بوابة الوفد:
2024-12-05@01:49:06 GMT

سوريا إلى أين؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

يقترب تقسيم سوريا يومًا بعد يوم، وإن لم يكن اليوم فغدا، فى ضوء تسارع وتيرة الأحداث وصراع الأطماع والنفوذ، وترهل القوات العسكرية السورية وفشلها سنوات فى التخلص من كابوس الجماعات المسلحة بمناطق النزاع بين الفصائل المسلحة المناهضة للرئيس السورى بشار الأسد، سواء قوات تحرير الشام الموالية لتركيا، أو «قسد» وحدات حماية الشعب الكردى الموالية لأمريكا، والمناوئة للأتراك وتحرير الشام.

عاش الرئيس السورى فترة استرخاء نسبى مع قواته بعد استعادة الأراضى المسلوبة عام 2016، وكان لروسيا التى استنجدت بها إيران الدور الفّعال بفضل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى وقتها قاسم سليمانى الذى استعان بالروس لإنقاذ النظام السورى. وأقامت روسيا قاعدة «حميميم» الجوية باللاذقية ولعبت الدور الأبرز فى الضربات الجوية وقصف الطيران المكثف مناطق ثكنات ومعسكرات الفصائل المسلحة، بينما اعتمد دور الميليشيات الإيرانية على الزحف بقوات المشاة ضد ثورة الشعب عام 2015.

وروسيا اليوم، ليست روسيا 2015 و2016 حيث لم تكن مشغولة بحرب مع أوكرانيا التى أنهكتها، وتحتاج اليوم لكل دعم عسكرى من أجل الحفاظ على ما تبقى تحت يدها من أراضٍ أوكرانية.

والميليشيات الإيرانية وحزب الله، أحد طرفى مقص إنقاذ بشار ضعفت وتراجعت بقوة بسبب الضربات الإسرائيلية لها والقضاء على قادة ميدانيين، اضطرت معها طهران لسحب قواتها من مواقع عدة، ولم تجد قوات تحرير الشام الأكثر تسليحا وتكتيكا صعوبة فى الاستيلاء على إدلب وحلب والتقدم حتى حماة وريفها فى سيناريو يشبه فرار الجيش العراقى من الموصل أمام فلول داعش فى عام 2014.

ويخشى النظام السورى من ضياع «حماة» وسيطرت تحرير الشام وباقى الفصائل الموالية لها نظرا لما تتمتع به من نفوذ علوى موالٍ للنظام، ومساحتها تزيد على 9 آلاف كم، وسيطرة الفصائل المسلحة على حماة يعنى صعوبة استرداد أراضيها، لضعف الإمداد اللوجستى فى ظل المسافة الكبيرة بين حماة وحلب والتى تصل إلى 150 كم، كما أن حماة تمثل رمانة ميزان قابعة وسط البلاد ذات الموقع الاستراتيجى.

ومخاوف الحكومة السورية من سيطرة الفصائل على حماة وفتح الطريق نحو المناطق والمدن الساحلية العلوية ومنها تبقى الخطوة النهائية فى الوصول إلى العاصمة السورية دمشق.

النظام السورى أخطأ مرات برهانه على غيره دون الاعتماد على جيشه وتعزيز قدراته، والتخفيف من حدة الطائفية وخطورتها، مستنجدا بإيران لخدمة أغراضه وحماية عرشه، ومنذ أن وطأت ميليشياتها الأراضى السورية خططت لإضعاف الجيش السورى وباتت المسيطرة وصاحبة القرار العسكرى والسياسى والاقتصادى، مع تغيير ديموغرافى واستبدال سكان المناطق السنية وحلت محلها «شيعة» فزادت العصبية والطائفية واشتعلت جذوة ثورة الغضب والانتظار لساعة التخلص.

وأبقى الأسد على الميليشيات الإيرانية التى لعبت بورقة الديون المالية، وفاتورة الحرب المكلفة حيث نظرت إيران لسوريا باعتبارها محافظة إيرانية بعد أن أنفقت خلال الحرب ما يزيد على 50 مليار دولار.

وبسبب سياسات خاطئة باتت سوريا ميدانا لتصفية الحسابات لبعض القوى الكبرى والإقليمية، وكعكة يتصارع على أكلها الإيرانيون والروس والأمريكان والأتراك، وضاع شعبها الطيب بين التشريد والجوع والتقسيم والتدمير!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل سوريا إلى أين تقسيم سوريا

إقرأ أيضاً:

النظام السوري يفقد حلب ويخشى على حماة.. التطورات وخرائط السيطرة على جبهتين

تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا من إحكام السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، وما يحيط بها من ثكنات وأكاديميات عسكرية ومطارات، وتتجه الآن للتركيز على جبهة حماة، بعدما سيطرت على عدة قرى وبلدات في ريفها الشرقي.

وأعلن تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، صباح الإثنين، استكمال عملية السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف حلب من الجهة الشمالية، قائلا إنه خاض عمليات ضد قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية.

ومن بين هذه القرى: أم العمد وتل رحال والجوبة والشيخ كيف، وتتبع جميعها إلى مدينة تل رفعت التي سيطر عليها تحالف الفصائل ضمن عملية أسماها بـ"فجر الحرية".

في المقابل، أعلنت فصائل مسلحة أخرى تنضوي ضمن غرفة عمليات ما بعرف بـ "ردع العدوان"، السيطرة على عدة قرى وبلدات في ريف مدينة حماة من الجهة الشمالية، ونشرت تسجيلا مصورا وثق استهدافها بالطائرات المسيرة للتعزيزات التي يستقدمها النظام السوري إلى المنطقة.

بعد أحداث سوريا.. مخاوف من عودة نشاط الجماعات الجهادية في المنطقة مراقبون يرون أن استغلال الجماعات الجهادية للوضع السوري لا يقتصر على العمليات المسلحة فقط، بل يمتد إلى تجنيد عناصر جديدة. الفقر والبطالة والنزوح الناتج عن الصراع المستمر يعد بيئة خصبة لاستقطاب الأفراد، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية والدعم الحكومي. "على جبهتين"

تتركز عمليات الفصائل المسلحة في مدينة حلب ومحيطها بين "غرفتي عمليات"، الأولى تقودها فصائل مدعومة من تركيا والثانية تتصدرها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة قبل أن تعلن انفكاكها عن القاعدة"، انطلاقا من إدلب.

وكانت الفصائل المدعومة من تركيا قد أطلقت هجوما السبت، واستهدفت به قطع الطريق أمام "وحدات حماية الشعب" من شمال شرق سوريا إلى حلب، وتمكنت بالفعل من تحقيق ذلك، بعدما سيطرت على مطار كويرس من الجهة الشرقية للمدينة.

كما سيطرت على مدينة السفيرة وجميع القرى والبلدات بينها خناصر، وقالت إنها قطعت الطريق ما بين الرقة وحلب.

وجاء الهجوم المذكور بعد دخول فصائل إدلب إلى مدينة حلب من الجهة الغربية، قبل يومين، والسيطرة على غالبية الأحياء الموجودة فيها وعلى مطارها الدولي وقطع كامل الطرق التي تصلها مع الشرق والجنوب.

ويقول النظام السوري إنه بصدد تنفيذ "هجوم مضاد" لاستعادة ما خسره في حلب.

لكن تركيز جيش النظام السوري يبدو منحصرا على نحو أكبر بجهة مدينة حماة الشمالية، في ظل أنباء عن نية الفصائل المسلحة إطلاق عملية جديدة هناك.

وشنت طائراته الحربية سلسلة غارات في الساعات الماضية على إدلب وحلب، أسفرت عن ضحايا مدنيين.

هل لا يزال الحل الدبلوماسي للأزمة السورية ممكنا؟ قال مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، إن الضربات التي وُجِّهت إلى حزب الله مؤخرًا وانشغال إيران، وانغماس روسيا في أوكرانيا، عجَّلت بالتطورات الحاصلة في سوريا. ماذا بقي في حلب؟

وهذه المرة الأولى التي يخسر فيها النظام السوري مدينة حلب ومحيطها، على صعيد تاريخ سوريا المعاصر. ولم يتبق خارج سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة سوى حيين يخضعان لسيطرة مسلحين أكراد.

وذكرت مصادر إعلامية مطلعة من حلب لموقع "الحرة"، أن الفصائل المسلحة تفاوض المسلحين الأكراد هناك للخروج من الأحياء باتجاه مناطق شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وتشمل المفاوضات أيضا وضع السكان الأكراد، والسماح لهم بالبقاء دون أن يتعرض لهم أحد.

وفي غضون ذلك، لا يزال الغموض يلف مصير الآلاف في عدة قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، بعدما سيطرت فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا عليها، في إطار عملية سمتها "فجر الحرية" كانت قد أطلقتها قبل يومين.

القصر الرئاسي في حلب بقبضة مسلحين.. وفيديو يوثق الاقتحام سيطرت الفصائل المسلحة، الأحد، على قصر الضيافة الرئاسي في مدينة حلب، ونشرت مواقع معارضة للنظام لقطات من تجول مقاتلين في القصر.



واستهدفت هذه العملية المنطقة المعروفة بـ"جيب تل رفعت"، وتمكنت من السيطرة عليها كاملا بالإضافة إلى مطار منغ العسكري الواقع فيها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 200 ألف كردي سوري أصبحوا محاصرين بعد سيطرة الفصائل المسلحة على الجيب الذي يضم عدة قرى وبلدات.

كما أغلقت الطرقات أمام المواطنين الراغبين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمنا، حسب المرصد.

في المقابل، قال القيادي في "الجيش الوطني السوري"، زياد حج عبيد، لموقع "الحرة"، إن عدد السكان في المناطق التي سيطروا عليها "يتراوح بين 30 إلى 40 ألف نسمة، وهم من العرب والأكراد".

وأضاف أن الفصائل "فتحت طريقا لهؤلاء السكان باتجاه أحياء الشيخ مقصود، وخيرتهم إما بالعبور إلى هناك أو البقاء مع تسليم المسلحين منهم لأنفسهم".

وإلى جانب ما سبق، ذكر مصدر إعلامي من مدينة السفيرة بريف حلب لموقع "الحرة"، إن أكثر من 3000 شخص من بلدتي نبل والزهراء تقطعت بهم السبل هناك.

وقالت المصادر إن هؤلاء "غير قادرين على الانتقال إلى منطقة أخرى، بعدما خرجوا من البلدتين اللتين كانتا تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري لسنوات، باتجاه السفيرة."

وسيطرت فصائل "الجيش الوطني" على السفيرة، الأحد. وقال حج عبيد إن الفصائل "أمّنت" جميع المدنيين هناك و"تسعى إلى نقلهم إلى مناطق بعيدة عن المواجهات".

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالناتو: هجوم تحرير الشام على حلب مفاجأة والقوات السورية لا تسيطر
  • نزوح 115 ألف شخص .. والفصائل السورية المسلحة: مدينة حماة هدفنا القادم
  • الفصائل المسلحة السورية تتقدم وتقترب من حماة واشتباكات عنيفة مع جيش النظام
  • الفصائل المسلحة السورية تقترب من حماة .. مع احتدام الصراع
  • تصاعد المعارك في حماة السورية.. والفصائل المسلحة تستخدم أسلحة نوعية لأول مرة
  • تقدمات جديدة ..و معارك عنيفة تشهدها حماة السورية
  • التطورات وخرائط السيطرة.. معارك طاحنة على أبواب حماة السورية
  • تقدمات جديدة واشتعال الموجهات في ريف حماة وغارات سورية - روسية على حلب وإدلب لقلب موازين الموجهات
  • النظام السوري يفقد حلب ويخشى على حماة.. التطورات وخرائط السيطرة على جبهتين