تسونامي الأمراض النفسية في “إسرائيل”
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
الثورة نت/..
قال رئيس لجنة الصحة في الكنيست “الاسرائيلي” يوني ميشراكي (من حركة “شاس”) إن “الأزمات النفسية التي اندلعت في تلك الساعات “الرهيبة” (عملية 7تشرين الأول/أكتوبر 2024) لا تزال تصاحب المجتمع “الإسرائيلي” إلى اليوم”، وأضاف “لقد نجحنا في إضافة ميزانية كبيرة – ولكنها ليست كافية – إلى البرنامج” الوطني” لمنع الانتحار، ومن واجبنا أن نستمر في الاهتمام بهؤلاء الأشخاص”.
ودعا وزارة التربية والتعليم إلى إضافة موازنة لبرنامج ما يُسمّى “واخترتَ الحياة”، وعدم الاكتفاء بالميزانية المحوّلة إليها من وزارة الصحة.
واقع حالات الانتحار في الكيان
بدورها، مديرة العلاقات الحكومية والبرامج “الوطنية” في وزارة الصحة في كيان العدو ميري كوهِن صرّحت “رغم الحرب لا يوجد ارتفاع في عدد المنتحرين في “إسرائيل”، لكن مع عودة الحياة الطبيعية – هناك خوف من حدوث انتحار”.
وتابعت “ينتحر شخص واحد على الأقل كل يوم في “إسرائيل”، في حين أن هناك فعليًا عدم إبلاغ عن حالات الانتحار، بسبب تسجيل أسباب أخرى للوفاة”، وأشارت الى أن “حوالي 400-500 شخص ينتحر في “إسرائيل” كل عام، ويتم الإبلاغ عن حوالي 7000 محاولة انتحار تصل إلى غرف الطوارئ كل عام”، وأوضحت أن “ميزانية برنامج الوقاية من الانتحار تبلغ 15.7 مليون شيكل لعام 2024، يضاف إليها 2 مليون شيكل بعد نشاطات لجنة الصحة”.
وذكرت كوهن أن أنشطة البرنامج تتمثّل في: التعاون مع 8 وزارات حكومية وعشرات الجمعيات و20 مؤسسة للتعليم العالي ونحو 200 سلطة محلية؛ وبرنامج مماثل في 4 صناديق صحية؛ والحفاظ على الاستمرارية العلاجية؛ وتدريب آلاف المعالجين وعلماء النفس والأخصائيين النفسيين وأطباء؛ الدعم في 22 مركز أزمات؛ و8 مراكز مساعدة للعائلات الثكلى و120 مركزًا للمعالجة الزوجية والعائلية وغيرها.
تسونامي صحة نفسية
البروفيسور غيل زلتسمان، رئيس ما يُسمّى المجلس “الوطني” لمنع الانتحار، حذّر من ناحيته من “تسونامي صحة نفسية”، إذ شهد العام الماضي زيادة بنسبة 40٪ في التوجه إلى مراكز الأزمات والصحة النفسية في العام الأخير، وأعرب عن خشيته من حدوث “تسونامي” في مجال الصحة النفسية، ومن زيادة في عدد حالات الانتحار مع انتهاء الحرب.
ودعا إلى الحدّ من الأسلحة النارية للمستوطنين، وإضافة سؤال على استمارة طلب ترخيص الأسلحة النارية: “هل فكرت يوما في الانتحار؟”، وطالب بإضافة المعالجين وزيادة رواتب الأخصائيين النفسيين، وزيادة الميزانية من 2.5 إلى 5 مليون شيكل لبرنامج “فاخترت الحياة” الذي يعمل في وزارة التربية والتعليم – والذي أثبت في العالم قدرته على منع الانتحار.
تعزيز المناعة النفسية
أمّا حغاي حرمش، مدير ما تُسمّى جمعية “من أجل الحياة”، فحذّر من الانتظار الطويل لموعد معالجي الصحة النفسية، ومن الأحكام المسبقة السلبية حول الموضوع، بينما تحدثت ميشال إنغلرت، مديرة قسم علم النفس التربوي في وزارة التربية والتعليم في الكيان، عن أنشطة “واخترت الحياة”، وتعزيز المنعة وتشخيص الأطفال المعرضين للخطر في هذا الموضوع، مع تدريب 3550 مستشارة تربوية حول الموضوع، ومشاركة 5000 طالب من طلاب الصف التاسع أيضًا سنويًا.
وحذرت راز غوروتسكي، ممثلة مجلس الطلاب من تشخيص متأخر وقلة المرشدات التربويات.
مراكز علاجية لجنود الاحتلال
كذلك تحدّث المقدم كرمل كيلا، رئيس قسم عيادي في شعبة التكنولوجيا واللوجستيات، عن مراكز علاجية للجنود النظاميين والاحتياط فلي جيش الاحتلال، والتحضير النفسي قبل القتال وإجراءات المعالجة بعده، فضلاً عن تدريب دورة مخصصة في هذا الموضوع للضباط للكشف عن علامات أزمة وواجب التكافل المتبادل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الصحة النفسية للشباب ووسائل التواصل الاجتماعي
الصحة النفسية للشباب تعني حالة من الرفاهية يستطيع من خلالها الشباب أن يدركوا إمكانياتهم ويتعاملوا مع ضغوط الحياة اليومية ويعملوا بشكل منتج ومثمر ويشاركوا في نشاطات مجتمعهم بفعالية واهتمام. وتتضمن الصحة النفسية القدرة على التعرّف على المشاعر وإدارتها بشكل سليم، وإقامة علاقات صحية وتفاعل إيجابي مع الآخرين، والقدرة على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات وتحقيق التوازن في الحياة والشعور بالرضا عن الذات.
والصحة النفسية الجيدة تساعد الشباب في تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وتؤثر بشكل مباشر في قدرة الشباب على التركيز والتعلم، وتمنح الفرد أدوات للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية والتحديات، مما يقلل من احتمالية حدوث مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ويعزز من القدرة على التفاعل بفعالية وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
لكن تعزيز الصحة النفسية للشباب يتطلب الدعم من الأسر والمدارس والجامعات والمجتمع، من خلال توفير بيئات آمنة وتعزيز الوعي بالصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي عند الحاجة. وفي عصرنا الراهن، تسهل وسائل التواصل الاجتماعي البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، كما توفر منصات التواصل الاجتماعي مجتمعات دعم للشباب الذين يمرّون بمواقف صعبة أو يحتاجون إلى المشورة، وكذلك توفير مصادر متنوعة للمعلومات التعليمية والتوعية الصحية التي يمكن أن تكون مفيدة.
لكن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من مستويات القلق والاكتئاب، خاصة عند مقارنة الشباب حياتهم بما يرونه في حسابات الآخرين. كما يمكن أن يكون الشباب عرضة للتنمر الإلكتروني، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، مع قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا الاستخدام المفرط يؤدي إلى الإدمان، مما يؤثر على النشاطات اليومية والعلاقات الاجتماعية. لذلك يجب تحقيق التوازن بين الوقت المخصص لوسائل التواصل الاجتماعي والنشاطات الأخرى، وينبغي استخدام إعدادات الخصوصية بشكل صحيح للحد من التعرض للمحتوى السلبي أو التنمر، ومتابعة الحسابات التي تلهم وتوفر محتوى إيجابيًا، وإلغاء متابعة أو كتم الحسابات التي تسبب الضيق أو الضغط، مع أخذ فترات استراحة منتظمة من وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يساعد في تحسين الصحة النفسية.
ولا بد من تقليل الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب، واتخاذ خطوات واعية ومتكاملة في سبيل تحقيق ذلك، والعمل على تعزيز قدرة الشباب على تحقيق النجاح والرفاهية في جميع جوانب حياتهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.