الإسكان الفاخريغير ملامح العاصمة الأفغانية الى الوجه المشرق
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
كابول"أ. ب": في مدينة عانت كثيرا وتكافح للعودة، يسعى رجل يدعى أميد الله لتحقيق ثروة.
يعمل أميد الله وكيل العقارات في كابول على بيع فيلا تجمع بين اللونين الأبيض والذهبي مكونة من تسع غرف نوم وتسعة حمامات في العاصمة الأفغانية. على قمة السطح تبرز كتابة عربية متلألئة تغري المشترين والوسطاء بعبارة "ما شاء الله".
تعرض الفيلا بسعر 450 ألف دولار، وهو رقم مذهل في بلد يعتمد أكثر من نصف سكانه على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، حيث لا يمتلك معظم الأفغان حسابات مصرفية، والقروض العقارية نادرة. ومع ذلك، فإن العروض تتوالى.
يقول أميد الله: "إن القول بأن الأفغان لا يملكون المال أمر محض خيال.فلدينا رجال أعمال كبار يمتلكون مشاريع ضخمة في الخارج. هناك منازل هنا تقدر قيمتها بملايين الدولارات." في كابول، يحدث أمر غريب يساهم في تعزيز سوق العقارات الفاخرة. ويبدو أن السلام هو العامل الذي يدفع أسعار العقارات إلى الارتفاع.
الكثيرون يعودون إلى وطنهم
يعود أشخاص قضوا سنوات في العيش والعمل بالخارج إلى ديارهم، متحمسين للاستفادة من الأمن والاستقرار الكبيرين اللذين حققتهما البلاد بعد عقود من الحرب والدمار وتدهور البنية التحتية. من بينهم الأفغان الذين يفرون من حملات الترحيل في إيران وباكستان، حاملين معهم أموالهم.
والقروض العقارية نادرة في أفغانستان لأنه ليس لدى البنوك الودائع اللازمة لتسهيل الإقراض. لذلك، يشتري الأفغان العقارات نقدا أو يستخدمون خيار "الجيروي"، وهو ترتيب يقوم فيه شخص بتقديم مبلغ ثابت لمالك عقار مقابل العيش في عقاره والبقاء هناك حتى يعيد المالك المبلغ. ووفقا لوكيل عقارات آخر، هو غلام محمد حقدوست، كان الأشخاص يخشون الاستثمار في كابول قبل استيلاء طالبان على السلطة. لكن حكام البلاد الجدد خلقوا ظروفا أفضل لسوق العقارات بعدة طرق.
وأصبحت المدينة أقل عنفا منذ أن انتقلت طالبان من التمرد إلى السلطة وانسحبت القوات الأجنبية، رغم أن المركبات المصفحة ونقاط التفتيش والمجمعات العسكرية لا تزال من المشاهد المألوفة.
فقد تعهدت طالبان، المعروفة بشدتها في البيروقراطية المعقدة، بالقضاء على الفساد وتنظيم الأمور القانونية والتجارية. وهذا يعني عدم الحاجة للتعامل مع أمراء الحرب أو دفع الرشاوى للمسؤولين المحليين عند شراء الأراضي أو تنفيذ مشاريع البناء.
ويبدي حقدوست سعادته بسهولة وسرعة إنجاز الأمور تحت الإدارة الجديدة.
وقال: "ارتفعت أسعار المنازل بنسبة تقارب 40%". وأضاف: "خلال السنوات الثلاث الماضية، بعنا ما يقارب 400 عقار. لم يكن الوضع كذلك من قبل".
أوقات مزدهرة للمطورين
وباتت الأعمال مزدهرة بالنسبة لحقدوست، حيث يوظف 200 شخص في قسم الإدارة، بما في ذلك نساء يتعاملن حصريا مع الزبونات، بالإضافة إلى حوالي ألف شخص في قسم البناء التابع لشركته.
وقال إن معظم الزبائن يصطحبون زوجاتهم عند معاينة العقارات، لأن القرار في شراء العقارات يعود غالبا للنساء، حتى في بلد يتهم بقمع النساء وسلبهن السلطة. وأضاف حقدوست: "السلطة الحقيقية في المنزل بيد النساء، وهن من يقررن شراء المنزل أم لا".
أوضح أميد الله وحقدوست أن الزبائن يفضلون أن تحتوي المنازل على حديقة وصالة رياضية وساونا ومسبح وأماكن للضيوف ومطبخ واحد على الأقل. فالضيافة جزء أساسي من الثقافة الأفغانية، وهذا التقليد ينعكس في تصميم المنازل. وعادة ما يستضيف الأفغان أصدقاءهم أو أفراد عائلتهم الزائرينفي منازلهم بدلا من الفنادق أو المطاعم.
وأشار حقدوست إلى أن غالبية زبائنه يعيشون في الخارج، وأن أذواقهم العالمية تؤثر على تصميم المنازل من الداخل. فهم يرغبون في إضافات جديدة مثل طاولات الطعام والأسرة، في حين أن المعتاد في أفغانستان هو النوم وتناول الطعام على الأرض. كما أن أفراد الشتات الأفغاني يفضلون الشقق المصممة خصيصا لتوفير وسائل راحة مثل التدفئة المركزية والنوافذ مزدوجة الطبقات والمصاعد.
ولتعزيز جاذبية المدينة وتحسين ظروف العيش فيها، تعمل السلطات البلدية على بناء وصيانة الطرق وتركيب أعمدة الإنارة وزراعة الأشجار وإزالة النفايات. كما أنها تطور خططا لتعزيز الإسكان الميسور وتشجيع تملك المنازل.
وهذا أمر ضروري، إذ كان عدد سكان كابول حوالي 500 ألف نسمة في بداية الألفية، لكنه تجاوز الآن 5 ملايين نسمة. ولا تزال بعض الأحياء مزدحمة وصاخبة نتيجة لذلك، على الرغم من جهود البلدية لتحسين البيئة الجمالية للمدينة.
واحة خارج العاصمة الأفغانية
يتوجه أولئك الذين يستطيعون تحمل التكاليف إلى خارج المدينة. وهناك، على أطراف خزان قرغة، تقع بعض من أكثر المنازل فخامة وغلاء في كابول.
أحد هذه المنازل يشبه مسجدا مزخرفا، بينما يذكر آخر بتصميم جريء يشبه مخبأ أحد أشرار أفلام جيمس بوند، مع تصميمه الحاد وبروزه من التلال. يقول السكان المحليون إنه يعود لرجل أعمال تركي ثري يزور المكان بين الحين والآخر ولا يفصحون عن اسمه.
وتطل هذه المجموعة من الحدائق المصممة بعناية والتراسات المزخرفة على البحيرة، وهي واحدة من أجمل المعالم الطبيعية في العاصمة. ومنذ تولي طالبان السلطة، أصبحت المنطقة في الغالب مخصصة للرجال فقط. وتتوقف النساء هناك لفترات قصيرة مع عائلاتهن، لكنهن عادة لا يبقين طويلا بسبب وجود رجال وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نقاط التفتيش المحيطة بالبحيرة.
يحاول أراش أسد بيع عقار عمه، الذي يمتد على مساحة حوالي أربعة آلاف متر مربع (43 ألف قدم مربع) من الأرض. يتمتع العقار بإطلالات مفتوحة على الخزان وجبال باغمان عند سفح سلسلة جبال هندوكوش الهيمالايا. والسعر المطلوب 800 ألف دولار. وهناك مبان جانبية على أحد الأطراف ومنطقة سكنية في وسط الأرض يتوجها سقف أزرق ساطع. ومعظم العقار مغطى بصفوف من الزهور وأشجار الكرز، إلى جانب عدد من طيور الكركي التي تعد جزءا من الممتلكات.
وقال أسد: "الحدائق مهمة جدا للأفغان. وينحدر كثير منهم من القرى. وعندما ينتقلون إلى المدن، يريدون الاحتفاظ بذكرى ماضيهم لأنها تبقى معهم". وداخل منطقة المعيشة ذات الجدران الزجاجية، يجلس عمه متأملا منظر الماء. وتفضل عائلة أسد تحويل العقار إلى مشروع تجاري بدلا من بيعه. ولكن وكيل العقارات يتلقى العديد من المكالمات والرسائل خلال الرحلة التي تستغرق 30 دقيقة من وسط كابول. وقد أثارت صور العقار على وسائل التواصل الاجتماعي اهتماما كبيرا.
وقال أسد: "يعتقد الأشخاص أن هذا البلد بلا وظائف ولا اقتصاد". وخارج السيارة، تغرب الشمس فوق الخزان بينما تتوجه سيارات مليئة بالرجال إلى ضفاف البحيرة. وأضاف: "لكن الأفغان قد جمعوا أموالهم، سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، على مر السنين. لن تصدق ذلك".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی کابول
إقرأ أيضاً:
أمانة العاصمة تُحيي جمعة رجب بفعالية ثقافية وخطابية
الثورة نت|
احتفلت أمانة العاصمة صنعاء، اليوم، بعيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، تحت شعار “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، بفعالية مركزية وخطابية.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمجلس المحلي شرف الهادي، أشار رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس المحلي بالأمانة حمود النقيب، إلى اعتزاز وفخر أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الدينية العظيمة ذكرى دخولهم دين الله أفواجا.
وأكد أهمية الاحتفاء بجمعة رجب التي تجسد ارتباط اليمنيين بهويتهم الإيمانية ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتاريخ الإسلامي، والذين دخلوا الإسلام طواعية وحباً على يدي مبعوث الرسول الكريم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وأوضح النقيب، أن اليمنيين هم أصل المدد والنصرة وقادة الفتوحات الإسلامية منذ فجر الدعوة، ونصروا الرسول الأعظم وحملوا راية الإسلام ونشروه في أصقاع المعمورة.
ولفت إلى ضرورة إقامة الفعاليات والأنشطة الاحتفالية المختلفة، لترسيخ الهوية الإيمانية لأبناء الشعب اليمني وتعزيز مواقفهم المشرفة في نصرة الدين والمستضعفين وقضايا الأمة.
فيما استعرض وكيل الأمانة لقطاع التعليم والشباب محمد البنوس ومدير بحوث التنمية والتدريب بالأمانة عبدالله الكول، فضائل جمعة رجب، وأدوار أبناء اليمن المشرفة في نصرة الرسول الأعظم والإسلام والمسلمين ومواجهة الأعداء منذ بداية الدعوة الإسلامية وحتى اليوم.
ونوها بمكانة جمعة رجب التي خص الله تعالى بها أهل اليمن بدخولهم الإسلام، استجابةً لدعوة رسوله الكريم صلوات الله عليه وآله التي حملها مبعوثه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.. مؤكدين أهمية التمسك بالهوية والمجد التاريخي للأجداد والأنصار الذين أوصلوا الإسلام إلى أصقاع الأرض.
وأكد البنوس والكول، أن إحياء مناسبة جمعة رجب محطة مهمة لترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية والجهادية، وارتباط الشعب اليمني بالرسول الأعظم، وتعزيز الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
بدوره أوضح الناشط الثقافي ضيف الله الجرادي، أن الجمعة الأولى من رجب محطة تاريخية وهوية إيمانية، سجل اليمن في صفحته البيضاء تاريخ هويته وأصالته وانتمائه وتوجهاته وقيمه وأخلاقه ومبادئه وعزته، فيجب أن تبقى هذه الصفحة بارزة لرجال ونساء وكبار وصغار اليمن.
وأشار إلى أن مواقف اليمن بقيادته الحكيمة وشعبه العظيم في نصرة الشعب الفلسطيني إسناد طوفان الأقصى وهزيمة الأعداء، هو ثمرة من ثمار الإيمان والانتماء والهوية الإيمانية.. مبيناً أهمية ترسيخ هذه الهوية في النفوس والتفاعل الجاد في إحياء هذه المناسبة.
وأكد أن اليمنيين ارتبطوا بالإسلام بلا سيف ولا قوة كما كانوا مع النبي سليمان، واسلموا للإمام علي عليه السلام بمجرد رسالة، ومعالم هذا الإسلام والدين العظيم بات يحقق ويتحقق لليمنيين منه وهو ما نحن عليه اليوم.
ولفت الجرادي، إلى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، بعث إلى اليمنيين أكرم وأعظم شخص يحبه والأقرب إليه والأول ايماناً بالرسول وكتاب الله، هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، والذي يعبر عن مكانة أهل اليمن لدى رسول الله.. مبيناً أن الإسلام نبت في الأوس والخزرج وحظوا بأعلى وسام وأكبر شرف لنصرة الدين والرسول الأعظم والعطاء والتضحية في سبيل الله.
وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله عبر عن مكانة اليمنيين لديه حين قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، واستمرت هذه المكانة والعلاقة بالقرآن والمنهج القويم، وارتباط أهل اليمن بالهوية الإيمانية وبأعلام الهدى على امتداد التاريخ.
وتطرق الناشط الثقافي، إلى أن من نعم الله أن تكون هوية الشعب اليمني هي الهوية الإيمانية، والإيمان هو قيم ومبادئ وأخلاق ونصرة، ونرى هذه الهوية تتجسد في ميادين وساحات الحرية والجهاد في العاصمة والمحافظات المناصرة للشعب الفلسطيني والمقدسات.
تخلل الفعالية التي حضرها عدد من وكلاء الأمانة والوكلاء المساعدين ومديرو المكاتب التنفيذية والمديريات وقيادات محلية وتنفيذية، قصيدة شعرية معبرة عن الاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة.