الدقم منصة واعدة لتطبيقات الفضاء
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تضع سلطنة عمان قطاع صناعة الفضاء ضمن رؤيتها المستقبلية كأحد القطاعات الواعدة في التنويع الاقتصادي، وتسعى عبر التعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال إلى بناء قدراتها الوطنية وتعزيز مكانتها كبوابة اقليمية لتطبيقات الفضاء.
وانسجاما مع هذا التوجه الرائد بدأت عمان بخطوة غير مسبوقة عربيا نحو إطلاق أول صاروخ فضائي علمي «الدقم 1» من أراضيها في قفزة نوعية نحو المستقبل وكسب الريادة العلمية والتكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط.
هذا المشروع الواعد سيمثل نقطة تحول استراتيجية لعُمان، حيث يعزز من مكانتها الإقليمية والعالمية في مجال الفضاء، ويفتح آفاقاً واعدة للتقدم في مختلف المجالات.
وتؤكد تجربة إطلاق الصاروخ الفضائي «الدقم 1» وقبل ذلك اطلاق أول قمر صناعي باسم سلطنة عمان من خارج اراضيها عزم عُمان على تعزيز إسهامها وتنافسيتها في قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة كركيزة أساسية في بناء الاقتصاد المعرفي، بما يتماشى مع رؤيتها المستقبلية.
وعملت سلطنة عمان على استثمار الموقع الجغرافي الفريد في تعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي، وفي قطاع الفضاء يسهم قربها من خط الاستواء ومدار السرطان في تقليل تكلفة ومدة إطلاق الصواريخ إلى المدارات المختلفة. إضافة إلى ذلك، تضمن الشواطئ الواسعة المطلة على المحيط الهندي بيئة آمنة مثالية لإجراء التجارب الفضائية.
وسيعزز إنشاء الميناء الفضائي بالدقم مكانة سلطنة عمان كمنصة دولية لإطلاق الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية المعززة بالذكاء الاصطناعي لدعم قطاعات التنمية المستدامة، وإدارة الموارد الطبيعية ورصد الكوارث الطبيعية.
اقتصاديا، يمهد هذا المشروع الواعد الطريق لبناء قطاع فضائي متكامل يوفر إمكانات هائلة للقطاع الخاص كما يوفر فرص العمل للكوادر الوطنية المتخصصة ويحفز الابتكار وريادة الأعمال.
كما يرسخ هذا المشروع من مكانة عمان كشريك عالمي في قطاع الفضاء، ويجعلها في صلب المنافسة الاستثمارية مع الدول الكبرى التي تقود هذا المجال.
ولا شك أن تجربة إطلاق «الدقم1» ستلهم أجيال عمان الشابة لسبر الآفاق الجديدة في العلوم ودراسة مجالات اكثر تخصصية وتوافقا مع تطورات العصر وستمثل لهم رسالة أمل تؤكد أن الطموح والعمل الجاد قادران على تحويل الأحلام إلى واقع باهر،.
إن هذا الإنجاز بقدر ما يعكس رؤية عمان وقدراتها في ريادة علوم المستقبل وتوطين التقنيات فإنه يضاف إلى رصيد إسهاماتها في تطوير الحضارة البشرية، ويثبت قدرتها على لعب دور محوري في التقدم العلمي والتكنولوجي، من أجل فهم أفضل للكون والرقي بالإنسان والحياة والتصدي للتحديات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان في عيون الخبراء..وجـهة عـالمية رائــدة للســــــياحة
أكد خبراء السياحة والتنمية الاقتصادية أن سلطنة عمان تحتل مكانة فريدة كوجهة سياحية واعدة، حيث تتجلى إمكانياتها الهائلة في تنوع معالمها السياحية الساحرة. يشير المتخصصون إلى أن التجول في أرجاء عُمان يكشف عن ثروات طبيعية وتاريخية تجعل منها وجهة مثالية للمغامرات والاكتشاف. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الكنوز، تبرز الحاجة الملحة لتطبيق استراتيجيات تسويقية مبتكرة، تشمل استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لدعم الوعي بالثقافة العمانية الغنية. كما شدد الخبراء على ضرورة تعزيز تجربة الزائر من خلال تحسين البنية الأساسية وتقديم خدمات عالية الجودة، مما يسهم بشكل فعّال في استقطاب المزيد من السياح. إن استثمار هذه الجهود يمكن أن يرسخ عُمان كوجهة عالمية يستحقها كل من يسعى لتجربة ثقافية فريدة.
قال الدكتور علي بن سعيد عكعاك - الأكاديمي والباحث في الإدارة والتنمية السياحية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة: «إن التجول في سلطنة عمان يكشف عن تنوع مناطق الجذب السياحي التي تقدم تجارب فريدة. يُعتبر الجبل الأخضر وجبل شمس من أبرز الوجهات لمحبي الطبيعة والمغامرات الجبلية، حيث يتميزان بالأجواء المعتدلة في الصيف والمناظر البانورامية الخلابة، بالإضافة إلى ذلك، تُعد الأودية الرائعة مثل وادي شاب ووادي بني خالد محطات مثالية لممارسة رياضة السباحة والاستمتاع بمشاهد الشلالات والمياه النقية.
وأشار إلى أن محافظة ظفار تتمتع بشهرة عالمية خلال موسم الخريف، إذ تتحول إلى لوحة طبيعية فريدة تتميز بالأجواء الضبابية والأمطار الخفيفة. كما تشتهر عمان بكهوفها المدهشة، مثل كهف الجن، الذي يُعتبر من أكبر الكهوف الجوفية في العالم، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق المغامرات. يمكن للزوار استكشاف هذه الكهوف الفريدة، ما يوفر لهم تجربة مميزة تجمع بين المغامرة والطبيعة، وفيما يتعلق بالمعالم التاريخية، لفت الدكتور علي الانتباه إلى القلاع والحصون العمانية مثل قلعة الميراني وقلعة نزوى وحصن جبرين، التي تحمل تاريخًا عريقًا وتصاميم معمارية مميزة.
وأوضح أنه يمكن تسليط الضوء على هذه المعالم من خلال الاستفادة من المنصات الرقمية لتنظيم حملات تصوير احترافية، ودعوة المؤثرين ومدوّني السفر العالميين للإقامة في سلطنة عمان ومشاركة تجاربهم عبر صور وفيديوهات جذابة. كما أن تطوير تطبيقات تفاعلية تقدم معلومات تاريخية وثقافية ورحلات سياحية تفصيلية يسهم في نشر الوعي بهذه الأماكن الفريدة. وحول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للترويج للسياحة في سلطنة عمان، أوضح الدكتور علي أن هذه الوسائل أصبحت أداة أساسية للوصول إلى شرائح متنوعة حول العالم. وللاستفادة القصوى منها، يُمكن إنتاج محتوى متجدد وعالي الجودة يعرض أبرز المعالم والثقافة العمانية بطريقة قصصية تفاعلية، مثل مقاطع قصيرة على «لينكد إن» و«إنستجرام» و«تيك توك» توثق الأنشطة السياحية اليومية. ولتعزيز الانتشار، ينبغي اعتماد وسوم رسمية مثل VisitOman أو ExploreOman لتجميع كافة المحتويات المتعلقة بالسياحة في عمان تحت مظلة واحدة، مما يسهل التصفح والبحث. كما يمكن للمؤسسات الحكومية مثل وزارة التراث والسياحة والجامعات تنظيم ورش عمل لأصحاب المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة لتدريبهم على أساليب التسويق الرقمي وتطوير حضورهم الإلكتروني. وأكد الدكتور علي أن وزارة التراث والسياحة تؤدي دورًا محوريًا في تنمية القطاع السياحي، حيث تركز على تطوير البنية الأساسية مثل توسيع شبكة الطرق والمطارات الحديثة، وتوفير بيئة استثمارية ملائمة للمؤسسات الفندقية والسياحية.
ترويج دولي
كما تولي الوزارة اهتمامًا خاصًا للبرامج التدريبية وحلقات العمل لتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات الضيافة والإرشاد السياحي، مما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للزوار. وأشار إلى أهمية الترويج الدولي، حيث تحرص الجهات المعنية على المشاركة في المعارض السياحية العالمية مثل معرض سوق لندن للسياحة (WTM) ومعرض دبي للسياحة ومعرض ITB في برلين للتعريف بالتراث العماني الغني والمقومات البيئية والثقافية التي تتمتع بها سلطنة عمان، كما تدعم الحكومة مشروعات صغيرة ومتوسطة في قطاع السياحة، خاصة تلك التي تعزز التجارب الثقافية والبيئية، مما يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي وإيجاد فرص عمل محلية. وتابع الدكتور علي حديثه قائلًا: «تكمن أهمية تجربة الزائر في مدى رضاه عن الخدمات والترتيبات المقدمة منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته».
ولرفع جودة هذه التجربة، يجب توفير مرافق مناسبة في المناطق السياحية، بما في ذلك لوحات إرشادية واضحة بأكثر من لغة ومراكز معلومات متكاملة تقدم نبذة تاريخية عن المكان. كما أن توفير خيارات طعام متنوعة، خاصة المأكولات العمانية الأصيلة في مطاعم بتصاميم تراثية، يزيد من استمتاع الزائر بالثقافة المحلية. وعلى صعيد التكنولوجيا، يمكن اعتماد تطبيقات تفاعلية أو دليل إلكتروني يعرّف بأبرز المعلومات التاريخية والأنشطة المقترحة.
وفيما يتعلق بالاستراتيجيات التسويقية لاستهداف السياح الدوليين، قال الدكتور علي: «يمتاز المنتج السياحي العماني بعناصر أصيلة تثير إعجاب الزوار من مختلف بقاع العالم». وللترويج دوليًا، يمكن العمل على إبراز الهوية الثقافية والتاريخية لسلطنة عمان من خلال حملات إعلانية مصورة تركز على التفاصيل التراثية والحياة التقليدية في الأرياف والأسواق القديمة. كما يُعد التعاون مع منظمي الرحلات العالميين وخطوط الطيران الدولية لاستحداث باقات سياحية خاصة بسلطنة عمان من العوامل الرئيسية لاستقطاب المزيد من السياح. وبفضل انتشار وسائل التواصل الرقمي، يمكن تنفيذ حملات تسويقية موجهة بدقة إلى أسواق معينة مثل السياحة الثقافية، والمغامرة، والرفاهية، مع توفير عروض مغرية وأسعار منافسة تخدم مختلف الميزانيات. وشدد الدكتور علي على أن دفع عجلة السياحة في أي بلد يتطلب تكاملًا بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وفي عُمان، يمكن توطيد هذا التعاون عبر إنشاء لجان وحلقات عمل دورية تضم ممثلين عن المؤسسات الحكومية والفنادق وشركات السياحة لتبادل البيانات حول معدلات الإشغال والمناطق الأكثر إقبالًا واحتياجات السياح. كما يسهم تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية لرواد الأعمال السياحيين في جذب استثمارات نوعية، مثل بناء منتجعات فاخرة أو تنظيم رحلات مغامرات متخصصة. وأكد أن تبني مبادرات المسؤولية الاجتماعية من قبل القطاع الخاص، كالمشاركة في رعاية المهرجانات المحلية أو الفعاليات الثقافية، يعزز صورة هذه المؤسسات ويضفي على المشهد السياحي مزيدًا من الحيوية والابتكار. علاوة على ذلك، يمكن للبرامج والمبادرات المشتركة بين القطاعين العام والخاص وأصحاب المصالح الآخرين، مثل الجمعيات الثقافية والبيئية، أن تسهم بشكل كبير في تطوير السياحة المستدامة، من خلال تصميم مشروعات مبتكرة تُعزز من التجربة السياحية، مثل تنظيم رحلات سياحية بيئية أو برامج تعليمية لرفع الوعي الثقافي بين الزوار.
منافسة إقليمية
يشير الدكتور علي إلى أنه رغم ازدياد الوعي بجمال سلطنة عمان وتنوع معالمها، إلا أن هناك تحديات تتطلب العمل الجاد، مثل المنافسة الإقليمية القوية من الوجهات القريبة، وارتفاع تكاليف الإقامة والتذاكر في بعض الأحيان، بالإضافة إلى محدودية الوعي في بعض الأسواق العالمية. وللتغلب على هذه التحديات، يجب التركيز على تقديم قيمة استثنائية مقابل الأسعار المعروضة، وتسهيل وصول السائحين من خلال فتح خطوط جوية مباشرة وتقديم عروض ترويجية جذابة. كما يُعتبر الاستثمار في الترويج الإعلامي الدولي واستقطاب وسائل الإعلام الكبرى جزءًا أساسيًّا في تعريف العالم بثقافة سلطنة عمان وتراثها، فضلًا عن دعم القطاع الخاص لإطلاق منتجات سياحية جديدة ومبتكرة.
تتمتع عمان بتراث غني وتاريخ يمتد لقرون، مما يشكل ركيزة أساسية في الترويج السياحي. يمكن إحياء هذا الجانب عبر القصص والروايات التاريخية، سواء من خلال إنتاج أفلام وثائقية قصيرة أو تنظيم معارض متنقلة تسلط الضوء على حقب زمنية مختلفة. كما أن تنظيم مهرجانات تراثية يُعزز من تعريف الزوار بالحرف والأكلات التقليدية والفنون العمانية الأصيلة، مما يعمق ارتباطهم بسلطنة عمان ويحفزهم على استكشاف مواقع جديدة. وفيما يخص الأنشطة السياحية الجديدة التي يمكن تقديمها لجذب الزوار إلى سلطنة عمان، قال الدكتور علي: إنه رغم متعة الأنشطة السياحية التقليدية مثل زيارة القلاع ورحلات السفاري الصحراوية، إلا أن التنوع والابتكار يفتحان آفاقًا جديدة. وتعدّ سياحة المغامرات، مثل التخييم في الكهوف، والتسلق في جبال الحجر، وركوب الدراجات الجبلية، عوامل جذب مميزة لعشاق المغامرة. وعلى الصعيد البحري، لا تزال مواقع الغوص في جزر الديمانيات وسواحل مسندم غنية بالشعاب المرجانية، مما يمهد الطريق للسياحة البحرية المتخصصة. يمكن أيضًا استحداث برامج سياحة العافية في المناطق الجبلية ذات الطقس المعتدل، وتنظيم معسكرات فاخرة لمراقبة النجوم في الصحراء، وهي أنشطة تحظى باهتمام متزايد على المستوى العالمي. أضاف الدكتور علي أن المهرجانات المحلية والفعاليات الوطنية في عمان تؤدي دورًا مهمًا في إبراز الهوية العمانية وقدرتها على استقبال ضيوف من مختلف الثقافات. ومن بين هذه الفعاليات، يبرز مهرجان خريف صلالة ومهرجان مسقط، اللذان يجمعان بين الترفيه والفلكلور والثقافة. ولزيادة فعالية هذه المهرجانات في تنشيط السياحة، ينبغي وضع خطة تسويقية متكاملة تبدأ قبل الحدث بفترة كافية، تشمل إطلاق عروض خاصة مع مؤسسات الإقامة والنقل. كما يمكن توسيع رقعة هذه المهرجانات بإضافة حفلات فنية أو فعاليات رياضية عالمية لاستقطاب جمهور دولي أكبر، وكذلك دعوة الصحفيين العالميين لتجربة الأحداث ونقلها إلى متابعيهم. من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تتحول الفعاليات المحلية إلى واجهة حقيقية تعكس تفرد عمان وتنوعها الثقافي، مما يُعزز مكانتها كمقصد سياحي دولي.
استراتيجيات تسويقية
وقال الدكتور قيس السابعي - خبير اقتصادي: «تعدّ السياحة أحد الأركان الاقتصادية الأساسية التي تعتمد عليها العديد من الدول في تنمية وتنويع قاعدتها الاقتصادية، ويُعد قطاع السياحة استثمارًا ناجحًا وواعدًا، حيث تبرز سلطنة عمان كوجهة سياحية متقدمة بفضل معالمها الطبيعية الخلابة، وتضاريسها الفريدة، وشواهدها التاريخية، وموقعها الجغرافي المتميز، ويمكن تعزيز الوعي بجمال عمان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي تمثل منصة مثالية لتسليط الضوء على المعالم السياحية ونشر صورها. كما أن إنشاء منصة إعلامية سياحية رائدة سيسهم في التعريف بهذه المواقع القيمة». مؤكدا أن الحكومة العمانية تسعى إلى توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وتعزيز قطاع السياحة. ومع ذلك، يجب أن يكون الدور الحكومي أكبر وأكثر شمولًا في تحسين وتنمية السياحة. هناك مبادرات قائمة، لكن ينبغي تعزيزها لتكون مستدامة، وليس مؤقتة. كما يتوجب تعزيز الحملات الترويجية في مختلف المحافظات، وتسهيل الإجراءات للسياح، مع التركيز على التعريف بالآداب والقيم العمانية لضمان تجربة ثقافية غنية.
وأوضح السابعي أنه من الضروري تطوير استراتيجيات تسويقية تتضمن كتيبات إرشادية سياحية، سواء كانت ورقية أو إلكترونية. يمكن أيضًا إنشاء موقع إلكتروني متخصص في الترويج للمعالم السياحية والشواهد التاريخية، مما يسهل دعوة السياح الدوليين للتعرف على سلطنة عمان وثقافتها. يجب أن يكون هناك تعاون فعّال بين القطاع الخاص ووزارة التراث والسياحة لمواجهة التحديات الحالية، وفي مجال التسويق، ينبغي بذل المزيد من الجهود لإطلاق قنوات تسويقية خاصة بكل محافظة، مع تشكيل فرق متخصصة لتوفير معلومات موثوقة ودقيقة للسياح. يتعين أن يشعر الزوار بالاطمئنان والثقة في المعلومات المقدمة لهم، ويجب أن يكون التاريخ العماني جزءًا أساسيًا من الترويج السياحي، مع تقديم أنشطة جديدة تعكس التراث الأصيل للسلطنة. ويمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والإضاءات الحركية لابتكار عروض جديدة، مع الحفاظ على الأصالة المرتبطة بالتراث.
واختتم حديثه قائلا: «تعدّ السياحة من أبرز أساليب التنمية المستدامة، لذا ينبغي تقديم تسهيلات للمستثمرين، مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية، مع توفير البنية الأساسية اللازمة. يجب أيضًا العناية الدائمة بصيانة الفنادق والمنتجعات لضمان جودة الخدمات، ويُعد القطاع السياحي عنصرًا حيويًّا في تعزيز الاقتصاد العماني» موضحا أنه يمكن الاستفادة من وجود السياح من خلال تنظيم أنشطة محلية وبرامج ثقافية توعوية، لتعريفهم بمعالم سلطنة عمان وتاريخها وإرثها الحضاري. كما يمكن إقامة حلقات تعارف بين السياح للحصول على معلومات واضحة ومقترحات بناءة، مما يعزز تجربة الزوار في سلطنة عمان.
تطبيقات ذكية
وأضاف مازن الشكيلي - خبير في مجال التسويق: «إن تحسين تجربة السياح في سلطنة عمان يتطلب توفر المعلومات بسهولة وسرعة، ويمكن استخدام التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية لتقديم معلومات دقيقة حول المعالم السياحية، بما في ذلك ساعات العمل، كما يمكن إدخال تقنيات مثل الواقع المعزز لتوفير معلومات تفاعلية تعزز من تجربة الزوار. من المهم أيضًا ضمان وجود ممرات مريحة، ومرافق صحية، ومناطق استراحة مناسبة، علاوة على ذلك، يُستحسن تنظيم جولات خاصة يقودها مرشدون محليون يتحدثون لغات متعددة، يقدمون معلومات ثقافية وتاريخية غنية. كما يمكن إقامة فعاليات محلية تسلط الضوء على الحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية، والموسيقى، لتعزيز التجربة الثقافية للزوار».
وفيما يتعلق بالاستراتيجيات التسويقية لاستهداف السياح الدوليين أوضح الشكيلي أنه من الممكن تحقيق ذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة على الإنترنت للوصول إلى جمهور عالمي. من المهم إقامة شراكات مع وكالات السياحة الكبرى لتعزيز العروض السياحية، وإنشاء محتوى جذاب يتضمن مقاطع فيديو وصورا تستعرض جمال المعالم السياحية والثقافة المحلية، ويجب تحديد الأسواق ذات الاهتمام العالي بالسياحة وتكييف الرسائل التسويقية وفقًا لاحتياجاتها وتفضيلاتها. كما يمكن تقديم حزم سياحية جذابة تشمل خصومات أو مزايا إضافية لجذب السياح.
وأفاد مازن بأنه يمكن توفير تجارب سياحية مميزة من خلال تنظيم أنشطة مغامرات، مثل جولات في الصحراء تشمل ركوب الجمال، وتسلق الجبال، أو القيام برحلات بالدراجات الرباعية. كما يمكن تنظيم رحلات لمشاهدة الحياة البرية والطيور في المحميات الطبيعية والحدائق، وإقامة مهرجانات محلية تعكس الثقافة العمانية، مثل مهرجان الطعام أو الفنون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم رحلات بحرية لاستكشاف السواحل العمانية مع التركيز على الغوص والسباحة.
مؤثرون سياحيون
من جهتها قالت أميمة بنت محمد المعولية: «إن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أداة قوية للترويج للسياحة في سلطنة عمان، ويتطلب ذلك تطوير محتوى بصري متميز يتضمن صورًا ومقاطع فيديو عالية الجودة للمعالم السياحية، والأنشطة الثقافية، والطبيعة الخلابة. من الضروري التفاعل مع الجمهور من خلال الرد السريع والودود على التعليقات والرسائل، مما يعزز من ثقة الزوار المحتملين ويزيد من تفاعلهم مع المحتوى» مشيرة إلى أنه يمكن أيضًا التعاون مع مؤثرين سياحيين معروفين لتسليط الضوء على سلطنة عمان وتجاربهم الشخصية، مما يساعد في جذب جمهور جديد. وتنظيم مسابقات أو تحديات تشجع المستخدمين على مشاركة تجاربهم في عمان باستخدام هاشتاج معين يمكن أن يعزز من الوعي بالوجهة السياحية.
ومع ذلك، قد يواجه الوعي العام تحديات، مما يستدعي حملات تسويقية مركزة ومحتوى يبرز الجوانب الجذابة للوجهة. يجب أيضًا معالجة مشكلات التنقل والمواصلات من خلال تحسين البنية الأساسية للنقل وتقديم معلومات دقيقة حول خيارات السفر. وأفادت أنه من الضروري متابعة التوجهات الحديثة في صناعة السياحة، مثل السفر المستدام والسياحة الرقمية، وتكييف الاستراتيجيات التسويقية لتحقيق نجاح أكبر في جذب الزوار إلى سلطنة عمان.
وأكد الدكتور يعقوب البوسعيدي، صاحب وكالة ترجمان للسفر والسياحة أن أكثر ما يجذب السياح والزوار لسلطنة عمان هو الأمن والأمان، وهناك الكثير من الموارد الطبيعية البيئية سواء كانت محميات بحرية أو محميات جبلية أو صحراوية، وتحظى بجاذبية من محبي المغامرات والتسلق والغوص والتخييم، بالإضافة إلى الوديان التي تنتشر في جميع مناطق سلطنة عمان، وتعد من أفضل المواقع التي تجذب السياح، وهناك أيضا ما يسمى بالسياحة المتخصصة وهي التي تجذب السياح المختصون نظرا لما تتمتع به سلطنة عمان من المواقع الجيولوجية، والمعالم الأثرية والمعالم الثقافية، إلى جانب الحارات القديمة التي أصبحت من المناطق الأكثر جذبا للسياح من مختلف الجنسيات والأسواق التقليدية، مشيرا إلى أن تحسين تجربة السياح تبدأ قبل وصولهم إلى سلطنة عمان وذلك من خلال وكالات السفر والسياحة، إلى جانب تجهيز البرامج الثقافية، وضرورة وجود خطة إدارية واضحة وشاملة تتكون من أهداف معينة مرتبطة بالأماكن السياحية، مع مراعاة تحسين الخدمات وتوفير المرشدين المتمكنين وعمل أنشطة تفاعلية مع السياح، وتنويع الأنشطة السياحية لتشمل جميع الفئات وضرورة التنويع وتغيير الأنشطة من فترة إلى أخرى.