عربي21:
2025-03-10@04:30:45 GMT

لماذا تبدو تركيا مجرد متابع لما يجري في سوريا؟

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

أطلقت فصائل الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام عملية "ردع العدوان"، قبل أسبوع، بهدف توجيه ضربة استباقية لقوات النظام السوري في حلب وريفها، وإعادة مئات الآلاف من المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم بعد تحريرها من قوات النظام والمليشيات الإيرانية، كما أطلق الجيش الوطني السوري عملية "فجر الحرية" لتحرير مدينة تل رفعت من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يشكل حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري.



الثوار السوريون حققوا خلال أيام انتصارات كبيرة، ليحرروا مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية، من قوات النظام وحلفائه، كما تم تحرير مدينة تل رفعت وحي الشيخ مقصود في حلب من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني. وما زال الثوار يتقدمون نحو مناطق أخرى لتحريرها، وسط تكهنات حول اقتراب حكم آل الأسد في سوريا من النهاية، وتساؤلات حول مصير البلاد.

أنقرة تبدو منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" وكأنها مجرد متابع لما يجري في سوريا، على الرغم من أن تركيا تأتي على رأس الدول المتأثرة من أحداث الشمال السوري. إلا أنه من غير المعقول على الإطلاق أن تكون أنقرة مجرد متابع للعمليات العسكرية التي يقوم بها الثوار السوريون في ظل مشاركة فصائل في تلك العمليات تدعمها تركيا وتدربها، بالإضافة إلى وجود عشرات النقاط العسكرية للجيش التركي في محافظة إدلب
أنقرة تبدو منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" وكأنها مجرد متابع لما يجري في سوريا، على الرغم من أن تركيا تأتي على رأس الدول المتأثرة من أحداث الشمال السوري. إلا أنه من غير المعقول على الإطلاق أن تكون أنقرة مجرد متابع للعمليات العسكرية التي يقوم بها الثوار السوريون في ظل مشاركة فصائل في تلك العمليات تدعمها تركيا وتدربها، بالإضافة إلى وجود عشرات النقاط العسكرية للجيش التركي في محافظة إدلب. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا تسعى أنقرة إلى النأي بنفسها مما يجري الآن في سوريا؟".

الموالون للنظام السوري يدَّعون بأن فصائل الثورة السورية التي أطلقت عملية "ردع العدوان" مرتبطة بالخارج، وتنفذ أجندة إسرائيل والولايات المتحدة. وجاء ذات الادعاء على لسان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الاثنين، مع نظيره التركي هاكان فيدان، خلال زيارة الأول للعاصمة التركية. وهو ما نفاه فيدان جملة وتفصيلا، وشدد على أنه "من الخطأ في هذه المرحلة تفسير الأحداث في سوريا بأي تدخل خارجي"، كما وصف ادعاء نظيره الإيراني بـ"ملجأ لمن لا يريد أن يفهم الحقائق".

تركيا تحمِّل نظام الأسد مسؤولية ما يجري حاليا في سوريا، مشيرة إلى أن النظام السوري لم يقدم أي خطوة لحل مشاكل البلاد منذ اندلاع الثورة. وترى أن بشار الأسد وحلفاءه من الروس والإيرانيين أرادوا أن يستغلوا تفاهمات أستانة لإنهاء المعارضة والسيطرة على المناطق المحررة، بدلا من الاستجابة لمطالب المعارضة المشروعة. بالتالي، لا ترغب تركيا في الظهور كشريك فعَّال في إدارة العمليات العسكرية كيلا تمنح النظام فرصة لتغطية فشله وتقوية ادعائه بأن ما يجري تدخل خارجي.

وقوف تركيا إلى جانب الشعوب بعد اندلاع ثورات الربيع العربي أدَّى إلى تدهور علاقاتها مع عدد من الدول العربية، مثل مصر والسعودية والإمارات. ونجحت أنقرة في ترميم تلك العلاقات في السنوات الأخيرة بعد أن بذلت جهودا حثيثة بهذا الاتجاه. والآن، مع تحرك الثوار السوريين وتقدمهم نحو دمشق، تتحاشى تركيا أن تظهر كداعم لثورة شعبية تسعى إلى إسقاط النظام، في ظل خوف أنظمة الثورة المضادة من عودة رياح الربيع العربي. الأوضاع الدولية والإقليمية ملتهبة في الوقت الراهن، وينتظر العالم استلام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مهامه رسميا في 20 كانون الثاني/ يناير القادم. وترى أنقرة أنه من الأفضل عدم الاستعجال في التحرك والانخراط مباشرة في العمليات العسكرية الواسعة في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة، ولكنها في ذات الوقت لا تمانع تحرك الفصائل لتغيير التوازنات في الساحة لصالح ثورة الشعب السوري والأمن القومي التركيبل تؤكد أن تعاملها مع أحداث سوريا يقتصر فقط على حماية أمنها القومي ومكافحة حزب العمال الكردستاني الذي يسعى إلى استغلال الأوضاع المضطربة والتطورات الأخيرة للسيطرة على مناطق جديدة تنسحب منها قوات النظام السوري.

الأوضاع الدولية والإقليمية ملتهبة في الوقت الراهن، وينتظر العالم استلام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مهامه رسميا في 20 كانون الثاني/ يناير القادم. وترى أنقرة أنه من الأفضل عدم الاستعجال في التحرك والانخراط مباشرة في العمليات العسكرية الواسعة في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة، ولكنها في ذات الوقت لا تمانع تحرك الفصائل لتغيير التوازنات في الساحة لصالح ثورة الشعب السوري والأمن القومي التركي، ولتحرير مزيد من الأراضي السورية من قوات النظام وحلفائه ليتمكن مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين من العودة إلى بلادهم.

أنقرة تدعو مبدئيا إلى الحفاظ على وحدة تراب سوريا، وأن يعيش أبناؤها تحت حكم مدني يحتضن الجميع، ويسعى إلى توفير حياة كريمة لهم، ولا يمارس عليهم ألوان الظلم والقمع لصالح أقلية حاكمة، وأن لا تكون الأراضي السورية مرتعا للتنظيمات الإرهابية بما فيها حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يهدد أمن تركيا واستقرارها ووحدة ترابها. وتدافع عن فكرة عدم تدخل القوى الدولية والإقليمية في شؤون سوريا، لتنسحب جميع القوى والمليشيات الأجنبية من البلاد، وتترك إدارة سوريا في أيدي أبنائها. ولكنها في ذات الوقت مستعدة للتدخل المباشر والقيام بأي تحرك عسكري للقضاء على أي تهديد إرهابي موجه إليها.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حلب سوريا تركيا سوريا تركيا حلب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العمال الکردستانی ردع العدوان قوات النظام فی سوریا من قوات أنه من

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: الثورات المضادة تطل برأسها في سوريا والشعب السوري سيحمي دولته وثورته

قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، إن دول الثورات المضادة تطل برأسها مجددا في سوريا لإجهاض احلام الشعب السوري وحريته ودولته وثورته العظمى".

 

وذكرت كرمان في منشور لها على فيسبوك إن "دول الثورات المضادة ايران، الامارات، اسرائيل ، وآخرون لا تعلمونهم".

 

وأضافت "لكن الأكيد أن الثورة السورية ستحمي نفسها وشعبها ودولتها، وستقبر كل هذه الأوهام".

 

 

وعلى مدار يومين، شهدت منطقة الساحل السوري حالة من التوتر الأمني إثر استهداف عناصر من فلول النظام السابق دوريات أمنية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

 

وفي وقت سابق اليوم أعلنت محافظة طرطوس السورية، عن عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة بانياس (شمال غرب) وذلك بعد توتر أمني بمدن الساحل، اعتبرته "محاولات فلول النظام البائد البائسة لزعزعة الأمن".

 

وأشارت المحافظة إلى أن "عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة بانياس (تابعة لطرطوس)، استقرار كامل بعد محاولات فلول النظام البائد البائسة لزعزعة الأمن".

 

وفي وقت سابق، الجمعة، أعلنت السلطات السورية تمديد حظر التجوال في محافظتي طرطوس واللاذقية (شمال غرب)، حتى صباح غد السبت، على خلفية توتر الأوضاع الأمنية فيهما.

 

ومساء الخميس، أعلنت إدارة الأمن العام السورية فرض حظر تجول في طرطوس وحمص واللاذقية، حتى صباح الجمعة، فيما بدأت عمليات تمشيط بمراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المنهار لتسليم السلاح، واستجاب آلاف الجنود، فيما رفض ذلك بعض الخارجين عن القانون لا سيما في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد، واختاروا الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن للقوات الحكومية.

 


مقالات مشابهة

  • اقتربت من دمشق.. اتساع المواجهات بين قوات الأمن السوري وفلول النظام السابق
  • ُقتل نحو 1000 مدني.. ماذا يجري في الساحل السوري؟
  • الشرع: فلول النظام السابق يحاولون جرّ سوريا لحرب أهلية
  • اللاذقية: الأمن العام السوري يفشل هجوما على محطة بترولية
  • ماذا يحدث في منطقة الساحل السوري وكيف تطور الوضع؟
  • تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
  • أهالي قطنا يحتشدون دعماً للدولة في عملياتها العسكرية ضد فلول النظام البائد وتأكيداً على وحدة الشعب السوري
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يزور تركيا
  • توكل كرمان: الثورات المضادة تطل برأسها في سوريا والشعب السوري سيحمي دولته وثورته
  • فرص نجاح تركيا بلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا مجددا