بيضة وأندومي وربطة خبز.. هدايا الغزيين في زمن الحرب والمجاعة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
غزة– كطفلة تملؤها الرغبة والدهشة أغمضت هلا عصفور عينيها قبل أن تفتحهما على "ربطة خبز" كافح خطيبها محمد سلامة من أجل الحصول عليها، ولم تكن بالنسبة لها "مجرد ربطة خبز.. إنها أول هدية منذ خطوبتنا الشهر الماضي، والأغلى وستبقى عالقة في ذاكرتي للأبد".
"فعلا الخبز أغلى الهدايا في زمن الحرب والمجاعة" تقول هلا، وهي صحفية تعمل في الميدان الذي جمعها بمحمد، ومنه ارتبطا بميثاق الحب واقتنصا مساحة للفرح وسط عملهما في ملاحقة أخبار وحكايات الموت والدمار، ولربما لو اختار الصحفيان الشابان عنوانا لخطوبتهما لكان: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
نامت هلا ليلتها التي سبقت الهدية، جائعة لعدم توفر الخبز والطحين لدى أسرتها النازحة من شرق مدينة خان يونس لمنطقة المواصي في غربها، وتقول للجزيرة نت: "أخبرت محمد خلال مكالمة هاتفية بيننا في نهاية نهار عمل شاق أنني سأنام الآن جائعة، فليس لدينا خبز أو أي شيء متوفر للأكل، وكان ذلك اليوم هو السابع تواليا من دون تذوق الخبز".
الخبز يباع على الأرصفة والطرقات بأسعار باهظة في ظل شح الطحين واغلاق غالبية المخابز في جنوب قطاع غزة (الجزيرة)غلب القلق محمد (24 عاما) وقضى ليلته يفكر في معاناة هلا (23 عاما) مع الجوع، غير أن "الخيارات معدومة في ظل المجاعة والحرب والحصار (..) وشعرت كأنني مقيد لا أقوى على فعل شيء وقد حل الظلام"، حسبما يقول للجزيرة نت.
مهمة مستحيلةسابق محمد شروق الشمس ومع بزوغ الفجر توجه للمخبز الوحيد في مدينة خان يونس من أجل "ربطة الخبز" التي باتت بالنسبة لغالبية الغزيين "حلما صعب المنال"، ويكابدون يوميا من أجل الظفر بها، وقد أغلقت غالبية المخابز في جنوب القطاع أبوابها، واختفى الطحين من الأسواق.
بعد ساعات طويلة ومع الظهيرة تكللت "المهمة المستحيلة" بالنجاح، وحصل محمد على "ربطة خبز" لا تكفي أسرة مكونة من 5 أفراد سوى نهار واحد، وبابتسامة تقول هلا إن مهمة محمد لم تنته بالحصول على الربطة، ولكنه اجتهد في إخفائها عن "أعين الجوعى والمحتاجين كي تصلني بسلام"، وليتجنب أي إحراج قد يؤدي إلى ضياعها وسط الحاجة الماسة للخبز من الجميع.
إعلانأخفى محمد "الهدية الثمينة داخل شنطة المعدات الصحفية"، ويقول: "كنت أحتضن الشنطة وكأن بها كنزا وأريد أن تحملني الريح لهلا بسرعة وهي التي نامت ليلتها جائعة".
في سيارة العمل كان لقاء الحبيبين مع "الخبز الهدية"، وتقول هلا: "اتصل بي محمد بلهفة: تعالي بسرعة أحضرت لك هدية، وارتديت ملابسي على عجل، واللهفة والدهشة تملآن قلبي كطفلة صغيرة.. ماذا عساه يهديني؟، ونحن في حرب حرمتنا أبسط الأشياء، فلا ورود ولا ملابس، والناس بالكاد تجد ما يبقيها على قيد الحياة".
تناول محمد الشنطة، وطالبني أن أغمض عيناي، فماذا سيخرج من شنطة بها كاميرات، هل هي صورة مميزة التقطها ويريد ان يشاركني فرحته بها؟، ولم تطل حيرة هلا حتى فتحت عينيها على ربطة الخبز، وتقول: التقطتها من بين يديه واحتضنتها بـ"دمعة وابتسامة"، وتضيف: "لم يكن حسي الصحفي غائبا عن هذه اللحظة المميزة، وطلبت من محمد أن يلتقط لي صورة مع ربطة الخبز لتوثيقها كأول هدية بعد الخطوبة، والأغلى في زمن الحرب والمجاعة".
نشرت هلا هذه الصورة مع كلمات مؤثرة عبرت بها عن مشاعرها في تلك اللحظة، وتقول: "للحب في زمن الحرب طقوسه المختلفة، ومحمد يثبت يوما بعد يوم أنه يستحق قلبي وأن يشاركني حياتي، ويؤثرني على نفسه ويشاركني في كل شيء حتى لو كانت تفاحة يحرص أن يتقاسمها معي وقد أوشكت الحرب أن تعد علينا أنفاسنا".
هدايا وطقوس حرب
ومن أجل البحث عن الأندومي قطع العريس العشريني عبد الله المصري بضعة كيلومترات من منطقة "خان يونس البلد" وحتى منطقة المواصي غرب المدينة.
يقول عبد الله (27 عاما) عن نفسه: "لست من مدمني أكل الأندومي"، ويضحك قبل أن يواصل حديثه مع الجزيرة نت "العروس نفسها بالأندومي وبحثت عنه لأحقق أمنيتها وأسعدها في ظل هذه الأجواء المأساوية والقاسية من الحرب والحصار".
ارتبط عبد الله بشريكة حياته ملك أبو شاويش (24 عاما)، في 27 مايو/أيار الماضي، وتزوجها حديثا في حفل زفاف يصفه بأنه "على الضيق"، واقتصر على المقربين من الأهل والأحبة، ويقول: "الحياة لا بد أن تستمر ولكن في الوقت نفسه لا بد من مراعاة مشاعر المكلومين من شعبنا".
الحصول على ربطة خبز في جنوب قطاع غزة مهمة شبه مستحيلة ومحفوفة بمخاطر جمة (الجزيرة)وتخلى العروسان عن كثير من طقوس الأفراح والزفاف المعهودة، وبعد حفل الزفاف المتواضع انتقلت ملك لتقيم مع عريسها عبد الله في غرفة صغيرة داخل منزل أسرته المدمر جزئيا.
إعلانووسط صنوف من الآلام والمعاناة تعصف بالغزيين، يحاول عبد الله البحث عما يسعد عروسه، ويقول: "لم تبق لنا الحرب خيارات كثيرة، فلا يوجد ورود أو ملابس، أو مطاعم وأماكن للترفيه، جراء التجريف والتدمير، وكذلك الحصار الحاد والخانق".
ونتيجة تداعيات الحرب والحصار ارتفعت الأسعار على نحو غير مسبوق، واشترى عبد الله "كيس الأندومي" الصغير بـ6 شواكل (الدولار يعادل 3.7 شواكل)، ويقول إن سعره لا يزيد عن شيكل واحد قبل اندلاع الحرب.
وما أغرب هدية تلقيتها في زمن الحرب والمجاعة؟، سؤال طرحته الجزيرة نت على غزيين، وأظهرت الإجابات أن هذه الهدايا كانت من وحي أزمتي المجاعة وشح السلع بالأسواق، كبيضة واحدة (ثمنها حوالي 3 دولارات)، وقهوة (الكيلو بنحو 110 دولارات)، والطحين (سعر الكيلو حوالي 15 دولارا إن توفر)، وأنواع شحيحة من الفواكه أقلها يباع الكيلو منه بنحو 13 دولارا.
إبادة بالتجويعويواجه أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني من السكان والنازحين في جنوب القطاع تحديات كبيرة من أجل توفير "لقمة العيش"، وسط أزمة حادة في الخبز والطحين، وارتفاع حاد على أسعار السلع والبضائع الشحيحة بالأسواق.
وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرتها في أقصى جنوب شرقي القطاع، وتتهمها أوساط محلية ودولية بتسهيل مهمة عصابات مسلحة للسطو على الشاحنات القليلة التي تسمح بدخولها.
وإزاء ذلك أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن تعليق إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد المنفذ الرئيس للمساعدات الإنسانية للقطاع، وقال إن "الطريق من هذا المعبر ليس آمنا منذ شهور".
يعد الطحين من أغلى هدايا الغزيين في زمن المجاعة والحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع (الجزيرة)وقال المسؤول الأممي: "يأتي هذا القرار الصعب في وقت يتفاقم فيه الجوع بسرعة (..) لا ينبغي أن يكون إيصال المساعدات الإنسانية أمرا محفوفا بالمخاطر أو يتحول إلى معاناة".
إعلانوبحسب "مكتب إعلام الأونروا" على منصات التواصل الاجتماعي فقد تعرضت قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات للسرقة من قبل عصابات مسلحة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقبل يومين، يقول المفوض العام للأونروا: "حاولنا إدخال عدد من شاحنات الغذاء عبر نفس الطريق وتم الاستيلاء عليها جميعا"، وأضاف: "أصبحت العملية الإنسانية مستحيلة بسبب الحصار المستمر، والعقبات من السلطات الإسرائيلية (..) وانعدام الأمان على طرق المساعدات".
ووفقا للمفوض العام للوكالة الأممية فإن "كل ما سبق أدى إلى انهيار في النظام العام"، وقال إن مسؤولية حماية عمال الإغاثة والمساعدات تقع على عاتق دولة إسرائيل كقوة احتلال، ويتعين عليها ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بأمان والامتناع عن شن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني.
من جانبه، قال نائب المفوض العام للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان أمجد الشوا للجزيرة نت، بسبب التعقيدات الإسرائيلية والاستيلاء على المساعدات فإن "مخازن الأونروا والغذاء العالمي فارغة"، والناس في غزة يواجهون "كارثة إنسانية ومجاعة غير مسبوقة تتهدد حياتهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ربطة خبز عبد الله فی جنوب من أجل
إقرأ أيضاً:
الهوية الإيمانية اصطفاء والتزام
الهوية الإيمانية وسام أهداه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لأهل اليمن ،الذين ناصروه وآووه وكانوا له جنودا وللدعوة إلى الله ، نشروا الإسلام وفتحوا الأمصار وفتحوا قبل ذلك قلوبهم للإيمان واستحقوا وسام الصدارة والإكرام منه صل الله عليه وآله وسلم ففي الحديث الذي رواه عمران بن حصين رضي الله عنه ان النبي الأعظم قال ((يا بني تميم قالو: بشرتنا فاعطنا .قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .وجاء نفر من أهل اليمن فقال: ،اقبلوا البشرى اذ لم تقبلها بنو تميم ؟قالوا: قد قبلنا))ولذلك خصهم الرسول الأعظم فقال((آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)) وهو حديث صحيح وحينما نزلت سورة النصر قال صلى الله عليه وسلم ((أتاكم أهل اليمن هم ارق أفئدة ،والين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الابل والسكينة والوقار في أهل الغنم))وفي رواية أخرى ((الفقه يماني والحكمة يمانية)).
فهويتنا إيمانية يحب الانطلاق منها، والعمل بها، والتمسك بها في كل مناحي الحياة، لأن العدو يسعى جاهدا لإبعاد الأمة عن مصادر عزها ومجدها حتى يسهل عليه نشر أفكاره ونظرياته ومناهجه التي من خلالها يسيطر على الآخرين ويستخدمهم في تنفيذ أهدافه واستراتيجيته.
الهوية الإيمانية كإطار يلتقي حوله أبناء اليمن يشكل خطورة على مشاريع التغريب والانسلاخ على المبادئ والقيم الحضارية التي يركز عليها الغرب والشرق وكل أمم الأرض.
بعد هزيمة اليابان واستسلامها عقب القاء القنابل الذرية عليها عملت على إرسال بعثات للدراسة في الدول المتقدمة وكانت تحرص على تزويدهم بالعادات والتقاليد اليابانية حتى لايذوبو في تلك المجتمعات التي يذهبون اليها، وكان يتم اختبارهم بعد عودتهم من التعليم فمن حافظ على هويته وعاداته وتقاليده يتم الاستفادة منه، ومن تشرب بعادات وتقاليد الغرب يتم إعدامه؟.
ان خطورة الحرب على الهوية الإيمانية من قبل الأعداء يمكن في انها الأساس في الحاق الهزائم في كل المجالات، صناعة وزراعة واقتصادا، وسياسة وتعليما، وتقدما وتطورا وفي كل المجالات.
ولذلك فهم يعملون على تفتيت المجتمعات المسلمة وخاصه العربية بإثارة النعرات المختلفة من حزبيه وعقديه وجهويه وقبليه، وكل المجالات حتى تختلف القلوب، واذا اختلفت تمكن منها الأعداء وسخرها لتحقيق أهدافهم.
الحرب على الهوية الإيمانية تستهدف العقول والأفئدة والقلوب وهي خطط شيطانية لاتقف أبدا ولا تتوقف، فاستهداف العقول في تفكيرها الذي يريد أن يحرفها عن مسار النهج السوي في التفكر في النفس، والمخلوقات، والكون، والحيوان والجماد وبدلا من ذلك التفكر في ذات الله، والتفكير في الشهوات، والشبهات مما يجعل العقل خاويا تميل به الأهواء إلى كل الاتجاهات ويسيطر عليه الآخرون بشبهاتهم الكاذبة ودعاويهم المزيفة.
وفي الأفئدة حيث منطلقات العواطف من الرحمة والرأفة وغيرها.
وفي القلوب التي هي محط نظر الله وفي سلامتها سلامة الجسم وبقية الحواس، وكما يقول العلاقة المجتهد المرحوم أبو بكر بن على المشهور العدني ـ ان الناس يكررون عبارة ((ان العقل السليم في الجسم السليم ،وهي مقولة غير دقيقة وصوابها ـ ان الجسم السليم في القلب السليم وذلك مصداق لقول الحق سبحانه وتعالى ((الامن اتى الله بقلب سليم)) وقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ((ان الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم وأموالكم ولكن (انما) ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصبعه إلى صدره، وأعمالكم))، وفي الحديث الآخر((ان الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ،انما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)).
الحرب على الهوية الإيمانية اليمانية لأنها اليوم تشكل العائق الوحيد أمام تغلغل الهويات الأخرى مثل الكفر والنفاق وهما مشاريع يراهن عليها أعداء الإسلام والمسلمين حتى يكتمل ويتحقق لهم السيطرة الكاملة وتستمر أكبر فترة ممكنة.
وقد بين الله سبحانه وتعالي لنا خطورة ما يراد لنا وحذرنا من اتباعهم فيما يريدون فقد حذرنا من المشركين فقال سبحانه وتعالي ((ولايزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))البقره-217-ولم يقتصر الأمر على المشركين بل اخبرنا وحذرنا من أهل الكتاب أيضا فقال سبحانه وتعالي((يأيها الذين ءامنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ))ال عمران -100.
ولما كان الكافرون يلتقون مع المشركين واهل الكتاب في سعيهم لابعاد المؤمنين عن هويتهم ومصدر عزهم فقد حذرنا الله منهم قال سبحانه وتعالي((يأيها الذين ءامنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم علي اعقابكم فتنقلبوا خاسرين ))ال عمران -149-.
الهوية الإيمانية تشكل الحصانة الأكبر والاهم والأعظم للتحرر من التبعية وهي أيضا الأساس لتحقيق التنمية والتطور والرقي في كافة المجالات لأنها تبني الإنسان وتغرس في وجدانه وإحساسه وشعوره العزة والكرامة وعدم الخضوع والخنوع والاستسلام الا لله سبحانه وتعالي.
ويكمن الفرق بين الحرب العسكرية والحرب الفكرية التي تستهدف الهوية الإيمانية ان الحرب العسكرية تحسم في ساحات المواجهة اما الحرب على الهوية الإيمانية فساحات المواجهة فيها لا حصر لها وضحاياها كل أفراد المجتمع ولا تستثني أحدا؛ ويؤدي نجاح الأعداء فيها إلى هدم الأسرة والمجتمع والقبيلة والدولة لانها تعتمد علي هدم الأخلاق والمبادئ والقيم وتجعل الإنسان يعيش لذاته متمحورا حول شهواته وملذاته متناسيا واجبات الخلافة التي خلقه الله وأناط به القيام بها قال تعالي ((واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة)).
الحرب على الهوية الإيمانية تسخر اليوم كل الإمكانيات الهائلة وتستخدمها من اجل تحطيم عرى الإيمان؛ فيعملون جاهدين علي نشر كل مظاهر الفاحشة والرذيلة والانحطاط والفساد الأخلاقي ودعم كل التوجهات المخالفة للدين الإسلامي بين المسلمين وبأموال وثروات المسلمين بعد ان تم السيطرة والتحكم في معظم الأنظمة وتحويلها من حماية الإسلام والدعوة اليه ونشر قيمه ومبادئه إلى نشر كل القيم والأخلاق التي تتنافى مع تعاليمه ومبادئه .
صحيح ان الأنظمة اليوم تعمل لصالح المشاريع المناقضة للإسلام لكن كل الإحصائيات توكد انه الأكثر انتشارا في كل دول العالم رغم الحرب الإجرامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين لأنه محفوظ بحفظ الله ولأنه يلبي كل احتياجات الإنسانية جمعاء فكرا وروحا وعقيدة وسلوكا.
الهوية الإيمانية لا تقر الظلم والطغيان والفساد والإجرام لذلك فقد اجتمعوا على محاربته والقضاء عليه وعلى كل مؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة، ولا ادل على ذلك من هذه الحرب الإجرامية التي تريد إبادة المستضعفين على أرض غزة وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وايران وكل محور المقاومة الذي رفض كل الإغراءات الكبيرة والكثيرة وهو سلوك يستمد من سيرة النبي الأعظم القدوة والأسوة حينما رفض كل العروض المغرية مقابل ان يترك الدعوة إلى الإسلام فقال((والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه)).
الإجرام والطغيان يراهن على إمكانياته المادية الكبيرة يريد ان يحسم الأمر لصالحه لكن إرادة الله وعونه ونصره وتأييده لعباده وأوليائه لا يقف أمامها شيء قال سبحانه وتعالي ((لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبارثم لاينصرون)).ال عمران -111.