بوابة الوفد:
2025-02-06@13:01:53 GMT

دور المؤسسات فى حماية الدول

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

ليست صدفة انفجار الأوضاع فى سوريا لحظة اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بل إن البعض ذهب إلى أن تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو للرئيس بشار الأسد بعدم اللعب بالنار، كانت إشارة إطلاق شرارة حققت فيه هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل المسلحة مكاسب على الأرض كبيرة، فى ظل انسحاب جيش النظام السورى بشكل يثير الدهشة والتساؤلات والمخاوف على مستقبل سوريا ووحدة أراضيها، بعد أن باتت سوريا مسرحًا دوليًّا لصراع القوى الاقليمية والدولية، وهدفًا ومغنمًا لدول كثيرة، وباتت أكبر بؤرة للصراعات العرقية والطائفية، ويأتى مكمن الخطورة فى توقيت انفجار الأوضاع الآن فى ظل انشغال روسيا التى تعد أكبر الداعمين للنظام السورى، بحربها مع أوكرانيا التى تشكل الأولوية القصوى لروسيا فى مواجهة حلف النيتو والغرب بشكل عام على المستوى العسكرى والسياسى والاستراتيجى، والحال نفسه ينطبق على إيران وحزب الله الذى حبت كثير من عناصره من سوريا فى مواجهته وحربه مع إسرائيل وإذا أضفنا التواجد والمصالح الأمريكية والتركية سوف نعى حجم الخطورة على سوريا.

المؤسف فى أحداث سوريا هو عدم وجود دور عربى موحد وفاعل فى كل ما يحدث على الأراضى السورية، مع أن الجميع يعى أن سقوط سوريا وتقسيمها يشكل خطورة على كل الدول المحيطة وعلى الأمن القومى العربى، ولا يخفى على أحد الآن أن التنظيمات الإرهابية التى تشكلت عقب الربيع العربى تحت مسمى داعش وغيرها تم بتوجيهات أمريكية وهذا باعتراف حمد بن جاسم آل ثان رئيس وزراء قطر الأسبق فى سلسلة حلقات فضائية سابقة أكد فيها أن تدريب وتسليح هذه الميليشيات كان على يد القوات الأمريكية ومن خلال تمويل خليجى، وهو ما جاء أيضًا فى مذكرات هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأسبق عندما كشفت أن الربيع العربى كان يهدف تحقيق مشروع - برنارد لويس - أو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف إلى تقسيم الدول العربية الكبرى إلى عدة دويلات صغيرة على أساس طائفى وعرقى، بحيث تصبح إسرائيل هى الدولة الأقوى والمستقرة فى المنطقة.. ومع أن كل خيوط المؤامرات على الدول العربية والشرق الأوسط قد تكشفت رسميًا سواء بالأحداث أو الوثائق، إلا أن السياسة الجمعية العربية ما زالت فى تشتت، ولم تعى دورس الحقائق الحية الموجودة فى العراق وفلسطين ولبنان واليمن وليبيا والسودان وانفجارها الآن بشكل يهدد وحدة سوريا.

الحقيقة أن ما شهدته المنطقة فى السنوات القليلة الماضية وتشهده سوريا الآن، يؤكد ويرسخ رؤية مصر فى كل خطواتها منذ 2011 وحتى الآن.. ويستدعى التحذيرات المتكررة للرئيس عبدالفتاح السيسى حول أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة باعتبارها الركيزة الأساسية فى الحفاظ على الدولة الوطنية وتماسكها وقوتها فى مواجهة كل التحديدات والمؤامرات سواء كانت خارجية أو داخلية، وإذا كانت مصر قد دفعت ضريبة باهظة من اقتصادها واستقرارها جراء الربيع العربى وفترة حكم الجماعة الإرهابية وقفزها على السلطة، إلا أن أهم المكاسب التى حققتها مصر من هذه التجربة، كان فى طغيان الشعور الوطنى ووعى وحرص المصريين على أهمية وضرورة الحفاظ على مؤسساتهم الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة والمخابرات والشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة باعتبارها الضامن الحقيقى لعدم سقوط الدولة، وهو الأمر الذى دفع المصريين للالتفاف حول مؤسساتهم فى ملحمة وطنية كانت ذروتها فى الثلاثين من يونيو التى أدهشت العالم، وأسقطت كل السيناريوهات المعدة لمصر والسعودية وعدد من الدول العربية المستهدفة، فى دلالة بالغة على أن الدولة الوطنية تحيا وتستقر وتنمو بوحدة وتماسك شعبها وقوة مؤسساتها فى مواجهة أعتى التحديات.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ

إقرأ أيضاً:

الشرع: النظام السابق كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان

ذكر أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، في مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، إن "النظام (السوري السابق) كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان" التي أسقطته.

سوريا: التفجير الإجرامي في منبج لن يمر دون محاسبة المتورطين الكرملين: روسيا ستواصل الحوار مع السلطة الانتقالية في سوريا


وأوضح الشرع،" النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"، وجند كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في ادلب ورغم ذلك بدأناها"، مشيرا إلى أن "معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".
وقال الشرع، "كنا على تواصل دائم مع محافظات الجنوب وفصائل السويداء شاركت في ردع العدوان".
وأضاف الشرع، "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".
وأردف، "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".

وقال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا"، مضيفا: "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".

وتابع أحمد الشرع: "أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".

واستطرد الشرع: "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع"، مردفا: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".

وأكمل: "أولوياتنا ضبط السلاح وحصره بيد الدولة.. الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لحل ملف شمال شرق سوريا..  "قسد" أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات"، مشيرا إلى أن "الدول الداعمة لقسد متوافقة على وحدة الدولة السورية وضبط السلاح بيدها".

وأضاف الرئيس الشرع: "الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير وكان ولاؤه لعائلة محددة واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين".

وأوضح قائلا: "قابلني أحد الضباط الغربيين، بعد معركة إسقاط النظام تقريبا بأسبوعين أو ثلاثة، فخرج تماما عن الحديث الدبلوماسي ووقف على قدميه وقال: "راقبت المعركة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، فوجدت أن فيها مدرسة كبيرة جدا في العلم العسكري تستحق أن نكون نحن تلاميذ عند هذه المدرسة"، وأخرج وساما من على صدره وأهداني إياه.

مقالات مشابهة

  • قطر: الدول العربية لديها خطط لإعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين في القطاع
  • تناقضات الإدارة الأمريكية
  • جرأة مجموعة لاهاي
  • أردوغان: على الدول العربية دعم الحكومة الجديدة في سوريا
  • الذكاء الاصطناعى يعيد رسم مستقبل العرب
  • هلاوس ترامب
  • الشرع لـ "تلفزيون سوريا": النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"
  • الشرع: النظام السابق كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان
  • جامعة الدولة العربية تدعم السودان وتؤكد وحدة وسيادة أراضيه 
  • تركيا تعلن قتل مسؤول بوحدات حماية الشعب في سوريا