المعارضة في كوريا الجنوبية تحذر من مغبة استفزاز رئيس بلادها لجارتهم الشمالية
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
الجديد برس|
حذر زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جاي ميونغ، اليوم الأربعاء، من أن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول قد يحاول مرة أخرى فرض الأحكام العرفية أو حتى استفزاز كوريا الشمالية، بهدف دفع الحدود بين البلدين إلى مواجهة عسكرية.
جاءت تصريحات جاي ميونغ خلال تجمع حاشد تحت عنوان “الدعوة إلى استقالة الرئيس يون سوك يول وتشجيع عزله”، نظمه الحزب الديمقراطي وأحزاب المعارضة الأخرى.
وفي كلمته، التي نقلتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، قال جاي ميونغ: “لقد حاول الرئيس فرض الأحكام العرفية من دون جدوى، وهناك خطر جدي بأنه قد يلجأ لاستفزاز كوريا الشمالية لزعزعة استقرار المنطقة الحدودية، مما قد يؤدي إلى صراع مسلح”.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد أعلن سابقاً فرض الأحكام العرفية بهدف “تطهير القوات الموالية لكوريا الديمقراطية والحفاظ على النظام الدستوري الليبرالي”، وأرسل الجيش لمنع النواب من دخول البرلمان. لكن البرلمان تمكن من التصويت بالأغلبية الساحقة لرفع الأحكام العرفية، ما أدى إلى إنهاء الإجراء واستدعاء الجيش.
وتوعدت أحزاب المعارضة باتخاذ خطوات تصعيدية، بما في ذلك توجيه اتهامات رسمية بالانقلاب ضد الرئيس ووزير الدفاع ووزير الداخلية، مع الضغط لعزله عبر تصويت برلماني يتطلب تأييد ٢٠٠ نائب من أصل ٣٠٠، وهو ما يستلزم دعم ١٨ نائباً من الحزب الحاكم.
يأتي هذا التصعيد السياسي في ظل تزايد الانقسامات الداخلية، وسط مخاوف من تداعيات أمنية وعسكرية قد تهدد استقرار شبه الجزيرة الكورية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الأحکام العرفیة
إقرأ أيضاً:
احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية
تحدى آلاف الثلوج الكثيفة التي هطلت على سول عاصمة كوريا الجنوبية، الأحد، واحتشدوا للتعبير عن تأييد أو معارضة اعتقال الرئيس يون سوك يولالموقوف عن العمل رهن المساءلة التي قد تفضي لعزله، وذلك في وقت بدا فيه أن الأزمة السياسية في البلاد تتجه نحو مواجهة أخرى عالية المخاطر.
ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة اعتقال صادرة بحق يون بتهمة العصيان عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش) غدا الاثنين، نظمت عدة مجموعات مظاهرات قرب مقر إقامته الرسمي، حيث طالب البعض باعتقاله على الفور واحتج البعض الآخر على ذلك.
وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر لم تدم طويلا، وأثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.
وقرر البرلمان مساءلة الرئيس وعلق ممارسته لمهامه الرسمية إلى أن تقرر المحكمة الدستورية ما إذا كانت ستعيده إلى منصبه أو ستعزله. ويوم الجمعة، منع الحرس الرئاسي وقوات الجيش محققين جنائيين من اعتقاله في مواجهة استمرت ست ساعات.
وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء أن محكمة جزئية في غرب سول رفضت، الأحد، شكوى قدمها محامون يمثلون يون مفادها أن مذكرة الاعتقال غير قانونية وباطلة. ولم ترد المحكمة على اتصالات للحصول على تعليق.
وقال محامون يمثلون يون إن مذكرة الاعتقال غير دستورية لأن مكتب التحقيق في الفساد للمسؤولين الكبار الذي يقود التحقيق الجنائي بحقه ليس له صلاحية ليصدرها بموجب قانون البلاد فيما يتعلق بالتحقيق في أي قضية عن اتهامات بالعصيان.
"مشكلة عويصة"
قال المحامون في بيان، الأحد، إنهم سيحيلون أمر الإجراءات التي يتخذها رئيس مكتب التحقيق في الفساد للمسؤولين الكبار أوه دونج-وون وفريق التحقيق إلى ممثلي الادعاء بسبب ما وصفوه بأنه تنفيذ غير قانوني لمذكرة الاعتقال بما تضمن حشد الشرطة للتنفيذ وهو ليس من ضمن صلاحيات المكتب.
ولم يرد المكتب بعد على طلب للحصول على تعليق.
وقال محام يقدم المشورة ليون على "فيسبوك": "الحكم على مشروعية أي تفسير وتنفيذ قانوني أمر صعب... إذا كان هناك خطأ في الإجراءات القانونية في تطبيق القانون بحق الرئيس فسيشكل الأمر مشكلة عويصة".
وتجمع بعض المحتجين، الأحد، طوال الليل في وسط سول، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من خمس درجات مئوية تحت الصفر، فيما تراكمت الثلوج بسمك يتجاوز خمسة سنتيمترات في بعض أنحاء العاصمة التي حذرت الأرصاد الجوية من أنها ستكون معرضة لهطول ثلوج كثيفة.
وقال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد النقابات العمالية الكوري، وهي جماعة عمالية رئيسية شاركت في الاحتجاجات، "يتعين علينا إعادة إرساء أسس مجتمعنا من خلال معاقبة الرئيس الذي خالف الدستور".
وأضاف: "يجب علينا إسقاط المجرم يون سوك يول واعتقاله واحتجازه في أقرب وقت ممكن".
وفي مكان قريب، رفع أنصار يون لافتات كُتب عليها: "سنقاتل من أجل الرئيس يون سوك يول" و"أوقفوا السرقة"، وهي العبارة التي روج لها أنصار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد خسارته انتخابات عام 2020.
واستقطبت احتجاجات مماثلة عشرات الآلاف، السبت، مما دفع الشرطة إلى محاولة تفريق المحتجين التابعين لاتحاد النقابات العمالية الكوري الذين احتلوا طرقا وأعاقوا حركة المرور. وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء أن اثنين من المحتجين اعتقلا بتهمة الاعتداء على أفراد الأمن.
وطلب مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى، السبت، من القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج-موك، وزير المالية، إصدار أمر إلى جهاز الأمن بالامتثال وتنفيذ أمر الاعتقال.
ورفض متحدث باسم وزارة المالية التعليق.
من جهته قال حرس الرئاسة، الأحد، إنه لا يمكنه أن يتعاون مع مسؤولين آخرين يحاولون تنفيذ مذكرة اعتقال صدرت بحق الرئيس يون سوك يول.
"واجب" الأمن الرئاسي
وفي حال توقيفه، سيكون يون أول رئيس كوري جنوبي يُعتقل وهو لا يزال في منصبه.
وطلب مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين، وهي الهيئة التي تتولى التحقيقات، السبت، من الرئيس بالوكالة تشوي سانك-موك، إصدار أمر لعناصر الأمن الرئاسي بالتعاون مع المحققين.
لكن قائد الحرس بارك جونغ-جون شدد، الأحد، على أن التراجع أمام محاولات تنفيذ مذكرة التوقيف سيكون بمثابة "التخلي عن واجباتنا"، رافضا الاتهامات بأن فريقه يتصرف مثل "ميليشيا شخصية" للرئيس المعزول.
وتقدم الفريق القانوني ليون سوك يول بطلب استئناف أمام المحكمة المركزية في سيول ضد مذكرة التوقيف، لكن تمّ رفضه، بحسب ما أفادت مصادر قضائية.
وتتواصل الفوضى السياسية في كوريا الجنوبية منذ مطلع الشهر الماضي. وقام البرلمان بعد عزل يون سوك يول، بعزل خلفه بالوكالة هان داك-سو على خلفية اتهامه بعرقلة الإجراءات ضدّ يون. وحاليا، يتولى وزير المالية تشوي سانغ موك الرئاسة بالوكالة.