كوسم سلطان ..جارية حكمت عرش الدولة العثمانية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في التاريخ العثماني الحافل بالقصص والأحداث، تبرز شخصية كوسم سلطان التي تحل اليوم ذكرى ميلادها كواحدة من أكثر النساء نفوذا وتأثيرا في فترة حكم الدولة. ولدت كوسم، واسمها الأصلي أناستاسيا، في جزيرة تينوس اليونانية عام 1590، لأسرة مسيحية تعود جذورها إلى أحد رجال الدين هناك.
كانت بداية قصتها مع القصر العثماني حين تم أسرها وأُرسلت كهدية إلى السلطان أحمد الأول في قصر الباب العالي بإسطنبول.
دخلت كوسم إلى الحريم السلطاني كخادمة، لكن جمالها المذهل وذكاءها الحاد جعلا السلطان أحمد الأول يلاحظها ويقع في حبها واعتنقت الإسلام بعد دخولها القصر، وتم منحها اسم كوسم، الذي يعني الماهرة، كما أُطلق عليها اسم ماه بيكر بسبب جمالها الساحر.
رغم المعارضة التي واجهتها من والدة السلطان، السلطانة هاندان، ومن السلطانة الكبرى صفية، استطاعت كوسم أن تفرض وجودها وتصبح الزوجة المفضلة للسلطان أحمد الأول لكن بعد وفاة السلطان أحمد الأول في سن مبكر، بدأت رحلة كوسم الحقيقية في عالم السياسة ورغم أنها لم تتدخل كثيرا في شؤون الحكم أثناء فترة زوجها، إلا أن عشقها للسلطة ظهر جليا بعد رحيله وحرصت على حماية مصالح أبنائها، خاصة الأمير مراد الرابع، الذي كان طفلا صغيرا عند وفاة والده وتصدت لمحاولات تنصيب الأمير عثمان، ابن ضرتها ماه فيروز، على العرش، خوفا من إقصاء ابنها مراد.
في عام 1617، ومع صعود ابنها مراد الرابع إلى العرش، أصبحت كوسم سلطان السلطانة الأم وكان مراد لا يزال صغيرا، مما دفع كوسم إلى تولي مقاليد الحكم كوصية على العرش. استمرت في هذا الدور لنحو 12 عاما، وتمكنت من إدارة شؤون الدولة بذكاء ومهارة.
خلال هذه الفترة، برزت كوسم كسياسية محنكة، استطاعت إحكام قبضتها على السلطة من خلال التحالفات والخطط المدروسة. استخدمت ثروتها الهائلة لإنشاء مؤسسات خيرية، مما جعلها محبوبة لدى الشعب وكانت حريصة على تقديم الدعم للفقراء وتخفيف معاناتهم، وهو ما زاد من شعبيتها وساعدها على تعزيز نفوذها.
عندما تولى ابنها الثاني، السلطان إبراهيم الأول، العرش، استمرت كوسم في لعب دور السلطانة الأم والموجهة ورغم الصعوبات التي واجهتها نتيجة تصرفات إبراهيم غير المتزنة، تمكنت من الحفاظ على تأثيرها السياسي وعندما تولى حفيدها محمد الرابع الحكم، عادت كوسم لتكون الوصية على العرش، مستمرة في حكمها الفعلي للدولة العثمانية.
وصفها المؤرخون بأنها امرأة ذكية وماكرة، ذات قدرة كبيرة على المناورة السياسية وكانت تتقن فن التأثير على الآخرين وإقناعهم بآرائها، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الدولة العثمانية ومع ذلك، لم تكن حياتها خالية من الأعداء والمؤامرات. فقد انتهت حياة كوسم بشكل مأساوي عندما تم اغتيالها على يد منافسيها داخل القصر عام 1651.
رغم نهايتها المؤلمة، إلا أن كوسم سلطان تركت إرثا كبيرا فلم تكن مجرد سلطانة أم، بل كانت واحدة من القلائل الذين تمكنوا من حكم الدولة العثمانية فعليا في فترة عصيبة من تاريخها فقد أثرت بحكمتها وذكائها في مجرى الأحداث ووضعت بصمة لا تُنسى في التاريخ العثماني.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العصر العثماني الدولة العثمانية السلطان احمد الاول أحمد الأول
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي يشهد انطلاق مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الـ14
الشارقة - وام
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، الأربعاء، أمام مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، انطلاق فعاليات النسخة الـ14 من مهرجان أضواء الشارقة، الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي ويستمر من 5 إلى 16 فبراير الجاري، في 12 موقعاً من معالم ومدن ومناطق إمارة الشارقة.
وكان في استقبال سمو نائب حاكم الشارقة كل من الشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية، وجمع من الفنانين والإعلاميين.
أُستهل حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني، تلته مادة مرئية حول مسيرة المهرجان منذ انطلاقه في العام 2011، أظهرت جمال المهرجان ولوحاته البديعة ونجاحه في استقطاب الجمهور من كل الفئات.
وشاهد سمو نائب حاكم الشارقة عرض الافتتاح الذي جاء بعنوان 'قصة رؤية استثنائية' والذي يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الاستثنائية التي حولت الشارقة إلى مركز للثقافة والمعرفة.
وتناول العرض في لوحاتٍ فنية مضيئة ومبهرة العديد من الأفكار التي حوّلها سموه إلى مؤسساتٍ نابضة بالعلم والفكر والثقافة.
وألقى خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي كلمةً قدم فيها الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي على تفضل سموه بتشريف حفل افتتاح المهرجان، وقال إن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجسد نهجاً متكاملاً يرتكز على الإنسان. إن اهتمام سموّه الكريم ودعمه اللامحدود للقطاعات كافة، ينعكس إيجاباً على تطور الإمارة ورفاهية مجتمعها، ويساهم في تعزيز ريادتها وازدهار مسيرتها التنموية.
وأشار المدفع إلى الدعم الكبير لكافة البرامج السياحية في الإمارات، التي تواصل دعم القطاعات الحيوية بما يتماشى مع رؤيتها الطموحة لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل الدولة إلى وجهة سياحية عالمية متكاملة وتعزيز مكانة الدولة على خارطة السياحة العالمية.
وأشار إلى أهمية المهرجان ضمن برامج الإمارة المتنوعة، والذي يمثل الحدث فرصة اقتصادية ومجتمعية هامة لدعم المشاريع الوطنية الصغيرة والمتوسطة، حيث يشارك هذا العام أكثر من 70 مشروعاً وطنياً في 'قرية الأضواء'، كما يعتبر المهرجان منصة دائمة للمبدعين والفنانين، يستعرضون تجارب ضوئيةٍ وتفاعليةٍ جديدة تشكل أعمالاً فنيةً ولوحات استثنائية، كل منها يحمل قصة ورسالة ذات معنى وأثر.
ويقدّم مهرجان أضواء الشارقة في نسخته لهذا العام، عروضاً ضوئية استثنائية في 12 موقعاً مختلفاً بإمارة الشارقة، تحتفي بجماليات الهندسة المعمارية والتراث الثقافي للإمارة، وتعمل على تقديم تجارب بصرية استثنائية تجمع بين الفن والتكنولوجيا.
ويتضمن المهرجان تقديم عددٍ من العروض المميزة، الأول بعنوان 'رحلة نور المعرفة والفن' والذي يُحوّل جدران مسجد الشارقة إلى لوحات حيّة، تروي قصة التناغم بين الإنسان والفن والطبيعة، وعرض 'قصة الوادي' الذي يسلّط الضوء على الركائز التالية: مصدر الحياة، ونشأة الوادي، والمستوطنات القديمة، والتقاليد الشفوية، وسرد القصص، وتدفق الثقافة، وبناء قلعة الذيد، والتراث الموحّد، والتدفّق الأبدي للوادي.
كما يقدّم المهرجان عرض 'نور الشرق' الديناميكي ثلاثي الأبعاد بتقنية الإسقاط الضوئي، والذي يُعبّر بطريقة فنية راقية عن قصة آسرة عن خورفكان في موقعها المميز على الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، مُسلّطاً الضوء على جمال وتصميم سد الرفيصة وموقعه الفريد، إلى جانب العديد من العروض الأخرى المميزة، مثل 'حلم نكيسوس'، وغيره من العروض المبهرة.
ويعكس اختيار المواقع المضاءة في الدورة الـ 14 من مهرجان أضواء الشارقة تنوع إمارة الشارقة وثقافتها العريقة، كما يُبرز الجمال الاستثنائي للمعالم السياحية والعمرانية التي تتميز بها الإمارة، حيث سيتم خلال العروض الفنية، تسليط الضوء على معالم وصروح عمرانية تسرد قصصاً غنية عن الموروث الثقافي للإمارة ومنجزاتها.
ويُعد مهرجان أضواء الشارقة، الذي يشارك فيه العديد من الفنانين العالميين الذين يقدمون خلاصة رؤيتهم الفنية في هذه التجربة المميزة التي تجمع بين الفن والإبداع، أحد أبرز الفعاليات السنوية التي تحتفي بالإبداع، حيث يستقطب المهرجان آلاف الزوار من داخل الدولة وخارجها، ليشكّل محطة رئيسية ضمن أجندة الفعاليات الثقافية والسياحية في الإمارة، وتشمل النسخة الحالية من المهرجان مواقع ووجهات جديدة مثل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، وشاطئ الحيرة، وبحيرة الحفية، ومنطقة الجادة وغيرها من معالم الشارقة.
ويتضمن المهرجان 'قرية الأضواء' التي تستمر فعالياتها المتنوعة حتى 23 فبراير الجاري عدداً من الأجنحة المشاركة ومتحف الأضواء والفعاليات والبرامج التفاعلية التي تقدمها القرية لزوارها من العائلات والأسر وألعاب الأطفال.