وضعت وزارة النقل، خطة مُحكمة لتوطين صناعة الوحدات المتحركة «القطارات»، ركزت على تعميق التصنيع المحلي وفق المواصفات والمعايير العالمية، وعقد شراكات مع كبرى الشركات العالمية لتبادل الخبرات والوصول بالمنتجات إلى أفضل جودة، تشمل تطوير الوحدات المتحركة والبنية الأساسية ونظم الإشارات والورش الإنتاجية وتنمية العنصر البشري، وذلك بهدف رفع طاقة النقل وتعظيم نقل الركاب والبضائع على خطوط الشبكة.

إنشاء 7 مصانع متخصصة

أكدت وزارة النقل، في تقرير لها، أنَّه يتمّ حاليًا إنشاء 7 مصانع متخصصة في مصر لكل ما يتعلق بالسكة الحديد ووحدات الجر الكهربائي، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والدولية والوطنية المتخصصة مثل شركة «ألستوم» الفرنسية والتعاون مع شركة تالجو الإسبانية العالمية والتعاون مع شركة «Colway» الإسبانية، وشركة «لينزا مصر» و«هيونداي روتيم» لإنتاج عربات المترو في مصنع «نيرك» بشرق بورسعيد.

دائماً ما يتابع الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خطة التوطين مع مسؤولي الشركات المتخصصة، إذ سبق وعقد لقاءات مع رئيس ومسؤولي شركة كولواي لبحث آخر المستجدات الخاصة بالتعاون المشترك في مجال السكك الحديدية؛ إذ جرت متابعة آخر مستجدات التعاون في مجال إنشاء الشركة لمصنع محلي للشركة لتصنيع المكونات الداخلية للوحدات المتحركة، وإعادة تأهيل 65 عربة نوم وناديا إسبانيا بمنطقة كوم أبوراضي.

تصنيع وتوريد 7 قطارات نوم فاخرة  

كما تابع نائب رئيس الوزراء مع رئيس ومسؤولي شركة تالجو، آخر المستجدات الخاصة بتصنيع وتوريد 7 قطارات نوم فاخرة جديدة، وكذلك آخر المستجدات الخاصة بإنشاء مصنع تالجو مصر لصناعة القطارات لتغطية احتياجات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، كما تم التأكيد على قيام المصنع بتصنيع 50 قطارا بتكنولوجيا تالجو العالية كمرحلة أولى و50 قطار تالجو كمرحلة ثانية.

ضمن اللقاءات لقاء مع مسؤولي شركتي تالجو الإسبانية والستوم الفرنسية لإنشاء مصنعين للوحدات المتحركة لتصنيع عربات السكك الحديدية وعربات مترو الأنفاق والقطار الكهربائي، بالإضافة إلى تصنيع الأجهزة والأنظمة الإلكتروميكانيكية في مصر.

تصنيع وصيانة الوحدات المتحركة

وأكدت وزارة النقل، أن المصنع مقرر إنشاؤه في منطقة كوم أبوراضي بمحافظة بني سويف على مساحة 20 فدانا كاملة المرافق بالمنطقة المجاورة لورش كوم أبوراضي التابعة للسكة الحديد، وهو الأمر الذي سيجعل هذه المنطقة مجمعا لتصنيع وصيانة الوحدات المتحركة ومكوناتها من عربات تالجو الإسبانية، كما أن المصنع سيتم فيه تنفيذ أعمال الصيانة الخاصة بالقطارات، وسيصنع 50 قطارا بتكنولوجيا تالجو العالية كمرحلة أولى و50 قطارا كمرحلة ثانية.

كما سيقوم مصنع تالجو مصر بأعمال التصنيع المتبعة ابتداء من القطار الأول بنسبة 97% من أعمال التصنيع المتبعة بمصنع شركة تالجو بإسبانيا، كما يستهدف أيضا مصنع تالجو مصر الاعتماد على موردين محليين بنسبة تصل لـ45% للمكونات المحلية، على أن يتم العمل على زيادة هذه النسبة تدريجياً من خلال شركات مصرية، إذ أكدت الوزارة أن الأعمال تتم وفق المعايير العالمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القطارات السكة الحديد قطارات التالجو الوحدات المتحركة الوحدات المتحرکة

إقرأ أيضاً:

من السكك الحديدية إلى الذكاء الاصطناعي.. محطة بشتيل وتحقيق حلم النقل الذكي

من قلب القاهرة، حيث تتداخل العراقة مع الحداثة، تنبثق فكرة جديدة تتحدى المألوف. محطة بشتيل، التي كانت في السابق مجرد معبرٍ عابر، تتحول اليوم إلى نقطة التقاء بين التكنولوجيا والواقع، لتفتح أمامنا أبواب المستقبل في مجال النقل الذكي، ففي هذا المكان، تتجاوز القاطرات والشوارع كونها مجرد وسائل تنقل، لتصبح جزءًا من شبكة حية تتناغم مع احتياجاتنا اليومية.

لذا نستعرض خلال التحقيق التالي الدور الفعال الذي تلعبه محطة بشتيل في تسهيل حركة النقل في ضوء جهود الدول من أجل تطبيق منظومة النقل الذكي.

النقل الذكي في مصر.. محطة بشتيل ركيزة المستقبل في ربط المدن الكبرى

قال الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، «تمثل محطة بشتيل لقطارات الصعيد خطوة كبيرة في تطوير النقل الذكي في مصر، وتعد المحطة مركزًا مهمًا لربط القاهرة بمحافظات الصعيد، إذ تسهم المحطة في تسهيل حركة التنقل بين هذه المناطق باستخدام أحدث الأنظمة الذكية في التحكم في حركة القطارات، وهذا التطور يسهم بشكل مباشر في تقليل الازدحام وتحسين تجربة المسافرين، فمن المقرر تطبيق تقنيات متقدمة مثل الدفع الإلكتروني والتوقيت الدقيق للقطارات، مما سيخفف من معاناة المسافرين ويختصر الزمن في رحلاتهم».

وأضاف «صلاح»، في تصريحاته الخاصة لـ «الأسبوع»: «تأتي محطة بشتيل في ظل السعي لتطبيق النقل الذكي الذي يعتمد بشكل رئيسي على التكنولوجيا الحديثة، إذ يسعى إلى الاستغناء عن العنصر البشري في الكثير من العمليات التي قد تؤدي إلى الحوادث أو المشاكل، كما شاهدنا في السكك الحديدية سابقًا. فمن خلال هذا النظام، يمكن التحكم عن بُعد في حركة القطارات والأتوبيسات عبر منظومات متطورة، بحيث يتم تنبيه السائق عند حدوث أي خطأ أو مشكلة قد تواجهه على الطريق. كما يتم استخدام الكاميرات الذكية وأجهزة الرصد، مثل الرادارات والأقمار الصناعية، لمراقبة الحركة على الطرق والسكك الحديدية، ما يساعد في تقليل الحوادث والكشف عن أماكن الازدحام وتحويل المرور إلى طرق بديلة لتفادي الازدحام».

محطة بشتيل لقطارات الصعيد

وأضاف «صلاح»: «ويوجد بالمحطة عدد 28 شباك تذاكر كما تم تزويدها بعدد 10 ماكينات حجز تذاكر إلكترونية إلى جانب غرفة مراقبة مركزية مجهزة بشاشات المراقبة والتي تخدمها عدد 1200 كاميرا مراقبة موزعة بجميع أنحاء المحطة وملحقاتها وتضم المحطة عدد 2 مكتب استعلامات لخدمة الجمهور والمحطة مزودة أيضا بعدد 14 بوابة تفتيش وكشف على الحقائب وعدد 86 بوابة إلكترونية لدخول وخروج الركاب من وإلى الأرصفة، إضافة إلى ذلك يوجد بالمحطة عدد 14 سلم كهربائي متحرك وعدد 34 كهربائي ومصعد لذوي الهمم، وهذا ما يدل على جاهزيتها لاستقبال المواطنين وتوفير الجهد والوقت لهم».

وتابع «صلاح»: «بدأت مصر في تطبيق تقنيات النقل الذكي من خلال مشاريع مثل المونوريل في الجزء الشرقي من القاهرة الكبرى ففي هذه القطارات، سيعتمد السائقون على أنظمة تحكم ذكية تتيح لهم إدارة حركة القطارات بفاعلية أكبر، لذا نأمل في تطبيق هذه الأنظمة أيضًا في المناطق الحساسة مثل المزلقانات والتقاطعات على السكك الحديدية، حيث كان التحكم البشري يسبب العديد من الحوادث في الماضي، فإدخال التكنولوجيا الإلكترونية سيسهم بشكل كبير في تقليل تلك مثل هذه الحوادث وتحسين الأمان والكفاءة في النظام بأكمله».

نقل ذكي لـ مستقبل واعد: كيف ستغير محطة بشتيل حياة المسافرين؟

من جانبه قال محمد علي، موظف من أسيوط، يستخدم القطارات بشكل يومي للسفر إلى القاهرة:« محطة بشتيل سهلت كتير من رحلاتنا اليومية، وساعدت في تقليل وقت السفر بين الصعيد والقاهرة. من خلال الربط بين المدن والمحطات، إذ أصبحت مواعيد القطارات أكثر دقة عن قبل، فكثيرا ما كانت لدي مخاوف من تأخر القطار أو الوقوف لطابور طويل من أجل الحصول على التذكرة»، وتابع: « حجز التذاكر بالنسبة لي أصبح أسهل بكثير مما مضى فالمحطة بها عدد كبيرمن شبابيك الحجز بالإضافة لماكينات حجز التذاكر الإلكترونية، وهذا ما اختصر الوقت لي، فقبل ذلك كنت أقف في طابور طويل على شباكين أو 3 شبابيك لحجز التذاكر أما الآن فالأمر أصبح أكثر اختصارا للوقت، إذ اذهب لشراء التذكرة دون عناء الانتظار، هذا إلى جانب عدد الأرصفة الموجوده في المحطة والمنظمة بما لا يتسبب في إحداث تضارب لأي شخص بين رصيف وآخر، إلى جانب ماكينات الأكل الآليه التي يمكن من خلالها الحصول على الوجبات الغذائية دون التعرض لجشع التجار والباعة الجائلين المتواجدين في المحطة».

محطة بشتيل لقطارات الصعيد

وأكمل «علي»: «أكثر شيء لفت نظري في المحطة هو مدى جاهزيتها لاستقبال ذوي الهمم، فمع أن الأمر لن يؤثر معي كثيرا إلا أنني رأيت الكثير من ذوي الهمم الذين شكلت لهم المحطة نقلة نوعية وفقا لجاهزيتها لاستقبالهم، هذا ما أصبح أكثر سهولة لهم في التعامل مع المصاعد الكهربائية ووفر عليهم وعلى مرافقيهم المجهود والعناء».

«كنت أشعر بخوف شديد أثناء السفر وبخاصة كوني بنت ومغتربة وأسافر لمسافة طويلة بمفردي»، هكذا عبرت سلمى حسن، طالبة جامعية من سوهاج، تستخدم القطارات بشكل مستمر للسفر إلى القاهرة لمتابعة دراستها، وأضافت: «كنت دائمًا أواجه مشكلة كبيرة في التنقل بين سوهاج والقاهرة، خاصة أن المسافة الطويلة كانت تتطلب ساعات من السفر، أضف إلى ذلك التأخيرات المستمرة التي كانت تحدث، ما يجعلني أضيع الكثير من الوقت في المحطات، لذا كان السفر من أجل الدراسة تحديًا حقيقيًا، لكن إنشاء محطة بشتيل لقطارات الصعيد شكلت إضافة جيدة من أجل اختصار الوقت مما وفر لي الأمان، فاختصار الوقت يقلل من فرصة تعرضي للسرقة أو أشياء أخرى قد تسبب لي تهديد.»

وأكدت «سلمى»، إن: «كل شيء في المحطة يعد تطورا ملحوظا، فمثلا السلالم الكهربائية والمحلات التجارية تعتبر نقلة جديدة، فقبل ذلك كنت أعاني من الصعود والنزول بالحقائب الخاصة بي ولكن الآن الأمر أصبح أكثر سهولة».

من ناحية أخرى قال أحمد عبد الفتاح، تاجر من قنا، اعتاد السفر بين قنا والقاهرة من أجل العمل، «في السنوات الماضية، كنت أواجه مشكلة كبيرة في السفر إلى القاهرة، خصوصًا أننا في الصعيد نعاني من قلة الخيارات والازدحام في محطات القطارات»، مضيفا: «لكن الأهم بالنسبة لي هو فكرة تحسين الأمان، ففي الماضي، كانت المحطات مزدحمة بشكل غير طبيعي، وكان هناك الكثير من الازدحام والتخبط، مما كان يعرضني للكثير من الأخطار فكنت أخاف على البضائع الخاصة بي من السرقة أو التلف، لكن مع التكنولوجيا الذكية التي سيتم تطبيقها، سيكون هناك إدارة أفضل لحركة القطارات، ما يعني أن التنقل سيكون أكثر أمانًا، كما أن نظام المراقبة الذكية سيسهم في منع أي مشكلات أو حوادث، وهو أمر أساسي خاصة بالنسبة لنا نحن سكان الصعيد.»

وأضاف «عبد الفتاح»:« هناك جانب أود أن أشير إلى جانب آخر أكثر تأثيرا على الاقتصاد يتمثل في زيادة فاعلية النقل بين القاهرة والصعيد، إذ أسهمت المحطة في تسهيل حركة البضائع والأفراد، وهذا أثر إيجابيًا على التجارة بين الصعيد والعاصمة، فقبل ذلك كنت كثيرا ما أتغاضى عن الذهاب للقاهرة من أجل جلب البضائع وبيعها لبعد المسافة وإرهاق السفر وعدم أمان الطريق، لذا فتحسن النقل السريع والآمن يزيد من قدرتنا على التنقل والعمل بكفاءة أكبر».

وجملة القول أن محطة بشتيل تمثل خطوة محورية في تطوير النقل الذكي في مصر، إذ تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والراحة للمسافرين من خلال ربط القاهرة بالصعيد بأنظمة متطورة، من أجل تقليل التكدس المروري وتحقيق أمان أكبر، هذا ما يجعلها ركيزة أساسية نحو مستقبل النقل في مصر.

اقرأ أيضاًتفاصيل توقف قطارات صعيد مصر بمحطة بشتيل الجديدة

حقيقة زيادة أسعار تذاكر القطارات بعد افتتاح محطة بشتيل

كيف تساهم محطة بشتيل في تخفيف الازدحام بالسكك الحديدية؟.. خبير يوضح

مقالات مشابهة

  • «الداخلية» تحتفل باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة| فيديو
  • نائب رئيس الوزراء يبحث مع شركة إيطالية توطين صناعة اليخوت في مصر
  • الزرقا والحمرا .. اكتشف طرق علاج الكدمات بمختلف أنواعها
  • «السكة الحديد» تكشف تفاصيل سقوط جرار خلال مناورة بحوش محطة الإسكندرية 
  • وزير النقل يلتقي رئيس تالجو لبحث مستجدات إنشاء مصنع لصناعة القطارات بمصر
  • الوزير يلتقي رؤساء الشركات العالمية المتخصصة في السكك الحديدية والنقل الذكي
  • وزير الصناعة يعقد لقاءات مع رؤساء الشركات العالمية المتخصصة في السكك الحديدية
  • شراكات دولية لتحديث السكك الحديدية.. أبرزها تصنيع وتوريد قطارات نوم فاخرة
  • من السكك الحديدية إلى الذكاء الاصطناعي.. محطة بشتيل وتحقيق حلم النقل الذكي