في الآونة الأخيرة، انتشر في بعض المناطق بأفريقيا مرض غامض مشابه لأعراض الإنفلونزا، والذي تسبب في وفاة العديد من الأشخاص في الكونغو على الرغم من التشابه الكبير بين هذا المرض والإنفلونزا التقليدية، إلا أن الأعراض والشدة التي يسببها هذا المرض كانت أكثر تميزا وخطورة مما اعتاده الناس.

مرض غامض ينهي حياة 143 شخصا

وهذا المرض أثار قلقا كبيرا في المجتمع الطبي والعلمي، حيث شكل تحديات كبيرة في تشخيصه وسبل التعامل معه،  وفي هذا التقرير، سنستعرض التفاصيل الخاصة بهذا المرض الغامض، بدءا من أسبابه المحتملة، مرورا بالأعراض التي تظهر على المصابين، وصولا إلى الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من انتشاره.

والمرض الذي نواجهه حاليا يظهر أعراضا مشابهة لتلك التي تظهر عند الإصابة بالإنفلونزا، مثل الحمى، والسعال، والصداع، وآلام الجسم، ومع ذلك، تميز هذا المرض بعدة خصائص تجعل من الصعب تشخيصه فورا،  قد تظهر أعراضه بشكل مفاجئ وسريع، وفي بعض الحالات يمكن أن تتحول إلى حالات حرجة تؤدي إلى الوفاة في غضون أيام قليلة من الإصابة.

وفي هذا الصدد، كشفت مجموعة من التقارير العالمية، عن انتشار مرض غير معروف أدى إلى مقتل العشرات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقالت السلطات المحلية إن مرضا غير معروف قتل 67 شخصا على الأقل خلال أسبوعين في الجزء الجنوبي الغربي من جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وحسب التقارير، تم تسجيل الوفيات في الفترة ما بين 10 و25 نوفمبر في منطقة بانزي الصحية بمقاطعة كوانغو.

وقال وزير الصحة الإقليمي أبولينير يومبا للصحفيين خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الأعراض شملت الحمى والصداع والسعال وفقر الدم.

وقال نيكايس نديمبي، المستشار الأول للمدير العام للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ليورونيوز هيلث: "نحن نحقق في هذا التنبيه مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية".

يأتي هذا في الوقت الذي تكافح فيه جمهورية الكونغو الديمقراطية بالفعل وباء حمى الضنك ، حيث يوجد أكثر من 47 ألف حالة مشتبه بها وأكثر من ألف حالة وفاة مشتبه بها بسبب المرض في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وتشمل الأعراض التي تم رصدها في المصابين بالمرض ما يلي:

حمى شديدة.سعال جاف.صعوبة في التنفس.تعب وإرهاق شديد.صداع وآلام عضلية.قشعريرة وتعرق.في بعض الحالات، يمكن أن تتطور الأعراض لتشمل فشل في الأعضاء، مما يؤدي إلى الوفاة.

وحتى الآن، لم يتم تحديد سبب دقيق لهذا المرض الغامض، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن الفيروس المسبب قد يكون سلالة جديدة أو معدلة من الفيروسات المعروفة مثل فيروس الإنفلونزا أو حتى فيروسات أخرى غير مكتشفة بعد، كما يعتقد البعض أن المرض قد يكون نتيجة لانتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر، في ما يعرف بـ "الانتقال الحيواني".

وبدأ هذا المرض في الانتشار في عدد من المناطق الحضرية والريفية، مما أثار قلقًا عالميا  في البداية، وكان المرض محصورا في مناطق جغرافية محدودة، لكن مع مرور الوقت، بدأ عدد الحالات في التزايد بشكل غير طبيعي.

ومن جانبها، أعلنت السلطات الصحية في مختلف الدول عن إجراءات طوارئ لمكافحة هذا المرض والحيلولة دون تفشيه على نطاق أوسع.

وتسبب هذا المرض في حدوث العديد من الوفيات، مما أثر بشكل كبير على المجتمعات المتضررة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية، أثرت حالة الطوارئ الصحية على الاقتصاد المحلي من خلال تعطيل الأعمال التجارية، وتقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل مكثف، وكذلك فرض قيود على التنقلات والفعاليات العامة.

وجدير بالذكر، أن شكل هذا المرض الغامض تحديًا كبيرًا أمام الأطباء والعلماء على حد سواء، حيث يحتاج إلى جهد عالمي مشترك للتوصل إلى علاج فعال ووقف انتشاره. 

وتبقى الوقاية والتوعية هي الوسيلة الأكثر فعالية في الوقت الحالي للحد من تأثير المرض على الأفراد والمجتمعات، ومع استمرار جهود البحث العلمي، من المحتمل أن يتم اكتشاف المزيد من المعلومات حول هذا المرض في المستقبل القريب، مما سيتيح للسلطات الصحية في مختلف الدول القدرة على التحكم في الوضع والحد من تفشيه.

وسوف نرصد لكم الإجراءات المتخذة لمكافحة المرض:

1. التشخيص والعلاج:

حتى الآن، لا يوجد علاج خاص للمرض، لكن الأطباء بدأوا باستخدام علاجات لدعم وظائف الأعضاء وتقليل الأعراض، وتم استخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات، وكذلك الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض، كما تم تكثيف عمليات التشخيص المبكر للحد من تفشي المرض.

2. الوقاية والتوعية:

تسعى الحكومات ومنظمات الصحة العالمية إلى نشر الوعي بين المواطنين حول كيفية الوقاية من هذا المرض، وتشمل هذه التدابير نصائح للحفاظ على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب التلامس المباشر مع المصابين، بالإضافة إلى توصيات بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة.

3. جهود البحث العلمي:

منذ بداية تفشي المرض، انطلقت العديد من فرق البحث العلمي على مستوى عالمي لدراسة طبيعة المرض وتحديد أسبابه بشكل دقيق، تتعاون المختبرات الطبية حول العالم لتطوير اختبار تشخيصي فعال وأدوية مضادة للفيروسات للحد من تأثير المرض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كورونا الحمى الصداع السعال مرض غامض ارتفاع درجات الحرارة الإنفلونزا المزيد المزيد جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة هذا المرض المرض فی للحد من

إقرأ أيضاً:

عقار تجريبي يصلح الذاكرة التي أتلفها الزهايمر

أظهرت دراسة كندية حديثة أن عقاراً تجريبياً لديه القدرة على استعادة الذاكرة والوظيفة الإدراكية في نموذج فأر لمرض الزهايمر.

والعقار التجريبي هو GL-II-73 ويتوقع أن يمثل تغييراً ثورياً في علاج عجز الذاكرة، حيث يستطيع أن يعكس تلف خلايا المخ، ما يمنح الأمل في إبطاء تقدم مرض الزهايمر، وربما منع بعض التلف الذي يسببه للمخ.

ووفق "مديكال إكسبريس"، استند هذا البحث إلى 12 عاماً من الأبحاث السابقة التي قادها الدكتور إتيان سيبيل، المدير العلمي لبرنامج علم الأعصاب في معهد كامبل لأبحاث الصحة العقلية العائلية بتورونتو، والدكتور توماس بريفوت، وهو عالم في نفس البرنامج، وهما المؤلفان الرئيسيان للدراسة.

وقال الدكتور سيبيل: "لقد اكتشفنا ثغرة خطيرة في مسارات الدماغ المتأثرة بمرض الزهايمر، واضطرابات معرفية أخرى، وهذا الدواء يعد بعلاج جديد".

معالجة السبب الجذري

وأضاف: "من خلال استعادة الوظيفة العصبية، وعكس العجز في الذاكرة، يمثل GL-II-73 تدخلاً مبكراً محتملاً لمرض الزهايمر، ومعالجة السبب الجذري لفقدان الذاكرة؛ وهو شيء لا يمكن لأي أدوية حالية تحقيقه".

واختبرت الدراسة الدواء في نموذج فأر مختبري لمرض الزهايمر، باستخدام الفئران الصغيرة والكبيرة لتمثيل المراحل المبكرة والمتأخرة من المرض.

وتم تضمين مجموعتين: الفئران العادية والفئران المعدلة وراثيًا المعرضة لتطوير تراكم بيتا أميلويد، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.

وتلقى الفئران المعدلة وراثياً جرعة واحدة من عقار GL-II-73 قبل الاختبار أو خضعت لعلاج مزمن لمدة 4 أسابيع. ثم قام الباحثون بتقييم أداء الذاكرة في جميع المجموعات.

النتائج

وأظهرت النتائج أن عقار GL-II-73 يحسن الذاكرة بشكل ملحوظ لدى الفئران الأصغر والأكبر سناً التي تعاني من أعراض الزهايمر.

وفي نماذج المرض في المرحلة المبكرة، عكست جرعة واحدة من الدواء عجز الذاكرة، وكان العلاج المزمن لا يزال مفيداً للفئران في المراحل المتأخرة من المرض، وإن كان أقل فعالية، ما يشير إلى أن العقار يمكن أن يحسن جزئياً ضعف الذاكرة حتى بعد التدهور المعرفي الكبير. 

مقالات مشابهة

  • عبث بمسدس يودي بحياة شاب في ديالى
  • حادث سير مروّع في السليمانية يودي بحياة شخصين أحدهما صحفي معروف
  • التهاب المفاصل..ما أبرز الأطعمة التي تُساعد في تخفيف أوجاع هذا المرض؟
  • أفضل 6 أطعمة للتخلص من جرثومة المعدة بشكل نهائي.. منها الزبادي والعسل
  • عقار تجريبي يصلح الذاكرة التي أتلفها الزهايمر
  • تفشي وباء غامض في عدن وسط مخاوف من انتشاره
  • فيروس الميتانيمو البشري: تهديد صحي جديد يشابه الإنفلونزا ونزلات البرد
  • مجـ.ـزرة في مستشفى .. قصف قوات الدعم السريع يودي بحياة 6 ويصيب 38 في الخرطوم
  • مستشار الرئيس للشؤون الصحية: مصر تدعم أفريقيا في تصنيع اللقاحات محليا
  • انفجار يودي بحياة شخصين في موسكو