أغنيات وطنية تعبِّر عن الولاء والانتماء
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
حرص صنّاع الأغنية المحلية على مدى التاريخ على تنفيذ أغنيات وطنية تعبِّر عن الولاء والانتماء إلى الوطن، والفخر والاعتزاز به، لتقديمها في المناسبات الوطنية لدولة الإمارات، ولطالما شكل عيد الاتحاد مشهدية وطنية خاصة تعزز الهوية، وتغرس روح المسؤولية بالتكاتف المجتمعي والتلاحم الوطني بين أبناء الإمارات.
وفي مناسبة 2 ديسمبر من كل عام، يجتمع صناع الأغنية من شعراء وملحنين ومطربين وموزعين، لتنفيذ أغنيات واختيار أجمل الكلمات وعزف أعذب الألحان، تسهم في بناء جسر فني كنوع من المشاركة في حب الوطن، وتعبيراً عن ولائهم وحبهم للإمارات.
حضور قوي
وحققت الأغنية الوطنية حضوراً قوياً في المشهد الفني، في الستينيات والسبعينيات، من خلال إبداعات الفنان الراحل جابر جاسم، الذي قدم العديد من الأغنيات الوطنية التي لا تزال محفورة في الذاكرة، والتي أسهمت في غرس روح الولاء والانتماء، ومنها «للإمارات أغني»، «اسم الإمارات يا بلادي» و«يا بلادي يا موطن أجدادي».
مدرج خورفكان
الفنان ميحد حمد، الذي يشارك ضمن احتفالات عيد الاتحاد الـ 53، بإحيائه حفلاً على مدرج خورفكان بالشارقة يوم 1 ديسمبر، اشتهر برائعته «الله يا دار زايد» التي تغنى بها بعض الفنانين في مختلف المناسبات الوطنية، وقدم خلال مسيرته مجموعة من الأغنيات الوطنية المتميزة بينها: «فرحة وطن»، «رموز العز»، «أجمل بلد»، «الوطن» و«داري علمها».
دور الفن
الشاعر علي الخوار يحرص دائماً على وجوده وحضور الفنان الإماراتي في المناسبات الوطنية، خصوصاً عيد الاتحاد، حيث يبدع بأنامله في كتابة أغنيات وأوبريتات وطنية تؤكد دور الفن في ترسيخ معاني الولاء والانتماء. وقد تعاون في العديد من الأغنيات مع نخبة من الفنانين، أبرزها: «في القلب حبك ترسخ يا بلادي»، لميحد حمد الذي غناها ولحنها عام 1989، و«عشق القلوب» و«كلي فخر إماراتي» لحسين الجسمي، و«علم الشموخ» لعيضة المنهالي، «البيت متوحد»، «هذا علمنا» و«رفّ يا علم» والتي أداها فايز السعيد وفيصل الجاسم وبلقيس ووليد الجاسم وعلي إسماعيل.
وحول حرصه الدائم على الإشراف على تنفيذ أغنيات وطنية، قال الخوار: «هذه الأغنيات تُعتبر بمثابة فخر وولاء وانتماء إلى وطننا الغالي، وتؤدي دوراً مهماً في تعزيز روح الهوية، ونفخر بتنفيذ أغنيات تعبِّر عن محبتنا للوطن واعتزازنا به».
واجب وطني
سفير الألحان فايز السعيد الذي أدى باقة من الأغنيات الوطنية، صوِّر معظمها بطريقة الفيديو كليب، منها: «نفداج يا دار» و«إماراتي وفديت اسمك»، «إماراتي وافتخر»، «ولاء وانتماء»، أوضح أنه يفخر بأداء كلمات وتصوير أغنيات تجسد مشاعر الاتحاد والتكاتف المجتمعي والتلاحم الوطني بين أبناء الإمارات. وقال: «تنفيذ أغنيات وأوبريتات وطنية تعزز الشعور بالانتماء إلى الوطن، وترسخ المكانة الرائدة والصورة المشرقة للإمارات، بمثابة واجب وطني».
وطني عمري
ولفتت أريام التي نفذت أغنية وطنية بعنوان «وطني عمري» من كلمات علي المهيري وألحان فايز السعيد، إلى أنها تحرص على المشاركة في تقديم أعمال فنية وطنية هادفة ترسخ مفهوم الولاء والانتماء إلى الوطن، وتحتفي بمناسبة عيد الاتحاد العظيمة. وأشارت إلى أن هذه الأغنيات تظل محفورة في الذاكرة، وتتداولها وتسمعها الأجيال.
«وطننا»
ذكر هزاع الرئيسي أن المشاركة الفاعلة في مناسبة عيد الاتحاد هي للتعبير عن حب الوطن، مؤكداً اعتزازه وفخره بتنفيذ أغنيات تعبِّر عن الولاء والاعتزاز بالوطن. منوّهاً إلى أنه نفذ أغنية بعنوان «وطننا» من أشعار علي بن سالم الكعبي، وألحان وغناء الرئيسي نفسه، وتوزيع إبراهيم السويدي، كما قدم مؤخراً أغنية بعنوان «عاش العَلَم»، من كلمات سعيد بن معلا المرر وألحان هزاع نفسه، وتوزيع إبراهيم السويدي. ويقول مطلعها: يعيش العَلَم وتعيش داره.. ويسمو بعز وعزم راعيه.. رمز الوطن عالي وقاره.. غالي وبالأرواح نفديه.. رمز الكرامة والحضارة.. من طبع زايد خذ معانيه.. ندرى وُلاته مع شعاره.. عهدٍ علينا ما نثنِّيه.
5 عقود
تميزت الأغنية الوطنية بتاريخ حافل على مدى أكثر من 5 عقود، ولعبت دوراً كبيراً في تعزيز الهوية وغرس روح الولاء لأبناء الشعب الإماراتي، لتواكب مشهداً وحالة إنسانية وشعورية، تبقى دائماً عنواناً للاحتفالات الوطنية، وقد ساهم الشاعر والملحن والمطرب، في صناعة أغنيات تعكس فرحة وطن، وشعب يزهو باتحاده، ويعتز بقادته.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عيد الاتحاد الولاء والانتماء عید الاتحاد من الأغنیات
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. دور فاعل لدعم آليات الحل السياسي في السودان
أحمد شعبان (القاهرة)
أخبار ذات صلةتبذل دولة الإمارات جهوداً سياسية ودبلوماسية متواصلة لإنهاء النزاع الدائر في السودان، عبر وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وتسوية الأزمة سلمياً على طاولة المفاوضات.
وتعكس مشاركة الدولة في مؤتمر لندن لدعم السودان اهتماماً كبيراً بمعالجة تداعيات الأزمة الإنسانية التي يُعانيها الشعب السوداني الشقيق.
وشدد الخبير في الشؤون الأفريقية، الدكتور رمضان قرني، على أهمية دعوة الإمارات لطرفي الصراع في السودان إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، والتمسك بالحل السلمي، مؤكداً أن الدعوة الإماراتية تأتي في توقيت مهم، وتتواكب مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية.
وأوضح قرني، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الجهود الإماراتية الرامية لإنهاء النزاع في السودان، ومعالجة تداعيات الأزمة الإنسانية تأتي في ظل اهتمام المجتمع الدولي بالملف السوداني، وهو ما تجسد بوضوح في مؤتمر لندن لدعم السودان.
وأكد الخبير في الشؤون الأفريقية أهمية المبدأ الذي تحركت من خلاله الإمارات لإنهاء الحرب، والمتمثل في دعوتها لطرفي الصراع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، معتبراً أن تجديد هذه الدعوة يُعد أمراً بالغ الأهمية في هذا التوقيت.
وأضاف أن جهود الإمارات تلقى قبولاً عالمياً وإقليمياً، وتتوافق عليها القوى الإقليمية والدولية كافة، إضافة إلى القوى السياسية والمدنية السودانية، مشدداً على أهمية مصطلح «صمت المدافع» الذي تستخدمه الدولة، بما يتوافق مع مبادئ الاتحاد الأفريقي والاستراتيجية التي أطلقها في عام 2013 لإسكات صوت البنادق في مناطق الصراعات في السودان.
ولفت قرني إلى أن الجهود المهمة التي تبذلها الإمارات أدت إلى تكثيف الضغوطات الدولية على طرفي النزاع لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية، موضحاً أن السودان أصبح في لحظة حرجة جداً، وبالتالي يجب العمل على إعادة بناء دولته، وإعادة صياغة عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع القوى والفصائل المدنية والمجتمعية والحزبية.
ويرى الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن الجهود الإماراتية لإحلال السلام، سواء في الأزمة السودانية أو الملفات الإقليمية والدولية الأخرى، تُعد أمراً مهماً ومعلوماً لدى المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والعالمية.
وأوضح الديب، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن مشاركة الإمارات في مؤتمر لندن لدعم السودان، تعكس دعمها المتواصل لجهود عودة الأمن والاستقرار في السودان، وهي خطوة مهمة من ضمن خطوات حقيقية تعمل عليها الدولة.
وشدد على أن الحلول السياسية التي طرحتها الإمارات تمثل الملاذ الأخير لحل أي نزاع في السودان، وإذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى طرفي النزاع في إحلال السلام، فيجب عليهما الاستماع للدعوات الإماراتية، حتى يتم التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية.
وأضاف أن الإمارات تسهم بفاعلية كبيرة في مجالات الوساطة وحل النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، ما يتجسد بوضوح في نجاحاتها المتتالية في عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وبالتالي، لا بد من الاستفادة من الخبرات الإماراتية في حل الأزمة السودانية سلمياً، بعيداً عن أصوات المدافع والبنادق.
وأشاد نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، بالدور المهم الذي تضطلع به الإمارات في دعم جهود وقف إطلاق النار وعودة السلام في السودان، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها للشعب السوداني.
وقال حليمة لـ «الاتحاد»: إن المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في مؤتمر لندن لدعم السودان تُبرز الدور السياسي والدبلوماسي والإنساني الذي تلعبه الدولة في الملف السوداني، حيث تعمل على حشد جهود المجتمع الدولي لتحسين الأوضاع الإنسانية لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن المسار السياسي الخاص بتسوية الأزمة السودانية يجب أن يدور حول ضرورة وجود حوار سياسي شامل يضم جميع مكونات المجتمع السوداني، ويستهدف تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات لإدارة فترة انتقالية، يعقبها إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مشدداً على أهمية أن يكون هناك مسار آخر يتعلق بإعادة البناء والإعمار.