سمكة شقائق النُعمان العُمانية.. مثالٌ للتنوع الإحيائي في البحار العُمانية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
صلالة- العُمانية
تُعد سمكة شقائق النعمان العُمانية إحدى أهم الكائنات البحرية المميزة والنادرة التي تجسد الغنى والتنوع الإحيائي الذي تزخر به البحار في سلطنة عُمان.
وتشتهر هذه السمكة التي يطلق عليها علميًّا اسم "Amphiprion omanensis" بمظهرها اللافت، الذي يتداخل فيه اللون الماروني مع الخطوط البيضاء العريضة، ما يجعلها من الكائنات المفضلة لدى مصوري الحياة البحرية وهواة الغوص، وهي أصيلة التوطن في شواطئ سلطنة عُمان المطلة على بحر العرب وتحديدًا في المنطقة الواقعة ما بين جزيرة مصيرة شمالاً وولاية مرباط جنوباً، أي أن وجودها الطبيعي حول العالم يقتصر فقط على هذه المنطقة.
وقال المهندس سالم بن أحمد الغساني، مدير مركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار: تعيش هذه السمكة في بيئات الشعاب المرجانية على شكل أزواج في علاقة تكافلية مع أنواع من شقائق النُعمان البحرية، ويُبرز التوزيع الجغرافي المحدود لهذه السمكة الأهمية الفريدة لسلطنة عُمان، ويسلط الضوء على دورها كمركز حيوي للتنوع البيولوجي البحري في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف: تُفضل هذه الكائنات المياه الضحلة الغنية بالضوء، التي توفر بيئة مناسبة لنمو الشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات البحرية، مشيرًا إلى أن نطاقها المحدود يوضح الحاجة الملحّة لجهود الحماية للحفاظ على هذا النوع وموائله.
وحول الأهمية البيئية والبيولوجية لسمكة شقائق النعمان أكد مدير مركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار في حديث لوكالة الأنباء العُمانية أنّ هذه السمكة تشكل علاقة تكافلية مع شقائق النعمان البحري، التي تحمي السمكة من المفترسات عبر لواسعه السامة التي طورت السمكة مناعة ضدها مع مرور الوقت، وفي المقابل تقوم السمكة بتنظيف الشقائق من خلال إزالة الرواسب وحمايته من التهديدات المحتملة من المفترسات، وتُعد هذه العلاقة مثالاً رائعاً على التفاعل البيئي والتكيف بين الكائنات البحرية المختلفة.
ولفت إلى أنه نظراً لأهمية التنويع الحيوي البحري في البحار العُمانية ولانفراد سلطنة عُمان بوجود هذا النوع من أسماك شقائق النُعمان الأكثر نُدرة حول العالم، يقوم مختصون من مركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار التابع للمديرية العامة للبحوث السمكية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بتنفيذ برنامج مسح للمخزون الطبيعي لسمكة شقائق النعمان العُمانية على امتداد الشواطئ العُمانية المطلة على بحر العرب في كلٍ من محافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية.
وبيّن أنّ برنامج المسح يهدف إلى تحديد المخزون الطبيعي لسمكة شقائق النعمان العُمانية وأعدادها، والانتشار الجغرافي الدقيق لهذه الأسماك ومواقع تواجدها إلى جانب تحديد مدى وجودها خارج الحيز الجغرافي المعروف، وتحديد التواجد حسب الأعماق ونوعية البيئة، بالإضافة إلى تقييم وضع البيئة والشعاب المرجانية المحيطة بها، وتوفير قاعدة بيانات علمية تسهم في اتخاذ القرارات المناسبة لحماية هذه الأسماك، وبيانات لتسجيل الملكية الفكرية لهذه الأسماك لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو (WIPO).
ووضّح أن البرنامج يُنفذ عن طريق تنفيذ مسح بحري ميداني باستخدام طريقة الحبل الطولي Transect بالغوص في مواقع تواجد السمكة وجمع البيانات اللازمة التي يتم تحليلها إحصائيًّا فيما بعد وإصدار تقرير مفصل حول النتائج.
وأكد المهندس سالم بن أحمد الغساني مدير مركز بحوث الثروة السمكية بمحافظة ظفار أنّ سمكة شقائق النعمان العُمانية تمثل أكثر من مجرد نوع متوطن، فهي رمز للتنوع البيئي الذي يجب حمايته والاحتفاء به للإسهام في صحة واستدامة البيئة البحرية الأوسع في سلطنة عُمان، للتأكيد على ريادة سلطنة عُمان الإقليمية والدولية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هذه السمکة
إقرأ أيضاً:
مركز الدراسات العُمانية يستعرض التاريخ الشفوي في سلطنة عُمان
"العُمانية" نظّم مركز الدراسات العُمانية في جامعة السلطان قابوس محاضرة بعنوان "التاريخ الشفوي: ذاكرة وطن" قدمها الدكتور عبد العزيز بن هلال الخروصي، وهو باحث متخصص في مجال التاريخ الشفوي والدراسات الوثائقية، ومؤسس مشروع التاريخ الشفوي العُماني في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وتناول الدكتور عبد العزيز الخروصي في المحاضرة مفهوم التاريخ الشفوي وأهميته، مشيرا إلى تعدد مجالاته التاريخية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، كما عرّج إلى أنواع المقابلات التي يتم تنفيذها، منها المقابلات الداخلية، والميدانية، والمقابلات الخارجية (التي تجمع معلوماتها خارج سلطنة عُمان).
وفصّلت المحاضرة سمات الرواة بين الراوي التخصصي، والراوي الموسوعي، وتطرقت إلى جوانب القوة والضعف في التاريخ الشفوي، موضحًا للجمهور أهم الصفات التي ينبغي أن تتحقق لدى الباحث، ومنها الإنصات والتركيز وإتقان فن الحوار.
وختم الخروصي المحاضرة بتسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها التاريخ الشفوي، والتي منها ما يرتبط بوفاة الرواة وتقدمهم في العمر وضعف ذاكرتهم؛ ما يتسبب في خسارة المعلومات المرتبطة بهم والأحداث التي عايشوها، كما أكد على دور التاريخ الشفوي في حفظ الهوية الوطنية في ظل تأثير العولمة، وكيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي لتطوير أدوات الجمع والحفظ والاستثمار فيه.
أما المحاضرة الثانية التي قدمها مركز الدراسات العُمانية للجمهور بمدرج الفهم في مركز الجامعة الثقافي، فقد حملت عنوان "قياس الرأي العام في سلطنة عُمان: المفهوم والمنهجيات" قدّمتها سوسن اللواتية، المديرة العامة للمعلومات بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.تضمنت المحاضرة مفهوم قياس الرأي العام، وخطوات تنفيذه بدءًا من تحديد الأهداف والمؤشرات، وتحديد مجتمع الدراسة وتصميم الأداة التي من خلالها تجمع البيانات، وتصميم العيّنة، وصولًا لتحليل البيانات وعرض النتائج. وأشارت سوسن اللواتية إلى التحديات ومواطن الضعف في قياس الرأي العام سواء كانت التحديات المرتبطة بالأسئلة، والتأثير الاجتماعي.