النهر الصناعي في ليبيا: مشروع استراتيجي يواجه صعوبات ويتطلع لإنجاز تاريخي
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ليبيا – كشف تقرير اقتصادي لموقع “رؤية لأعمال الخليج العربي” أن ليبيا تستعد لإطلاق المرحلة النهائية من تنفيذ مشروع النهر الصناعي، الذي يُعد شريان حياة حاسمًا للبلاد في ظل معاناتها من ندرة المياه العذبة.
المرحلة الخامسة: شريان جديد للمياهالتقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة “المرصد“، أوضح أن هذه المرحلة تهدف إلى ربط كافة المدن والقرى الليبية بشبكة مياه متكاملة قادمة من الصحراء الكبرى، بميزانية تقدر بـ7 مليارات دولار تمتد على مدى 6 سنوات.
وأشار التقرير إلى أن النهر الصناعي يغطي حاليًا نحو 70% من المدن الليبية، عبر شبكة تمتد لـ4,500 كيلومتر من الأنابيب، إلا أن بعض المناطق الشمالية الشرقية لم تستفد بعد من المشروع. وستعالج المرحلة الخامسة هذا النقص، إذ تهدف إلى توصيل المياه لمناطق جديدة تشمل الكفرة والبطنان والجبل الأخضر.
تفاصيل التوزيع والاتجاهات الجديدةووفقًا للتقرير، ستُنشأ خطوط أنابيب جديدة بطول 1,500 كيلومتر، قادرة على نقل أكثر من 2.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا. وستشمل هذه التوسعات:
الفرع الشرقي: سيحمل 400 ألف متر مكعب يوميًا إلى مدينة طبرق والحدود الليبية المصرية. مدينة درنة وجوارها: ستحصل على 250 ألف متر مكعب يوميًا. خط شمالي: سينقل 300 ألف متر مكعب يوميًا لتغطية مدن الجبل الأخضر وصولًا إلى بنغازي. خط غربي: سينقل 445 ألف متر مكعب يوميًا لمنطقة المرج وقراها. اتجاه جنوب غربي: سينقل 400 ألف متر مكعب يوميًا إلى أجدابيا لتعويض أي نقص مائي وتلبية احتياجات الطوارئ. التحديات الفنية واللوجستيةأوضح التقرير أن المرحلة الخامسة تمثل تحديًا معقدًا، إذ تمر خطوط الأنابيب عبر تضاريس متنوعة تتراوح بين 10 أمتار تحت سطح البحر و300 متر فوقه. سيتطلب هذا محطات ضخ متقدمة وتقنيات حديثة لضمان تدفق المياه بفعالية.
ورغم التحديات، أكد التقرير أن القائمين على المشروع يتمتعون بخبرات طويلة تمتد إلى الثمانينات، مدعومين بمقاولين دوليين وشركات إدارة المشاريع. كما أشار إلى أهمية استخدام مواد أكثر كفاءة ومتانة لضمان استدامة الشبكة.
الصعوبات السابقة والتمويل المطلوبتبلغ تكلفة مشروع النهر الصناعي حتى الآن 25 مليار دولار، وقد واجه المشروع تحديات كبيرة، منها التدخلات السياسية والصراعات الطويلة. ومن أبرز الانتكاسات، الغارات الجوية لحلف “الناتو” عام 2011 على مصنع الأنابيب في البريقة، مما أعاق تقدم المشروع بشكل كبير.
وأكد التقرير أن نجاح المرحلة النهائية يتطلب تمويلًا مستدامًا، بالإضافة إلى تعيين مستشارين مؤهلين، لضمان تنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
نظرة مستقبليةيهدف المشروع، عند اكتمال المرحلة الخامسة، إلى تعزيز الأمن المائي في ليبيا وربط كافة المناطق بالشبكة المائية الوطنية. كما سيعزز قدرات البلاد على دعم الزراعة والتنمية الاقتصادية، مع استعادة الثقة بقدرة الدولة على إدارة مواردها الحيوية.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: ألف متر مکعب یومی ا المرحلة الخامسة النهر الصناعی
إقرأ أيضاً:
تعاون مصري ياباني.. مشروع بحثي جديد لدراسة المياه الجوفية بالوادي الجديد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، برفقة حنان مجدي، نائب المحافظ، اليوم، وفدًا من هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، لمناقشة تفاصيل مشروع بحثي هام يستهدف دراسة مخزون المياه الجوفية بالمحافظة.
الاجتماع، الذي يأتي ضمن الجهود المشتركة للتعاون الدولي في مجال البحث العلمي، شهد مناقشات حول مشروع ممول من هيئة "جايكا" وتحالف يضم عددًا من الجامعات اليابانية، بالإضافة إلى الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، وجامعة الوادي الجديد.
ويهدف المشروع إلى دراسة مصادر تغذية المياه الجوفية، وحصر إجمالي المخزون المائي، وتحديد مدى استدامته لدعم المشروعات التنموية الحالية والمستقبلية في المحافظة.
أهداف المشروع:
خلال اللقاء، أوضح المحافظ أهمية المشروع في وضع خريطة شاملة للاستفادة من الموارد المائية المتاحة، مؤكدًا أن الدراسة ستتضمن تقييمًا للأراضي القابلة للاستصلاح والتوسع الزراعي، مع التركيز على تطبيق الأساليب الحديثة التي تضمن الحفاظ على موارد المياه والتربة.
وأشار اللواء الزملوط إلى أن المشروع يُعد جزءًا من الرؤية الاستراتيجية لمستقبل المحافظة، والتي تسعى إلى توجيه الجهود التنموية نحو مناطق بعينها لضمان الاستخدام الأمثل للموارد، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية:
وشدد المحافظ على أهمية التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية لتنفيذ الدراسات بالشكل الأمثل، مؤكدًا أن المشروع سيتم تنفيذه تحت إشراف المحافظة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومن المقرر أن يجري البدء في المشروع خلال الفترة القليلة المقبلة، بما يضمن تحقيق أهدافه على أرض الواقع.
دور التعاون الدولي في التنمية المحلية:
من جانبها، أشادت حنان مجدي، نائب المحافظ، بالدعم المقدم من هيئة "جايكا" والجامعات اليابانية المشاركة، مشيرة إلى أن التعاون الدولي في مجال البحث العلمي يُعد خطوة محورية لتحقيق التنمية في الوادي الجديد.
كما أكدت مجدي أن الدراسات المرتقبة ستسهم في تعزيز الخطط التنموية بالمحافظة، خاصة فيما يتعلق بالتوسع الزراعي، الذي يُعد من القطاعات الأساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخلق فرص عمل جديدة.
خريطة تنموية جديدة:
المشروع البحثي لا يقتصر فقط على دراسة المياه الجوفية، بل يشمل أيضًا تطوير رؤى جديدة للاستصلاح الزراعي باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ووفقًا للمحافظ، فإن مخرجات المشروع ستُستخدم لتحديد أفضل المناطق للاستصلاح الزراعي، مع ضمان استدامة المشروعات التنموية التي تعتمد على المياه الجوفية.
التعاون مع جامعة الوادي الجديد:
وأوضح الاجتماع أن جامعة الوادي الجديد ستكون شريكًا أساسيًا في المشروع، ما يعزز دور المؤسسات الأكاديمية المحلية في المشروعات البحثية الكبرى، ويضمن تحقيق التكامل بين البحث العلمي واحتياجات المجتمع المحلي.
خطوة نحو الاستدامة:
يُذكر أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها محافظة الوادي الجديد لتعزيز الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية، وتهدف المحافظة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق أقصى استفادة من المخزون المائي بما يدعم خطط التوسع الزراعي والصناعي والسكني، ويسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
شعار محافظة الوادي الجديد ووكالة الجايكا اليابانية محافظ الوادي الجديد يتلقي وفد الجايكا