قرارات أممية جديدة في وقت تصاعد العنف الإسرائيلي بغزة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تتصاعد أعمال العنف في غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة، في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة التصدي للممارسات الإسرائيلية التي تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأيام الأخيرة تصويتًا على قرارات تؤكد حق الفلسطينيين في تحقيق السلام العادل والمستدام، وتدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عبر الحلول السلمية.
ونسلط الضوء على هذه القرارات الأممية، بالإضافة إلى تأكيد الأمم المتحدة على ضرورة إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين كسبيل وحيد للسلام.
قرارات أممية جديدةفي جلسة طارئة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الثلاثاء/الأربعاء، اعتمدت الهيئة الدولية قرارين هامين بشأن القضية الفلسطينية، في خطوة تعكس استمرار الدعم الدولي لفلسطين في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في غزة والضفة الغربية. القرار الأول، الذي يركز على "تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية"، حظي بتأييد 157 دولة، مقابل اعتراض 8 دول وامتناع 7 آخرين. بينما حصل القرار الثاني، المتعلق بـ "شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة"، على تأييد 101 دولة، واعتراض 27 دولة، وامتناع 42.
هذه القرارات تأتي في وقت حساس بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصف غزة، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية. ورغم التنديدات الدولية العديدة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حقوق الفلسطينيين بشكل متواصل، مما دفع الأمم المتحدة إلى تأكيد ضرورة تسوية النزاع وفقًا للقرارات الأممية السابقة، وعلى رأسها "حل الدولتين".
في إطار هذه القرارات، تناول رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانغ، في كلمته أمام الجلسة، قضية حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ووفقًا ليانغ، فإن هذا الحل يجب أن يضمن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن وكرامة. وأضاف رئيس الجمعية العامة أن "السلام والأمن لن يتحققا أبدًا بالقوة أو الاحتلال"، مؤكدًا أن الحل العادل لا يتحقق إلا عبر الحوار، الاعتراف المتبادل، والالتزام بالقانون الدولي.
هذه التصريحات تتماشى مع مواقف العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تؤكد على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على المدنيين في غزة ينتهك بوضوح المعاهدات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر استخدام القوة ضد المدنيين. ومع تواصل الانتهاكات الإسرائيلية، تبقى الدعوات الأممية إلى حل الدولتين نقطة محورية في الجهود الدولية لإنهاء الصراع وتحقيق السلام في المنطقة.
وإضافة إلى القرارين، تضمن النص الجديد بعض التعديلات المهمة التي تدعو إلى عقد مؤتمر دولي في نيويورك في يونيو 2025 لمناقشة سبل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. هذا المؤتمر يهدف إلى تقديم حلول عملية لتطبيق مبدأ "حل الدولتين" وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالفلسطينيين، من بينها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
يعتبر هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو تعزيز الضغط الدولي على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تقديم حلول واقعية للمشاكل التي طالما عانت منها المنطقة. وتؤكد الأمم المتحدة، من خلال هذه المبادرات، على أن التفاوض السلمي والاعتراف المتبادل بين جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتحقيق تسوية عادلة وشاملة.
الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الدوليةعلى الرغم من هذه الدعوات المتزايدة من قبل المجتمع الدولي، لا تزال إسرائيل مستمرة في سياسة القمع والاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وهو ما يواجه انتقادات شديدة من المنظمات الحقوقية الدولية. ووفقًا للتقارير الأممية، فإن القوات الإسرائيلية تواصل استهداف المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، في انتهاك فاضح لحقوق الإنسان والقانون الدولي. هذه الانتهاكات تتضمن القتل العشوائي للمدنيين، تدمير المنازل، والاستهداف المباشر للبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.
منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" رصدت العديد من الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وأكدت على ضرورة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم بموجب القانون الدولي.
تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرارين حول فلسطين يأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للقضية الفلسطينية، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. هذه القرارات تشكل تأكيدًا دوليًا على ضرورة تبني حلول سلمية تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق "حل الدولتين".
وفي ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، تبقى الأمم المتحدة والجمعية العامة في طليعة الجهود العالمية لدعم حقوق الفلسطينيين وضمان السلام الدائم في المنطقة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تتزايد الأدلة على الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وقد أثار هذا الوضع ردود فعل دولية واسعة، حيث أدانت العديد من المنظمات الأممية والحقوقية هذه الجرائم. في هذا السياق، أعرب الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، عن استنكاره الشديد لهذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يتقاعس عن محاسبة إسرائيل على جرائمها.
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة تفوق الوصف، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم تشمل استهداف الشعب الفلسطيني والمؤسسات الدولية مثل وكالة الأونروا، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يساهم في حماية هذا الاحتلال، حيث يعطل أي جهود دولية لإدانته في الأمم المتحدة، مؤكداً أن التصويت في مجلس الأمن يكشف عن موقف الولايات المتحدة المعارض لتنديد المجتمع الدولي بهذه الانتهاكات.
وأشار الرقب إلى أن ما يحدث في غزة يعتبر "إبادة جماعية" ضد الشعب الفلسطيني، حيث تتساقط الضحايا أمام عجز المجتمع الدولي. وأوضح أن الاحتلال يواصل منع المساعدات الإنسانية عن القطاع، ويعيق عمل الأونروا لتقليص وصول الإغاثة الضرورية، مستفيدًا من الدعم الأمريكي الذي يضمن له الإفلات من المحاسبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين غزة القضية الفلسطينية الانتهاكات الإسرائيلية الحرب الإسرائيلية المزيد المزيد الجمعیة العامة للأمم المتحدة الاحتلال الإسرائیلی الفلسطینیین فی إنهاء الاحتلال المجتمع الدولی الأمم المتحدة هذه القرارات قرارات الأمم حل الدولتین فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجزائر تعلن عزمها على عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الـ”أونروا”
نيويورك – أعلن مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة عمار بن جامع أن بلاده تعتزم تنظيم اجتماع لمجلس الأمن الدولي في أواخر الشهر الجاري لمناقشة التهديدات المتعلقة بوقف أنشطة وكالة “الأونروا”.
وقال بن جامع امس الخميس: “نعتزم عقد اجتماع في الثلث الأخير من الشهر لمناقشة الوضع المتعلق بوكالة الأونروا”.
وأضاف: “نأمل في التوصل إلى توافق يتيح للوكالة مواصلة عملها نيابة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ولصالح الشعب الفلسطيني”.
وأكد بن جامع أنه “لا يمكن الاستغناء عن الوكالة ويجب أن تواصل تنفيذ التفويض الممنوح لها بأغلبية ساحقة من دول المنظمة الأممية”.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الأمم المتحدة تستعد للإنهاء التدريجي لعمل “الأونروا” بغزة والضفة الغربية بسبب الحظر الذي فرضته إسرائيل على عمل الوكالة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي 28 أكتوبر، وافق “الكنيست” الإسرائيلي على مشروع قانون يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” داخل “المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية”.
وبحسب “الكنيست”، “يهدف القانون إلى منع أي نشاط لأونروا في أراضي دولة إسرائيل، وينص على ألا تقوم أونروا بتشغيل أي مكتب تمثيلي، ولا تقدم أي خدمة، ولا تقوم بأي نشاط، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أراضي دولة إسرائيل”.
ومنذ بداية الحرب على غزة، صعدت إسرائيل إجراءاتها ضد الأونروا وقصفت مراكز تابعة لها ما أدى إلى استشهاد عدد من موظفيها.
وتدعي إسرائيل أن عددا من موظفي الأونروا شاركوا في هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس ضد بلدات في غلاف غزة، في 7 أكتوبر الماضي، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.
وتزعم تل أبيب أن 450 من موظفي الوكالة، هم عناصر في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
يذكر أن الجزائر كانت قد تولت ابتداء من يوم أمس الأربعاء رئاسة مجلس الأمن الأممي لشهر يناير، بعد مضي سنة على انتخابها عضوا غير دائم في هذا الجهاز الأمم، وتنوي توظيفها لمواصلة ايصال صوت الدول العربية والإفريقية والقضية الفلسطينية للمجتمع الدولي والعالم أجمع.
وتعتزم الجزائر في هذا الإطار تنظيم، على المستوى الوزاري، المناقشة الفصلية المفتوحة للمجلس حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
المصدر: RT