لا زالت قصة إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أُعدم في سوريا قبل 60 عاما، مليئة بالتفاصيل الغامضة، وأكدت أرملته نادية كوهين أنها لن تغفر للموساد تفريطه بزوجها، والنظر إليه باعتباره "أداة لهم" للحصول على المعلومات الأمنية فقط.

الكاتب في صحيفة معاريف الإسرائيلية دودي فاتيمر٬ نقل عن أرملة كوهين، أشهر جاسوس في تاريخ الاحتلال، المُلقب بـ"رجلنا في سوريا"، وتم إعدامه في دمشق عام 1965، كشف أن بلدية هرتسليا أقامت له متحفاً باسمه، يعرض كل ما يخصه، وما كتب عنه، مستعرضا تاريخ حياته، منذ جذوره العائلية في سوريا، مروراً بمصر، والهجرة لإسرائيل، والعائلة التي أسسها، والطريق الاستخباراتي الذي سلكه، حتى أصبح كجاسوس إسرائيلي من أكثر الأشخاص تأثيراً في العالم.



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" نقلا عن نادية أنني "في كل مرة أزور هذا المتحف أعود إلى أكتوبر 1964، وهي اللحظات التي افترقنا فيها للمرة الأخيرة، حيث أنهى زيارته لإسرائيل، واضطر للعودة لسوريا، ورغم قرب انتهاء مهامه في سوريا، لكن رجال الموساد الذين وظفوه مزقوا قلوبنا عندما لم يسمحوا له بالعودة منها".



وأشارت أن "كوهين ولد قبل 100 عام بالضبط، في 6 ديسمبر 1924، في الإسكندرية بمصر، لعائلة لديها ثمانية أولاد، هاجر والداه من حلب في سوريا، وتلقى تعليمه عن الصهيونية، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية اليهودية بالإسكندرية، تم قبوله لدراسة الإلكترونيات بجامعتها، وفي 1944 انضم للحركة الصهيونية والماسونية، وبدأت اتصالاته مع المخابرات الإسرائيلية منذ 1952، بطلب منها، ضمن فرقة "الأعمال الفظيعة" التي دأبت على تنفيذ عمليات إرهابية سرية في مصر".

وأضافت أن "كوهين استأجر غرفة في الإسكندرية، وتم استجوابه في مصر لعلاقته بالفرقة، وتم القبض على بعضهم وإعدامهم، لكن تمت تبرئته من شبهة التجسس ضد مصر، وفي 1957، بعد تدهور وضع اليهود المصريين بعد عملية قادش، هاجر لإسرائيل مع عائلته، وعاش بمدينة "بات يام"، وبدأ بترجمة الصحف العربية ضمن عمله بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان".

وأوضحت أنهما "في 1959 تزوجا معاً، وهي اليهودية المهاجرة من العراق، وهي شقيقة الكاتب الراحل سامي ميخائيل، وفي 1960، بدأ يتدرب كوهين على العمل جاسوساً في الموساد، ضمن مشروع سري للحكومة، وأخبرها أنه يسافر للأرجنتين للعمل لجلب قطع غيار للأسلحة الإسرائيلية، لكنه في الحقيقة بدأ يبني شخصيته باسم "كمال أمين ثابت" رجل الأعمال السوري، أحد أفراد عائلة ثرية توفي والداه، ويتجول حول العالم بحثاً عن أقارب آخرين".


وكشفت أن "كوهين في رحلته الثانية دخل سوريا بالفعل، وفي يناير 1962 وصل دمشق تحت ستار مواطن سوري عائد لوطنه بعد سنوات في الغربة، واستأجر شقة قرب مقر هيئة الأركان العامة السورية، وبدأ يصادق شخصيات من النخبة العسكرية والسياسية، وبمرور الوقت، حصل منهم على معلومات حساسة نقلها للموساد".

ونقل عن أرملته أنه "بعد ستين عاما على إعدامه، فما زلت غاضبة ومليئة بالهجوم ضد الموساد، لأنه حتى عندما كانت حياته في خطر حقيقي، ومشغّلوه يعرفون ذلك، لم يشعروا بالأسف عليه، ونظروا إليه "بقرة حلوب" في جمع المعلومات، ولم يعودوا ينظر لرغباته في تربية أسرته، بدليل أنه في رحلته الأخيرة لدمشق ذهب ضد إرادته، وأجبروه حينها على إيصال رسائل كثيرة، وأثقلوه بمهام صعبة".

وأوضحت أنه في "24 كانون الثان/يناير 1965، أعلنت سوريا رسمياً اعتقاله، وبعد شهر، بدأت محاكمته خلف أبواب مغلقة، وتم تحرير جزء منها، وعرضه على شاشة التلفزيون، ولم يتهم حينها بالتجسس، بل بجريمة أقل خطورة، وهي دخول منطقة محظورة على المواطنين، حيث يواجه مرتكبوها بموجب القانون السوري، عقوبة الإعدام، لكن سبب عدم إدانته بالتجسس هو خوف كبار المسؤولين السوريين أن تكشف المحاكمة فشلهم بالحفاظ على أمن الدولة".


وأشارت أنه "في 18 أيار/مايو 1965، تم شنقه في ساحة المرجة بدمشق أمام المارة وهو ابن 40 عاما، ودُفن فيها، ولم يستجب السوريون لطلب إحضار جثمانه لدفنه في إسرائيل، وزعم فيما بعد أن مكان دفنه غير معروف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي سوريا الموساد سوريا إسرائيل الموساد الجاسوس إيلي كوهين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

عدوان إسرائيلي جديد على سوريا | تفاصيل

أفادت وكالة الأنباء السورية سانا بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت هجوما جديدا ضد سوريا حيث استهدفت مبنى سكني في مشروع دمر بدمشق.

وفي وقت سابق ، نفذت  سلاح الجو التابع لجيش الإحتلال الإسرائيلي ضربات جوية مكثفة في جنوب سوريا، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري.

وقال جيش الاحتلال في بيان له إنه تم استهداف منظومات رادار ووسائل استطلاع استخدمها الجيش السوري لرصد وتحليل المعلومات الاستخباراتية الجوية.

وأوضح البيان أن الضربات الجوية شملت أيضاً تدمير مقرات ومواقع عسكرية تحتوي على أسلحة وآليات عسكرية تابعة للجيش السوري، في إطار عملية تهدف إلى تقليص قدرات الجيش السوري في المنطقة.

وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن 22 طائرة مقاتلة شاركت في القصف، حيث نفذت أكثر من 60 غارة جوية على المواقع المستهدفة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع
  • الجزيرة في سوريا.. فيلم يحكي قصة 14 عاما للشبكة ويستذكر شهداءها
  • قرارات رئاسية جديدة في سوريا :منها صرف راتب شهر إضافي للموظفين بسوريا بمناسبة عيد الفطر
  • من العالم.. جريمة «مروّعة» في سوريا ومحاولة انتحار تتسبب بـ«مأساة»
  • وفد من دروز سوريا يزور إسرائيل لأول مرة منذ 50 عاما وسط انتقادات
  • الإعلان عن تفاصيل مسودة الدستور الجديد في سوريا (وثيقة)
  • تفاصيل مصرع ٣ عمال فى بئر عميقة بالمنيا
  • لم يدخل أي شيء منذ 11 عاما| تطورات الوضع في قطاع غزة.. تفاصيل
  • كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى
  • عدوان إسرائيلي جديد على سوريا | تفاصيل