تحفة وأثر معماري لا يمكن للمار عليه أن يتجاوزه دون أن يتأمل تفاصيل الزخرفة والعمارة الإسلامية في جدران المسجد ومئذنته والنقوش التي تحمل تاريخ البناء والتدشين ،بضع خطوات مع تعرجات بسيطة داخل الشارع المجاور لمقام سيدي أحمد البدوي، وتحديدا اجتيازا ل"دحديرة صبري " لتصل إلى المسجد ومقام الولي الذي ينتهي نسبه إلى حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن رضي الله عنه، لتتذكر وريقات التاريخ التي حملت وداعة ونبل الحفيد التقي الشهيد بالغدر وخسة الحكم السياسي ،الإمام الحسن وتجليات النبل الإنساني في مدرسة بيت النبوة المحمدية ،وسلوكه الذي تجسد في ارضاء الله وتقربه في الصلح بين المتخاصمين .

عبر هذه الشوارع الضيقة تصل إلى مسجد وضريح حفيد حفيد رسول الله العارف بالله سيدي مرزوق غازي .

ولعل ما استوقفني لنقل المشهد لك عزيزي القاريء هو تاريخ بناء هذا المسجد مع قدوم هذا الولي وقصة سفره من القاهرة واقامته بمدينة طنطا ،فالتاريخ محفور على واجهة البناء مكتوب أنه بني في عام 132 هجرية وهو ما يعني أنه من أقدم المساجد داخل مدينة طنطا وأن بنائه تم في عصر الدولة الأموية ، وهو التساؤل الأول لما سافر الولي تاركا أسباط رسول الله في القاهرة العامرة وانتقل لمدينة طنطا ؟ بيد أن للمتصوفة واصحاب الطريق فلسفة وإشارات يعصى علينا فهمها بعض الوقت ،لكن قد يكون لكل ولي بحسب -فلسفة التصوف – وظيفة يؤديها ومنطقة يقوم بالدعوة والهداية فيها ،غير أن هذه الهداية تكون في المقام الأول هداية روحية الهدف منها بتعبير الإمام الغزالي تهذيب النفس وترويضها فالقاعدة الأولى في التصوف الحقيقي هي التربية ،ويقصد بها تربية الشيخ لمريديه وتهذيب أنفسهم من الشوائب.

انت هنا في منطقة لا تندهش من اسمها ،شوارع استجمع عقلك للتعرف على اسمها الغير مدون في أوراق ثوبتية الحكومة ،انت هنا "في حارة الرمش " بكسر الراء نعم ،ويقصد بها رموش العين ،هذا هو مسمى الحارة التي تقع أمام بوابة مسجد الولي حفيد الإمام الحسن ،وربما تسألني عزيزي عن سبب التسمية وأصلها داخل الوعي الزمني لأهلها ، نقبت وفتشت محاولا الفهم والمعرفة ،دلتني سيدة عجوز على ضالتي ،سألتها بجمود الصحفي المحاول البحث عن سبب التسمية :"لماذا سميت الحراة بحارة الرمش "؟،وأجابتني هي بابتسامة الشاهدة على تقلب الأيام والدهور والأحوال ورحيل ابن ادم ،قالت السيدة :"منطقتنا كانت مسار استقدام كل رجال المناطق المجاورة لا يأتون للفاحشة والعياذ بالله لكن كانوا يأتون ليشاهدوا جمال نسوة الحارة ،فنسوة الحارة هنا فاتنات وساحرات الأعين ،وقالوا قديما أن رموشهم كانت كنصال سهام تخترق قلوب الرجال التي يرونها ،كان هذا في الزمن القديم لذا عرفت الحارة باسم حارة الرمش " .أتى ولي الله هنا إلى حارة الرمش .

المنطقة الآن يتوسطها المسجد الأثري الذي يتدثر فيه ولي الله ،تنتشر حوانيت مغلقة وبقايا بضائع الخردة ، ومنازل بعضها مرتفع مع تعرجات جانبية أشبه بشقوق ثعبان عتيد حفرها في الزمن والأمكنة فشق البنايات ووجد سبلا لخروج أهلها وانتقالهم من تعرج لتعرج ،لا أنصحك بالقدوم إلا وتعلم ما تخطه قدمك على الأرض ،تعرج بسيط يقودك إلى مكان وحارة أخرى فتتوه في زمن مغلق هنا ...وهنا أيضا نصير الحياري والحزانى سيدي مرزوق غازي .

محدثتي هذه المرة هي  الحاجة أم علي صفية "صاحبة العين الواحدة " الشاهدة بعينها وعمرها الزمن الذي يفوق ثمانين عاما، وراقة المنطقة والمؤرخة لأحداث شارع الرمش ،تخبرني عن كرامات الولي الصالح الذي يحفظ بسره مع الله منطقته ومحيطه الزمني ،تقص على حكايات النسوة في شارع الرمش "إحداهن " ولا أريد أن اقول لك يا ولدي اسمها فلها من العيال الكثير الذين انجبوا أولادا ثم صاروا لها أحفادا ،وهذه أسرار العباد يا ابني ، تكمل الحاجة أم علي صفية بعد أن تخرج ورقة ملفوفة من صدرها بها مادة بنية عرفت فيما بعد أنها "النشوق " تستنشق النشوق عبر فتحتي أنفحها فكأنما تسافر للخلف عبر بوابتها الزمانية الخاصة" هذه السيدة كانت لها رموش سبحان من أبدع في صياغتها ياولي ،وكانت لمشيتها تبختر تجعل الرجال يقفون لمشاهدة المشية والطلة ،لكن الزمن قلاب وسبحان مغير الأحوال ،تبدل الزمن بصاحبتنا وكبر عمرها فهجرها زوجها الذي كان يعمل "مغنواتي " ولما برزت عيون حاقدات النسوة بالشماتة في الجسد الذي أكل منه المرض وأسقط الرموش بسحرها ،توجهت للمسجد تقوم بتنظيفه وكنسه ،أدت يا ولدي الفروش ولم تكن تبرح المسجد ،وفي ويم الجمعة كانت تصاحب السيدات أصحاب الهموم لضريح سيدي مرزوق يدعون الله هناك ويقومون بتنظيف الضريح خدمة لله عبر خدمة بيت من بيوته ،فكانت النسوة يأتين في الجمعة التي بعدها فرحين بما نصرهم الله ،أغلبهن أتى بسبب ظلم الحما أو تجبر أحدى الشقيقات أو أكل ميراث إحداهن ،فكانت تطلب منهم اللبن والجبن القريش ليعطوها لفقراء المنطقة ...ومن هنا كان سيدي مرزوق ملاذا للمنكسرة قلوبهم ،عبد من عباد الله اختصه بقضاء الحوائج بإذنه ومشيئته.

 

سيدي مرزوق 1 2 3 4

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيدي أحمد البدوي العمارة الإسلامية أقدم المساجد

إقرأ أيضاً:

التأكيد على المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام

الثورة /رشاد الجمالي/محمد المشخر

أحيا مكتبا هيئتي الأوقاف والزكاة بمحافظة ذمار أمس، الذكرى السنوية الثامنة عشر لرحيل الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي . رضوان الله عليه للعام 1446 ھ وتحت شعار «مسيرة علم وجهاد».

وخلال الفعالية أشار مدير عام مكتب هيئة الأوقاف بالمحافظة فيصل احمد الهطفي إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية الثامنة عشر للفقيد العلامة الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي رضوان الله عليه لاستحضار شخصية الفقيد الكبير وما تميز به من صفات وسجايا ومناقب وفضائل وزهد وورع وتقوى وإيمان راسخ.

وأكد ضرورة المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام علماً وتقى وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر .

وثمّن أهمية إحياء مثل هذه المناسبات والتعريف بأعلام الهدى وتكريس الجهود في تحصيل العلم.

وتطرق إلى سيرة حياة المجتهد والزاهد العلامة مجد الدين المؤيدي العلمية ومواقفه التي تبناها لتبصير الأمة وتنويرها وتوحيد كلمة المسلمين وجمعهم تحت راية الدين والعقيدة.. موضحا أن الفقيد تتجلى فيه كل المناقب والفضائل وإليه ترجع السجايا والشمائل حيث كان فريد عصره وإمام زمانه، القائم بأمر الله ومحيي دين الله تعالى وسنة رسوله صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين.

وأوضح أنه تتلمذ على يديه كثير من العلماء المعاصرين في صنعاء والحجاز وغيرها وكان ممن ساهم في مواجهة العقائد المنحرفة والاتجاهات المضللة كالفكر الوهابي المتطرف.

وأكد ضرورة الاهتمام بالعلم والعلماء وتنشئة جيل من العلماء المتسلحين بقيم العلم القادرين على خدمة الأمة وقضاياها.. لافتا إلى أن إحياء العلم والفضيلة وتعظيم مكانة العلماء.

وأشار الهطفي إلى أهمية الدفع بالطلاب للالتحاق بالمدارس الصيفية للاستفادة مما تقدمه من علوم ومعارف في مختلف المجالات.. حاثا على إقامة حلقات العلم لتنشئة جيل من العلماء.

فيما أشار مدير عام مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة إبراهيم المتوكل إلى ما خلفه الفقيد من ذكرى عطرة وسجايا عظيمة وعلماً فريداً من خلال أخلاقه العالية وتطبيقه الدقيق لتعاليم الدين وآداب العلم..

ولفت إلى أنه ظل طيلة حياته الشخصية الجامعة للأمة إمام العلم ورائد التجديد وموسوعة الفكر والتنوير.

واستعرض المتوكل محطات من حياة العلامة المؤيدي التي قضاها في دراسة العلم، والتدريس والعبادة والإرشاد والتوجيه، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. وأشاد ببصمات الفقيد التي تركها وستبقى شاهدة على مآثره.

مؤكدا أن إحياء هذه الذكرى هو إحياء للقيم والمبادئ والأثر العظيم الذي تركه العلامة المؤيدي.

ولفت المتوكل ضرورة الاهتمام بالعلم والعلماء وتنشئة جيل من العلماء المتسلحين بقيم العلم القادرين على خدمة الأمة وقضاياها.. حاثا على إقامة حلقات العلم لتنشئة جيل من العلماء.

فيما أشار عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي دور ومكانة الإمام المجدد مجد الدين المؤيدي في إحياء العلم والحفاظ عليه في مرحلة يحاول فيها الأعداء طمس هوية الأمة.

منوهاً إلى أن الإمام المؤيدي سخر كل حياته في تعليم وتدريس الدين وإحياء العلم، وتخرج على يديه المئات من العلماء الذين ساروا على نهجه وكان لهم دورهم العظيم في نصرة الدين.

مؤكداً أهمية استلهام الدروس والعبر من حياة الإمام المؤيدي لما تميز به من علم وأخلاق والكثير من الصفات الحميدة .

كما نظم مكتبا الهيئة العامة للأوقاف والزكاة في محافظة البيضاء أمس فعالية ثقافية لإحياء الذكرى السنوية الثامنة عشرة لرحيل العلامة مجد الدين بن محمد منصور المؤيدي، تحت شعار ”الإمام مجد الدين مسيرة علم وجهاد”.

وفي الفعالية بحضور مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة حيدر طاهر الغريب، أشار عضو رابطة علماء اليمن بالمحافظة محمد أحمد السقاف، إلى دلالات إحياء الذكرى السنوية للإمام الجحة المؤيدي، وما تمثله من محطة دينية تربوية للتزود بالثقافة الإيمانية، والارتباط بالله وآل بيت الرسول.

واعتبر السقاف، إحياء ذكرى سنوية العلامة المؤيدي محطة لاستلهام الدروس من أحد أعلام المعرفة والشريعة..

وأشاد بدور هيئة الأوقاف والزكاة بالمحافظة في إحياء مثل هذه المناسبات والتعريف بأعلام الهدى، وضرورة تكريس الجهود في تحصيل العلم.

من جانبه أوضح رئيس فرع هيئة المظالم بالمحافظة محمد أحمد الحبابي،أن العلامة المؤيدي أحد رموز والأمة الذين ساروا على النهج المحمدي الصحيح وتبصير الناس بعلوم الدين،وتصحيح المفاهيم المغلوطة.. لافتا إلى أن إحياء هذه الذكرى هو إحياء للعلم النافع والتعرف على دور الفقيد في تبصير الأمة وتنويرها وتعزيز روح التسامح والإخاء بين أبنائها.

وأشار الحبابي إلى اهتمام الفقيد بالهدى والعلوم والجهاد الذي ذكره وحث عليه في كتبه ومؤلفاته.

فيما تطرق عضو مدير إدارة الإعلام والتوعية في مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة قاسم الوجية، إلى دور العلامة المؤيدي في توضيح المفاهيم الدينية ومحاربة الثقافات الدخيلة على المجتمع اليمني الحجج والبراهين والمحاضرات العلمية والكتب النيرة واهتمامه بشؤون الأمة وقضاياها.

واعتبر الوجية إحياء ذكرى رحيله، محطة للتذكير بمآثر الفقيد وإسهاماته الدينية والعلمية والاجتماعية.، داعياً إلى الاقتداء به في علمه وجهاده وإلى الاعتصام بحبل الله جميعاً.

تخلل الفعالية التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لأنصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص ومدير فرع مكتب الهيئة العامة للأوقاف بمدينة علي الحسني وعدد من العلماء ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والشخصيات الاجتماعية عرض عن سيرة العلامة المؤيدي وقصيدة شعرية بالمناسبة.

ونظم مكتبا الهيئة العامة للأوقاف والهيئة العامة للزكاة بمحافظة حجة أمس، فعالية خطابية بذكرى رحيل العالم الرباني مجد الدين المؤيدي.

وفي الفعالية أشار مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة محمد عيشان إلى أهمية إحياء ذكرى هذه الشخصية العظيمة من العلماء الذين سارو على نهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

وأشار إلى ما يمثله إحياء ذكرى ترتبط بقامة علمية ودينية أثرت الساحة بالعديد من المؤلفات وإسهاماته في خدمة قضايا الدين وتخريج كوكبة من العلماء.

واعتبر إحياء ذكرى سنوية العلامة المؤيدي هو إحياء للعلم والقيم والمبادئ العظيمة التي سار عليها ومحطة لاستلهام الدروس من أحد أعلام المعرفة والشريعة.

بدوره أشار عضو رابطة علماء اليمن القاضي عبدالمجيد شرف الدين إلى أهمية إعطاء العلماء مكانتهم والاستفادة من علومهم ودورهم في هداية الناس والاقتداء بهم.

وأشار إلى أن إحياء هذه الذكرى هو إحياء للعلم النافع والتعرف على دور الفقيد في تبصير الأمة وتنويرها وتعزيز روح التسامح والإخاء بين أبنائها.

وأكد أهمية إحياء ذكرى من تصدو للمد الوهابي والفكر التكفيري ومن سندهم متصل عن الآباء والأجداد وصولا الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. مستعرضاً مواقف أهل الحكمة والإيمان في نصرة الأشقاء في غزة.

فيما استعرض عضو رابطة علماء اليمن حسين جحاف مواقف من شخصية العالم الرباني مجد الدين المؤيدي وجهاده وعلمه ومواقفه وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر وحياته وما تميز به من صفات وسجايا وفضائل وإيمان راسخ..

وتطرق جحاف إلى اهتمام الفقيد بالهدى والعلوم والجهاد الذي ذكره وحث عليه في كتبه ومؤلفاته ومواقفه في مواجهة العدوان المصري في 1962 م والسعودي في 1334 هـ.

 

مقالات مشابهة

  • درس التراويح بالجامع الأزهر: «اغتنم خمسًا قبل خمس».. دعوة نبوية لإدراك قيمة الزمن
  • اغتنم خمسًا قبل خمس.. دعوة نبوية عظيمة لإدراك قيمة الزمن
  • مسجد سيدي بشر.. متصوف الإسكندرية الأشهر
  • طارق نصير: احتفال مصر بذكرى يوم الشهيد نقطة مضيئة فى بناء الجمهورية الجديدة
  • الشرطة البريطانية تعتقل رجل بيغ بن نصير الحق الفلسطيني
  • تواصل الفعاليات الرمضانية في بطولة غازي بصور
  • بحضور المرقشي والزامكي.. افتتاح بطولة الشهيد عواد الحسني للكرة الطائرة في خور مكسر
  • محافظ الجبزة يفتتح مسجد آل منصور بمدينة أكتوبر الجديدة
  • محافظ الجيزة يفتتح مسجد آل منصور بمدينة أكتوبر الجديدة
  • التأكيد على المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام