تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الدكتورة إلهام يونس، أستاذ الإعلام، إن الشائعات أصبحت واحدة من أبرز أدوات الحروب الحديثة في الجيلين الرابع والخامس، حيث تساهم في تدمير الثقة في المؤسسات، وزعزعة الرأي العام، وإثارة الفوضى بشكل عام، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة السلبية قد تفاقمت بشكل كبير نتيجة للتحول الرقمي في الإعلام، خاصة في ظل التفاعل المتزايد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

وأضافت "يونس" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن ظهور ظاهرة "المواطن الصحفي" جعلت كل فرد يشعر أنه قادر على إنتاج محتوى إخباري، قد لا يكون دقيقًا أو موثوقًا، مما يزيد من انتشار الشائعات، علاوة على ذلك، فإن الشائعات أصبحت مادة دسمة لبعض الأفراد الذين يسعون لتحقيق أرباح مادية من خلال زيادة التفاعل على منصات مثل فيسبوك ويوتيوب، مستفيدين من الارتفاع الكبير في معدلات المرور على الصفحات من خلال الإعجابات والتعليقات والمشاركات.

وأشارت، أن الدولة تبذل جهودًا حثيثة لمكافحة هذه الظاهرة وحماية المجتمع من تداعيات الشائعات السلبية، لافتًة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد علي أن "معركتنا هي معركة وعي"، ويعد تشكيل وعي إيجابي وصحيح للمواطن أمرًا بالغ الأهمية، من أجل تعزيز الثقة بين الدولة والمواطن وضمان استقرار المجتمع.

ووجهت “يونس” دعوتها إلى وسائل الإعلام لاستخدام أدوات الفحص والتحري الإلكترونية، للتأكد من صحة المعلومات والصور والفيديوهات قبل نشرها، وهذا يُعد من الأساسيات المهنية في العمل الإعلامي، لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي الرئيس عبد الفتاح السيسي المواقع الإخبارية حرب الشائعات

إقرأ أيضاً:

الجرائم المتكررة.. ظاهرة نفسية واجتماعية أم تضخيم إعلامي؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في السنوات الأخيرة، أصبحت بعض الحوادث الفردية قادرة على تغيير مسار النقاشات الاجتماعية وإشعال الجدل العام حول قضايا حساسة، لكن هل يعود ذلك إلى تأثير نفسي واجتماعي يدفع البعض إلى تقليد الجريمة الأصلية؟ أم أن زيادة التغطية الإعلامية تُبرز وقائع متكررة كانت تحدث بالفعل ولكن لم تحظَ سابقًا بالاهتمام نفسه؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في انتشار هذه الظاهرة؟.

في هذا التقرير، تستعرض "البوابة نيوز" بعض الحوادث المتلاحقة التي أثارت الجدل في مصر، ونناقش ما إذا كان هناك ارتباط بين الواقعة الأولى وما تبعها من جرائم مشابهة، أم أن وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تُسهم في تسليط الضوء عليها بشكل يجعلها تبدو وكأنها موجة جديدة من الجرائم.

حوادث الانتقام العاطفي: هل محاكاة للجريمة الأصلية؟

هزت جريمة مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها أمام جامعتها الرأي العام المصري، ليس فقط بسبب بشاعتها، ولكن أيضًا لأنها وقعت في وضح النهار وأمام المارة. لم تمضِ سوى أيام حتى شهدنا حوادث مشابهة داخل مصر وخارجها، مثل مقتل الطالبة سلمى بهجت في أكاديمية الشروق بطريقة مماثلة، وواقعة أخرى في بورسعيد حيث قُتلت فتاة على يد خطيبها السابق. وفي الأردن، قُتلت الطالبة إيمان أرشيد بإطلاق خمس رصاصات عليها داخل الحرم الجامعي، مما أثار ضجة كبيرة.

تتشابه هذه الجرائم في دافعها، وهو "الانتقام العاطفي"، وفي وحشية التنفيذ، ما دفع البعض للتساؤل: هل تُعَدّ هذه الجرائم انعكاسًا لتقليد الجريمة الأصلية نتيجة انتشار تفاصيلها على نطاق واسع؟ أم أنها مؤشر على أزمة أعمق في المجتمع تتعلق بالعنف ضد المرأة وبالتنشئة الاجتماعية؟

العنف المدرسي: من شجار فتيات التجمع إلى الطعن داخل المدارس

شهدت المدارس المصرية خلال الفترة الأخيرة سلسلة من الحوادث التي أثارت الذعر بين أولياء الأمور، وهو ما ظهر جليًا في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. البداية كانت مع حادثة اعتداء طالبة ثانوية عامة في مدرسة دولية بالتجمع الخامس على زميلة في المرحلة الابتدائية، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة استدعت نقلها إلى المستشفى.

سرعان ما تكررت الحوادث في محافظات أخرى، أبرزها في الإسكندرية، حيث أقدم طالب في الصف الثاني الثانوي على طعن ثلاثة من زملائه بسلاح أبيض انتقامًا منهم لمنعه من مضايقة إحدى الفتيات، وفي محافظة قنا، اقتحمت ولية أمر فناء مدرسة وطعنت زميل ابنها بسبب شجار وقع بينهما.

هذه الوقائع المتكررة تثير تساؤلات حول دور الإعلام في تضخيمها، وحول ما إذا كانت بالفعل جرائم متزايدة أم أن تركيز الضوء عليها هو الذي يجعلها تبدو وكأنها ظاهرة جديدة تهدد أمن المدارس.

دور الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في تكريس الرعب المجتمعي

يقول الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية، لـ"البوابة نيوز"، إن المشكلة لا تكمن في ارتفاع معدل الجريمة بقدر ما تتعلق بأسلوب تناولها إعلاميًا. 

ويضيف: "نسبة الجريمة طبيعية، لكن التركيز الإعلامي المكثف عليها يصنع حالة من الذعر المجتمعي، ويُظهر المؤسسات الأمنية وكأنها عاجزة، وهو انطباع غير دقيق".

ويحذر قناوي من أن نشر تفاصيل دقيقة عن الجرائم قد يُلهم ضعاف النفوس لتكرارها، موضحًا: "عندما يتم تداول وقائع الجرائم بأسلوب درامي تفصيلي، فإن ذلك قد يُعطي أفكارًا شيطانية للبعض لتنفيذها بنفس الطريقة".

الدراما وتأثيرها على تصاعد العنف

إلى جانب الإعلام التقليدي، يرى خبراء أن الدراما والأعمال الفنية تساهم أيضًا في تعزيز ثقافة العنف، خاصة تلك التي ركّزت خلال العقود الأخيرة على مشاهد الجريمة والانتقام والأسلحة البيضاء.

ويشير قناوي إلى أن "الأفلام التي انتشرت في بداية الألفينات، والتي كانت مليئة بمشاهد الدماء والعنف المفرط، جعلت البعض، خصوصًا من المراهقين، يعتادون هذه المشاهد ويدمجونها في تصوراتهم عن التعامل مع المشاكل".

وتابع، أنه في ظل تزايد تأثير الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، قد يكون من الضروري إعادة النظر في كيفية تناول الجرائم، بحيث يتم التركيز على التحليل والتوعية بدلًا من تقديم تفاصيل قد تشجع على التكرار. فالتناول الإعلامي المسؤول قد يكون عاملًا في الحد من الجريمة، بدلًا من أن يكون وقودًا لاشتعالها.

مقالات مشابهة

  • عضو البحوث الإسلامية:المقامرة الإلكترونية تعدُّ ظاهرة حديثة تحتاج لإجتهاد فقهي يتناول تفاصيلها
  • دور وسائل الإعلام في تشكيل وعي المجتمع
  • «الكنائس».. أجنحة لدعم مصادر المعرفة ونشر الفكر المستنير في معرض الكتاب
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش كتاب "بهانة اليوم"
  • وكيل لجنة الصناعة بالشيوخ: محاولات ضرب الجبهة الداخلية لن تتوقف لهذا السبب
  • وكيل ثقافة الشيوخ: الأبحاث العلمية تسهم في حل مشكلات المجتمع
  • المرزوقي يدعو التونسيين إلى التوحد للإفراج عن معتقلي الرأي وإعادة الديمقراطية
  • رؤية مستقبلية عن تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام
  • حسام زكي: المواطن الفلسطيني أثبت أن تدمير منزله لن يجعله يترك وطنه
  • الجرائم المتكررة.. ظاهرة نفسية واجتماعية أم تضخيم إعلامي؟