رؤية الواقع في السياسة الإعلاميَّة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ديسمبر 4, 2024آخر تحديث: ديسمبر 4, 2024
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
يسعى الإعلام لأغراض التعبئة ومواجهة التحديات التي تواجه النظم السياسية والعمل على دعم دور التنشئة وتعميق الولاء لدى مواطني هذه الدولة، لا سيما وأن وسائل الإعلام استخدمت في الحياة السياسية لتحقيق أهداف عدة ومنها، بيان ما هو مهم وما هو غير مهم وما الذي يستحق ان يكون ذو صلة بحياة المواطنين، وترتيب الاجندة السياسية لهم، وكذلك أداة لتحريك الرأي العام إذ تمكنت تلك الوسائل من خلق رأي عام مساند واستغلال تأييد المنتفعين من قضية ما، ومخاطبة اهتمامات الفئات المعارضة بهدف كسب تأييدهم ودعمهم للقضية، عن طريق التنويه الذي يتحقق بتقديم المعلومات الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، أو الحفز على احداث التغيير، وخلق الطموحات الممكنة لدى الأفراد المستهدفين، والدعوة للمشاركة في الحياة العامة.
إذ ان الإعلام يؤدي دور حيوي في جذب الشركاء وتكوين جمهور من المساندين، وانشاء اتصالات وثيقة وآليات للتنسيق بين المنظمات والأفراد وتعد مصدراً للمعلومات والتخطيط لاستثمارها.
أما مواجهة السلطة السياسية للإعلام المضاد الذي تتعرض له، عن طريق تحصين مواطنيها عبر وسائل الاتصال المتنوعة عبر أساليب ربط معتقداتهم بأشياء أخرى يعرفها، أو بالقيم المشتركة المقبولة، التي تجعل من المتلقي أكثر مقاومة للإعلام المضاد، وربط هذا الاعتقاد بجماعات تحظى بالاحترام العام، فضلاً عن اثارة الخوف والقلق وزيادة التوتر عند المتلقي من نتائج غير مرغوبة لديه، مما يجعله يقاوم الرسائل الإعلامية المضادة.
وأحياناً يصبح أداة سياسية للإشهار عن مواقف للدولة وادائه للدور الذي تفرده له السياسات العامة، وتتمثل بالاتصال بالأفراد والشخصيات والشرائح الاجتماعية والجماعات والمؤسسات السياسية، والحوار مع القوى المؤثرة في اتخاذ القرار وصناعته للوصول إلى الحد الاقصى من الفاعلية لخدمة سياسات معينة.
ومع انتشار القنوات التلفزيونية الفضائية والصحافة ووكالات الأنباء المتعددة واختلافها في تقديم خطابها الإعلامي، يلفت النظر اليوم في الإعلام العراقي مقارنة مع الإعلام الخارجي عموماً وجود حقيقة، هي وجود سلطة الرقابة التنظيمية الحكومية المباشرة على وسائل الإعلام للمحافظة على ذائقة المجتمع ووعيه، وهذا لا يعني بالمحصلة إن هذا الإعلام يعمل على وفق مسؤولية اجتماعية غير مرئية يستشعرها القائمين بالاتصال، وان عملية التقويم والمتابعة والتصحيح والبناء وكتابة الردود ومحاولة تصحيح المعلومات المغلوطة للمحافظة على التمتع بالمستوى الجيد لصورة هذه المؤسسات لدى الجمهور، وهي من زاوية معينة تمتلك جانب ايجابي ومن زاوية أخرى تمتلك جانب سلبي على اعتبار ان غياب أي فحص لمستوى الخطاب يؤدي إلى الفجاجة والسطحية والابتذال غالباً.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تستضيف النسخة الثانية لمؤتمر بتكوين مينا 8 ديسمبر المقبل
أبوظبي تستضيف النسخة الثانية لمؤتمر بتكوين مينا 8 ديسمبر المقبل
أبوظبي (الاتحاد) أعلنت مجموعة أدنيك استضافة النسخة الثانية من مؤتمر «بيتكوين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» يومي 8 و9 ديسمبر 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، وذلك بعد النجاح اللافت الذي حققته الدورة الأولى في ديسمبر 2024، والتي استقطبت أكثر من 10 آلاف زائر، و190 متحدثاً، و100 عارض، و500 علامة تجارية.ويعود الحدث إلى قاعدة المارينا في مركز أدنيك أبوظبي، مع مساحات عرض أوسع، ومناطق خارجية مميزة، إضافة للمتحدثين العالميين، لزيادة التواصل وزيادة فائدة الحوارات. وقال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «إن استضافة مركز أدنيك أبوظبي لمؤتمر بيتكوين مينا في نسخته الثانية، تعكس الدور المتنامي الذي تلعبه أبوظبي كمركز عالمي للنقاشات حول الأصول الرقمية والابتكار. ويمثل هذا الحدث إضافة استراتيجية إلى جدول فعالياتنا، وبما يعزز مكانة مجموعة أدنيك في تيسير المناقشات المتقدمة، وتوطيد الشراكات الفعالة في القطاعات التكنولوجية الحديثة. وبينما نعمل على توسيع هذه المنصة في عام 2025، نتطلع إلى دعم شركة BTC Inc في تقديم نسخة أكثر فاعلية وتأثير، تربط بين رواد الفكر العالميين والمنظومة التكنولوجية المتقدمة في المنطقة». فيما قال ديفيد بيلي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «BTC Inc»: «يتحول الشرق الأوسط إلى مركز ثقل لاعتماد البيتكوين وابتكار السياسات، وردود الفعل على مؤتمر العام الماضي كانت ممتازة؛ لذا نسخة عام 2025، سنعمل على الاهتمام بزيادة عدد المتحدثين الخبراء، وتوسيع مساحة العرض، إضافة لعرض تجارب كبار الشخصيات والفعاليات الجانبية - لمواكبة الأهمية العالمية لهذه المنطقة». ورسخت النسخة الأولى من مؤتمر بيتكوين مينا، مكانته كأكبر تجمع للبيتكوين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ جمعت المتحدثين العالمين والمؤثرين من الجهات الحكومية ورواد الأعمال والقطاعات المالية. واستضافت النسخة الأولى من الحدث شخصيات بارزة في عالم الأعمال والسياسة، من بينها إريك ترامب، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترامب، والأمير فيليب الصربي، وسيف الدين عموص الرئيس التنفيذي لشركة سيف الدين، ومؤلف كتاب «معيار البيتكوين»، وعبد الله الظاهري، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي لـ«البلوكتشين»، وبول مانافورت، مدير حملة ترامب 2016 السابق، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط في عهد إدارة ترامب. وسيقدم مؤتمر بيتكوين مينا 2025 مجموعة واسعة من الميزات الجديدة المُصممة خصيصاً لرفع مستوى تجربة الحضور والعارضين والشركاء. وستوفر قاعة العرض الموسعة مساحة أكبر لاستيعاب المزيد من الشركاء والشركات الناشئة والعارضين. وستستعرض هذه المساحات أحدث التطورات في البنية التحتية للبيتكوين والتعدين والخدمات المالية والبرمجيات، مما يخلق بيئة ديناميكية للابتكار والاكتشاف. كما سيوفر «بيتكوين مينا 2025» منطقة للتفاعل خارجية، للتواصل وعرض المحتوى المباشر وتجارب الطهي والبرامج الثقافية، مما يعزز المشاركة غير الرسمية وبناء المجتمع طوال الحدث. ولأهمية الحدث، سَيُفتتح المؤتمر في اليوم الذي يلي سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1، مما يوفر للزوار العالميين فرصة لا مثيل لها لتجربة المزج بين الرياضة والتكنولوجيا والتمويل في واحدة من أكثر الوجهات إثارة في العالم. إضافة لسلسلة من الفعاليات الجانبية الراقية، كحفلات الاستقبال وورش العمل والجلسات الفرعية المجدولة مسبقاً، مما يتيح المشاركة المجدية لقطاعات نظام البيتكوين كافة. إن أبوظبي، برزت بسرعة كمحور أساس في التوسع العالمي للبيتكوين، وذلك مع إعفاء دولة الإمارات من ضريبة القيمة المضافة على معاملات البيتكوين والدعم الحكومي المستمر لابتكار الأصول الرقمية، ومن المقرر أن يعكس مؤتمر بيتكوين مينا 2025 هذا الاندفاع والحماس ويسرعه.