إلى بني صهيون والغرب
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
سالم البادي (أبومعن)
اقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، اقتل أطفالًا ونساءً وشيوخًا وجرحى، دمر بيوتًا ومُخيمات ومناطق إيواء.. دمِّر أيها الجبان المحتل الشجر والحجر والبشر ولا تجعل مكاناً آمناً في البر ولا في البحر، فأنت أيُّها المستعمر الصهيوني المتغطرس الفاشي النازي العنصري الوحشي لك حق الفيتو ولك إذن بالقتل والتهجير والاضطهاد والاستبداد والتدمير والتجويع والتعذيب، منحك إياه فيتو عنصري أمريكي وغرب متجبر فاقد للإنسانية، وعالم متخاذل متقاعس لا يعرف إلا التنديد والشجب.
استمر في همجيتك وغطرستك وجبروتك، فلا أحد سيتجرأ أن يقف في وجهك، فلك كامل الحق في ممارسة هوايتك وأسلوبك في الإبادات الجماعية، والمجازر اليوميه، فقد حصلت على تفويض حتى إشعار آخر، وواشنطن والغرب تدافع عنك وتبرر جرائمك.
لك الحق بإلقاء آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل على منازل ومحوها عن وجه الأرض، وقتل بشر مسالمين في بيوتهم وإبادتهم وشطبهم وعوائلهم من السجل المدني، لك الحق في استهداف المرضى والجرحى والأطباء بالمستشفيات، لك الحق بقتل الصحفيين، فأولئك شهود على مجازرك ووحشيتك، ولك الحق بقتلهم جميعًا حتى لا يبقى أحد شاهداً على جرائمك الإنسانية الذي لم يشهد مثيلها هذا العصر، لك الحق في قتل الأطفال كي لا يكبروا، وقتل النساء كي لا يحملن من جديد، وقتل الشباب كي لا يقاوموك في المستقبل.
لكن.. مهلًا أيها القاتل البربري الصهيوني المحتل، فهيهات هيهات أن تقتل الفكرة، هيهات هيهات أن تنزع الحرية من نفوس الأحرار، هيهات هيهات أن تقتل الشجاعة والمروءة والعزيمة والإرادة والإيمان من أصحاب الحق والأرض، هيهات هيهات أن تقتل عِزة وشموخ شعب يحب ويطمح للشهادة في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه وحريته وكرامته، لا يخاف الموت فيتحدى بشموخه صواريخك، وبصموده قنابلك، وبثباته عطشه وجوعه ومعاناته وعزلته التي تزيده إصرارا ومقاومة وبسالة تمثلت بضرب أروع معاني الصمود والثبات والبطولات والتضحيات الجسام، هيهات،هيهات ثم هيهات أن تقتل صلابة الخنساء الفلسطينية أمّ الشهداء وأخت المجاهدين الذين قضوا جراء قنابلك الفسفورية.
كل ذلك من أجل الدفاع عن قضية يؤمنون بعدالتها، والحرية والكرامة الإنسانية التي لا يعرف معناها العدو الصهيوني ولا الغرب.
فيا أيها النازيون الصهاينة المغتصبون المستعمرون، مهما قتلتم، وقصفتم، وأبدتم، ودمرتم، وأحرقتم، وهجرتم، وجوعتم، ثِقُوا تمامًا أنكم لن تستطيعوا قتل شعلة المقاومين الصابرين المحتسبين، وكسر همتهم وحماسهم،وطمس هويتهم، وسلب حريتهم.
لم ولن تستطيعوا إنهاء فكرة الجهاد من عقولهم، واقتلاع شعب متمسك بأرضه، فذاك زمان ولى ومضى، فالتهجير كما تخططون له لن يتم، لأن في الأرض شعب يقصف بيته فينام عن أنقاضه، ففي غزة العزة إرادة لا تعرفها واشنطن ولندن وباريس، وعواصم الغرب، إرادة تتوق أرواحها لكنس المحتل من غزة والضفة الغربية وكل شبر من أرض فلسطين التاريخية العربية المسلمة.
أما أنت أيها "الغرب" المريض نفسيًا، كما يطلق عليك بـ"القارة العجوز"، ألم تشبعوا من رؤية الألم والوجع والدم الفلسطيني المسفوك من قبل الترسانة الحربية والعسكرية الصهيونية الغربية الأمريكية، أما زلتم تمنحون القتلة حق الرد والدفاع عن النفس، ما لكم لا تعقلون؟
ألا تنظرون لحجم المجازر اليومية والإبادة الجماعية التي يمارسها هذا الفاشي الصهيوني العنصري الوحشي المغتصب المتجرد من كل القيم والأخلاق الإنسانية والمخالف لجميع القوانين والأعراف الدوليه؟
أما أنتم أيها الصعاليك الصهاينة التائهون في أصقاع الأرض، اعلموا جيدًا أن لا وطن لكم في فلسطين، وقد خدعكم من أبلغكم أن الحق لن يعود لصاحبه، فالحق وإن طال الزمان سيعود لأصحابه ولو بعد حين، وقد كذب عليكم من أبلغكم أن الشعب الذي خرج من أرضه عام 1948 و1967، لن يعود إليها. سيعود بعزة الله وجلاله إليها فاتحًا مُنتصرًا عزيزًا شامخًا رافعًا راية النصر، والأيام دُوَل، وسوف يأتي يوم عليكم تتمنون إن لم يأتِ، وستلقون فيه أشد أصناف العذاب فارتقبوا وانتظروا العذاب.
ستنتهي الحرب آجلًا أم عاجلًا، وسيخرج المنبطحون المتخاذلون من يصرحون ويقولون إن حجم القتل والدمار كبير والخسائر هائلة والشهداء كثر والمصابون لا يُحصى عددهم!
لأولئك وأمثالهم نقول إن ثمن التحرير باهظ وعظيم، وإن من آثر الصمت عند الدمار والقتل ليس له الحق في الكلام لاحقًا لأنه الخزي والعار قد لحق به عن نصرة إخوته واكتفى بالتنديد والشجب والاستنكار.
وإن من دفع فاتورة الحرب الصهيونية على القطاع هم أنفسهم من يحتضن المقاومة والمجاهدين، فتلك المقاومة جاءت من رحم فلسطين الطاهرة وغزة العفيفة، ومن رائحة الشهداء الزكيه، ومن حق أبناء الشعب الفلسطيني العربي المسلم الصامد الحصول على حريتهم وأن ينالوا كرامتهم واستقلالهم، ومن حقهم أن يقرروا مصيرهم، وينعمون بالأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان تحت سيادة وطنية مستقلة تتمتع بكامل حريتها وكرامتها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ازدواجية المعايير
أحمد بن خميس السعدي
وجوب الوقوف مع الحق ودفع الظلم، أساسٌ لا شك فيه، ولا يقتصر على فئة مُعينة دون سواها، والاختلالات في تلك الثوابت والتحيُّز الأعمى مع فئة دون غيرها، له دلالات واضحة على التَّعاطي مع الأمور بازدواجية.
ومن هنا وجب علينا النظر في العالم السياسي الغربي الذي تحيَّز تحيزًا واضحًا وصريحًا ومعلنًا وصارخًا بنصرة الباطل على الحق، حيث إن دعمه اللامحدود للكيان الغاصب اللقيط واللامبالاة في اتخاذ أي قرار على حساب أي دولة أو ديانة أو شعب من الشعوب. وغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية الوحشية؛ بل ويتعدى الأمر ذلك إلى التضليل وتزييف الحقائق. وهذا بلا ريب يشكل ازدواجية في المعايير ويمثل كيلًا بمكيالين، كما إنَّ هذا الأمر محل ضعف حقيقي لدى بعض المسلمين والعرب وتخاذلهم، وهو ما أتاح لهم المجال للتعدي على أي شيء أرادوا القيام به في أي مكان أو زمان أو ظرف، وبالتالي فإنَّ الحكومات الغربية لا تبالي بأي اعترافات أو حقائق أو وقائع أو منظمات دولية أو حقوقية، ويظهر فيها الحق واضحًا جليًا للعيان، وهذا يشكل جزءًا كبيرًا من المجتمع الغربي الذي يتبنى هذا المبدأ الوهمي الفاشي، رغم أنَّ مبادئ العدالة والمساواة وحرية التعبير وتقرير المصير والديموقراطية وحقوق الشعوب لا تستوي مع تلك الإدارات المستبدة التي أساسها مصلحتها وإشباع رغباتها.
وعلى المجتمعات الإسلامية والعربية أن تتعلم من أخطائها بأن تتمسك بالحنيفية المثلى والعقيدة السوية الصحيحة على المنهاج الحق وعلى الصراط المستقيم، وألّا تخضع خضوعًا باتًا للغرب وأعوانه والأخذ بمعاييرهم المزدوجة التي لا تمت للحق بِصلة ولا للواقع بشيء؛ بل ما يحدث بمثابة لهثٍ وراء إشباع مصالحهم وتحقيق غاياتهم الهمجية التي تشكل خطرًا حقيقيًا على المجتمعات الإسلامية والعربية، وإن شغلهم الشاغل هو كلمة التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله) التي تهدم وتصعق مخططاتهم وأفكارهم وجمودهم وتعصبهم النتن الذي أساسه الرأسمالية المبنية على الجمود والتواطؤ فيما بينهم، ضد تلك الكلمة على السوية البشعة، والمنهاج المتعرج، وإن الصراع القائم هو صراع عقيدة، ومن كانت عقيدته متمسكة برباط الله كانت له العزة والكرامة والشموخ والنصر والفتح المبين.
جعلنا الله من المنضوين تحت لواء الحق، النابذين للباطل وأهله، وممن تجمعهم كلمة التوحيد، ويقودهم الفكر السديد.