جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-06@03:10:57 GMT

امنحني بديلًا قبل أن تمنعني!

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

امنحني بديلًا قبل أن تمنعني!

 

دانة الحمادية **

 

يعيش الأطفال في زمننا الحالي صراعًا بين مخاوف الاهل ورغباتهم، وبين الواقع الحقيقي الذي نعاصره، وذلك عندما نشاهد الأمهات والآباء يحاولون جاهدين منع أطفالهم من كثرة استخدام وسائل التكنولوجيا؛ كالجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الهواتف والأجهزة المحمولة والساعات الذكية وغيرها من الإلكترونيات.

ويبقى السؤال المُحيِّر: لماذا يميل الأطفال لاستخدام الإلكترونيات؟!  وقت الفراغ هو الإجابة التي لم يستوعب حقيقتها الأهل والمجتمع، الأطفال يتمتعون بوقت فراغ هائل، وحقيقة هم لا يعرفون كيف يستغلونه، أو ماذا يمارسون فيه؟! ولهاذا يقضون معظم أوقاتهم على شاشات الأجهزة المحمولة لتلهيهم ولتصنع لهم نوع من المتعة السريعة والنشاط الذهني المُهدر لتمُر الساعات الطويلة، ويمتلئ وقت الفراغ الذي يشكل حاجه نفسية مهملة ولم يلتفت إليها المجتمع.

حثنا ديننا الحنيف على تعليم أبنائنا الرماية والسباحة وركوب الخيل، وهذا دليل واضح على أن وقت الفراغ لا يُعالج بمنع مُتع الحياة والأنشطة؛ بل بملئها بالشكل الصحيح وبالطريقة الصحيحة، والحل هو إيجاد البديل المناسب الذي يحقق المتعة والفائدة في نفس الوقت، فلا يشعر الأبناء بالحرمان أو الغضب تجاه الأهل، فكما تعلمون أن كل ممنوع مرغوب!

ومن تجربتي الشخصية البسيطة في هذه الحياة، أؤمن بضرورة توفير الأندية ومراكز الأنشطة المتنوعة المدعومة من قبل الحكومة والتي تُلبي جميع أشكال الأنشطة العقلية والأدبية والفنية والهوايات والرياضات المختلفة، لكي تُتيح للأطفال قضاء وقت فراغهم في ممارسة الهوايات والأنشطة المفيدة والممتعة؛ كالرسم والصناعة والمسرح والرياضة والسباحة وغيرها، كما توفر لهم بيئة آمنة لإقامة علاقات اجتماعية مع أقرانهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وبناء شخصيات قوية وفعّالة للجيل القادم.

المجتمع مسؤول بشكل كامل ومباشر عن توفير أماكن مُخصَّصة لتلبية احتياجاتنا النفسية والجسدية، وكل محافظة تشكل وصيًا حقيقيًا على أبنائها ويجب عليها توفير مستلزماتهم ومتطلبات الحياة والتي نعتبرها نحن الأطفال أساسية، ولا أظن أبدًا أن توفير مراكز وأندية أمر ثانوي أو لا تقدر الجهات المعنية تفنيذه؛ بل هو حاجة مُلحَّة ويجب تلبيتها وأخذها بعين الاعتبار.

الأجهزة الإلكترونية ليست الخطر الذي يتربص بناء كجيل ناشئ، إنما العدو الحقيقي والأشد هو وقت الفراغ القاتل الذي يُحوِّل براءتنا لشيء آخر لا يُشبه فطرتنا السليمة.

في الختام.. رسالتي لكل ولي أمر، لا تتركني لساعات طويلة بين أربعة جدران دون أن تشاركني الوقت والأنشطة والأفكار والحوار، لا تحرمني من أي شيء مُتاح قبل أن تمنحني بديلًا يسُد فراغ أيامي ويجعلني ابنًا أو ابنةً سعيدة وراضية عن نفسي، عندها لن تجد أيًّا من أبناء جيلي يبحث عن مُتعة وهمية خلف شاشة افتراضية!

** طالبة بمدرسة الفلج الخاصة في ولاية صحار

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

داعش الساحل.. استراتيجية التوسع والنفوذ في ظل الفراغ الأمني في منطقة الساحل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في منطقة الساحل بعد استيلاء الطغم العسكرية على السلطة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، يستغل تنظيم داعش الساحل الفراغ الأمني المتزايد لتوسيع نطاق سيطرته.

ومن خلال استراتيجيات متعددة تتراوح بين الأنشطة الاقتصادية والتجنيد المحلي، يسعى التنظيم إلى ترسيخ وجوده وكسب دعم المجتمعات المحلية، مما يهدد استقرار المنطقة ويزيد من تعقيد الوضع الأمني فيها. 

فكيف يواصل داعش الساحل توسيع نفوذه، وما هي تداعيات ذلك على دول الساحل والمنطقة بأسرها؟

فتنظيم داعش الساحل فرض سيطرته على مناطق جديدة في ظل تفاقم الوضع الأمني، الذي تفجر بعد استيلاء الطغم العسكرية على السلطة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

وبدأ داعش في توسيع عملياته في المنطقة بعد انسحاب القوات الغربية، ومع مغادرة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة لعدد من الجيوب الواسعة بالقرب من الحدود بين مالي والنيجر، علماً أن الاشتباكات كانت قد نشبت بين الجماعتين في الماضي.

وفي تصريح لشبكة «صوت أمريكا»، قال شانتانو شانكار من وحدة الإيكونوميست للاستخبارات: "حدث فراغ أمني هائل بعد انسحاب الجيشين الفرنسي والأمريكي من المنطقة"، مضيفًا أن المرتزقة الروس الذين تمولهم حكومات الطغم العسكرية ليسوا مرشحين للحد من هذا الفراغ الأمني.

ويستغل التنظيم نقص فرص العمل في المنطقة لتجنيد أفراد جدد من المجتمعات المهمشة التي تشعر بالإهمال من قبل حكوماتها.

 وأوضح  هِني نسايبيا، منسق غرب إفريقيا في مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها، في حديثه لـ "صوت أمريكا" أن "فرص العمل شبه معدومة في المناطق الريفية، خاصة بالنسبة للشباب، مما يدفعهم للانضمام إلى التنظيم بحثًا عن الأمان والمكانة والانتقام".

من جهة أخرى، كشف تقرير صادر عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أن التنظيم المتطرف بدأ منذ العام الماضي في محاولة كسب دعم الأهالي في المنطقة. 

وينشط التنظيم بشكل كبير في منطقة ميناكا بمالي، حيث يسيطر على معظم المناطق باستثناء البلدة نفسها، إلا أنه يفرض سيطرته على جميع الطرق المؤدية إليها، وينظم حركة الأفراد والبضائع، ويستفيد من الضرائب التي يجنيها من الأنشطة القانونية وغير القانونية.

وأفادت المبادرة أن داعش الساحل بدأ في بداية عام 2023 الانخراط بشكل أكبر في الأنشطة الاقتصادية المحلية، بعد تضرر سلاسل الإمداد والاقتصاد من الهجمات السابقة، حيث أدرك أن بناء علاقات جيدة مع الأهالي هو السبيل الأمثل للحفاظ على سيطرته على الأراضي.

 وأشار التقرير إلى أن التنظيم يعرض نفسه كمنقذ يوفر سبل العيش، ويتغلغل في الاقتصاد المحلي، لا سيما في مجالات تعدين الذهب وتهريب السلع.

وشجع التنظيم المجتمعات المحلية على العودة إلى مناطقهم عبر توزيع المنشورات، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قيمه وأفكاره.

 كما قام بإعادة الماشية التي سرقها وأعاد بناء بعض البنية التحتية المدمرة.

وفي يوليو 2023، أقدم داعش الساحل على معاقبة قطاع طرق ومجرمين غير تابعين له بقطع يدي شابين ورجليهما، بعدما ثبت قيامهما بابتزاز الضرائب باسمه.

 ومن الجدير بالذكر أن هناك دلائل تشير إلى أن التنظيم بدأ في توسيع نفوذه في منطقة عليبوري الواقعة شمال بنين، حيث يشترى قوارب صغيرة للتجار الذين يهربون البضائع عبر نهر النيجر، وبدأ في فرض الضرائب على دخول «متنزه دبليو الوطني» في بنين.

وبما أن عليبوري تقع على الحدود مع نيجيريا، فقد يسعى داعش الساحل إلى التعاون مع التنظيم  في غرب إفريقيا، مما ينذر بتصاعد الأنشطة المتطرفة في المنطقة.

 ويختتم تقرير المبادرة بالقول: "من المثير أن نلاحظ كيف يسعى داعش الساحل لبناء شرعية في المناطق التي لم يثبت فيها وجوده بعد، وإذا استمر في التوسع مع تقليل العنف وتعزيز العلاقات، فقد يشير ذلك إلى تحول استراتيجي طويل الأمد، مما يسهل استمراريته في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • داعش الساحل.. استراتيجية التوسع والنفوذ في ظل الفراغ الأمني في منطقة الساحل
  • مركز التنمية الشبابية والرياضية بأكتوبر يتزين ويطلق العديد من الفاعليات والأنشطة
  • مهرجان صحار يحقق نجاحًا في تنوع الفعاليات والأنشطة المعروضة
  • ناصف: تطبيق توت يهدف إلى توفير مكتبة رقمية شاملة تضم كتبا ومجلات للأطفال
  • «هايسنس» تطلق أجهزة تلفاز الليزر L9Q بحجم شاشة يصل لـ150 بوصة في CES 2025
  • أعراض ومضاعفات فيروس HMPV الذي انتشر في الصين وأثار القلق
  • جنوب الوادي: تشغيل تطبيق المتحدث الرسمي عبر شاشات بالحرم الجامعي
  • MSI تقدم شاشات ألعاب QD-OLED مبتكرة بدقة 4K في CES 2025
  • قلق امريكي من الفراغ الأمني في سوريا واستعادة داعش موطئ قدم بالعراق
  • رد الإفتاء على شخص يشكو | ظروف عملي تمنعني من أداء صلاة الجمعة.. فماذا أفعل؟