حاوره / خالد الصايدي

أكد اللواء خالد غراب، الخبير والباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت اتخاذ خطوات استراتيجية مهمة لدعم غزة ولبنان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من التصعيد العسكري الكبير من التحالف الأمريكي.

وأشار اللواء غراب في حوار خاص لصحيفة “الوحدة ” إلى الإنجازات العسكرية اليمنية التي شملت تطوير صواريخ باليستية متطورة وطائرات مسيرة طويلة المدى، مكنتها من استهداف العمق الإسرائيلي بدقة وكفاءة، ولفت إلى أن هذه القدرات وضعت إسرائيل وحلفاءها الغربيين في موقف دفاعي حرج، مؤكدًا أن اليمن أثبت حضوره كقوة إقليمية مؤثرة في معادلات الصراع.

وتناول غراب التنسيق المتزايد بين القوات اليمنية ومحور المقاومة، ودور اليمن المحوري في التصعيد العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تطورات الصناعات الحربية اليمنية التي عززت الردع الإقليمي والدولي.. إلى التفاصيل:

* ما تقييمكم للجهود والأدوار التي تقدمها القوات المسلحة اليمنية لدعم وإسناد غزة ولبنان في مواجهة الكيان الصهيوني، على الرغم من التصعيد المستمر من التحالف الأمريكي؟

الإسناد والدعم تمثل في اتخاذ إجراءات استراتيجية مؤثرة، أولى هذه الجهود تمثلت في إغلاق مضيق باب المندب أمام السفن التجارية الإسرائيلية، إضافة إلى منع السفن المرتبطة بكيان العدو من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي.

ومع تصاعد الأحداث، توسعت عمليات الحظر لتشمل مناطق بحرية أخرى، مثل رأس الرجاء الصالح، جنوب شرق وجنوب غرب المحيط الهندي، وحتى البحر الأبيض المتوسط.

وفرضت اليمن عقوبات على السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ الاحتلال، مما أدى إلى عرقلة حركة التجارة الإسرائيلية وإضعافها اقتصاديًا.

علاوة على ذلك، وبعد العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، والذي تضمن أكثر من 900 غارة جوية استهدفت البنية التحتية والمنشآت العسكرية والمدنية في مختلف المحافظات، وسعت القوات المسلحة اليمنية نطاق حظر الملاحة ليشمل السفن الأمريكية والبريطانية. ورغم حجم العدوان وشدته، كشفت المعارك عن عجز التحالف بقيادة الولايات المتحدة عن فهم أو مواجهة أسلحة اليمن الاستراتيجية المتطورة، سواء الدفاعية أو الهجومية، التي تتسم بتقنية معقدة ودقة عالية وقدرات نارية بعيدة المدى.

قرار استهداف السفن الإسرائيلية قرار يمني مستقل يعزز من قوة محور المقاومة

القيادة العسكرية الأمريكية اعترفت بهذا الفشل من خلال تصريحات لمسؤولين رفيعي المستوى، بمن فيهم قادة الأسطول الأمريكي وقائد حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور”، الذين أكدوا أن الأسلحة اليمنية، بطبيعتها المتطورة وسرعاتها العالية، أفشلت محاولات التصدي لها، هذا الاعتراف يعكس إخفاقاً غير مسبوق في تاريخ الحروب الأمريكية ويؤكد على فاعلية وقدرات القوات المسلحة اليمنية.

* ما هي أبرز التحولات الاستراتيجية التي حققتها القوات المسلحة اليمنية ضد العدو الإسرائيلي؟

القوات المسلحة اليمنية حققت تحولات استراتيجية كبيرة، أبرزها إظهار قدرتها على استهداف عمق العدو الإسرائيلي بأسلحة نوعية وطويلة المدى من خلال إطلاق صواريخ باليستية فرط صوتية ومجنحة وطائرات مسيرة ذات تقنيات متطورة، أثبت اليمن أن لديه قوة ردع إقليمية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية والعوائق الميدانية، هذه القدرات جاءت نتيجة إصرار القيادة والشعب اليمني على دعم المقاومة الفلسطينية ومشاركتها في معركة “طوفان الأقصى”، ضمن سياق التحرير الشامل لفلسطين.

على الرغم من العوائق التي فرضها التقسيم الاستعماري على الأمة العربية والإسلامية، استطاع اليمن تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها الاستعمار والمتمثلة في الحماية الممنوحة لإسرائيل.

وصول الصواريخ اليمنية إلى عمق فلسطين المحتلة أظهر أن إسرائيل ومعها داعميها من الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية، أمام تحدٍ غير مسبوق كون الأسلحة اليمنية المتطورة بسرعاتها العالية وتقنياتها الدقيقة، أربكت أنظمة الردع الإسرائيلية والغربية، ما أجبر العدو على مراجعة استراتيجياته والتفكير بطرق جديدة لاستعادة هيبته.

الضربات الدقيقة كشفت فشل منظومة القبة الحديدية كمصدر تفوق دفاعي للاحتلال

هذه التحولات جعلت اليمن قوة فاعلة في معادلات الإقليم والعالم، حيث أثبت قدرته على فرض توازنات جديدة. بفضل الله، أصبحت القوات المسلحة اليمنية نموذجاً يُحتذى به في بناء قوة ردع استراتيجية عابرة للجغرافيا والحدود، ما عزز مكانة اليمن كقوة إقليمية مؤثرة لا يمكن تجاهلها.

 * كيف ترون مستوى التعاون والتنسيق المشترك بين القوات اليمنية ومحور المقاومة، بما في ذلك الفصائل المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين، وكيف أسهم هذا التنسيق في تصعيد الضغط العسكري على الكيان الصهيوني؟

التنسيقات -اعتقد- كانت تتم بشكل دوري أو حسب التطورات، لكن بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والتي مثلت نقلة نوعية في المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، تحركت قوى الاستعمار العالمي، بما فيها أمريكا وبريطانيا والدول الأوروبية، لدعم كيان العدو بكافة الوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية، الهدف من هذا الدعم كان حماية إسرائيل وضمان بقائها كأداة استعمارية تخدم مصالح القوى الكبرى، وتمنع أي نهضة للأمة الإسلامية من خلال محاربة قيمها الدينية والأخلاقية.

إزاء هذه التحديات، تسارعت جهود التنسيق بين مكونات محور المقاومة، حيث أُنشئت غرف عمليات موحدة لإدارة العمليات العسكرية بشكل متكامل، هذه الغرف سمحت بتوحيد الأدوار والجهود، سواء في إدارة النيران أو رسم قواعد الاشتباك مع العدو، وشهدنا تكاملاً واضحاً في الأداء بين الجبهات المختلفة، مثل اليمن، العراق، لبنان، وفلسطين، مع تنسيق دقيق لضمان تحقيق الأهداف المؤثرة ولا تتيح الفرصة لحلفاء الكيان الصهيوني من مساندته عسكريا بشكل مباشر.

وقد لعب اليمن دوراً مركزياً في هذا التنسيق، لا سيما من خلال استخدامه لموقعه الجغرافي الاستراتيجي، حيث تم فرض حصار بحري على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، خليج عدن، والبحر العربي، وصولاً إلى جنوب المحيط الهندي، كما وسعت اليمن نطاق عملياتها إلى البحر الأبيض المتوسط، مهددة باستهداف أي سفينة تخالف قراراتها، وهذا القرار اليمني كان مستقلاً تماماً، لكنه عزز من قوة محور المقاومة وأضعف العدو في مجالات متعددة.

* في ما يخص الخسائر التي تكبدها الكيان الصهيوني والتحالف الأمريكي البريطاني جراء الضربات اليمنية، ما هي أبرز الإحصائيات المعلنة، وما هو تأثير هذه الخسائر على المستوى السياسي والعسكري؟

هناك خسائر لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل المجالات الاقتصادية، الاستراتيجية، وحتى المعنوية، مما جعل العدو يواجه تحديات غير مسبوقة.

على الصعيد الاقتصادي الحصار البحري الذي فرضه اليمن على السفن الإسرائيلية تسبب في شلل حركة التجارة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، وأدى إلى إغلاق ميناء إيلات، ما ألحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، أدى هذا الحصار إلى انخفاض التصنيف الاقتصادي لإسرائيل بنسبة 60%، وارتفاع معدلات التضخم والأسعار، مما أثر بشكل مباشر على مستوى معيشة المستوطنين.

أما على الصعيد العسكري، فقد أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرات هجومية متقدمة باستخدام صواريخ باليستية فرط صوتية، مثل “فلسطين 2” و”ذو الفقار”، وصواريخ كروز المجنحة مثل “قدس” بأجيالها المختلفة، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة بعيدة المدى مثل “يافا” و”صماد 4 و5″. هذه الضربات الدقيقة استهدفت منشآت حيوية للعدو الإسرائيلي، وكشفت فشل منظومة القبة الحديدية التي طالما اعتبرها العدو مصدر تفوقه الدفاعي، مما سبب حالة من الذعر والشك داخل المجتمع الإسرائيلي.

على الجانب الاستراتيجي، نجحت العمليات اليمنية في زعزعة استقرار الجبهة الداخلية للعدو، فقد شهدت مناطق جنوب فلسطين المحتلة نزوحًا جماعيًا للمستوطنين، بالتزامن مع ضربات المقاومة اللبنانية في الشمال والعراقية في الشرق، هذه الضغوط دفعت العديد من المستوطنين إلى الهجرة العكسية، هربًا من تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

المعارك الأخيرة كشفت عجز التحالف الأمريكي عن مواجهة الأسلحة الاستراتيجية اليمنية

الخسائر السياسية لم تكن أقل تأثيرًا، إذ أدى الحصار البحري والضربات العسكرية اليمنية إلى كشف عجز الحلفاء الغربيين لإسرائيل، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، عن حمايتها بشكل كامل، كما تسبب هذا الحصار في تداعيات عالمية، تمثلت في ارتفاع أسعار الطاقة وتدهور المستوى المعيشي في دول مختلفة، ما زاد الضغط الدولي على إسرائيل وحلفائها.

* شهدت الصناعات العسكرية اليمنية تطورًا ملحوظًا في السنوات الماضية، خاصة في مجال صناعة الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ما هي الدلالات الاستراتيجية لهذا التطور؟

من الواضح أن التطور في الصناعات العسكرية اليمنية، لا سيما في الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، يعكس رؤية استراتيجية لتغيير موازين القوى في الصراع، هذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهود مكثفة لتعزيز الردع السيادي وفرض معادلات جديدة في قواعد الاشتباك. على سبيل المثال، أدخلت القوات اليمنية أسلحة متقدمة للتصدي لحاملات الطائرات الأمريكية وقطع أساطيلها البحرية، وهو ما أكدته عمليات المرحلة الخامسة من التصعيد العسكري، الانسحاب الأوروبي، الذي وصفه المحللون الغربيون بأنه هزيمة ثقيلة، يبرز نجاح هذه الاستراتيجية.

* ما هو الدور الذي يلعبه الإنتاج الحربي اليمني في تعزيز قدرة الردع أمام التحالف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي؟

الإنتاج الحربي اليمني أصبح عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرة الردع. من بين الإنجازات الأبرز، امتلاك تقنيات الصواريخ الفرط صوتية، حيث يعد اليمن أول دولة عربية والخامسة عالميًا في هذا المجال.

صواريخ مثل “فلسطين 2″، “ذو الفقار”، و”حاطم”، أثبتت فعاليتها عبر تنفيذ ضربات دقيقة على مواقع استراتيجية.

كذلك، منظومة الصواريخ المجنحة “قدس 5″، المعروفة بقدرتها على التخفي وإحداث تدمير واسع النطاق، أصبحت جزءًا أساسيًا من الترسانة اليمنية.

على صعيد الطائرات المسيّرة، تم إدخال طائرات “يافا” و”صماد 4″، وهما الأكثر تطورًا عالميًا، ما يعزز القدرة الهجومية والدفاعية في آنٍ واحد.

الإنتاج الحربي اليمني يمثل عاملاً حاسماَ في تعزيز قدرة الردع الإقليمي والدولي

أما في المجال البحري، فقد شهدت القوات البحرية تطورًا نوعيًا، منها زوارق قتالية وألغام بحرية، بالإضافة إلى الغواصة القتالية المحورة عن الغواصة الأمريكية “سيريوس”، التي تم الاستيلاء عليها عام 2017، كل هذا يعكس تحولًا جذريًا في قدرة الردع اليمنية ضد التحالف الغربي والصهيوني.

* ما هي الرسائل التي تريد القوات اليمنية المسلحة إيصالها إلى العالم الغربي المساند لاسرائيل وحلفائها الإقليميين؟

اليمن اليوم يمتلك القدرة والإرادة على الدفاع عن سيادته وتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، العمليات العسكرية الأخيرة خاصة تلك التي استهدفت حاملات الطائرات الأمريكية، تثبت أن القوات اليمنية قادرة على مواجهة أعظم القوى العسكرية في العالم.

القوات اليمنية تدعو خصومها إلى قراءة التطورات العسكرية بعناية، وأخذ العبرة من الانتصارات المتحققة ومنها انتصار المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله على الكيان الصهيوني وحلفائه، كما تشير إلى أهمية الاعتراف بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه القوات المسلحة من حيث الكفاءة والخبرات التكتيكية والعقيدة القتالية.

ختامًا، القيادة اليمنية تؤكد أن الشعب اليمني، بقيادته وجيشه، يدرك طبيعة معركته المقبلة، وهو متمسك بإيمانه بعدالة قضيته، الشعب اليمني يستند إلى ثقافة الجهاد والاستشهاد، ما يجعله قوة لا يمكن كسرها، إذ يؤمن بأن النصر دائمًا بيد الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي القوات المسلحة الیمنیة التحالف الأمریکی العسکریة الیمنیة الکیان الصهیونی القوات الیمنیة قدرة الردع الیمنیة ا من خلال

إقرأ أيضاً:

استمرار العمليات اليمنية يفشل محاولات وقف اسناد غزة

يمانيون../
لن تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، بهذه العبارة تختتم القوات المسلحة بيانات عملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني وداعميه، وهي رسالة قوية وواضحة تقطع الطريق أمام كل ضغوطات ومحاولات الأعداء لاحتواء الموقف اليمني المساند لغزة أو التأثير عليه.

تحرص القوات المسلحة اليمنية أيضا على تذييل كل بياناتها بالآية الكريمة “والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير” لتؤكد بذلك أن اليمن قيادة وشعبا وجيشا لا يخشون في موقفهم هذا إلا الله، وأنه تعالى هو حسبهم، ومن يتوكلون عليه ويثقون بنصره، لأن النصر الحقيقي لا يكون إلا من عند الله.

فمعنى حسبنا الله هو الإيمان والثقة المطلقة بأنه سبحانه وتعالى هو الكافي بقدرته وعظمته وجلاله والقادر على دفع كل هم وخطر، وكل عدو، وهذا ما يجسده الشعب اليمني المؤمن والواثق بوعد الله تعالى.

إلى جانب ذلك يظل شعار “عاش اليمن حرا عزيزا مستقلا.. والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة” حاضرا في نهاية تلك البيانات العسكرية التي يظل ينتظرها كل اليمنيين الأحرار بفارغ الصبر كونها تمثل شفاء لصدورهم المليئة بالغضب والسخط ضد العدو الصهيوني المجرم، الذي يواصل إبادة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بكل وحشية منذ قرابة سنة وشهرين إشباعا لغريزته في القتل وتعطشه لسفك دماء الأطفال والنساء والمدنيين، والذين لا يمر يوم دون أن يقتل ويصيب العشرات منهم.

وفي كل مرة تعلنها القوات المسلحة اليمنية مدوية وبملء الفم بأن تنفيذ هذه العمليات يأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردا على جرائم العدو الإسرائيلي المستمرة بحق الأشقاء في قطاع غزة، متحدية بذلك كل الحسابات والمخاوف التي تضع لها أنظمة وشعوب الأمة ألف حساب وتجعلها تتنصل عن واجبها ومسؤوليتها الدينية والأخلاقية والإنسانية في نصرة شعب فلسطين المسلم الشقيق خوفا من أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما.

هنا يتجلى المعنى الحقيقي للحرية والاستقلال التي يتميز بها الشعب اليمني في ظل قيادته الحكيمة والشجاعة التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم من مكانة، وحققت له الانتصارات العظيمة، وهذا يمثل ترجمة فعلية لشعار “عاش اليمن حرا عزيزا مستقلا.. والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة”.

وفي آخر تلك العمليات البطولية وغير المسبوقة في تاريخ الأمة أعلنت القوات المسلحة أنها استهدفت مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي في البحر العربي وخليج عدن.

العملية التي اشتركت فيها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت بستة عشر صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة.

جاءت عملية استهداف المدمرة والسفن الأمريكية بعد ساعات فقط من إعلان القوات المسلحة عن عملية نوعية ضد هدف حيوي في منطقة “يافا” المحتلة التي تمثل عمق العدو الصهيوني بصاروخ فرط صوتي نوع فلسطين 2، والذي أصاب هدفه بنجاح.

وكانت وسائل إعلامية تابعة للعدو تحدثت عن إصابة العديد من الصهاينة، صباح أمس الأحد، خلال تدافعهم نحو الملاجئ بعد دوي صافرات الإنذار عقب إطلاق صاروخ باليستي من اليمن.

بدورها باركت لجان المقاومة الفلسطينية قصف القوات المسلحة اليمنية للعمق الصهيوني “تل أبيب” بصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي والذي قالت “إنه يبدد أوهام وأحلام مجرم الحرب نتنياهو وقادة الكيان المجرم بتفكيك وفصل الساحات”.

وذكرت في بيان لها أن القصف اليمني للعمق الصهيوني يفقد الكيان ومستوطنيه الشعور بالأمن والاستقرار ويؤكد المأزق الاستراتيجي الذي وضعتهم بها قيادتهم المتطرفة من أجل مصالحها السياسية والشخصية.

كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية، القصف الصاروخي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الغاصب، واعتبرته تأكيدا على مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية في ظل صمت وتواطؤ دولي وتخاذل عربي وإسلامي.

وتوعدت القوات المسلحة في بيانيها بمضاعفة عملياتها العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة مادام العدو الصهيوني مستمرا في ارتكاب الجرائم في قطاع غزة، معتبرة ذلك جزءا من تأدية الواجب الديني والأخلاقي والإنساني المتمثل في نصرة وإسناد المجاهدين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأمام الموقف اليمني المتعاظم تتوالى الاعترافات الأمريكية والغربية بحالة العجز التي وصلت إليها ما تسميها معركة القوات الأمريكية ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر والتي وصلت بعد نحو عام إلى طريق مسدود وخطير حد وصفها.

وبين الحين والآخر تشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الرد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ومن خلفها تحالف بحري غربي لمنع الهجمات التي تنفذها القوات اليمنية فشل في تحقيق أي من أهدافه، كما أن العمليات الجوية الأمريكية البريطانية على اليمن لم يكن لها أي تأثير على القدرات العسكرية التي بات يمتلكها اليمن.

أصبحت القوات المسلحة اليمنية تشكل تحديا مباشرا لرأس الشر والطغيان أمريكا، وجعلت من اليمن لاعبا رئيسيا في المنطقة ومن أبرز القوى المناهضة لأمريكا في الشرق الأوسط، خصوصا وأن اليمن بموقعه الاستراتيجي المسيطر على البحر الأحمر كأحد أهم طرق الشحن العالمي، يمثل امتيازا كبيرا وسلاحا قويا من شأنه إضعاف الهيمنة الأمريكية التي ظلت سائدة لعقود من الزمن.

مقالات مشابهة

  • لا سقوف لمساندة غزة.. تصعيد نوعي وكمي في العمليات العسكرية اليمنية
  • اعترافٌ أمريكي .. المدمّـرة “ستوكديل” تعرضت لثلاث هجمات يمنية خلال شهرين
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية ضد العدو الإسرائيلي بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق
  • شاهد | العمليات اليمنية تثبت فشل العدوان على اليمن.. وأمريكا بمثابة “حمار أعرج”
  • استمرار العمليات اليمنية يفشل محاولات وقف اسناد غزة
  • “نيويورك تايمز”: الجيش الإسرائيلي يوسع وجوده ويبني قواعد في وسط غزة (صور)
  • محمد بن راشد يشهد “وقفة ولاء” أضخم عرض اصطفاف لمنتسبي القوات المسلحة
  • “مجلس الشورى” يبارك عمليات القوات المسلحة في يافا والبحر العربي وخليج عدن
  • موقع “Tradewinds”: الهجوم المتجدد من اليمن على السفن الأمريكية يدل على عدم تراجع القدرات العسكرية اليمنية