بوابة الوفد:
2025-03-10@02:55:29 GMT

«غزة الأخرى»!

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

فى الأدبيات السياسية التى تتناول حالة الحروب بين الدول سواء بعضها البعض أو مع حركات المقاومة يمكن القول بأن الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة أفرزت مفهوما جديدا قد يتحول إلى نموذج يجرى الاستشهاد به فى توصيف بعض الأوضاع فى مسار الحروب المستقبلية ألا وهو مفهوم «غزة الأخرى».

ويمكن الإشارة فى هذا الصدد إلى ما صدر من تهديدات من بعض القادة العسكريين الإسرائيليين للبنان وحزب الله فى سياق الصراع بينهما بأن يتم تحويل لبنان إلى غزة أخرى، وهو ما جرى وإن على نطاق مصغر، وحال دونه بعض الظروف المتعلقة بوضع لبنان فى الساحة الدولية ما أدى إلى محدودية العمليات العسكرية هناك مقارنة بما جرى فى غزة.

لم يقتصر الأمر على الإسرائيليين وإنما امتد إلى مسئولين دوليين وفى ذلك مثلا راح الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش يحذر مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله من مخاطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى. وهو الأمر نفسه الذى راح الرئيس الإيرانى يحذر منه بالتأكيد على ضرورة عدم السماح بأن يتحول لبنان إلى غزة أخرى على يد إسرائيل.

بهذا الفهم قد تتحول غزة من اسم يطلق على منطقة أو إقليم جغرافى هو قطاع غزة فى فلسطين التاريخية إلى مصطلح يتم توصيف به حالة معينة من حالات الصراع والحرب، على غرار مفهوم البلقنة، وهو مفهوم سياسي، ويقصد به تفكيك الدول أو الأقاليم الجغرافية. وعلى هذا النحو قد ينتقل المفهوم من الإقليم الذى تخلق منه وهو الشرق الاوسط وبالتحديد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى إلى مناطق إقليمية اخرى، فتهدد روسيا أوكرانيا بتحويلها إلى غزة أخرى.. وعلى هذا النحو يمكن تصور اتساع نطاق المفهوم بكل ما قد يتم تحميله به من مضامين سلبية تحمل معانى الوحشية والحجم العالى من التدمير، وفى الوقت ذاته مضامين إيجابية من منظور القائم على تطبيق المفهوم ممثلة فى استعراض القوة والعمل على توصيل رسالة إلى الخصم بسهولة سحقه والقضاء عليه تماما.

فما غزة تلك التى صار يضرب بها المثل فى مسار علاقات الحروب بين الأعداء والخصوم؟ المعنى العام والمباشر من هذه الحالة هو تحويل إقليم بسكانه إلى حالة من حالات العودة فى الزمن، أو ما يصطلح عليه البعض مجازا العودة إلى العصر الحجرى ما قبل نشوء الحضارة. من المفارقات هنا أن تلك العملية تتم بأحدث ما وصلت إليه الحضارة «المعاصرة»، هى بمعنى آخر نفى لسكان الإقليم من سياق الحضارة المعاصرة إلى سياق آخر على النقيض تماما، ويتم ذلك من خلال استخدام أكبر قوة تدميرية عرفتها البشرية فى عصرها الحديث، ربما لم يتم تجريبها من قبل، وبكم هائل يفوق بمراحل حجم الإقليم المستهدف تدميره، وهو ما يبدو فى حقيقة تحويل اسرائيل قطاع غزة إلى إقليم غير صالح للحياة الآدمية، على نحو يفرض حالة قد تدفع أو ربما يتوق معها كل من يقيم على هذا الإقليم إلى الخروج منه والبحث عن حياة بها الحد الأدنى من مقومات الحياة، فى إحياء أو استعادة لأكثر مفاهيم الحروب بشاعة وغياب للإنسانية.

ومن اللافت للنظر هنا تعدد التوصيفات التى يتم التعاطى بها مع الوضع فى غزة على نحو يشمل التوليفة المتنوعة لآثار وتبعات الحروب التى تخرج بها تطوراتها عن المستوى الطبيعى لمفهوم الحرب، وهى تعريفات عديدة لحالة واحدة هى القضاء على فكرة بقاء الإنسان وهو المواطن الفلسطينى على بقعة معينة من الأرض هى فى حالتنا قطاع غزة.. التى أصبحت مضرب المثال فى التدمير وإقصاء شعب بأكمله خارج الحياة.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات غزة الأخرى د مصطفى عبدالرازق يمكن القول إلى غزة أخرى

إقرأ أيضاً:

مؤسسة حقوقية:واقع المرأة الفلسطينية مأساوي ومرير بسبب المعاناة الناجمة عن الحروب على غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت ريهام الجعفري مسؤولة التواصل في مؤسسة "أكشن أيد" الدولية في فلسطين، أننا لم نكن بحاجة لأكثر من عام ونصف من الحرب العدوانية وحرب الإبادة على قطاع غزة كي نتحدث عن بطولة الصمود التي تجسدها المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.

وقالت الجعفري - في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية - "إن واقع المرأة الفلسطينية صعب ومأساوي ومرير بسبب المعاناة الناجمة عن الحروب المتكررة على قطاع غزة وخاصة الحرب الأخيرة، وتستمر معاناة المرأة الفلسطينية طوال عقود طويلة من تحت الركام ومن الخيام ومن خلف القضبان، والمرأة الفلسطينية في الضفة الغربية ليست أيضا في أفضل حال".

وأضافت أن معاناة المرأة الفلسطينية مستمرة في ظل دور قيادي فريد منقطع النظير قامت به المرأة الفلسطينية على مدى عقود في خدمة مجتمعها وتعزيز صموده وقيادة الاستجابة الإنسانية وقيادة جهود التعافي.

وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية تعاني الأمرين، حيث تعاني المرأة في غزة من عنف الاحتلال والحصار الذي تواصل على قطاع غزة لأكثر من 17 عاما، وتعاني المرأة في الضفة من العنف المتزايد للمستوطنين وقيود الحركة وإغلاق المدن وتدمير البنى التحتية.

وشددت على أن الأرقام ليست تعبيرا حقيقيا عن الواقع الذي تعرضت له المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث يشير مكتب الإعلام الفلسطيني عن استشهاد 12 ألفا و316 امرأة فلسطينية وهناك 13 ألف امرأة أصبحت معيلة لأسرتها بعد فقدان معيل الأسرة وهناك ما يقارب 20 ألف طفل يتيم وأطفال أخرون تعرضوا للإصابة، ولكن الأرقام في الحقيقة أكبر بكثير.

وأوضحت أن الأعباء متزايدة للمرأة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة في ظل تدمير البنية التحتية وعدم إدخال المساعدات وتدمير عدد معظم المستشفيات والمراكز الصحية وحرمان المرأة من الحصول على الرعاية الصحية وسياسة التجويع التي تنتهجها اسرائيل، منوهة بأن اعلان وقف اطلاق النار هو وقف للقصف ولكن ليس وقفا للمعاناة.

يشار إلى أنه بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي يبرز للعام الثاني على التوالي دور المرأة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والتدمير ووضع بالغ الصعوبة، ف المرأة الفلسطينية تداوي جروح الوطن وأسرتها التي تواجه الفقد والتعذيب لتحصل بجدارة على رمز الصمود أمام عقود من الاحتلال والتهميش ونقص الرعاية الصحية.
 

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: مسيّرة متطورة تدخل الخدمة وستؤثر في الحرب
  • مؤسسة حقوقية:واقع المرأة الفلسطينية مأساوي ومرير بسبب المعاناة الناجمة عن الحروب على غزة
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • تحمي من أمراض خطيرة .. فوائد تناول شوربة العظام
  • والي الخرطوم: تحرير كامل العاصمة بات وشيكا
  • الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية
  • البابا فرنسيس.. القادر على بناء جسور التفاهم مع الديانات الأخرى
  • الثامن من مارس: و الجالسات على أرصفة العدالة في السودان
  • موعد مع سكان الكواكب الأخرى
  • للحفاظ على خصائصه المفيدة.. الطريقة الصحيحة لتناول الكيوي