عربي21:
2025-02-06@07:51:11 GMT

مع ترامب مرّة أخرى

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

كيف يُقرأ الوضع في المنطقة العربية الإسلامية، منذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى اليوم؟ وكيف يُقرأ الوضع الراهن، لا سيما مع مجيء دونالد ترامب، ليقود هو وفريقه الولايات المتحدة الأمريكية واستراتيجيتها، وسياساتها في المنطقة العربية الإسلامية (البلاد العربية وإيران وتركيا والقضية الفلسطينية) للمرحلة القادمة؟

اندلعت حرب في قطاع غزة، قادها نتنياهو وبايدن، على مدى ثلاثة عشر شهرا، ولم تزل مستمرة، ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، ثم اندلعت حرب ثانية ضد حزب الله في لبنان، ولنقل من أيلول/ سبتمبر 2024، وانخرطت مباشرة، وغير مباشر في الحربين، كل من إيران واليمن والمقاومة في العراق.



وانشدّت أغلب دول العالم الأخرى، لتحدّد مواقف متفاوتة من الحربين، إلى جانب رأي عام نشط وواسع عالمي، خصوصا فيما يجري وجرى من حرب إبادة وجرائم، ومن قتل جماعي للمدنيين، ومن تدمير شبه شامل للمعمار والبنى التحتية، وذلك من قِبَل كل من نتنياهو وبايدن وشركائهما.

سيتولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، ليرث ويواصل الدور الأمريكي القيادي، في ما شنه الكيان الصهيوني من حربين عدوانيتين على قطاع غزة ولبنان، فضلا عن حربيّ الإبادة البشرية في غزة ولبنان، خصوصا في قطاع غزة، ممتدة إلى الضفة الغربية، بإشارات لا تخطئ في نوعها الإجرامي
والحربان ما زالتا مستمرتين، في توازن شبه استراتيجي من حيث عدم الحسم من جهة، وبتفوّق عسكري تكتيكي ميداني من جهة أخرى، في مصلحة كل من المقاومتين في غزة ولبنان، فضلا عن التفوّق السياسي والأخلاقي بصورة حاسمة في مصلحة المقاومتين، وذلك في مقابل انغماس جبهة الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب في حرب إبادة؛ خارجة عن كل القوانين الدولية والقِيَم الإنسانية والأخلاقية، وما ستجره عليهما من سلبيات مدمّرة.

ضمن هذه المعادلة في الصراع، وفي الحربين، سيتولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، ليرث ويواصل الدور الأمريكي القيادي، في ما شنه الكيان الصهيوني من حربين عدوانيتين على قطاع غزة ولبنان، فضلا عن حربيّ الإبادة البشرية في غزة ولبنان، خصوصا في قطاع غزة، ممتدة إلى الضفة الغربية، بإشارات لا تخطئ في نوعها الإجرامي.

هنا تبرز وجهتا نظر عبّر عنهما عدد من المحللين: الأولى ترى أن الغلبة كانت في مصلحة نتنياهو وبايدن، وسيأتي ترامب ليكرسّ ذلك، ويعيد تشكيل الوضع في "الشرق الأوسط"، كما يريد نتنياهو وفريقه الذي يتسّم بأعلى درجات التطرف الصهيوني.

أما وجهة النظر الأخرى، فترى أن الغلبة كانت للمقاومتين في غزة ولبنان، وأن دونالد ترامب وفريقه ورثا ضعفا محددا في الكيان الصهيوني، ميدانيا وعسكريا وسياسيا، كما الإرباك في داخل أمريكا. وسيواجهان مشاكل ومعضلات أكبر من قدرتهما، مما يرشح ترامب لانتكاسات وفشل، بل لا بد من إفشاله من جانب المقاومة، ومناهضي الكيان الصهيوني وأمريكا، كما من جانب الدول التي سيحاول ترامب إذلالها، خصوصا عربيا وإسلاميا، فضلا عما سينشأ من صراع أمريكي حاد، مع كل من الصين وروسيا، وربما أوروبا، ودول أخرى في العالم.

هذه النظرة الثانية، ترفض ما راح يُهوّل من توقعات تعتبر أمريكا والكيان الصهيوني سيكتسحان الوضع ويعيدان رسم خريطة "الشرق الأوسط". وذلك دون أي إشارة إلى توفر موازين قوى تسمح بذلك، أو وجود قوى يمكنها أن تقف في وجههما ناهيك عن إفشالهما. فلا ترامب، ولا أمريكا، ولا أي طرف سياسي أو عسكري يستطيع أن يعيد رسم خرائط منطقتنا، أو أية منطقة في العالم، ما لم يملك القوّة والتفوّق في موازين القوى، وبمستوى يسمح بإلغاء ما يمكن أن ينشأ من معارضة ومقاومة.

لا ترامب، ولا أمريكا ولا أي طرف سياسي أو عسكري يستطيع أن يعيد رسم خرائط منطقتنا، أو أية منطقة في العالم، ما لم يملك القوّة والتفوّق في موازين القوى، وبمستوى يسمح بإلغاء ما يمكن أن ينشأ من معارضة ومقاومة
هذه النظرة لا تأخذ بعين الاعتبار أن جيش الكيان الصهيوني، ومن ورائه الدعم الدولي الأمريكي، لم يستطيعا طوال أكثر من ثلاثة عشر شهرا أن يهزما المقاومة في غزة، ولم يستطيعا أن يهزما المقاومة في لبنان.

ثم لم تلحظ هذه النظرة ما أورثه بايدن لترامب من أزمة داخلية، تواصلا مع صراعه في عهده السابق ضد الدولة العميقة، وما سيواجهه من صراع معها في المرحلة القادمة، رئيسا لأمريكا.

كما لم تلحظ ما سيواجهه من تناقض مع الصين، التي أصبحت على مشارف احتلال موقع الدولة الكبرى رقم 1 محل أمريكا، مما يشكل كارثة للغرب كله، وسيطرته على العالم، الأمر الذي سيربك إعطاء الأولوية لدعم الكيان الصهيوني، على حساب الخطر الأكبر الذي يتهدد أمريكا.

إن تدقيقا بالعوامل المضادة لترامب، كما أشير إليها أعلاه، تؤكد بأن ترامب غير قادر على تحقيق ما هو متوقع من أهدافه في سنواته الأربع القادمة، رئيسا لأمريكا.

أما تهديد ترامب بما لا تحمد عقباه، ما لم يطلق الأسرى في غزة، فيدلّ على جهلٍ بمن يهدّدهم (مجربون 14 شهرا) ويدلّ على تفريط بحياة الأسرى، بالضرورة، مع الذي "لا تحمد عقباه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة المقاومة إسرائيل امريكا غزة المقاومة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی فی غزة ولبنان دونالد ترامب فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب بين التنين وبوتين: سبوتنيك مرة أخرى

في نهاية الخمسينات وبداية الستينات الميلادية من القرن العشرين، تمكّن الروس تحت اسم الاتحاد السوفياتي، من إرسال مجموعة أقمار صناعية إلى الفضاء، كان أولها يحمل اسم سبوتنيك، كأول دولة في العالم تفعل ذلك، محدثة هزّة كبيرة في العالم بشكل عام، وصدمة تاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، على الصعيد السياسي والتقني والتعليمي والعسكري، لأن هذه الأخيرة، كانت تعتقد أنها المسيطرة على العالم بعد أن دمّرت مدينتين يابانيتين بالقنبلة النووية، التي تم استخدامها مرة واحدة فقط، ونأمل أن تكون الأولى والأخيرة.

وصول الاتحاد السوفيتي إلى الفضاء قبل الأمريكان، يعني قدرة الصواريخ الروسية على حمل الأسلحة النووية إلى أي زاوية في العالم، وبالتالي تهديد الولايات المتحدة التي يبدو من خلال هذه الأزمة أنها تراجعت مرتبة واحدة بعد أن سيطر الروس على المرتبة الأولى على ما يبدو. جنّ جنون السياسيين الأمريكيين، وألقوا باللوم على كبش الفداء الجاهز لهم، وهو التعليم، الذي قالوا إنه بحاجة إلى غربلة كاملة، فظهرت القرارات الجديدة بفرض التعليم الذي يعتمد على العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، والذي يعرف بــ STEM. هل هناك تشابه بين ما نراه في أمريكا في تلك الفترة التاريخية البعيدة، وبين ما نراه في التعليم لدينا الآن في عصر الذكاء الصناعي؟ بمعنى آخر، هل تابعنا ما يحدث تاريخيا في أمريكا بحيث نبدأ من حيث انتهت، دون أن نضطر إلى تكرار الأخطاء التي وقع فيها الأمريكان؟ بدأ سباق التسلّح ومعه الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا التي يبدو أنها مازالت مستمرة حتى الآن في عهد بوتين.

مرّت أمريكا بصدمة أخرى خلال الأسبوع الماضي لا تقل قوة عن لحظة سبوتنيك السابقة، وهي هذه المرة مع عدو لدود آخر يختلف عن روسيا حيث أطلقت الصين بشكل مفاجئ تقنية الذكاء الصناعي “ديب سيك” المنافسة لتقنية شات “جي بي تي” الأمريكية، في الوقت الذي كان الأمريكيون يعتقدون أنهم المسيطرون على مثل هذا النوع من التقنية. كانت الضربة موجعة في وول ستريت إلى الدرجة التي خسرت فيها شركات التقنية الأمريكية أكثر من 700 بليون دولار في يوم واحد. كان ترامب الذي لم يكمل بعد 15 يوماً كرئيس لأمريكا في فترته الثانية، قد جمع أباطرة الذكاء الصناعي في حكومته من أمثال إيلون ماسك للاستثمار في الذكاء الصناعي الذي يقودون العالم فيه. لكنه لم يتوقع أن تأتي هذه الضربة بهذه السرعة من عدوّه اللدود الصين رغم كل الاحترازات والقرارات التي اتخذتها أمريكا ضد الصين مثل حظر بيعها للشرائح المتقدمة غالية الثمن التي تمتلكها الشركات الأمريكية، ومحاولة حظر شبكة تيك توك الشهيرة في أمريكا. كل ذلك ذهب مع الريح فقد دخلت الصين معهم في سباق تنافسي محموم قد يؤدي في نهاية الأمر إلى أن يكون الذكاء الصناعي متاحاً للجمهور مثل الكهرباء في المنازل. ترك ترامب أهل غزة وشأنهم مؤقتاً وتوقّف عن اقتراحاته المجنونة. التنين وبوتين يركضان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله. لعل الركض يستمر أربع سنوات.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • ترامب: أمريكا ستستولي على غزة
  • ترامب بين التنين وبوتين: سبوتنيك مرة أخرى
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • حركة الأردن تقاطع تطالب اتحاد السلة بعدم المشاركة في مباراة مباشرة مع الكيان الصهيوني
  • الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام
  • الكيان الصهيوني يعتقل مواطنين شرق القدس