لماذا تراجعت إسرائيل عن تدمير حزب الله؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
قالت الكاتبة الإسرائيلية، زينا راخاميلوفا، إن إسرائيل قلصت قدرات حزب الله القتالية إلى الحد الذي جعل الكثيرين لا يفهمون لماذا وافقت على وقف النار عندما تحول التنظيم المسلح إلى كومة من الأنقاض.
وتساءلت الكاتبة الإسرائيلية في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بعنوان "التهديد الذي يشكله حزب الله.. ضعيف ولكنه لم ينته بعد" عن السبب الذي منع إسرائيل من إنهاء المهمة في لبنان ووافقت على وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بعد 416 يوماً من القتال عبر الحدود.
وأضافت أن الاتفاق الحالي يعمل كإطار لوقف إطلاق نار طويل الأمد يشكل الجيش اللبناني وحكومة لبنان فيه، إلى جانب قوات اليونيفيل، الجهات المسلحة الوحيدة جنوب نهر الليطاني، وهذا من شأنه أن ينشئ فعلياً منطقة عازلة لمنع حزب الله والمجموعات المسلحة الأخرى من مهاجمة إسرائيل.
وأشارت إلى أن أي مراقب عقلاني يعرف أن إسرائيل لا تستطيع أن تثق بحزب الله أو أي هيئة دولية للسيطرة على تصرفات التنظيم، لافتة إلى أن الواقع في لبنان لم ينجح في إرغام حزب الله على الامتثال لإرادته، وتساءلت: "ما المنطق وراء هذا الاتفاق، ولماذا تعتقد إسرائيل أن هذه الخطوة الصحيحة لأمنها؟".
إيران ترسل "جزار داعش" إلى سوريا https://t.co/puOYCIy551 pic.twitter.com/5BUlFzr7ST
— 24.ae (@20fourMedia) December 4, 2024الهدف الأساسي لإسرائيل
وأضافت الكاتبة الإسرائيلية أن الهدف الأساسي لإسرائيل كان تحييد حزب الله باعتباره تهديداً استراتيجياً، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير، لافتة إلى أن مطالبة إسرائيل بـ"إنهاء المهمة" بالقضاء التام على حزب الله يتطلب من إسرائيل الاستيلاء على لبنان، وهو الأمر الذي لا ترغب فيه إسرائيل.
وبحسب الكاتبة، فإن التهديد الأكثر خطورة الذي واجهته إسرائيل، هو احتمال خرق الحدود والتسلل الجماعي من جانب حزب الله، في وقت كان التنظيم قادراً على حشد ما يصل إلى 15 ألف مقاتل بالقرب من الحدود، استعداداً لتنفيذ هجوم مفاجئ مماثل لما فعلته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وتحدثت عن خطط حزب الله التي نُشرت في التقارير الأجنبية، والتي كانت تشمل اجتياح المستوطنات الشمالية وخطف رهائن إسرائيليين، وهو ما كان من الممكن أن يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ووفقاً لإسرائيل، فقد تم القضاء على هذا التهديد تماماً، مع وجود مراقبة مناسبة، ولن تتاح لحزب الله الفرصة لإعادة بناء هذه القدرة.
إضعاف حزب الله
وبحسب الكاتبة، فإن إسرائيل تقدر أنها نجحت في إضعاف حزب الله بنسبة 80%، وحتى لو كانت هذه التقديرات دقيقة، فإنها تعني أن حزب الله لا يزال أقوى بثلاث مرات من حماس، موضحة أن حزب الله يمتلك نحو 100 ألف صاروخ قصير المدى قادر على سحق دفاعات شمال إسرائيل، ومع ذلك، تعتقد إسرائيل أن معظم هذه الصواريخ، والأفراد المدربين على تشغيلها قد تم تحييدهم.
كما تضمنت ترسانة حزب الله نحو 20 ألف صاروخ بعيد المدى وطائرات بدون طيار، وأفادت تقارير أن أغلبها دُمرت. وعلى الرغم من هذه النكسات، لا يزال حزب الله يمتلك آلاف الطائرات بدون طيار وعشرات الآلاف من الصواريخ، بما فيها الصواريخ الموجهة بدقة والقادرة على الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، وبالتالي، لا يمكن النظر إلى هذه الاتفاقية باعتبارها نهاية قاطعة لتهديد التنظيم المسلح.
احتلال لبنان
وحسب الكاتبة، فإن الكثيرين يدركون أنه حتى لو سيطرت إسرائيل على لبنان للقضاء على حزب الله، فالأمر يتطلب تدمير قواعد التنظيم ، ورأت أن ذلك لن يعالج المشكلة الحقيقية، وهي تمويل طهران للحزب، موضحة أن الجيش الإسرائيلي يقول إن حزب الله يحاول تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر المعابر الحدودية المدنية مع سوريا، ولذلك استهدفت عدة ضربات إسرائيلية في لبنان التهديدات التي تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار.
وتحدثت عن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال الإسرائيلي، والذين يصل عددهم إلى حوالي 60 ألف إسرائيلي خسر العديد منهم أعمالهم، لتتضرر المجتمعات بشدة بسبب نيران صواريخ حزب الله، وتحولت مدن كبيرة مثل كريات شمونة إلى "مدن أشباح مهجورة".
ولذلك، كان أحد الأهداف الرئيسية لحرب إسرائيل في الشمال، هو إعادة المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال دون خوف مستمر من القصف الصاروخي الذي قتل الكثيرين. وتابعت الكاتبة: "يظل ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا يحقق هذا الهدف سؤالاً مهمًا، وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يستعيد سكان الشمال ثقتهم في الحكومة وقدرة الجيش على حمايتهم".
#إيران تتحرك لمواجهة خطر فقدان السيطرة على #سورياhttps://t.co/M6fwlCqgX6 pic.twitter.com/1RfZ1wVsCJ
— 24.ae (@20fourMedia) December 3, 2024المشكلة قائمة
وذكرت الكاتبة الإسرائيلية، أن قرار إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار مع حزب الله ينبع من توازن معقد بين البراغماتية والضرورة، ورغم نجاحها في تحييد عناصر مهمة للتنظيم وقدراته الاستراتيجية، فإن التهديدات الكامنة وراء ذلك لا تزال دون حل.
واختتمت مقالها قائلةً: "في نهاية المطاف، لا يتلخص السؤال في ما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تنهي المهمة مع حزب الله فحسب، بل ما إذا كان المجتمع الدولي سوف يدرك أخيراً الخطر الذي يشكله وكلاء إيران ويتخذ خطوات ذات مغزى لمعالجة العنف والتهديد الذي تشكله طهران، ولا تستطيع إسرائيل أن تتحمل هذا العبء بمفردها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله حزب الله الکاتبة الإسرائیلیة وقف إطلاق النار إسرائیل أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في لبنان.. وحزب الله يرد
بيروت "وكالات": قالت السلطات اللبنانية إن شخصين على الأقل قتلا اليوم في ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان، بينما رد حزب الله بإطلاق صاروخين بتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصا قتل في غارة جوية إسرائيلية على بلدة مرجعيون بجنوب لبنان على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت أحد أفرادها أثناء تأديته لواجبه في النبطية، على بعد 12 كيلومترا من الحدود، مما أدى إلى مقتله. ووصفت الهجوم بأنه "خرق فاضح لاتفاقية الهدنة".
وقال الجيش اللبناني إن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت جرافة تابعة له في شمال شرق لبنان بالقرب من الحدود مع سوريا، مما أدى إلى إصابة جندي.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على أسئلة من رويترز للتعليق على الهجومين في مرجعيون والنبطية. وأصدر الجيش بيانا قال فيه إنه هاجم مركبات عسكرية تعمل بالقرب من بنية تحتية عسكرية لحزب الله في سهل البقاع، إلى جانب مركبات عسكرية بالقرب من الحدود مع سوريا.
وأقر الجيش الإسرائيلي بإصابة جندي لبناني في هجوم شنه وقال إن الواقعة قيد المراجعة. وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكا من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن.
ودعا بري في بيان أصدره مكتبه اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار إلى بدء عملها "بشكل عاجل" و"إلزام" إسرائيل بوقف انتهاكاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن تتولى آلية مراقبة تستضيفها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وترأسها الولايات المتحدة مسؤولية مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتأكد منه والمساعدة على ضمان تنفيذه.
وقال بري "ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية تمثل خرقا فاضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار".
وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى اليوم إن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت لأسابيع، حذر إسرائيل من الانتهاكات.
وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بضرورة التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما أعلنت الوزارة الفرنسية.