتعد عن الإنتاج، وإن التحول السلبي في الصناعة يبعث على القلق. وأضاف كارابات: ”إن صناعتنا محكوم عليها بالإنتاج الرخيص وذو القيمة المضافة، تبلغ قيمة وحدة الكيلوجرام التصديرية حوالي 1.5 دولار، وفي البلدان ذات الصناعة المتقدمة، تبلغ هذه القيمة 3-4 دولارات، ليس هناك ما يدعو للفخر“.
وفي لفت الانتباه إلى انخفاض الإنتاج المحلي، قال نائب حزب الشعب الجمهوري: ”انظروا إلى الرفوف، يكاد يكون من المستحيل العثور على أحذية ومعاطف مصنوعة محليًا، وفي حين أن واردات السلع الاستهلاكية كانت 30 مليار دولار في عام 2022، فقد تجاوزت 54 مليار دولار في عام 2024″.
وذكر كارابات أنه لم يكن هناك استثمار صناعي كبير في تركيا منذ فترة طويلة، بل على العكس، انتقلت العديد من المصانع إلى دول مثل مصر ورومانيا والمغرب. وقال كارابات: ”لا يمكن لصناعتنا زيادة طاقتها الإنتاجية وصادراتها مع انخفاض الأرباح. الصناعيين والعمال في وضع صعب”.
وأكد أنه وفقاً لبيانات وزارة التجارة، فإن صادرات تركيا لعام 2024 تبلغ 261.9 مليار دولار ووارداتها 344 مليار دولار، ولفت الانتباه إلى أن عجز التجارة الخارجية يبلغ 82 مليار دولار.
وأشار كارابات إلى أن تركيا أصبحت دولة مستهلكة دون إنتاج، متابعا: ”اليوم نستورد ملابسنا، وغداً قد نضطر إلى استيراد طعامنا. إذا لم تنتج تركيا، فلن تستطيع الخروج من الأزمة الاقتصادية ولا الحد من التضخم“.
Tags: استثماراقتصادالانتاج الصناعيتركياصناغة