جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-06@11:16:03 GMT

أمانات الناس

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

أمانات الناس

 

 

سارة البريكي

Sara_albreiki@hotmail.com

 

نعيشُ في بلد ينعم بالخيرات والبركات، وأحيانًا نشعرُ بالضِّيق، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًّا في الدنيا، ولكن أن تَصِل بنا الحال لاستغلال فئة معينة من الناس من الذين يعيشون بيننا على أمل أن يتم توظيفهم ونقوم بإيهامهم بأننا مكتب توظيف، ونجعلهم يدفعون مبالغَ طائلة، وهم أشخاص لا حول لهم ولا قوة، يقتاتون من عرق جبينهم.

. فهذا أمرٌ عجيب ودخيل على مجتمعنا.

حدث ذلك في ولاية صحم، حين قام أحدهم هناك بالنصب على مُدرِّسة من الجنسية المصرية، أَوهمها بأنه سيجد لها عملًا يضمن لها وضعًا ماليًّا جيدًا، وقام بأخذ أموالها واختفى، وبعد التقصِّي تم الاكتشاف أن هذا الشخص قد نصب على أكثر من خمسة وافدين، أوهمهم جميعًا بأنه سيعثر لهم على وظائف بمبالغ مالية جيدة جدا، ولكن هيهات، فهو يتمادى بطلب المال لتخليص الأمور سريعا، وبما أنه يتبع لمكتب موثوق ومن أبناء الولاية فلم يشك في أمره أحد.

وأمثال هذه القصص للأسف باتت اليوم كثيرة؛ وباتت تفرض علينا أخذ الحيطة والحذر والتحري والتقصي قبل أي خطوة نقدم عليها، وعدم الثقة في الناس الذين لا نعلم ماذا يخبئون لنا من نوايا، فالمرءُ منا بحاجة للمعرفة حتى يصل مرحلة من الوعي لا يُسلِّم معها نفسه وما يملك إلا لمن يثق به.

هناك شركات وهمية تقوم باستغلال العمالة الأجنبية، وخصوصًا أولئك الذين قاربتْ عقود عملهم وإقاماتهم على الانتهاء، فيقومون بالنصب عليهم من خلال التلاعب بمشاعرهم بطريقة تجعلهم يصدقون أن كل الوعود صادقة، فينخدعون ويقومون بدفع المبالغ لهم، فيقعون ضحية مكر وخداع هؤلاء.

إنَّ التحري والتقصي والتدقيق في المعلومات الواردة بالنسبة لنا كمُراجعين، وأيضا الرقابة من قبل الجهات المعنية على سير أمور العمل بكل شركة مُرخَّصة، والزيارات التفتيشية المفاجئة، جميعها قادرة على تعديل كفة الميزان، وردع من تسول له نفسه التلاعب بالمغلوبين على أمرهم، الباحثين عن قشَّة نجاة تجعلهم يعيشون بكرامة، فليس جيدًا أبدًا أن يزداد همهم همًّا ويصابوا بحالة نفسية سيئة جرَّاء من يتاجرون بمشاعرهم.

وأكرِّر بأنَّ عمليات المراقبة والتفتيش المستمرين، والتقصي والتحري، تُسهم بشكل مباشر وكبير جدا في ضبط سوق العمل والمعاملات المالية والإلكترونية وغيرها، مع ضرورة تشديد العقوبة على من يثبت تجاوزه، بحيث يكون عبرة لمن لا يعتبر، مع إلزامه برد المظالم إلى أهلها دون استثناء وبدون النظر لجنسيات الضحايا، فكلنا نعرف أن هذا الأمر ليس صحيحا، ولا يجب أن نسمح به في عُماننا الوفية، ولابد أن نقف وقفة واحدة للضرب على كل من يُريد المساس بمصالح الناس أجمعين، فنحن بلد الأخلاق، ولا يُسمح هنا بتجاوز الحدود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نازل آخذ منصب

بقلم : هادي جلو مرعي ..

ينزل الناس الى الشوارع على أصناف. فمنهم من يبحث عن فرصة حياة، ومنهم من يبحث عن وجود، ومنهم من يبحث عن التغيير، ومنهم من يبحث عن عمل، ومنهم من يبحث عن مستقبل، ومنهم من يشعر بالإحباط والكآبة، ويرى الأوضاع غير مواتية، ولابد من إحداث تغيير، ولو كان بسيطا ومتدرجا ليصل الى مبتغاه، ومنهم من يبحث عن وطن لأنه لايشعر أن الوطن الذي يعيش فيه هو الوطن المثالي واللائق للعيش.
من الناس من يبحث عن مكاسب، ولايهمه عدد الذين يسقطون صرعى، والذين يمرضون، والذين يعاقون، وهذا ديدن الحركات الثورية في العالم، وعبر التاريخ، فالناس ينزلون الى الشوارع على أصناف، بينما يتواجد في صفوفهم من يريد إنتهاز الفرصة حتى لو لبس ثياب العفة والطهارة والتواضع، وأقسم أنه إنما خرج طلبا للإصلاح، وليس المصالح، وللتغيير، وليس للإنتفاع منه بالقفز عليه، وتحييد الآخرين، فتجد إن قلة قليلة تستحوذ على المناصب والمنافع، بينما يعود الآلاف بخفي حنين، وقد خسروا الكثير، ولم يربحوا ولو القليل مماكانوا يتمنون.
أخطر الناس، وأسوأهم هم الباحثون عن المناصب والوظائف على حساب الدماء، وهم بلاضمير، ولاآحساس بمعاناة الآخرين، وتتجمد مشاعرهم عند مصالحهم، فلايعودوا يهتمون لشيء. فهم كذابون، بينما ينطقون بالصدق، وبعفوية بالغة، وهم خونة يظهرون الأمانة والحرص على مصالح الشعب، وهم يحملون في ادمغتهم مشاريع بعيدة عن وجدان الناس العاديين، ومصالحهم الحقيقية، وحاجاتهم في العيش الآمن، وبالكرامة، ويخدعون البسطاء بأنهم معهم يحملون همومهم ومعاناتهم، بينما لم يفعلوا شيئا في سبيل ذلك، وإنما كان هدفهم الوصول الى المبتغى بعد أن حيدوا ضمائرهم، وإنتبهوا فقط لما يطمحون إليه، ومايريدونه، وليذهب الشعب الى الجحيم.
وبينما يصيح البسطاء في الشوارع ويكتبون: نازل آخذ حقي.. ينادي هولاء في السر، بينما تنطبع على وجوههم إبتسامة صفراء: نازل آخذ منصب، وفرق كبير بين الحق والمنصب، لأن الحق هو الحق، والمنصب إنما يأتي بطرق مختلفة، بعضها ملتو، ومنها ماهو قانوني، ومنها مايأتي عن طريق الإنتماء الحزبي وإستغلال الظروف، وهي طريق بعيدة عن الحق في الغالب.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • قصة قصيرة: [الكرّٓبة]
  • سليمان: رحم الله الذين دفعوا ارواحهم ثمناً لمغامرات التفرد بقرار الحرب ودمرت بيوتهم وقطعت ارزاقهم
  • التعليم: الطلاب الذين فقدوا التابلت يمكنهم الامتحان ورقيا «فيديو»
  • أعراض نفسية لا يجب تجاهلها
  • المرور تطلق حملة لمحاسبة أصحاب المركبات الذين لم يثبتوا لوحاتهم المنجزة
  • تحذير من المرور لأصحاب المركبات الذين لم يراجعوا لتثبيت لوحاتهم المنجزة
  • “سانا”: القبض على أحد القادة الميدانيين الذين “أجرموا بحق الشعب السوري وشاركوا بالعديد من المجازر”
  • النافذة التعليمية والتدريبية بجامعة الرباط الوطنى تودع طلابها الذين جلسوا للإمتحانات بكليتى التقنية والعلوم الصحية وكلية الصيدلة ببورتسودان
  • صناعة الآلهة!
  • نازل آخذ منصب