بوابة الوفد:
2025-01-06@11:02:10 GMT

الديمقراطيه الزائفة «1»

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

لم تكن الصحف فى الماضى مجرد مؤسسات إعلامية تنقل الخبر إلى القارئ لحظة بلحظة وتؤدى رسالتها فى محاربة الفساد والرقابه على اداء الحكومة باعتبارها السلطة الرابعة.. ولكنها كانت جامعة يتعلم فيها شباب الصحفيين السياسة والصحافة والثقافة والتاريخ والأخلاق وكل شىء.. وأذكر أن الديسك المركزى فى صحيفة «الوفد» كان منارة للعلم والأدب والثقافة والصحافة والسياسة.

. لا يمر يوم وأنت فى الديسك المركزى للوفد دون أن تتعلم شيئا.. كل يوم هناك جديد.. كان الأساتذة الكبار مصطفى شردى وجمال بدوى وسعيد عبدالخالق يعلمون الأجيال جيلا وراء جيل.. كل ذلك والعمل داخل الصحيفة يسير بصورة طبيعية دون أى تأثير.

أذكر فى أحد الأيام كنا نجلس مع أستاذى المفكر الكبير جمال بدوى فى الديسك المركزى وكان وقتها رئيسا للتحرير، وبينما يدور الحديث ما بين السياسة وأنظمة الحكم والديمقراطية حتى وجه الأستاذ جمال حديثه إلى الأستاذ سعيد قائلا: شوف يا سعيد أنا شايف أن الديمقراطية التى نتغنى بها ليل نهار ليست الأفضل دائما وأنها –أى الديمقراطية– هى مجرد وسيلة وليست غاية، وأضاف لك أن تعلم أن الديمقراطية لا تأتى دائما بالأفضل لأنها تعتمد على قواعد يسمونها قواعد اللعبة وهذه القواعد يشوبها الكثير من الشبهات فى أحيان كثيرة.. واختتم الأستاذ جمال حديثه قائلا: الكلام ده يا سعيد اتفقنا عليه انا وفؤاد باشا أمس بعد حديث طويل.

اندهشنا نحن شباب الصحفيين من كلام الأستاذ لأننا كنا نتصور وقتها أن الديمقراطية هى الأمل والرجاء وهى الطريق الأمثل إلى المدينة الفاضلة.

تذكرت هذا الحوار بالأمس بعد قيام الرئيس الأمريكى بايدن بإصدار قرار بالعفو عن نجله الذى أدين بتهم حيازة الأسلحة والتهرب الضريبى من قبل المحاكم الفيدرالية فى ولايتى ديلاوير وكاليفورنيا.

تذكرت ما قاله الأستاذ جمال بأن الديمقراطية ليست الأفضل ولا تأتى بالأفضل دائمًا وأن فيها «خيار وفقوس».

حقيقة لا أجد وصفا حقيقيا لهذه الديمقراطية لكن يمكن أن نقول إنها «الديمقراطية العرجاء» أو «ديمقراطية ساكسونيا» أو «الديمقراطية الملاكى».. أو «الديمقراطية الزائفة».. كيف لرئيس منتهية ولايته ويستعد لتسليم السلطة أن يصدر عفوا عن نجله بعد أسابيع من إدانته فى مثل هذه القضايا الخطيرة، وماذا عن الآخرين أمثاله الذين صدرت بحقهم أحكام مماثلة؟ لماذا لم يشملهم العفو؟ وأى ديمقراطية وأى تشريع هذا الذى يمنح الرئيس مثل هذا الحق؟ أين المؤسسات الأمريكية؟ وأين مجلسا الشيوخ والنواب؟ وأين المواطن الأمريكى نفسه من هذا الهزل؟

كان الرئيس ميشيل أوباما وهو واحد من أقوى الرؤساء الأمريكيين يقول إنه يخشى على أمريكا من العنصرية ويرى فيها الخطر الأكبر الذى يهدد أكبر دولة فى العالم.. والسؤال الآن إلى الرئيس أوباما وكل المؤسسات الحاكمة فى الولايات المتحدة ألا ترون فيما فعله بايدن عنصرية؟

إن ما فعله الرئيس بايدن يعد جريمة مكتملة الأركان.. جريمة لا تسقط بالتقادم وتضرب أصول الحكم فى أمريكا والتى تقوم جميعها على الديمقراطية التى أثبتت المواقف والأحداث أنها زائفة.

هذا ما فعله بايدن رئيس أكبر دولة فى العالم.. وعلى دراويش أمريكا والغرب المبشرين بالديمقراطية الزائفة أن يتواروا خجلا مما حدث.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة حب محاربة الفساد شباب الصحفيين أن الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

حزب المناطق الديمقراطية الكردي يدعو للإفراج عن أوجلان

أنقرة (زمان التركية) – نظم حزب المناطق الديمقراطية فعالية بمشاركةًالعديد من الشخصيات السياسية المختلفة بمدينة ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني.

وشهدت الفعالية مشاركة رئيسة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي، تولاي حاتم أوغولاري، ورؤساء حزب المناطق الديمقراطية، كسكين بايندير وشيدام كيليتشجون أوتشر، ورئيسة بلدية ديار بكر الكبرى، عائشة سرا بوجاك كوتشوك، وعدد من نواب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب ورؤساء البلدات.

وفي كلمتها خلال الفعالية، أشارت حاتم أوغولاري إلى اللقاء الذي جمع وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب مع عبد الله أوجلان، بسجن إمرالي نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وذكرت حاتم أوغولاري أنه: “خلال نقطة الانكسار التاريخية هذه إما أن يكون انكسارا إيجابيا ويتم إقامة السلام الفعلي أو أن يكون انكسارا سلبيا وتتحول كل منطقة إلى غزة جديدة قائلة: “اللقاء في إمرالي غير كاف، لابد من فتح أبواب إمرالي، لابد من تحقيق الظروف الملموسة التي ستمكن أوجلان من العمل من أجل السلام ليس فقط في تركيا بل في الشرق الأوسط”.
أضافت: أريد أن أؤكد على هذه النقطة مرى أخرى. هذه مرحلة مهمة وجميعنا نتابعها بحماس كبير، لكن دعونا لا نسترخي. ولا ينبغي لنا أبداً أن نقع في موقف يضعف نضالنا الديمقراطي بالقول “بطريقة ما، يتم حل الأمور ويتم تحقيق السلام”،إن تم فتح أبواب إمرالي اليوم فهذا بفضل نضالكم أيها الشعب العزيز. يمككنا فتح المجال أمام تحويل هذه اللقاءات إلى عملية السلام من خلال نقل أفعال ونشاطات وأقوال وأفكار ومشاعر شعبنا الموقر على أسس ديمقراطية إلى أعلى مستوى وبطريقة أكثر تنظيما في الساحات”.

Tags: تنظيم العمال الكردستانيحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبحزب المناطق الديمقراطية الكرديسجن إمراليعبد الله أوجلان

مقالات مشابهة

  • بايدن: ما فعله ترامب في الكابيتول كان “تهديدا للديموقراطية”
  • حزب المناطق الديمقراطية الكردي يدعو للإفراج عن أوجلان
  • كيف تستعد إيران لمواجهة حقبة جديدة في حكم الرئيس الأمريكي جو بايدن ؟
  • مكايدة سياسية.. الرئيس الأمريكي المنتخب يأسف لتنكيس الأعلام يوم تنصيبه.. البيت الأبيض يرفض التراجع عن قرار بايدن بالحداد على وفاة كارتر 30 يومًا
  • تمركز وقطع طريق... إليكم ما فعله الجيش الإسرائيلي في الجنوب
  • قذيفة مدفعية تستهدف بلدة جنوبية... هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي
  • الرئيس العراقي: نؤكد دعمنا لبناء دولة مستقلة في سوريا ضمن نهج الديمقراطية العادلة
  • الرئيس التنفيذي لشركة “يو إس ستيل” الأمريكية يعلق على قرار بايدن بمنع صفقة بيع الشركة
  • جديد جريمة قانا.. هذا ما فعله شبانٌ من البلدة
  • فضل شهر رجب.. وما يستحب فعله في هذه الأيام المباركة