أكّد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي أن تسخير قوة البيانات والذكاء الاصطناعي أسهم في تسريع التقدم وبناء عالم أكثر خضرة ومرونه، وذلك من خلال التحول الرقمي والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أحدث تأثيرًا بيئيًا عظيمًا، حيث تم توفير 150 مليون ورقة، والحفاظ على 1.

5 مليار لتر من المياه، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل تأثير مليون شجرة، وتوفير متوسط 20 يوم عمل سنويًا لكل مواطن من خلال الخدمات الرقمية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها معاليه في منتدى مبادرة السعودية الخضراء، الذي يعقد على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) بالرياض.
وقال : إن كوكب الأرض يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، بدءًا من درجات الحرارة القياسية ووصولًا إلى المخاطر المناخية المتصاعدة التي تهدد الاستقرار العالمي، وفي هذه اللحظات التاريخية، تخطو المملكة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- إلى الأمام برؤية وعزم، وتقود الجهود نحو مستقبل مستدام، حيث تأتي مبادرة السعودية الخضراء في صميم هذه الجهود التحويلية، وهي إستراتيجية وطنية شاملة تضم أكثر من ثمانين مبادرة تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، وتوسيع رقعة المساحات الخضراء، وحماية بيئتنا.
وأضاف أن سدايا تعمل على مراقبة 4 مليارات متر مربع من المناطق الحضرية في الرياض من خلال تحليل 540 غيغابايت من بيانات صور الأقمار الاصطناعية التي يتم تحديثها سنويًا من خلال المنصة الوطنية للمدن الذكية (Smart C) وذلك في إطار المهام الموكلة لسدايا بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي.
وعرّج معاليه خلال كلمته على أبرز الخدمات الرقمية التي أسهمت في التحول الرقمي للخدمات الحكومية وتمكين المواطنين من خلال العديد من المنصات الحكومية، مثل: التطبيق الوطني الشامل (توكلنا) الذي يخدم أكثر من 32 مليون مستخدم، ويعالج بنجاح ما يصل إلى (1) مليار معاملة يوميًا، ومنصة النفاذ الوطني الموحد (نفاذ) والتي تعالج أكثر من (3) مليارات معاملة رقمية، مما أسهم في توفير نحو 260 ألف زيارة إلى مراكز الخدمة يوميًا، والمنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) التي تُسهم في تنفيذ 1150 مشروعًا بيئيًا بالشراكة مع 480 جمعية خيرية، والسحابة الحكومية (ديم) التي دمجت 260 مركز بيانات، مما أدى إلى تقليل استهلاك الطاقة بمقدار 64 ميغاوات، مما أسهم في القضاء على ما يقدر بنحو 600 ألف طن من انبعاثات الكربون.
وتطرق معاليه إلى النجاح الذي حققه كل من مركز التميز للذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة (AIEWA) الذي طور نماذج تدعم مبادرتنا الطموحة التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة، و مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة (AICE) من خلال تطوير أنظمة لمراقبة الانبعاثات، وهذا بدوره ساعد القطاعات الصناعية على تقليل تأثيرها البيئي، ويسهم في مبادرة السعودية الخضراء لخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
ولفت النظر إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تطوير قطاع الطاقة المتجددة، ويعد هذا الابتكار خطوة مهمة تدعم رؤية المملكة لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 50% بحلول عام 2030.
واختتم معاليه كلمته بدعوة الجميع للانضمام إلى الجهود التي تبذلها المملكة من أجل الحفاظ على كوكب مزدهر لخير البشرية، مشددًا على التزام سدايا بتعزيز الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی أسهم فی من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: من «ترامب» إلى «دافوس».. استعدوا لعالم الذكاء الاصطناعي

في فنون البروتوكول الرئاسي كل شيء مقصود، وكل مساحة تعني شيئا ما ورسالة ما وتداعيات بقدر حجم الحدث، وخلال الأيام الماضية لم يكن هناك حدث أهم من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لمدة 4 سنوات مقبلة، ولأن الرجل صريح كان الحاضرون للحفل يعبرون عن سياسته وما ينتوي فعله في سنين ولايته، ولذلك أيضا فإنّ وقوف إيلون ماسك ومارك زوكربيرج وجيف بيزوس بجوار بعضهم البعض لم يكن من قبيل الصدفة أو الفراغ، فالثلاثة تتخطى ثروتهم التريليون دولار، والثلاثة أكبر رواد التكنولوجيا العالمية وأكبر المستثمرين في الذكاء الاصطناعي، ورغم اصطدام «ترامب» ببعضهم أثناء ولايته الأولى، لكن وجودهم كان يعني رسالة حاسمة وهي أنّ القادم سيكون تكنولوجيا في المقام الأول، وسيتربع الذكاء الاصطناعي على عرش الاستثمارات، والدليل أن الرئيس الأمريكي يبدأ ولايته برواد هذا القطاع.

بالتزامن مع ذلك ومن الأراضي السويسرية، حيث مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي عُقد أيضا خلال الأيام الماضية، نشر المؤتمر ورقة بحثية تفيد بأنّ الذكاء الاصطناعي باتت لديه القدرة على إعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، وبمعنى أبسط من لغة التقرير، فإنّه خلال القرن العشرين على الأقل مرت اقتصاديات العالم بعدة مراحل، فكانت هناك مرحلة اقتصاديات النفط التي باتت علامة على ثراء أو فقر أي دولة، وهناك اقتصاديات الصناعة المتمثلة في أوروبا، خاصة ألمانيا، بجانب الصين وأمريكا، ومع نهاية القرن كانت اقتصاديات الاتصالات هي السائدة فى ظل ثورة التكنولوجيا التي بدأت من أمريكا وتبعتها عدة دول في هذا الشأن.

معنى تقرير «دافوس» أنّ المعيار الحقيقي لاقتصاديات الدول لن يكون من خلال كم تنتج وكم هو الفائض لديها فقط، ولكن سيكون مدى استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، ومدى قوة بنيتها التحتية التي تتحمل ذلك، وهل تتوافر لديها طاقة جيدة لاستيعاب الأجهزة الحديثة وهلم جرا، وسيكون أمام دول العالم مساران لا ثالث لهما، إما أن تدخل هذا المسار أو تخرج من النظام الاقتصادي العالمي الجديد.

لذلك أيضا أوضح تقرير «دافوس» أنّ العالم الجديد لن يترك الدول الفقيرة أو الضعيفة في هذا القطاع، لذلك أطلق تحالف حوكمة الذكاء الاصطناعى شبكات تنشيط الذكاء الاصطناعي الإقليمية ومهمتها تقديم حلول مخصصة للتحديات المحلية وتعزيز الابتكار وسلاسل القيمة المستدامة وحوكمة البيانات المحسنة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وبمعنى آخر، فإن تلك الآليات مع مبادرات أخرى ستدعم جميع الدول بداية من البنية التحتية القوية التي تجعلها مؤهلة لاستثمارات الذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل خلق تنافسية عالمية، مرورا بدعم الحكومات من أجل الاستفادة من التكنولوجيا في النمو الاقتصادي والتقدم المجتمعي، ووصولا إلى تقوية استراتيجيات الذكاء الاصطناعي.

العنصر الثاني الأهم الذي حدده تقرير «دافوس» العالمي هو ضرورة أن يتم كل ذلك وفق سياسات محافظة للبيئة ومن خلال بنية تشريعية قابلة للتطوير، وهذا ما يتطلب استثمارات كبيرة وتكثيفا بين القطاعات المحلية والإقليمية والعالمية، مؤكدا أن البيانات حين تكون متاحة ومتنوعة وشاملة وعالية الجودة ستنعكس بالإيجاب على الدولة أولا ثم على محيطها ونموها الاقتصادي العالمي.

هكذا رُسمت الخريطة الاقتصادية الجديدة والتي تقول بوضوح إنّ يد المساعدة ستمتد للجميع لكن السباق قد بدأ، فإما أن يركض الجميع سريعا أو سيخرج خارج السياق والاقتصاد الجديد الذي سيصبح رقم التريليون دولار فيه رقما عاديا مقارنة برجال الأعمال وميزانيات الدول، وكما أشرنا في مقال سابق أن الذكاء الاصطناعي تحت قيادة «ترامب» وإيلون ماسك سيكون على موعد مع طفرة جديدة، فها هو ما قلنا يتحقق لكن بأسرع مما توقعنا وبخريطة عالمية لم تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية فقط.

مقالات مشابهة

  • مشروع «أسترا» من جوجل: إعادة تعريف البحث الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • “سدايا” تجمع روّاد الابتكار بمؤتمر” ليب”.. السعودية مركز عالمي للتقنية والذكاء الاصطناعي
  • دبي تحتضن الابتكارات العالمية خلال اليوم الثاني من عالم الذكاء الاصطناعي
  • جامعة النيل تناقش "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعلم والتدريس"
  • “سدايا” تجمع روّاد الابتكار في الذكاء الاصطناعي وقادة التحوّل في منصة Deepfest بمؤتمر ليب
  • جامعة النيل الأهلية تناقش "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعلم"
  • 13.78 مليار درهم مكاسب الأسهم المحلية
  • رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الكويتية: تجربة الإمارات ملهمة لدول المنطقة
  • محمد مغربي يكتب: من «ترامب» إلى «دافوس».. استعدوا لعالم الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يختصر 500 مليون عام ليبتكر بروتيناً متوهجاً لم تعرفه الطبيعة من قبل