الجيش السوري يشن هجوما مضادا لصد الفصائل المعارضة قرب حماة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
بيروت (لبنان) "أ ف ب": أطلق الجيش السوري اليوم هجوما مضادا شمال حماة في وسط البلاد لإبعاد الفصائل المعارضة المسلحة التي اقتربت من المدينة بعد أسبوع على بدئها هجوما هو الأكبر منذ أعوام.
وبعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة الثلاثاء إلى "أبواب" حماة، وهي مدينة استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة نحو 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت حماة، رابع أكبر مدينة سورية، مذبحة عام 1982 على أيدي الجيش أثناء قمع تمرد مسلح.
ورغم مرور عقود، لم تلتئم ندوب تلك المذبحة التي دفعت بآلاف السوريين إلى المنفى.
كما شهدت المدينة أكبر التظاهرات في بداية الانتفاضة المؤيدة للديموقراطية عام 2011 والتي أشعل قمعها الحرب الأهلية.
"أصوات مرعبة"
اندلعت الأربعاء "اشتباكات عنيفة" بين الجيش وفصائل المعارضة في شمال شرق حماة وشمال غربها، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقال وسيم (36 عاما)، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، لوكالة فرانس برس "الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح".
وأضاف "بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه. تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ أربعة أيام".
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن قوات النظام التي لم تبد مقاومة تذكر في حلب، شنت "بعد منتصف الليل هجوما مضادا" تحت غطاء جوي في منطقة حماة، وصدت المهاجمين.
وقد أبلغ المرصد الذي يتخذ مقرا في بريطانيا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، عن حدوث نزوح كبير للسكان في هذه المنطقة، كما نزح عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق شمال حلب وإدلب.
وتصاعدت الثلاثاء سحب دخان أسود من بلدة صوران على مسافة نحو 20 كيلومترا شمال حماة حيث أظهرت صور لوكالة فرانس برس مدنيين ينزحون في شاحنات ومقطورات، بينما كان مقاتلو المعارضة يلوحون بأسلحتهم، ويقومون بدوريات في شاحنات خفيفة.
تحركات دبلوماسية
هذه المعارك التي خلفت 602 من القتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 104 مدنيين، بحسب المرصد، هي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا.
ومن بين القتلى 299 مقاتلا من هيئة تحرير الشام الإسلامية المتشددة التي تقود الهجوم مع فصائل متحالفة معها، و199 جنديا ومقاتلا مواليا لحكومة الرئيس بشار الأسد، وفق المرصد.
في هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية اليوم أن روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين لدمشق، وكذلك تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة، على اتصال وثيق لتحقيق استقرار الوضع في سوريا.
وتنقسم سوريا المدمرة جراء الحرب الأهلية التي خلفت نصف مليون قتيل، إلى عدة مناطق نفوذ.
بدأ الهجوم الخاطف الذي تقوده هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في 27 نوفمبر، بعدما عمّ هدوء نسبي منذ العام 2020 مناطق الشمال الغربي بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار رعته أنقرة وموسكو.
وفي غضون أيام قليلة، سيطرت الفصائل المعارضة على مساحات واسعة من شمال سوريا وجزء كبير من حلب التي خرجت بالكامل عن سيطرة النظام للمرة الأولى منذ بداية الحرب الأهلية، ما يمثل انتكاسة كبيرة لقوات النظام المدعومة بالطيران الروسي.
وقالت إيران الثلاثاء إنها مستعدة "لدراسة" إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك.
مستشفيات مكتظة
في حلب، قال طالب طب يعمل في مستشفى الرازي لوكالة فرانس برس الثلاثاء "هناك تغيب كبير في الكادر الطبي في المشفى والأقسام تعمل بخمسين في المئة من قدرتها الاعتيادية على العمل".
وأضاف طالبا عدم الكشف عن اسمه "نحن نحاول الاستجابة لحالات الطوارئ، ونوفر المعدات".
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بوقوع "عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال" في الهجمات التي شنها المعسكران وأدت أيضا إلى تضرر مرافق صحية ومدارس وأسواق.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفيات حلب، التي ما يزال أقل من ثمانية منها تعمل، تعاني ضغوطا شديدة.
كما تضررت شبكة توزيع المياه، بحسب المجلس النروجي للاجئين.
وفي مواجهة هجوم الفصائل المعارضة، ندد الرئيس بشار الأسد الاثنين بـ"محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد".
بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، استعاد النظام جزءا كبيرا من البلاد عام 2015، وفي 2016 استعاد حلب بأكملها بعدما سيطرت فصائل معارضة على الجزء الشرقي منها عام 2012.
700 قتيل
ارتفعت حصيلة المعارك والقصف في سوريا مذ بدأت فصائل معارضة مسلّحة هجوما واسعا في شمال البلاد الأربعاء الماضي الى 704 قتلى، بينهم 110 مدنيين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.
وقال المرصد "منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" في 27 اكتوبر"، ارتفع عدد القتلى إلى 704 هم 361 مسلحا من هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها، و233 عنصرا من القوات الحكومية والمقاتلين الموالين لها، إضافة الى 110 مدنيين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفصائل المعارضة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تركيا قد تدرب الجيش السوري .. مصادر تكشف
سرايا - في أول زيارة لرئيس سوري إلى أنقرة، منذ نحو 15 عاماً، يلتقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفيما يتوقع أن تتناول المباحثات العديد من القضايا المتعلقة بسوريا، والعلاقات بين البلدين، كشفت مصادر مطلعة بعض التفاصيل.
قواعد جوية تركية
فقد أفادت أربعة مصادر مطلعة، وهي مسؤول أمني سوري ومصدران أمنيان أجنبيان موجودان في دمشق ومسؤول مخابراتي إقليمي كبير، أنه من المتوقع أن يجري الشرع محادثات مع أردوغان حول إبرام اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
كما كشفت أنه سيتم مناقشة مسألة تدريب تركيا للجيش السوري الجديد.
في البادية
وقال المسؤول المخابراتي الإقليمي والمسؤول الأمني السوري وأحد المصدرين الأمنيين الأجنبيين إن المحادثات ستتضمن إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في المنطقة الصحراوية
الشاسعة المعروفة باسم البادية.
كما أضافوا أن القاعدتين ستسمحان لتركيا بالدفاع عن المجال الجوي السوري في حالة وقوع أي هجمات في المستقبل.
فيما أوضح مسؤول في الرئاسة السورية أن الشرع سيناقش مع أردوغان "تدريب القوات المسلحة التركية للجيش الجديد، بالإضافة إلى مجالات الانتشار والتعاون الجديدة"، دون أن يحدد
مواقع الانتشار.
قلق قوات قسد
ولا شك أن مثل هذا الاتفاق إذا تم، سيثير قلق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أعلنت سابقا أنها توافق على تسليم أسلحتها والانضمام إلى الجيش السوري الجديد، بعد اتضاح شكل الحكومة المقبلة في البلاد والدستور.
فيما تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقسد، امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
يذكر أن السلطات التركية كانت دعمت المعارضة السورية المسلحة على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن.
كما شنت 3 عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية استهدفت اثنتان منها المقاتلين الأكراد، وإثر ذلك سيطرت على 3 مدن تقع شمال غربي البلاد وشرقها.
وبعد سيطرة الفصائل على دمشق مطلع شهر ديسمبر الماضي، اندلعت معارك بين القوات المدعومة من تركيا والقوات التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي.
يذكر أن رئيس المخابرات التركي، إبراهيم كالين، كان زار دمشق بعد أيام من الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.
كما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أول وزير خارجية يزور العاصمة السورية بعد سقوط الأسد.
هذا وتعهدت السلطات التركية سابقا بدعم إعادة الإعمار في سوريا، وعرضت المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية وصياغة دستور جديد وتزويد الكهرباء واستئناف الرحلات الجوية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #المنطقة#قطر#سوريا#تركيا#اليوم#الحكومة#الدولة#غزة#أحمد#الشعب#رئيس#الرئيس#القوات#شهر
طباعة المشاهدات: 1003
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 04-02-2025 02:12 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...