دول مجلس التعاون..الطريق نحو «الوحدة»
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
في زمن التكتلات الكبرى، فإن الغلبة والبقاء للأقوى، والأصلح، ولا مكان لأي دولة تعمل بمفردها بعيدا عن التحالفات سواء الاقتصادية أو العسكرية أن تكون بمنأى عن أطماع الآخرين، ولذلك كان «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» واحدا من تلك التكتلات الناشئة التي تحاول استثمار العوامل المشتركة بين دوله لتحقيق أهدافها، ومن أهمها: الاعتماد على الذات، وإبعاد المنطقة عن الاضطرابات، والأطماع الخارجية، ورغم ذلك يبقى هذا المجلس صغيرا فـي حجمه، وعدد سكانه، ولكنه كبير بإمكانات دوله إذا ما أرادت التمسك بعوامل نجاحه، وبقائه.
وعلى مدى أكثر من خمسة أربعين عاما كان هذا المجلس بمثابة بارقة الأمل لأبنائه، ومواطنيه، وفـي كل اجتماع كانت الأعين تتوجه إلى القمة، بتفاؤل، بأن يحمل أي بشارة خير لهم، وهو الهدف الأسمى لإقامة هذا التكتل، ورغم أن أحلام الخليجيين لم يتحقق معظمها، إلا أنها قد تكون قابلة للتحقق مستقبلا، فأي بناء صلب يجب ألّا يُبنى على العاطفة بل على أسس موضوعية، ومدروسة، حتى يكتب له البقاء، والديمومة، ولعل عناصر التلاحم بين أعضاء المجلس أكثر من عوامل الاختلاف البسيطة، والتي يمكن تذليلها، والتغلب عليها، وتجاوزها بالإرادة، والعزيمة، وتغليب المصلحة العليا، على المصالح المحلية الضيقة.
ورغم ذلك فهناك طريق طويلة للعمل، والجهد، للوصول إلى الغاية الكبرى من إنشاء هذا التحالف وهو «الوحدة» بأي شكل من أشكالها، كما هو الحال فـي الاتحاد الأوروبي والذي يضم 27 دولة، لا تجمعها إلا المصالح المشتركة، بينما يجمع دول مجلس التعاون أكثر من ذلك، فهي تتشارك فـي الدين، واللغة، والتاريخ، والجغرافـيا، والعلاقات الاجتماعية، والمصير المشترك، والمصالح المتداخلة، لذلك فإن عوامل ثبات، وبقاء كيان المجلس أكثر عمقا، ورسوخا من أي كيان آخر فـي العالم، ولكن كل ذلك يحتاج إلى كثير من العمل، والتفاهم حول قضايا قد تتفاوت فـيها الآراء، وتراها كل دولة من زاويتها الخاصة، ورغم ذلك فلا تختلف دول المجلس فـي الأهداف الكلية، ولكن قد تتفاوت رؤاها فـي وسائل الوصول إلى الغايات.
إن مجلس التعاون الخليجي فـي ظل التطورات المتسارعة فـي العالم بحاجة إلى تسريع خطاه نحو التكامل، وصولا إلى «الوحدة»، ولا يعني ذلك بالضرورة التخلي عن السيادة، ولكن يعني وحدة الأهداف والوسائل، وهو أمر غير بعيد المنال، خاصة حين تتشابك المصالح، وتتشارك الرؤى، وتنظر دول المجلس إلى أن مصلحتها الكبرى هي فـي بقائها متوحدة، وبعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأنها دول قوية بذاتها، وقدراتها، وإمكاناتها الاقتصادية، والبشرية، وأن عليها أن تخاطب «الآخر» بلغة المصالح، والندية، وليس بلغة الطرف المحتاج لحماية غيره دائما، فدول الخليج لديها أوراق قوة يمكن أن تناور بها، وتستخدمها بثقة، بدءا من حاجة العالم إليها كممر مائي، ونفطي، وموقع استراتيجي يجعلها فـي موضع التفوق فـي أي تفاوض، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه دون مجلس تعاون قويّ، ومتماسك، وذي أهداف محددة، وواضحة، يغلّب المصلحة العليا لدوله التي لا يمكن أن تسير إحداها منفردة دول بقية أخواتها، فـ«الاتحاد قوة»، كما يرد فـي الحكايات العربية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس التعاون
إقرأ أيضاً:
رئيس “الأعلى للإعلام” يبحث مع وزير الشباب والرياضة سُبل التعاون المشترك
استقبل المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في مقر المجلس بماسبيرو.
وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الشباب والرياضة، خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ملف الرياضية لما لها من دور كبير في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
واستهل المهندس خالد عبدالعزيز، اللقاء بالترحيب بالدكتور أشرف صبحي، مشيرًا إلى الدور الهام الذي تضطلع به وزارة الشباب والرياضة، في توفير مختلف البرامج والأنشطة لدعم الشباب المصري، مضيفًا أن حجم المسئولية الملقاة على الدكتور أشرف صبحي كبيرة خاصة وأن قطاع الرياضية مهم ومراقب يوميًا من المواطنين.
فيما أشار الدكتور أشرف صبحي، إلى ضرورة التعاون والتواصل مع المجلس للعمل على نشر القيم الرياضية ونبذ التعصب والعنف، مشيدًا بالدور الكبير الذي يلعبه المجلس في ضبط الإعلام الرياضي، خاصة في ظل القرارات التي أصدرها خلال الفترة الماضية.