لجريدة عمان:
2025-02-06@16:42:55 GMT

جواد.. أبوّة روحيّة للمسرحيّين الشباب

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

فـي افتتاح مهرجان المسرح العماني الثامن، سألت المكرّم د.عبد الكريم جواد عن شعوره وهو يقف على المسرح لا بصفته مخرجا، ولا كاتبا، ولا مشاركا ومحاورا، بل مكرّما عن جهوده التي قدّمها للمسرح العماني على مدى أكثر من أربعة عقود، أجاب «التكريم شرف وتقدير وأعتبره تكريما من كلّ الفنانين لأنهم أهلي واخواني وأصدقائي، وأبنائي، هذه الأسرة الجميلة التي عايشتها على مدى عقود طويلة، اليوم أفخر بهم، وأعتز بهم وأعتبر أن التكريم لي، ولهم».

فـي هذه الكلمات عبّر د. عبد الكريم جواد عن انتماء الفنّان الحقيقي لمجتمعه المسرحي الذي يجد به الأخ والصديق والقريب، فالمسرحيون أسرة واحدة، وهو أب روحي للكثير من المسرحيين الشباب، هذا هو جواد الكاتب والمخرج، والأكاديمي، والناقد، والباحث، والمدرّب، وفـي بدايته الممثّل، فهو مسرحي شامل، لعب جميع الأدوار، وتقريبا، تجده حاضرا فـي كلّ فعالية ومهرجان مسرحي محلّي، وداعما، فإن لم يكن مشاركا، فبالتأكيد يقدّم مداخلة.

وحكاية د. عبدالكريم جواد مع المسرح العماني طويلة، بدأت مع تأسيس مسرح الشباب فـي مسقط عام ١٩٨٠ فانضمّ إليه، وتلقّى أولى دروس المسرح من د.مصطفى حشيش، عن تلك المرحلة يقول جواد «كنّا يافعين، ولكننا كنّا ممتلئين بالتطلع والأمل والأحلام»، وفـي العام نفسه (١٩٨٠) شارك بأوّل مسرحية من مسرحيات الشباب، وكانت (تاجر البندقية)، فـي تلك التراجيديا الشكسبيرية وقف ممثّلا، وهو يؤدّي دور (أسانيو) أمام الفنانة فخرية خميس التي أدّت شخصية (اوشيا)، بعدها دخل مجال الإخراج، وشهد عام 1986م إخراجه أول مسرحية وكان عنوانها «أريد أن أفهم» لتوفـيق الحكيم، أعقبها بمسرحية (دختر شايل سمك) التي أعدّها عن موليير، وهو اليوم يعتزّ بها لكونها «كانت محاولة حقيقية لإيجاد مسرح شعبي يقدّم الترفـيه والفكاهة بطريقة محترمة وبذات الوقت يحمل رسالة»، كما يقول، وبعد نجاح التجربة داخل سلطنة عمان، جرى عرضها عام ١٩٨٧ فـي البحرين، ولاقت نجاحا كبيرا، ثم الّف وأخرج العديد من المسرحيات من بينها (السفـينة ما تزال واقفة) عام 1987 و(مخبز الامانة) فـي العام نفسه و(إشاعة فوق تنور ساخن) عام 1989 و(الكرة خارج الملعب) عام 1991 و(هدف غير مقصود) عام 1992 و(الفلج) فـي العام نفسه و(عائد من الزمن الآتي) التي شاركت بمهرجان المسرح الخليجي السادس الذي أقيم فـي مسقط 1999م ونال عنها جائزة أفضل إخراج، و(رجل بلا مناعة) عام 2000 و(احتفالية شجرة الخير) عام 2001، و(زهراء سقطرى) 2005م و(بيت الدمية) 2008م إلى جانب أعمال أخرى عديدة.

خلال ذلك سافر إلى بريطانيا لتكملة دراسته العليا، وكنا نلتقي فـي زياراته لمسقط، وأتاح لي مهرجان المسرح العماني الأول الذي أقيم فـي عام 2004 م فرصة محاورته، والإصغاء إلى مداخلاته فـي الندوات التطبيقية، التي كشفت عن ثقافته المسرحية الرصينة، واطلاعه الواسع على المدارس المسرحية، وخبراته المتراكمة، وفـي تلك الأيام كان قد انتهى من كتابة أطروحته الأكاديمية التي حملت عنوان (العناصر الأسطورية فـي المسرح المعاصر)، وتناول فـيها علاقة المسرح بالأسطورة منذ نشأته عبر التاريخ إلى عصرنا الحالي، وتوقف عند توظيف الأسطورة فـي المسرح العماني والعربي ومناهج النقد المسرحي الحديث، مسلّطا الضوء على الكثير من العروض المسرحيّة العمانيّة، فقد حمل على أكتافه قضايا المسرح العماني وسبل تطويره، وحين صدرت الأوامر السامية فـي عام 2008م بتشكيل لجنة عليا تقوم بدراسة وضع المسرح والدراما العمانية لرسم خطة للنهوض به كان على رأس اللجنة، كما أسندت إليه إدارة مهرجان المسرح العماني الثامن منذ عام 2011 ولغاية 2015م.

على المستوى الشخصي يتمتّع د. عبد الكريم جواد بحسّ إنساني رفـيع، متواضع، يحتفـي بالأصدقاء، ويبتكر المناسبات ليجمعهم، وقبل سنوات بعيدة، اقترح بأن نلتقي مساء كلّ خميس بمقهى منطقة «الخوير» بمشاركة دائرة ضيقة من الأدباء، والفنانين، ومن بينهم الراحل صادق جواد سليمان، ود. خالد الزدجالي، وكان يدعو ضيوف سلطنة عمان لحضور هذه الجلسات ومن بينهم : الكاتب محفوظ عبدالرحمن ود. مدكور ثابت.

وبعد سنوات أمضاها خارج سلطنة عمان للتدريس فـي قسم المسرح بجامعة قطر، عاد ليواصل نشاطاته المسرحية، ويشغل موقع استشاري مشروع المسرح الوطني، فرهاناته على المسرح العماني تبقى قائمة، فهو يقول «أتطلع إلى مستقبل زاهر ومعطاء وثري فـي المسرح العماني، لأنه يحظى باهتمام وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وقبل ذلك يحظى باهتمام مولانا المقام السامي، الذي له نظرة خاصة للمسرح كفنّ له أهمية كبيرة وعطاء فـي تفعيل الواقع الثقافـي والحاضر الثقافـي واستشراف المستقبل».

ويأتي تكريمه اليوم فـي مهرجان الكويت المسرحي فـي نسخته الرابعة عشرة التي تعقد فـي الفترة ٤-١٢ ديسمبر الجاري، إلى جانب عدد من المسرحيين الخليجيين من أعضاء اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي السابقين والحاليين، بمناسبة مرور ٤٠ عاما على تأسيسها، تتويجا لهذه المسيرة التي ستظلّ متوهّجة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرح العمانی مهرجان المسرح

إقرأ أيضاً:

تعيين زعيم روحي جديد لـ«طائفة الإسماعيليين» حول العالم

أعلنت شبكة آغا خان للتنمية، تعيين الأمير رحيم الحسيني الزعيم الروحي الخمسين لحوالي 15 مليونا من المسلمين الإسماعيليين النزاريين حول العالم بعد الكشف عن وصية والده الآغا خان الرابع.

وأصدرت الشبكة بيانا نشرته في حسابها على منصة “إكس”: “تم اليوم تعيين الأمير رحيم الحسيني آغا خان الخامس الإمام الخمسين للطائفة الإسماعيلية، وذلك بعد فتح وصية والده الراحل الأمير كريم الحسيني آغا خان الرابع، الذي توفي في لشبونة، البرتغال، أمس عن عمر ناهز 88 عاما”.

وكانت الشبكة قد أعلنت يوم أمس الثلاثاء وفاة الآغا خان الرابع، الأمير شاه كريم الحسيني في لشبونة.

وبحسب التقليد الإسماعيلي، يتم تحديد الإمام القادم عبر وصية سرية تُقرأ بحضور العائلة وكبار رجال الدين.

وبصفته زعيما لطائفة يصل تعدادها إلى نحو 15 مليون نسمة حول العالم، كان الآغا خان شخصية تحظى بتقدير دولي واسع. منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “صاحب السمو” في عام 1957، واحتفظ بعلاقات وثيقة مع كبار قادة العالم، ومن بينهم الملك تشارلز الثالث، الذي عبّر عن حزنه العميق لفقدان صديقه.

ونعاه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مؤكدا أنه “كان رمزا للسلام والتسامح في عالم يعاني من نقص في التعاطف والتآخي”

ووصفه رئيس وزراء باكستان شهباز شريف بـ”الرجل ذي الرؤية الذي كرّس حياته لخدمة الفقراء والمحرومين”.

الأمير رحيم الحسيني
وُلِد الأمير رحيم في 12 أكتوبر 1971، وهو الابن الأكبر للأمير الراحل كريم آغا خان وزوجته الأولى الأميرة سليمة، ولديه ولدان، الأمير عرفان والأمير سنان.

تلقى الأمير رحيم تعليمه في أكاديمية فيليبس أندوفر وتخرج في عام 1995 من جامعة براون بدرجة بكالوريوس في الأدب المقارن.

وهو عضو في مجالس العديد من وكالات شبكة الآغا خان للتنمية، ويتابع عن كثب عمل معهد الدراسات الإسماعيلية ومؤسسات الحوكمة الاجتماعية للمجتمع الإسماعيلي.

Prince Rahim Al-Hussaini Aga Khan V was today named the 50th hereditary Imam (spiritual leader) of the Shia Ismaili Muslims, following the unsealing of the Will of his late father, Prince Karim Al-Hussaini Aga Khan IV, who died in Lisbon, Portugal yesterday, aged 88.

Prince… pic.twitter.com/NXmffq5LrB

— Aga Khan Development Network (@akdn) February 5, 2025

مقالات مشابهة

  • وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية تشهد مهرجان التذوق والشراء للمنتجات المتنوعة
  • الشباب والرياضة بالإسكندرية تنظم مهرجان التذوق الأول بالمدينة الشبابية بأبوقير
  • تعيين زعيم روحي جديد لـ«طائفة الإسماعيليين» حول العالم
  • نجل نصر الله: والدي توقع استشهاده وهكذا ودّع أمي (شاهد)
  • أيام الشارقة المسرحية تنطلق 19 فبراير
  • ثريا التي أحبت الأبدية.. تفاصيل فيلم افتتاح مهرجان الإسماعيلية
  • الشيخ خالد الجندي: يجب على الشباب الابتعاد عن الأمور التي تشتت التركيز وتضر بالعقل
  • شعبة المسرح بمركز شباب بدر تشارك بالتصفيات في مسابقة كنوز مصرية
  • القائمة النهاية لمنتخب الشباب في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام
  • مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة.. منصة لإبداع الشباب وانفتاح على العالم