لوفيغارو: هكذا فقدت فرنسا نفوذها في أفريقيا
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
قررت تشاد -يوم الجمعة الماضي- إلغاء اتفاقيات الدفاع المشترك مع فرنسا على نحو مفاجئ، وطلبت رحيل ألف جندي فرنسي متمركزين في قاعدة نجامينا العسكرية، وأكدت السنغال في اليوم ذاته عزمها إنهاء وجود الجيش الفرنسي على أراضيها، لتكتمل القطيعة أو تكاد بين باريس وشركائها الأفارقة السابقين بعد الانسحاب القسري من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عام 2022.
هكذا لخصت صحيفة لوفيغارو -في تحقيق صحفي بقلم تانغي بيرتيميه ونيكولا باروت- حاولا فيه إلقاء الضوء على انهيار العلاقات بين فرنسا وأفريقيا، بعد أن بدت عام 2013 في أعلى مستوياتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سكان غزة تجاوزوا الجحيم ووعيد ترامب لن يحرر الأسرىlist 2 of 2خبراء: مقاطع فيديو الجنود الإسرائيليين أدلة على انتهاكات القانون الدوليend of listواليوم بعد طلب تشاد وعزم السنغال على إنهاء وجود الجيش الفرنسي على أراضيهما، بعد طرده من مالي والنيجر وبوركينافاسو، فلم يبق إلا بضع مئات من القوات في الغابون وكوت ديفوار، وحتى في منطقة القرن الأفريقي التي كانت شبه مستعمرة حتى التسعينيات، يتعايش الجيش الفرنسي الآن مع وحدة أميركية كبيرة وقاعدة صينية ووجود ياباني.
رمز لخسارة النفوذوليست البصمة المتبقية للقوات الفرنسية اليوم في أفريقيا -حسب تحقيق الصحيفة- في الواقع سوى الرمز الأكثر وضوحا لخسارة النفوذ والهيبة في المستعمرات السابقة، بعد أن لم ير أحد عام 2013 في مالي علامات التحذير التي رآها جنرال من قوة سيرفال قال "إن الجيش الأجنبي دائما ما يتحول عاجلا أم آجلا إلى جيش احتلال في نظر الرأي العام".
إعلانعندما أطلق الفرنسيون عملية سرفال العسكرية في مالي اعتقدوا أن بإمكانهم شن حرب بمفردهم على الجماعات المسلحة في منطقة الساحل وهزيمتها، ولكن العقيد داكو الذي يقود الجيش المالي في الشمال، بدا منزعجا من عدم إبلاغه بالغارة على تمبكتو، كما أن مصير كيدال عاصمة الشمال أزعج الرأي العام.
غير أن الفرنسيين تجاهلوا إشارات الانزعاج هذه، وقالوا إن الجيوش لم تكن تملك كل أوراق حل الأزمات في منطقة الساحل، خاصة أن جذورها سياسية واقتصادية، كما تجاهلوا أيضا الأجيال، التي تريد في أفريقيا أكثر من أي مكان آخر تأكيد سيادتها.
توسع الصراع
ومع أن "الدرع" العسكري الفرنسي كان من المفترض أن يبعد المسلحين في أقصى الشمال، فقد بدأ يتصدع، وبدل أن ينحصر الصراع في مالي، امتد ليصل إلى النيجر ثم بوركينا فاسو، التي لا تخفي المعارضة فيها انتقادها للجيش الفرنسي.
وبدا الجيش الفرنسي متغلبا ولكنه اتضح في نفس الوقت أنه غير قادر على التغلب على الجماعات المسلحة، و"التفسير الوحيد لذلك بالنسبة لشريحة من السكان -كما يقول خبير في حرب المعلومات- هو أن فرنسا لا تريد حقا هزيمة الجهاديين"، مما زاد من الحملات المناهضة لها.
ومع انتخاب إيمانويل ماكرون عام 2017، أصبح الوضع سيئا مما دعا الرئيس الجديد إلى السفر إلى مالي ودعوة هيئة الأركان العامة الفرنسية إلى اتخاذ "نهج جديد"، كما أنه كان منزعجا من مماطلة الحكومات الأفريقية التي تقترب من فرنسا ولم تدرك الأخيرة أن هذه الدول بحاجة إلى الدعم.
شعور بالإهانةثم كان مقتل 13 جنديا فرنسيا في عملية بمالي عام 2019 بمثابة صدمة، أعلن على إثرها ماكرون عقد قمة مع شركاء فرنسا في منطقة الساحل، وقال في لهجة غير مناسبة "أتوقع من دول الساحل الخمس أن توضح وتضفي الطابع الرسمي على طلبها هل يريدون حضورنا؟".
ويشعر نظراء ماكرون الأفارقة بالإهانة عندما استدعاهم مثل المرؤوسين لكنهم لبوا الدعوة، وبعد بضعة أسابيع، أعلنت فرنسا عن "زيادة" في عدد القوات لمحاولة تحقيق تأثير عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، ولكن الزيادة فشلت في هزيمة الجماعات المسلحة.
إعلانواندلع الانزعاج الشعبي من الحرب الدموية التي يبدو أنها لن تنتهي أبدا، وعندما استولى العقيد الشاب عاصمي غويتا على السلطة عام 2020 حللت الحكومة الفرنسية فورة الغضب هذه بشكل سيئ للغاية، وتجاهلت البعد المناهض لفرنسا معتقدة أن ظهور الضابط سيدفع بالإصلاحات إلى الأمام.
ولكن بسرعة كبيرة، تبنى المجلس العسكري خطابا نقديا حول تصرفات "إخوان السلاح" الفرنسيين، وفكرت باريس في "إضفاء الطابع الأوروبي" على التدخل لكسر العزلة التي تجعلها هدفا للنقد، دون أن تفهم الحالة الذهنية للسادة الجدد في باماكو.
عمى فرنسي
اعتقدت فرنسا أنها قادرة على التراجع إلى النيجر، لكن إعادة تنظيم عملية برخان العسكرية لا يوقف ديناميكية الظواهر الاجتماعية العميقة وعدم الاستقرار السياسي والخطاب المناهض لفرنسا الذي أصبح خطاب السلطات الرسمية في منطقة الساحل، وهكذا استولى ضباط آخرون على السلطة في بوركينا فاسو ثم آخرون في النيجر، ولم ير الفرنسيون شيئا، مما يكشف عن عمى مثير للقلق، كما يقول تحقيق لوفيغارو.
اعتقدت فرنسا أنها قادرة على التراجع إلى النيجر. لكن: الظواهر الاجتماعية العميقة، وعدم الاستقرار السياسي، والخطاب المناهض لفرنسا الذي أصبح خطاب السلطات الرسمية في منطقة الساحل. وفي أعقاب الانقلاب في مالي، استولى ضباط آخرون على السلطة فعليا في بوركينا فاسو أولا، ثم في النيجر. لم ير الفرنسيون شيئًا قادمًا، مما يكشف عن عمى مثير للقلق.
وأشار التحقيق إلى أن هذا الانسحاب القسري من دول الساحل لم يكن سوى بداية الهزيمة، إذ يقول ضابط كبير متخصص في المخابرات في أفريقيا، إنه يجب على الفرنسيين تقليل ظهورهم، وما يحدث هناك سوف يتذكره الفرنسيون أولا وقبل كل شيء لأسباب تتعلق بالهجرة، ثم لأن أفريقيا ستكون في المستقبل موطنا لمركز ثقل "الإرهاب"، وأخيرا لأنها منطقة صراع بين القوى الكبرى.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی منطقة الساحل الجیش الفرنسی فی أفریقیا فی مالی
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.